يا طـالـب المـجــد فـي عجــور مــورده =عـــذب مـعـيــن يـروّي غــلــة فـيـنـــــا=شــــم الأنــــــوف أبــاة دام عـــزهــــــم =هـــم الأوائــل إن نــادى مـنــاديــــــنــــا=تـفـوح يـا بـاقـة الأزهـــار فـي وطـنــي =فــوح الأريـــج ونـفـح الطيــب يغـريـنـا كلمة الإدارة


مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور       »     عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية       »     سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م       »     عجور التاريخ و الحضارة       »     ميزانية قرية عجور - 1939       »     عجور - وقوعات الزواج 1915م       »     عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل       »     اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م       »     أراضي عجور المشاع - حصري       »     اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1       »     ضريبة الانتداب البريطاني "3"       »     عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور)       »     أراضي عجور الحكر       »     عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة       »     علم النفس الاجتماعي       »     ملوك المملكة الاردنية الهاشمية       »     موسوعة صور القدس- زهرة المدائن       »     دليل الجامعات العربية و العالمية       »     روائع الشعر العالمي       »     موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة       »    

آخر 25 مشاركات
ملف عن الحج وما يتعلق به (الكاتـب : نور الهدى - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          كبرت بنتــي / قصة مؤثرة (الكاتـب : أمان - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور (الكاتـب : م .نبيل زبن - آخر مشاركة : نور الهدى - )           »          عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ميزانية قرية عجور - 1939 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - وقوعات الزواج 1915م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور المشاع - حصري (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضريبة الانتداب البريطاني "3" (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور) (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور الحكر (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          كيف و متى تحدثين طفلك عن التحرش ؟ (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          قصص اطفال للبنوتات الحلوين (الكاتـب : اميرة عجور - آخر مشاركة : م .نبيل زبن - )           »          علم النفس الاجتماعي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ملوك المملكة الاردنية الهاشمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة صور القدس- زهرة المدائن (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          دليل الجامعات العربية و العالمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          روائع الشعر العالمي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضيف اليوم بصراحة (الكاتـب : Big heart - آخر مشاركة : ajoor - )


العودة   منتديات عجور - بيت كل العرب > الاقسام العامة > المنتدى الثقافي
المنتدى الثقافي الشعر واحة من واحات الأدب فلنستظل بها من شمس الحياة القاسية



إضافة رد
قديم 12-16-2013, 07:50 AM رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


القرامطة

القرامطة حركةٌ دينيّةٌ سياسيّةٌ تفرّعت من المباركية إحدى فرق الإسماعيلية. دُعِيَت بهذا الاسم نسبةً إلى مؤسّسها حمدان بن الأشعث قرمط الذي عاش في عهد الخليفة المعتضد العبّاسي، واتّبعت تنظيمًا سريًا دقيقًا.
http://www.ajooronline.com/vb
كانوا في الأصل على مقالة المباركية ثم خالفوهم وقالوا: “لا يكون بعد محمد (ص) غير سبعة من الأئمّة. ساعدت الأوضاع الفاسدة والتّهالك والإنحلال في جسم الدولة العباسيّة على نمو الحركات الثّورية المعارضة، ومنها الحركة الإسماعيلية-القرمطيّة التي انتشرت بصورةٍ عجيبةٍ في المشرق الإسلامي وولّدت انفجاراتٍ عسكريةً اقضّت مضاجع الخلافة العبّاسية وحرمتها لذيذ الرّقاد.
http://www.ajooronline.com/vb
اعتمدت الفرقة القرمطيّة على الجانب الإعلامي وبعث الدّعاة إلى الأقاليم، كاليمن والحجاز والهند ومصر وبعلبك وواسط وسلمية وعمان وخراسان، فاستطاعت بذلك جذب الأعداد الكبيرة من الموالين لها في تلك البلدان، ألّفوا في ما بعد القواعد الشّعبية التي مكّنتهم من تنظيم الجيوش والتّوجه لنشر عقائدهم.

تميّزت الفرقة القرمطية بالسّرية التّامة وتكتّمها وإخفائها للحقائق التي تنطوي عليها والتّستر على كبار قادتها حتّى أخفوا شخصياتهم على المُقرّبين إليهم، ما مكّنهم من النفوذ إلى الكثير من المجتمعات وتعليمهم مذهبهم من دون الكشف عن هوياتهم. اهتمّ زعماء القرامطة بكلّ ما يخدم طموحاتهم ومخططاتهم الثّورية والإجتماعية بدرجةٍ أنّهم لم يعيروا اهتمامًا للإنتماء الإسمي أو الدّيني أو البحث عن الرّسالة ومَن هو الخليفة أو ورثته أو المهدي المُنتظَر.

