يا طـالـب المـجــد فـي عجــور مــورده =عـــذب مـعـيــن يـروّي غــلــة فـيـنـــــا=شــــم الأنــــــوف أبــاة دام عـــزهــــــم =هـــم الأوائــل إن نــادى مـنــاديــــــنــــا=تـفـوح يـا بـاقـة الأزهـــار فـي وطـنــي =فــوح الأريـــج ونـفـح الطيــب يغـريـنـا كلمة الإدارة


مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور       »     عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية       »     سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م       »     عجور التاريخ و الحضارة       »     ميزانية قرية عجور - 1939       »     عجور - وقوعات الزواج 1915م       »     عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل       »     اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م       »     أراضي عجور المشاع - حصري       »     اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1       »     ضريبة الانتداب البريطاني "3"       »     عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور)       »     أراضي عجور الحكر       »     عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة       »     علم النفس الاجتماعي       »     ملوك المملكة الاردنية الهاشمية       »     موسوعة صور القدس- زهرة المدائن       »     دليل الجامعات العربية و العالمية       »     روائع الشعر العالمي       »     موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة       »    

آخر 25 مشاركات
ملف عن الحج وما يتعلق به (الكاتـب : نور الهدى - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          كبرت بنتــي / قصة مؤثرة (الكاتـب : أمان - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور (الكاتـب : م .نبيل زبن - آخر مشاركة : نور الهدى - )           »          عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ميزانية قرية عجور - 1939 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - وقوعات الزواج 1915م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور المشاع - حصري (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضريبة الانتداب البريطاني "3" (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور) (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور الحكر (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          كيف و متى تحدثين طفلك عن التحرش ؟ (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          قصص اطفال للبنوتات الحلوين (الكاتـب : اميرة عجور - آخر مشاركة : م .نبيل زبن - )           »          علم النفس الاجتماعي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ملوك المملكة الاردنية الهاشمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة صور القدس- زهرة المدائن (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          دليل الجامعات العربية و العالمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          روائع الشعر العالمي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضيف اليوم بصراحة (الكاتـب : Big heart - آخر مشاركة : ajoor - )





إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-19-2013, 03:42 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي الشيخ - حيفا


الشيخ




نلتقي بالحاجّة لطيفة محمود سَهْلِة (أم يوسف) 76 عاماَ، زوجة المرحوم عبد الهادي السَهْلِة من قرية بلد الشيخ المهجرة قضاء حيفا.
من هذه القرية التي كانت تعُدّْ ما يقارب 5000 نسمة في العام 1948 بقي في البلاد منهم بضعة أفراد وعائلة أم يوسف الوحيدة التي بقيت، فيما هُجِّر كل أهل البلد للدول العربية المجاورة.

لي علاقة بكل تينِة وكل رمانِة وكل زيتونِة وكل حبِّة تراب في بلد الشيخ

زرت أم يوسف في بيتها في طمرة الذي أصبح محطّة العائلة الأخيرة بعد النكبة والتهجير.
على جدران صالون البيت شاهدتُ لوحات وصور وطنية تعيدنا بالذاكرة كثيراً إلى الوراء فسألت إم يوسف: المكتوب يقرأ من العنوان ومن هذه الصور على الجدران؟... أم يوسف: يوجد هدف واضح ومتين، أنا شخصياً لي علاقة بكل تينِة وكل رمانِة وكل زيتونِة وكل حبِّة تراب في مسقط رأسي (بلد الشيخ).