اتخذت القيادة القرمطيّة التدابير المالية بفرض ضرائب متعدّدةٍ لتحصل على رصيدٍ ماديٍ ضخمٍ يُمكّنها من تنفيذ مشاريعها وبرامجها، فطرحت أنواعًا من الضّرائب، كضريبة الفطرة وهي درهم على الرجال والنّساء والأولاد، وضريبة الهجرة وهي دينار عن كلّ مَن أدرك الحنث، وضريبة البلغة وهي سبعة دنانير، وضريبة الخمس وهي خمس الأرباح السنوية. وأسّست نظام الألفة وهي جمع الأموال في موضعٍ واحدٍ. كلّ هذا مكّنها لأن تبني كيانًا اقتصاديًا متينًا.
http://www.ajooronline.com/vb
اتّبع القرامطة نهج العنف وانحرفوا عن مسير الحركة الإسماعيلية، وكانوا توّاقين بعنفٍ إلى إمامٍ مهديٍ مُنتَظر يسارع في إنقاذهم من الفوضى الإقتصادية والقلق النّفسي، فأصرّوا على أن يباشروا فورًا في إعلان دولةٍ في بلاد الشّام.

كان ابتداء أمر القرامطة أنّ رجلاً قدم من ناحية الأهواز إلى سواد الكوفة يُظهِرُ الزّهد والتّقشف، وأقام على ذلك فترةً. وكان إذا قعد إليه رجلٌ ذاكره أمر الدّين وزهده في الدنيا. ثمّ مرض فمكث على الطّريق مطروحًا. وكان في القرية رجل أحمر العينين حمل المريض إلى منزله واعتنى به حتى بَرِئَ ودعا أهل تلك النّاحية إلى مذهبه فأجابوه واتّخذ منهم اثني عشر نقيبًا أَمَرَهم أن يدعوا النّاس إلى مذهبهم، وقال: . فاشتغل أهل كور تلك النّاحية عن أعمالهم بما رسم لهم من الصّلوات، وكان للهيصم في تلك النّاحية ضياع فرأى تقصير الأكرة في عمارتها، فسأل عن ذلك فأخبر بخبر الرّجل فأخذه وحبسه وأغلق باب البيت عليه وجعل مفتاح البيت تحت وسادته واشتغل بالشّرب، فرقّت إحدى الجواري للرّجل وأطلقت سراحه من دون أن يعلم الهيصم، وشاع ذلك في النّاس فافتتن أهل النّاحية وقالوا: رُفِعَ ثمّ ظَهَر في ناحيةٍ أخرى ولقي جماعةً من أصحابه وغيرهم ثم خرج إلى ناحية الشّام”.
http://www.ajooronline.com/vb
وقيل غير ذلك، إنّ حمدان، بن الأشعث قُرمُط، هو الذي التقى بالرّجل الدّاعي ـأحد دعاة الباطنيةـ فالتزم حمدان سرّه ثم اندفع الداعي في تعليمه واستجاب له في جميع مَن دعاه ، ثم انتدب حمدان للدّعوة وصار أصلاً من أصول هذه الدّعوة فسمّى أتباعه القرامطية.

وفي البحرين، ظهر رجلٌ من القرامطة يُعرَف بأبي سعيد الجنابي؛ فاجتمع إليه جماعةٌ من الأعراب وقوي أمره ثم سار إلى القطيف. وفي سنة 287 هـ، أغاروا على نواحي هجر وقرّب بعضهم من نواحي البصرة.

أسّسوا لهم موضعًا سمّوه “دار الهجرة” يُهاجرون إليها ويجتمعون بها؛ وبنوا حولها سورًا مَنيعًا عَرضُهُ ثمانية أذرعٍ ومن ورائه خندق عظيم، وانتقل إليها الرّجال والنّساء من كلّ مكانٍ، وذلك سنة (277هـ)، فلم يبق حينئذٍ أحدٌ إلاّ خافهم لقوّتهم وتمكّنهم في البلاد.
http://www.ajooronline.com/vb
في سنة 289 هـ أحسّت الخلافة العباسية بخطر القرامطة وازدياد حشودهم، فأمرت عاملها في سورية، شبل الديلمي، فألّف جيشًا جرارًا وهاجم الجيوش القرمطيّة، لكنّهم دحروا هذه القوّة بعد أن قتلوا عددًا كبيرًا منها.

تمكّن الحسين بن زكرويه أبو مهزول، المُلقّب بصاحب الخال، من تجهيز الجيوش وفتح الرّقة وحلب وحماة وحمص ودمشق وسلميّة، وحقّق الإنتصارات الباهرة وخطب على المنابر وأيّده أهلها.

إلتبس على بعض كبار دعاة القرامطة الأمر في أنّ إمامهم هو عبيد الله المهدي، وكانوا ما يزالون يُدينون بالولاء والطّاعة للإمام محمّد بن إسماعيل الذي بذر بذور الدّعوة بينهم واعتبروه المهدي المُنتظر. ولم تفلح الحُجَج والبراهين التي اعتمدها الدّعاة في إقناعهم بأنّ الإمام عبيد الله المهدي بموجب النّص الذي أودعه الإمام محمد بن إسماعيل في عقبه. ويرجع هذا التّعنت من بعض دعاة القرامطة لإنقطاعهم في البادية ولعدم احتكاكهم الدّائم مع مركز الدّعوة الإسماعيلية في سلمية وتتبّعهم تطورات الدّعوة، فاعتبروا أنّ هذه التطورات خارجةٌ عن مفهوم التّعاليم الأولية التي لقّنوها.
http://www.ajooronline.com/vb
وفي سنة 317 هـ، هاجم القرامطة مكّـة المكرّمة ونهبوا الكعبة واقتلعوا الحجر الأسود. ولما بلغ ذلك الإمام الإسماعيلي والخليفة الفاطمي عبيد الله المهدي كتب إلى أبي طاهر ينكر ذلك ويلومه، ويقول: «حقّقت على شيعتنا ودُعاة دولتنا إسم الكفر والإلحاد بما فعلت»، وأمره أن يعيد الحجر الأسود إلى موضعه، فأعاده.

أنكر القرامطة على الإسماعيلييّن والفاطميين سياسة المُلاينة التي اعتمدوها في كسب العناصر غير الإسماعيليّة؛ وقد جسّدوا معتقداتهم بالعنف والبطش واستحلّوا استعراض الناس بالسيف وقتلهم وأخذ أموالهم والشّهادة عليهم بالكفر.

استغلّ القرامطة شعار الإنتساب إلى البيت العلوي الثّائر المُضطهد ونادوا بالعدالة الإجتماعية وطرحوا أنفسهم في قالبٍ دينيٍ ثوريٍ، ما أعطى لتحرّكهم الإطار الشّرعي. ولا يعرف التّاريخ الإسلامي مذهبًا ثوريًا لا يستندُ إلى أساسٍ روحيٍ أو حركةٍ ثوريةٍ عامةٍ لاترجع إلى الدّين. وكان من المألوف في العصور الإسلاميّة أن تظهر الجماعات الدّاعية إلى الثّورة السياسية مُستنيرةً بالمذهب الشّيعي في سبيل نشر رسالتها وتأليب رجالها إلى أن يستتبّ لها الأمر فتسفر عن حقيقة أمرها.
http://www.ajooronline.com/vb
قالوا: إنّ النبي (ص) نصَّ على إمامة علي بن أبي طالب، وإنّ عليًا نصّ على إمامة ابنه الحسن، وإنّ الحسن نصّ على إمامة أخيه الحُسين، وإنّ الحسين نصّ على إمامة ابنه علي، وإنّ عليًا نصّ على إمامة ابنه محمد الباقر، ونصّ محمّد على إمامة ابنه جعفر الصّادق، ونصّ جعفر على إمامة ابن ابنه محمد بن إسماعيل. وزعموا أنّ محمد بن إسماعيل حيّ إلى اليوم ولم يمت، ولن يموت حتّى يملك الأرض، وأنّه هو المهدي الذي تقدّمت البشارة به، واحتجّوا في ذلك بأخبارٍ روُوها عن أسلافهم يخبرون فيها أن سابع الأئمّة قائمهم.
http://www.ajooronline.com/vb
أثبتوا النّبوة ظاهرًا وأنكروا الوحي وهبوط الملائكة وأوّلوا المُعجزات فجعلوها رموزًا: فثُعبان موسى حجّته، والغمام أمره؛ وأنكروا كون عيسى من غير أب بل هو رمزٌ أخذ العلم من غير إمام وإحياء الموتى.

وقالوا إنّ جميع الأشياء التي فرضها الله تعالى على عباده، ومنها نبيّه محمد (ص) وأمر بها لها ظاهر وباطن، وإن جميع ما استعبد الله به العباد في الظّاهر من الكتاب والسنة أمثال مضروبة وتحتها معانٍ هي بطونها وعليها العمل.

وأقرّوا حصر ممتلكاتهم في بيت المال وسنّوا التّشريعات التي تحدّد صلاحية الفرد وتُبيّن حقوقه ضمن المجموع. وضمنوا حياة العاجز والعاطل والعامل والصّانع والفلاّح.

واستحلّوا استعراض النّاس بالسّيف وقتلهم وأخذ أموالهم والشّهادة عليهم بالكفر.

وزعموا أنّه يجب عليهم أن يبدأوا بقتل مَن قال بالإمامة مِمّن ليس على قولهم، وخاصةً مَن قال بإمامة موسى بن جعفر وولده مِن بعده.
وقسّموا المجتمع إلى أربع طبقاتٍ، وهي:

– الأولـى وهي طبقة الشّباب بين عمر 15-30 عامًا، ويُسمّون الأخوان الأبرار الرّحماء.

– الثّـانية وتشمل مَن كانوا بين 30-40 عامًا وهُم الرّؤساء وذوو السّياسات؛ ويُسَمّون الأخيار الفضلاء.

– الثـالثة وتشمل مَن كانوا بين 40-50 من العمر، وهُم أصحاب الأمر والنّهي ونصر الدّعوة.