هدمت بلد الشيخ وأقيمت على أنقاضها مستوطنة تل حنان

قلت: كثار اللي ما بعرفوا عن بلد الشيخ إشي ممكن تحكيلي عنها؟... أم يوسف: بلد الشيخ تقع في مدخل حيفا مقابل (الشكبوسط). هدمت البلد عن بكرة أبيها وأقيمت على أنقاضها مستوطنة تل حنان ويسمّونها اليوم (نيشِرْ) نسبة إلى مصنع الاسمِنت القائم على أراضي بلدنا من أيام الإنجليز، استأجروا اليهود الأرض من أهل بلدنا وبَطَشوا فيها بعد النكبِة.
قلت: ليش سمّوا البلد تَلّْ حنان؟... إم يوسف: بلد الشيخ كانت مقرّ للعمال من فلسطين والدول العربية اللي كانوا يِشْتغلوا في مصانع (الرفينري) و (IPC) و معسكرات الانجليز تحت (جسر الشِلّْ). في أوائل الحرب قامت معركِة بين العرب واليهود في الرفينري وتغَلّبوا فيها العمال العرب. بعدها هجموا اليهود من الجبَلْ من تَلا عُسفيا والدالْيِة على بلد الشيخ في سَفح الجبل بَدّْهِنْ ينتِقموا من العرب. المعركة استمرت حوالي خمِسْ ساعات بَسْ ما استطاعوا اليهود يِفوتوا عالبلد بسبب المقاومِة لِكبيرِة. وفي هايْ المعركِة انقتل ضابِط يهودي إسمُه (حَنانْ). ولما احتلوا البلد أقاموا مستوطنِة وسمّوها (تل حنان) نسبة للضابط اليهودي حنان.

بلد الشيخ سقطت بعد صمود ثلاثة أشهر

قلت: كيف تركتوا بلد الشيخ؟... إم يوسف: لما اشتدت الحرب في حيفا أجوا دار سيدي أبو اسماعيل أهل إمي من حيفا لَعِندْنا في البلد في وقت حصار بلد الشيخ اللي استمر حوالي ثلاثة أشهر حتى سقطت، وبسبب المقاومِة العنيفِة اضطروا اليهود طول مُدِّة الحصار إغلاق شارع نيشِر الناصرِة القديم وصاروا يُمرقوا من أرض لبلد الشيخ إسِمها (الهَرْبَجْ) اللي بنوا عليها بعدين مستوطنِة (كفار حَسيدِم)، أو كانو يِِلِفّوا ويُمرقوا من أرض تابعة لبلد الشيخ إسِمها (فَرْشْ الحَلَقَة) اللي بنوا عليها اليهود (التَخنِيون)... قلت: يعني أراضي بلد الشيخ كبيرِة؟... إم يوسف: كل الجبل من تحت لفوق كان تابع لبلد الشيخ. كل المستعمرات اللي عمّروها وصولاً للنبي يوسف، كل هاي المنطقة حتى تصل للتخنيون كانت مزروعة بكروم العِنب والتين والزتون وتابعة لبَلَدنا. بلد الشيخ كانت مزدهِرة ومش ناقِصها إشي، فيها فْرانِة وكهرباء وباصات، فيها أطباء ومتعلْمين، أهالي البلد ملاكين وأراضينا واسعَة، كنا نزرع جميع أنواع الخضراوات والحمضيات والفواكه.

البنات في بلد الشيخ ممنوع يِتغَرَّبوا

وتابعت إم يوسف: كانو أهل الطيرِة ييجوا يِضمَنوا الزتون ويِشتغلوه وإحنا نِسوانْ بلد الشيخ نُقعِدْ نِتفرَّجْ... قلت: يعني نسوان البلد كانو مْدَلّلاتْ؟... إم يوسف: مِشْ هيكْ بِالضَبطْ. أهالي بلد الشيخ كانوا مْحافْظينْ زَيّْ دار الجَيّوسي في قلنْسوة، البنات ممنوع يِتغَرَّبوا، الزواج في عيلِة السَهْلِة وبَسّْ، حتى لو صار عَمر البنت 30 سِنِة كانت تِستنى حتى تتجوز في العيلِة.