– الرّابعة وهي مَرتَبةُ مَن يزيد عمرهم على الخمسين سنة وهي الأعلى في نظرهم، ويُطلَق عليهم طبقة المُريدين، ثم المعلّمين، ثم القادة، ثم المقرّبين إلى الله.

وقالوا إنّ محمد بن إسماعيل هو خاتم النّبييّن الذي حكاه الله في كتابه وأنّ الدّنيا اثنتا عشرة جزيرةٍ في كلّ جزيرة حَجّة، وأن ّالحجج اثنتا عشرة، ولكلّ داعيةٍ يد ويعنون بذلك أنّ اليد رجل له دلائل وبراهين يُقيمها.

وحرّموا زيارة القبور وتقبيلها.

انتشرت الفرقة القرمطيّة في الكوفة وواسط والبصرة من العراق، ثمّ ظهر دعاتهم في البحرين والقطيف. وعظُمَ أمرهم وأغاروا على نواحي هجر والإحساء والقطيف والطّائف، وبلغت دعوتهم إلى اليمن وتغلّبوا على سائر مدن اليمن وساروا إلى بعلبك وقتلوا عامّة أهلها ولم يبق منهم إلاّ اليسير. ثم ساروا إلى سلميّة وصالحوا أهلها وأعطوهم الأمان. واستولوا على دمشق عام 260 هـ، ومنها توجّهوا إلى مصر. واجتمع معهم خلق كثير من العرب والاخشيدية. وظهر أمرهم في المغرب وعمان، وفي بلاد الديلم حيث استطاع أبو حاتم نشر فكر القرامطة. وفي نيشابور تولّى الدعوة لهم الشّعراني.

في سنة 326 هـ، فسد حال القرامطة وقتل بعضهم بعضًا. وسبب ذلك أنّه كان رجل منهم يُقال له “ابن سنبر” وهو من خواص أبي سعيد القرمطي والمُطلعين على سرّه؛ وكان له عدو من القرامطة اسمه ابو حفص الشّريك، فعمد ابن سنبر إلى رجلٍ من اصبهان وقال له: “إذا ملكت أمر القرامطة أريد منك أن تقتل عدويّ، أبا حفص”. فأجابه إلى ذلك وعاهده عليه. فأطلعه عندها على أسرار أبي سعيد وعلامات كان يذكر أنّها في صاحبهم الذي يدعون إليه، فحضر عند أولاد أبي سعيد وذكر لهم ذلك. فقال أبو طاهر: “هذا هو الذّي يدعو إليه”. فأطاعوه ودانوا له حتّى كان يأمر الرجل بقتل أخيه فيقتله. وكان إذا كره رجلاً يقول له إنّه مريض، يعني أنّه قد شك في دينه، ويأمر بقتله. وبلغ أبا طاهر أن الأصبهاني يريد قتله ليتفرّد بالمُلك، فقال لإخوته: “لقد أخطأنا في هذا الرجل وسأكشف حاله”. فقال له: إنّ لنا مريضًا فانظروا إليه ليبرأ”. فحضروا وأضجعوا والدته وغطّوها بإزارٍ، فلمّا رآها قال: “إنّ هذا المريض لا يبرأ فاقتلوه”. فقالوا له: “كذبتَ هذه والدتك!”. ثم قتلوه بعد أن قُتِلَ منهم خلقٌ كثيرٌ من عظمائهم وشجعانهم.

لمّا انتشر القرامطة بسواد الكوفة، وجّه إليهم المعتضد شبلاً غلام أحمد بن محمد الطائي، وظفر بهم وأُخِذَ رئيسًا لهم يُعرَف بأبي الفوارس. فسيّره إلى المعتضد فأحضره بين يديه وقال له: “أخبرني، هل تزعمون أنّ روح الله تعالى وأرواح أنبيائه تحلّ في أجسادكم فتعصمكم من الزّلل وتوفّقكم لصالح العمل؟ فقال له: “يا هذا إن حلّت روح الله فينا فما يضرّك؟ وإن حلّت روح إبليس فما ينفعك؟ فلا تسأل عما لا يعنيك وسِل عما يخصّك”.

وبعد أن قُتِلَ رئيس القرامطة أبو سعيد الحسن بن بهرام الجنابي، سنة 301 هـ، تولّى ابنه أبو طاهر سليمان الجنابي أمر القرامطة في البحرين، فأراد أن يستولي على البصرة فغزاها مرارًا. وكانت أشدّ غزواته سنة 311هـ، فقد سار إليها في 1800 رجل ودخلها وقتل حاميتها وأقام بها 17 يومًا وحمل ما قدر عليه من المال والنّساء والصّبيان وعاد إلى هجر. ثمّ توجّه إلى طريق الحج، فقطع الطّريق على الحُجّاج ونهب القوافل حتّى مات أكثرهم جوعًا وعطشًا. فكتب إليه المُقتدر يطلب منه أن يطلق من عنده مِنَ الأسرى، فأطلقهم وطلب منه أن يوليه على البصرة والأهواز فلم يجبه المُقتدر إلى طلبه. فسار إلى الكوفة وتغلّب على عسكر الخليفة.

في سنة 339هـ، أعاد القرامطة الحجر الأسود إلى مكّة، وقالوا: “أخذناه بأمرٍ وأعدناه بأمرٍ”.







رد مع اقتباس
قديم 12-16-2013, 07:53 AM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


3-الازارقة

الأزارقة

أصحاب أبي رشد نافع بن الأزرق الذين خرجوا مع نافع من الصرة إلى الأهواز فغلبوا عليها وعلى كورها وما وراءها من بلدان‏:‏ فارس وكرمان في أيام عبد الله بن الزبير وقتلوا عماله فيها بهذه النواحي‏.‏
http://www.ajooronline.com/vb
وكان مع نافع من أمراء الخوارج‏:‏ عطية بن الأسود الحنفي وعبد الله بن ماخون وأخواه عثمان والزبير وعمر ابن عمير العنبري وقطري بن الفجاءة المازني وعبيدة بن هلال اليشكري وأخوه محرز بن هلال وصخر بن حبيب التيمي وصالح بن مخراق العبدي وعبد ربه الكبير وعبد ربه الصغير‏.في زهاء ثلاثين ألف فارس ممن يرى رأيهم وينخرط في سلكهم‏.‏
http://www.ajooronline.com/vb
فأنفذ إليهم عبد الله بن الحرث بن نوفل النوفلي بصاحب جيشه‏:‏ مسلم بن عبيس بن كريز ابن حبيب فقتله الخوارج وهزموا أصحابه‏.‏
http://www.ajooronline.com/vb
فأخرج إليهم أيضاً عثمان بن عبد الله ابن معمر التميميح فهزموه‏.‏

فأخرج إليهم حارثة بن بدر العتابي في جيش كثيف فهزموه وخشي أهل البصرة على أنفسهم وبلدهم من الخوارج‏.‏

فأخرج إليهم المهلب بن أبي صفرة فبقي في حرب الأزارقة تسع عشرة سنة إلى أن فرغ من أمرهم في أيام الحجاج ومات نافع قبل وقائع المهلب مع الأزارقة وبايعوا بعده قطري بن الفجاءة المازنين وسموه‏:‏ أمير المؤمنين‏.‏

وبدع الأزارقة ثمانية‏:‏

إحداها‏:‏ أنه أكفر علياً رضي الله عنه وقال‏:‏ إن الله أنزل في شأنه‏:‏ ‏”‏ ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام ‏”‏ وصوب‏:‏ عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله وقال‏:‏ إن الله تعالى أنزل في شأنه‏:‏ ‏”‏ ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله ‏”‏‏.‏

وزادوا عليه تكفير‏:‏ عثمان وطلحة والزبير وعائشة وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم وسائر المسلمين معهم وتخليدهم في النار جميعاً‏.‏

والثانية‏:‏ أنه أكفر القعدة وهو أول من أظهر البراءة من القعدة عن القتال وإن كان موافقاً له على دينه وأكفر من لم يهاجر غليه‏.

والثالثة‏:‏ إباحته قتل الأطفال المخالفين والنسوان منهم‏.‏

والرابعة‏:‏ إسقاطه الرجم عن الزاني إذ ليس في القرآن ذكره وإسقاطه حد القذف عمن قذف المحصنين من الرجال مع وجوب الحد على قاذف المحصنات من النساء‏.
http://www.ajooronline.com/vb
والخامسة‏:‏ حكمه بأن أطفال المشركين في النار مع آبائهم‏.‏

والسادسة‏:‏ أن التقية غير جائزة في قول ولا عمل‏.‏

والسابعة‏:‏ تجويزه أن يبعث الله تعالى نبياً يعلم أنه يكفر بعد نبوته أو كان كافراً قبل البعثة‏.‏والكبائر والصغائر‏:‏ إذا كانت بمثابة عنده فهي كفر‏.‏

والثامنة‏:‏ اجتمعت الأزارقة على أن من ارتكب كبيرة من الكبائر خرج به عن الإسلام جملة ويكون مخلداً في النار مع سائر الكفار واستدلوا بكفر إبليس وقالوا‏:‏ ما ارتكب إلا كبيرة حيث أمر بالسجود لآدم عليه السلام فامتنع وإلا فهو عارف بوحدانية الله تعالى‏.‏







رد مع اقتباس
قديم 12-16-2013, 07:56 AM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


الإباضـية

هذه الفرقة تحمل فكر الخوارج، وهي فرقةٌ موجودةٌ في عصرنا الحاضر. فقد قال بكير بن سعيد أعوشت- أحد علمائهم- إنّهم يوجَدون حاليًا في الجزائر وتونس وليبيا وعُمان وزنجبار.