ما ظلّْ ولا حجر من البلد، حتى الشجر قَلّعوه

نِسيت إم يوسف القصة اللي كانت تِرويها عن سقوط بلد الشيخ بإيدين اليهود وصارت تِحكيلي بحسرَة عن أراضي البلد الخصبِة ووفرِة المياه، وخيرات البلد، وصارت توصِف لي من أي طُرُقْ ممكن الوصول لبلد الشيخْ وحَلّقت بِخيالها فوق جبل بلد الشيخ وقالت: إذا بَدّك تروح على بلد الشيخ من الطريق الرئيسي القديم من تَلا نيشِرْ، هاي بِتْوَصِّلنا على الجامْعَة والنبي يوسف. وإذا بدك تْفوت على قلب البلد في كمان طريق ثانيِة، اليوم حاطّينْ هناك سياجْ حديدي... تلعثمت إم يوسف وعجزت عن إتمام الوصف وقالت: ما ظلّْ ولا حجر من البلد، حتى الشجر قَلّعوه، بسّْ إذا بْتيجي مَعايْ لهناك ممكن أقُلّك عن كل عمارة لليهود على أي بيت من بلدنا مبنيِّة.

طالعين على صفوريِة لجُمعْتين حتى تِهدا الحالِة

قلت: شو اللي صار يوم سقوط البلد؟... إم يوسف: العُمال الغُرْبِيِّة تَركوا البلد وظلّْ فيها بس سكان بلد الشيخ. أجا سيدي أبو اسماعيل قال لأبوي: الحرب مْوَلّْعَة إحنا طالعين على صفوريِة لجُمعْتين حتى تِهدأ الحالِة. بعد ما طِلِعنا عَصفّوريِة سقطت حيفا وبلد الشيخ. يومها تآمروا علينا الانجليز واجتمعوا مع العصابات اليهودية في نيشر واتفقوا يطُلبوا من أهل البلد يسلِّموا ويِجمعوا السلاح ويعطوه لليهود. في وادي إسمُه (وادي الطَبِلْ) بين بلد الشيخ ونيشر، تْمركزت فيه كتيبِة أردُنيِّة من جيش الإنقاذ. وصار الوسيط الانجليزي يضغط على أهل بلدنا يِسلّْموا سلاحْهِن، وعَرضوا قائمِة بأسماء الشباب اللي عليهِن يسلّموا حالهِن لليهود. أهالي بلدنا رَفضوا العرضْ والشباب هربوا على الجبال. أجا الجيش البريطاني جاب التركّات وحمّلوا أهل البلد كبير وصغير وكبّوهن.

اسمعوا اسمعوا شو بتِحكي إم عين وَحَدِه

واسترسلت إم يوسف وقالت: حياة عمي من الخوف طِلِع من البيت وأجا عالناصرِة حتى من السرعة نِسي الهويِّة في الجاكيت لِمعلَّقة في البيت.
أجا حياة عمي على صفوريِة يقنع أبويْ نِطلع جُمعتين على سوريا ونِرجع، بس حياة أبويْ رفض. طِلعوا كل أهل بلدنا على سوريا ولبنان والأردن وبِقي أبويْ لَحالُه هون.
إحْنا قعدنا في صفوريِّة حوالي ثلاث أشهُر، بعدها لِحقونا اليهود على صفورية. كانت الدنيا رمضان وقاعدين بَدنا نِفطر، أجَت طيارة بَرْمت بَرمَتْ وضَربَت صفوريِة، صاروا اللي قاعدين يِقولوا: هايْ الطيارات العراقيِّة جايين يِحرِّروا لِبلاد. إمّي كانت عينها توجَعها، حَطّت إيدها على عينها واطَّلعت لفوق وقالت: هاي طيارة يهودية يا مجانين... قالولها اللي قاعدين: اسمعوا اسمعوا شو بتِحكي إم عين وَحَدِه... قبل ما خلّصوا حكي برمت الطيارة وضربت كمان مرَّة وصارت الطيارات وحَدِة ورا الثانيِة تُضرب بصفوريِة. وهالناس كلّها قامت قومِة وحدِة وطلعت من البلد بنفس الليلِة، اللي جارِرْ غَنماتُه واللي حاطِطْ فَرشِة على ظهرُه وماشي واللي محمِّل ع حْمارُه أي إشي من جْنابْ البيت وطالع يِركُض، يعني حالِة يُرثى لها.