مُؤسّس الإباضيّة:
http://www.ajooronline.com/vb
إنّهم يُنسَبون في مذهبهم، حسب ما تَذكُر مصادرهم، إلى جابر بن زيد الأزدي الذّي يقدّمونه على كل أحدٍ ويَرْوُون عنه مذهبهم، وهو مِن تلاميذ ابن عبّاس. وقد نُسبوا إلى عبد الله ابن إباض لشهرة موقفه مع الحكّام، واسمه عبد الله بن يحيى بن إباض المري، من بني مرّة بن عبيد، ويُنسب إلى بني تميم.
http://www.ajooronline.com/vb
وللإباضية صولةٌ وجولةٌ في باب الخروج على الإمام. فقد ثار يحيى بن عبد الله طالب الحق المُتقدّم باليمن، وجمع حوله من الأتباع والأنصار، ما شجّعه على الخروج في وجه حكّام بني أميّة سنة128هـ. وهذا الشّخص أصله من حضرموت؛ تأثّر بدعوة أبي حمزة الشّاري، فخرج على مروان بن محمد واحتلّ حضرموت وصنعاء، فسيّر إليه مروان بن محمد قائده عبد الملك بن محمد بن عطية السّعدي فدارت معركةٌ، أَسفَرَتْ عن قَتلِ طالب الحقّ سنة130هـ.

ذهب بعض العلماء من الإباضية إلى تحديد الوقت الذي استُعمِِلَت فيه تسمية “الإباضية” وأنّ ذلك كان في القرن الثّالث الهجري، وقبلها كانوا يُسمّون أنفسهم “جماعة المُسلمين” أو “أهل الدّعوة” أو “أهل الإستقامة” كما يذكر ابن خلفون من علمائهم.

وذهب ابن حزم إلى القول إنّ الإباضية لا يعرفون ابن إباض وإنّه شخصٌ مجهولٌ. وهذا خطأ منه. فإنّ ابن أباض شخص يعرفه الإباضيون، ولهذا ردّ عليه عليّ يحيى معمر الإباضي، وذكر أنّ الإباضييّن يعرفون إبن إباض معرفةً تامّةً، ولا يتبرّؤن منه.
http://www.ajooronline.com/vb
علاقة الإباضية بالخوارج:

اتّفقت كلمة علماء الفِرَق على عدّ الإباضية فرقةً من فِرَق الخوارج. وليس المُخالفون للإباضية فقط هم الذين اعتبروهم في عداد الخوارج، وإنّما بعض علماء الإباضية المُتقدّمون أيضًا، إذ لا يوجد في كلامهم ما يدلّ على كراهيتهم لعد الإباضية فرقةً من الخوارج. فقد قال مؤلّف كتاب الأديان، وهو إباضيّ، إنّ الإباضيّين هم أوّل من أنكر المُنكَر على مَن عَمل به وأوّل من أبصر الفتنة وعابها على أهلها.

ويقول نور الدين السالمي إنّ إسم الخوارج في الزّمان الأوّل كان مدحًا لأنّه جمع خارجةً، وهي الطّائفة التّي تخرج للغزو في سبيل الله.

تبرّأ الخوارج من الخليفة عثمان ومن خلافته وحكموا عليه بالإرتداد. وفي كتاب “كشف الغمّة” لمؤلّفٍ إباضيٍّ يوجد من السبّ والشّتم لعثمان ما لا يوصف.
http://www.ajooronline.com/vb
يوجد كذلك في كتابٍ “الأديان”، وكتاب آخر اسمه “الدّليل لأهل العقول” للورجلاني، أنواع من السّباب والشَّتم لعثمان ومدح لمن قتلوه.

أمّا بالنسبة لموقفهم من الخليفة علي بن أبي طالب، فإنّه يتّضح بما جاء في كتاب “كشف الغمة”، تحت عنوان فصلٍ من كتاب الكفاية، قوله: “فإن قال ماتقولون في علي بن أبي طالب، قُلنا له إنّ عليًا مع المُسلمين في منزلة البراءة”.

وقال زعيم الإباضية عبدالله بن إباض نفسه في كتابه لعبد الملك عن معاوية ويزيد وعثمان، كما يرويه صاحب كشف الغمة: “فإنّا نشهد الله وملائكته أنّا براء منهم وأعداء لهم، بأيدينا وألسنتنا وقلوبنا نعيش على ذلك ماعشنا ونموتُ عليه إذا متنا ونبعث عليه إذا بعثنا ونحاسَب بذلك عند الله”.

وصاحب كتاب “كشف الغمة الجامع لأخبار الأمّة” يشتمُ الحَسَن والحُسين وأوجب البراءة منهما بسبب ولايتهما لأبيهما على ظلمه، وكذلك بسبب قتلهما عبدالرحمن بن ملجم وتسليمهما الإمامة لمعاوية.

وهذا الموقف نفسه الذي وقفه الخوارج عمومًا والإباضيّة أيضًا من الصّحابة السّابقين، وقفوه من طلحة بن عبيدالله والزبير بن العوام، وأَوجَبَ لهما الورجلاني النّار.