إمشوا من هون، دَشّرْتوا بلدكو وجايين توكْلوا من عِنّا!!

وتابعت إم يوسف: استَحلّوا اليهود صفورية. صفورية كانت أكبر بلد في الجليل، كانت عروسِة الجليل... قلت: طيِّب وشو عْمِلتوا ووين رُحتوا؟... إم يوسف: إحنا وأهل إمي ما مْنِعرِف الطُرُقْ ووين نْروح... أنا حْملت أخويْ وأبويْ حِمِل ولد رِجلُه مكسورَة وإمي حِملتْ أختي الصغيرِة صُرنا نِطلَع جبال وننزل جبال، نِمشي ساعتين يِلاقونا ناس يقولولنا: يا عمي وين رايحين وين رايحين؟.. نقُللهن: ماشيين مع هالناس... يقولوا: الطريق اللي ماشيينها بعيدِة وبتوصلكوا للأردن روحوا من هون على عرابة وسخنين وكملوا على لبنان أقرَبْ... نْعاود نِرجع ونِمشي طريق ثانية يلاقونا ناس يقولولنا: وين رايحين وين رايحين؟.... هاي الطريق اللي ماشيينها بعيدِة، إطلعوا من هون عالناصرِة وكملوا على جنين وعلى الأردن أقرَبْ... ومشينا ليلِة كاملِة من السَبْعة المغرِب للخمسِة الصبح نلفّْ نْلِفّْ واحنا محلنا، حتى وصلنا المشهد على وجه الصبح، أجينا على واحدة كانت تِخبِزْ، راحوا لِولاد بَدهِن يوكْلوا... قالتلْهِن: إمشوا من هون، دَشّرْتوا بلدكو وجايين توكْلوا من عِنّا!!.

الضابط الأردني مدلول بيك وجيشُه ضرب الزلام ولِختياريِّة بدون رَحْمِة

تنهدت إم يوسف وفي حلقها غَصّة وتابعت: مشينا من المشهد على الرينة على الخانوق في الناصرة، لاقينا خالتي مْفَرّْعَة وبِتْشَلِّخ بْشعِرها وبس شافتنا تْروحَنَتْ.
حياة سيدي قال: اليهود بدهِن يِحتلوا الناصرِة لازم نطلع من البلد. جوز خالتي كان عِندو تْرَكّْ أجا حياة سيدي حمَّل هالمونِة ولِفراش ودَبّْنا كُلنا حوالي عِشرين نفر في التْركّْ، وطلِعنا طريق الخانوق، والا الجيش الأردني مِتجمِّع كُلُّه هناك على لِمصَلَّبْ وين رمزور الخانوق اليوم في... هوووب هوووب وَقَّفنا الجيش ونزَّل الزلامْ وسألهِن وين رايحين ولما عرفوا إننا طالعين على لبنان، أجا ضابط أردني إسمُه (مدلول بيك) قال: ممنوع تطلعوا، كمان شويّْ جاي القوِّة الأردنيِّة... وصار يِطُخّْ بالطَبَنْجَة اللي بإيدُه، وصار هو والجيش اللي معاه يُضرُبْ بالزلام ولِختياريِّة بدون رَحْمِة.

حمّلوا الزلام بباصات كلّْ شبابيكْها مَدهونِة بالدهان الأسود

صفنت إم يوسف وقالت بغضب: هاذا جيش الانقاذ اللي أجا يحرِّرنا... الدول العربية صلّوا على العرب اللي بِقيوا في لِبلاد صلاة الموت... المهم رِجِعنا من الخانوق وفاتوا اليهود عالناصرة وأهل البلد طِلعوا في الشارع حاملين الرايات البيض... .. المهم البلد سلّمت وطلبوا من الناس تجيب السلاح عالساحات العامِة، كوام كبيرِة من السلاح بِتحارب شهر كامل، مثل عورمة القمح عالبيادر، ثلاث أيام وهن يِضُبّوا من الناصرِة سلاح. بعدين جَمّعوا الناس في محلات وسيعة، حُطّوا لِختياريِّة لَحال والنسوان لَحال ولِولاد لَحال والبنات لَحال حسب الأجيال، وصاروا يحققوا مع الناس، واللي ما بِدهِن ايّاه يِحمّْلوه بباصات كلّْ شبابيكْها مَدهونِة بالدهان الأسود وما حدا عرِف وين أخذوهِنْ.