عقائد الإباضية:


الإباضية كغيرهم من أهل البِدَع؛ لهم عقائد خالفوا فيها منهج أهل السُّنة والجماعة ووافقوا فيها مَن على شاكلتهم من المُبتدعة.http://www.ajooronline.com/vb

صفات الله:

انقسم الإباضيون إلى فريقين في ما يتعلّق بصفات الله: فريق نفى الصّفات نفيًا تامًا خوفًا من التّشبيه بزعمهم. فهم كالجهميّة في ذلك؛ وفريق منهم يُرجِعُون الصّفات إلى الذّات، فقالوا إنّ الله عالم بذاته وقادر بذاته وسميع بذاته إلخ..
http://www.ajooronline.com/vb
فالصّفات عندهم عين الذّات. وهذا، في الحقيقة، نفيٌ للصّفات ولكنه نفي مُغطّى بحيلة إرجاعها إلى الذّات وعدم مشابهتها لصفات الخلق. وقد شنّع الورجلاني منهم على الذّين يثبّتون الصّفات بأنّهم مشبهة كعباد الأوثان وأن مذهب أهل السُّنة هو- حسب قوله – تأويل الصّفات. فاليد النّعمة والقدرة والوجه الذات ومجيء الله مجيء أمره لفصل القضاء، لأنّ إثبات الصّفات لله هو عين التّشبيه كما يقول.

وطريقة السّلف في إثبات كلّ صفةٍ لله أنّهم يقولون فيها إنّها معلومة المعنى مجهولة الكَيف، والسّؤال عن الكَيف بدعةٌ.

استواء الله وعلوه:

وتقول عقيدة الإباضية في استواء الله وعلوّه. ويزعم الإباضيون أنّ الله يستحيل أن يكون مختصًا بجهةٍ ما، بل هو في كلّ مكانٍ. ولهذا، فقد فسّر الإباضية معنى استواء الله على عرشه باستواء أمره وقدرته ولطفه فوق خلقه.

رؤية الله:

ذهبت الإباضية في باب رؤية الله تعالى إلى إنكار وقوعها لأنّ العقل -كما يزعمون- يحيل ذلك ويستبعده.

كلام الله تعالى:

ومن عقائد الإباضية، في كلام الله تعالى، القول بخلق القرآن، بل حَكَمَ بعض علمائهم، كإبن جميع والورجلاني أنّ مَن لم يقل بخلق القرآن فليس منهم.

عذاب القبر:

أنكر بعض الإباضية عذاب القبر وأثبته بعضهم.

مُعتقدهم في الميزان:

الميزان، عند السّلف والمُسلمين والذي جاءت به النّصوص، له كفّتان حسّيتان مشاهَدَتان، تُوزَن فيه أعمال العباد كما يُوزِن العامل نفسه. أمّا الإباضية، فتنكر هذا الوصف ويثبتون وزن الله للنّيات والأعمال، بمعنى تمييزه بين الحَسَنِ منها والسّيء؛ وإنّ الله يفصل بين النّاس في أمورهم ويقفون عند هذا الحد.

الصّراط:
http://www.ajooronline.com/vb
أنكر الإباضية الصّراط وقالوا إنّه ليس بجسرٍ على ظهر جهنّم؛ وذهب بعضهم -وهم قلّة- إلى إثبات الصّراط.

الإمام:

ينظر الخوارج كافّةً إلى الإمام نظرةً حازمةً، هي إلى الرّيبة منه أقرب، ولهم شروط قاسية جدًا قد لاتتوفّر إلاّ في القليل النادر من الرّجال. وإذا صدر منه أيّ ذنبٍ فإمّا أن يعتدل ويعلن توبته وإلاّ فالسيف جزاؤه العاجل.

التّقية:

جَوّز الإباضية التّقية كإخوانهم الرّافضة. وقد أورد الرّبيع بن حبيب في مسنده رواياتٍ في الحثّ على التّقية.

عقائد أخرى:

قال أبو الحسن الأشعري: “الإباضية يقولون إن جميع ما افترض الله سبحانه على خلقه إيمان، وإنّ كلَّ كبيرةٍ فهي كفر نعمة، لا كفر شركٍ، وإنّ مُرتكبي الكبائر في النّار، خالدون فيها”.

وقال يزيد بن أنيسة، زعيم اليزيدية من الإباضية: “نتولّى مَن شهد لمحمد صلّى الله عليه وسلّم بالنّبوة من أهل الكتاب، وإن لم يدخلوا في دينه ولم يعملوا بشريعته…”. وزعم أنهم بذلك مؤمنون.

وقال الإباضية جميعًا إنّ الواجب أن يستتيبوا من خالفهم في تنزيلٍ أو تأويلٍ. فإن تاب وإلاّ قُتِلَ. كان ذلك الخلاف فيما يسع جهله أو فيما لايسع جهله.

وقالوا: “مَن زنى أو سرق، أقيم عليه الحدّ ثم استتيب، فإن تاب وإلاّ قُتِلَ.

وقالوا: “الإصرار على أيّ ذنبٍ كان كفرًا”.