بلد الشيخ ما بتروح من بالي لا بالليل ولا بالنهار

قلت: قلتيلي أهل بلد الشيخ بتجوزوا بسّْ في العيلِة كيف أخذتي أبو يوسف بعد ما رحلوا؟...إم يوسف: حياة جوزي أبو يوسف وإمُّه ومرت عَمُّه كلهِن من بلد الشيخ بسْ بِقيوا في طمرَة بِدون ما نِعلَمْ وحسب معرفتنا إنهِنْ رحلوا مع اللي راحوا شمال.
ابن عمّْ أبو يوسف متجوز من طمرة، وبعد ما توفى أبوه صارت الشؤون الاجتماعية تساعدهن. في 1956 أجت موظفِة من الشؤون بعثت ابو يوسف عالناصرة يتعلم نجار، ومن هون لهون عْرِفنا إنُّه بالأصل من بلد الشيخ وقرابِتنا وفي سنة 1957 تجوّزنا. بالأول حياة أبوي بسببي كان بَدُّه يهاجر ويلحق اللي طِلعوا خوف عليّْ... قلت: بتتذكري بلدك منيح؟... إم يوسف: بلد الشيخ ما بتروح من بالي لا بالليل ولا بالنهار.. كنت واعيِة وكبيرِة، في طْرُمبِة بنزين من زمان الإنجليز بعدها لليوم ودارْنا بالضبط عَقْبالها. لحدّْ إسا لما بروح لهناك بقول للي معاي: هون كانت دارنا، وهون كانت دار عمي، هناك كانت دار ابن عمي، ومحلّ هذاك الشيكون كانت دار ابن ابن عمي. يعني ما خَلّوا أي إشي من معالم البلد وخايْفِة مع الوقت تنمحي من الذاكرة... قلت: بتتذكري أسماء عائلات البلد؟... إم يوسف: البلد كلها خمس آلاف نسمة عيلِة وَحَدِة هي عيلة الشيخ سَهِلْ اللي قَبرُه موجود في مسجد البلد. وبقولولنا دار السَهْلِيِّة.. البلد كانت مقَسِّمة: الحارة الشرقيِّة والحارة الغربيِّة والحارة الوسطى واتقسمت الحارات لأقسام: دار الشيخ صالح ودار عثمان الهاشم ودار يونس ودار الوُلي ودار محمد علي ودار حمدان ودار عبد الحفيظ ودار العبد أبو راسين ودار علي السعيد وغيرهِن.


ميِّة عين ام القصب طيبِّة مثل السكّر

وتابعت إم يوسف: شو بدّي أقُلك.. بلد الشيخ كانت كلها كروم وبساتين، كان في بساتين في مدخل البلد على يمين الشارع بساتين فيها مواتير مَيِّْ ألمانيِّة للري، لما كانوا يِشَغلوا الماتور تِطلَع الميّْ فَجِرْ، تِفغَرْ من جيوب الأرض بتوخذ الانسان بطريقها من قوِّتها. كان في بلد الشيخ عشر مواتير ميِّ، الماتور الواحد يِسقي عِشرين بستان، كل بستان خمس دونمات...عيون البلد كانت غامرِة البلد بالميّْ: عين السعادة وعين إم القصب لما كنت أشرب منها تحسّ بطعمة القصب الحلو، ميِّة عين ام القصب طيبِّة مثل السكّر. وعين إم الدرج كانت بالوادي كنا نِنزل عليها عن الدرَجْ. نسوان جيراننا هون بحكولي حكايا عن الخسّْ في بلد الشيخ قدّيشْ كبير، لِملوخيِّة ووَرقِتها الناعمِة لِكبيرة والباذِنجان والبندورة .. وشو بدّي أعدِّلك... بلدنا كانت تجنِّن كيف ممكن تنتسى!!... قلت: غالبية الناس ما بعرفوا بوجود بلد الشيخ؟... إم يوسف: حسب رأيي، أهلنا اللي رحلوا على سوريا ولبنان مرتبطين بالوطن والبلد أكثر من اللي بقيوا في لبلاد.
في إلي بنت عمّ من سوريا إسمها سامية السهلِة، تجوّزت في قلقيلية قبل حوالي عشرين سنة وأجت عروس لهون.. بعد فترة دعيتها مع جوزها لعندنا على طمرة واتفقنا نزور بلد الشيخ، واحنا نازلين على بلد الشيخ في أول البلد كان في ماتور ميّْ، بسأل سامية عارفة شو اسم العين اللي كان هون؟.. قاطعتني سامية وقالت: هون عين السعادة، إمي وأبويْ كانو يخرّفونا عن البلد كل شي عن حاراتها وعيونها وحياة الناس فيها. ...صرت كل ما أقول لسامية عن إشي تقللي إنها بتِعرف من أبوها وإمها.




بعِد دورُه هذا اللاجئ يترأسّْ علينا

قلت: مبسوطة في طمرة؟...إم يوسف: أهلنا في لبنان بعيشوا لليوم حياة اللجوء وعشان هيك مرتبطين بالوطن كثير.. إحنا هون بالنسبة للدولة مواطنين فيها بس بعلاقتنا مع بعضنا نتعامل بيناتنا لاجئين وولاد بلد. يعني بتحسّر لما بتيجي الانتخابات البلدية وبترشّح واحد لاجئ، بِبْقى واحد من اللي بِحكوا وبتفَلسفوا، زوجتُه لاجئة ومَعطي أخته للاجئ وبيجي يقُلّك: بعِد دورُه هذا اللاجئ ييجي ويترأسّْ علينا... واللهِ بِتحزّْ بالقلب هاي الكلمِة، بِظلوا اصحاب وحبايب واولاد بلد للانتخابات البلدية، يومها بصير ابن بلد وابن لاجئ.
صفنت إم يوسف وكظمت على أسنانها.. نظرت إليها وسألتها: مالِكْ يا إم يوسف؟... غصّت إم يوسف بالبكاء وقالت: لا ولا إشي، بسْ أنا بتنهّد لأنُه الأيام اللي فاتت ما بتِرجع.....الأمل مقطوع من الـ48 لما كانت غولدة مئير تقعد مع عبد الله بالخيمة، لما اليهود بلاحقوا أعدائهن في كل العالم وبحاكموهِن، بس حقوقنا إحنا منسيِّة وما حدا فاكرنا.. جرُحنا دايْماً مفتوح وحسرة في القلب.

وصيتي ما تنسوا بلد الشيخ
قلت: شو وصيتك بعد عمر طويل لأبنائك وأحفادك وأقاربك؟... إم يوسف: جدّْنا الشيخ سَهلِة من سلالِة تميم الداري أحد أولياء الله الصالحين وبلدنا سُمِّيت على أسم الشيخ سهِلْ. التميميِّة اللي بنابلس وبكل لِبلاد كانو ييجوا كل سنِة يزوروا قبر الشيخ سهلِة ويجيبوا هدايا ويحُطّوا ستارات لأنُّه شيخ سهل من سلالة التميميِّة. هذا أصلنا وهذا فصِلنا وعشان حقنا يْعيشْ أوصي اولادي يعلموا وَلََدهِن وولد ولَدْهِن، يديروا بالهن على بعضهن ويحبوا بعض ويعلموا أحفاد أحفادهِن إنّو إلهن أرض ووطن وبلد إسمها بلد الشيخ.

24/12/2009







رد مع اقتباس
إضافة رد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:56 AM بتوقيت عمان

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.6 By L I V R Z ]
mess by mess ©2009