رد مع اقتباس
قديم 12-16-2013, 07:58 AM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


5- الأشـاعرة

الأشاعرة فرقةٌ كلاميّة إسلامية، تُنسَب لأبي الحسن الأشعري الذي خرج على المُعتزلة. وقد اتّخذت الأشاعرة البراهين والدّلائل العقلية والكلامية وسيلةً في محاججة خصومها من المعتزلة والفلاسفة وغيرهم لإثبات حقائق الدّين والعقيدة الإسلامية على طريقة ابن كلاّب.

التّـأسـيس وأبـرز الشّـخصيـات:

* أبو الحسن الأشعري: هو أبو الحسن علي بن إسماعيل، من ذرية أبي موسى الأشعري. وُلِدَ بالبصرة سنة 270هـ ومرّت حياته الفكرية بثلاث مراحل:

– المرحلة الأولى: عاش فيها في كنف أبي علي الجيّائي شيخ المُعتزلة في عصره وتلقّى علومه حتّى صار نائبه وموضع ثقته. تزعّم أبو الحسن المعتزلة أربعين سنةٍ.

– المرحلة الثّانية: ثار فيها أبو الحسن على مذهب الإعتزال الذي كان ينافح عنه، بعد أن اعتكف في بيته خمسة عشر يومًا، يُفكّر ويدرس ويستخير الله تعالى حتّى اطمأنّت نفسه وأعلن البراءة من الإعتزال، وخطّ لنفسه منهجًا جديدًا يلجأ فيه إلى تأويل النّصوص بما ظنّ أنّه يتّفق مع أحكام العقل. وفيها اتّبع طريقة عبد الله بن سعيد بن كلاّب في إثبات الصّفات السّبع عن طريق العقل: الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسّمع والبصر والكلام. أمّا الصّفات الخبرية كالوجه واليدين والقدم والسّاق فتأولها على ما ظنّ أنّها تتفق مع أحكام العقل؛ وهذه هي المرحلة التّي مازال الأشاعرة عليها.

– المرحلة الثّالثة: إثبات الصّفات جميعها لله تعالى من غير تكييفٍ ولا تشبيهٍ ولا تعطيلٍ ولا تحريفٍ ولا تبديلٍ ولا تمثيل. وفي هذه المرحلة، كَتَب كتاب الإبانة عن أصول الدّيانة الذي عبّر فيه عن تفضيله لعقيدة السّلف ومنهجهم والذي كان حاملاً لوائه الإمام أحمد بن حنبل بثمانية وستين مؤلّفًا.

بعد وفاة أبي الحسن الأشعري، أخذ المذهب الأشعري أكثر من طورٍ. فقد تعدّدت اجتهادات أئمّة المذهب ومناهجهم في أصول المذهب وعقائده، وما ذلك إلاّ لأن المذهب لم يُبنَ في البداية على منهجٍ مُؤصّلٍ، واضحةٌ أصوله الإعتقاديّة، ولا كيفية التّعامل مع النّصوص الشرعية، فتذبذبت مواقفهم واجتهاداتهم بين موافقة مذهب السّلف واستخدام علم الكلام لتأييد العقيدة والرّد على المُعتزلة. من أبرز مظاهر ذلك التّطور:

– القرب من أهل الكلام والإعتزال.

– الدّخول في التّصوف وإلتصاق المذهب الأشعري به.

– الدخول في الفلسفة وجعلها جزءًا من المذهب.

الأفكار والمُعـتقدات:

* مصدر التّلقي عند الأشاعرة: الكتاب والسّنة على مُقتضى قواعد علم الكلام ولذلك، فإنّهم يقدّمون العقل على النّقل عند التعارض؛ صرّح بذلك الرازي في القانون الكلّي للمذهب في أساس التّقديس والآمدي وابن فورك وغيرهم.

* عدم الأخذ بأحاديث الآحاد في العقيدة لأنّها لا تفيدُ العلم اليقيني ولا مانع من الإحتجاج بها في مسائل السّمعيات أو فيما لا يعارض القانون العقلي. والمُتواتر منها يجب تأويله.

* مذهبُ طائفةٍ منهم: صوفيّتهم، كالغزالي والجامي في مصدر التّلقي، تقديم الكشف والذوق على النص، وتأويل النّص ليوافقه. ويسمّون هذا “العلم اللّدني” جريًا على قاعدة الصّوفية “حدَثني قلبي عن ربّي”.

* يَقسم الأشاعرة أصول العقيدة بحسب مصدر التّلقي إلى ثلاثة أقسامٍ:

– قسمٌ مصدره العقل وحده وهو مُعظّم الأبواب ومنه باب الصّفات، ولهذا يسمّون الصّفات التي تُثبّت بالعقل “عقلية”. وهذا القسم يحكم العقل بوجوبه من دون توقّف على الوحي عندهم . أمّا ما عدا ذلك من صفات خيرٍ دل الكتاب والسنة عليها فإنّهم يؤوّلونها.

– قسم مصدره العقل والنّقل معًا، كالرّؤية (على خلافٍ بينهم فيها).

– قسم مصدره النّقل وحده وهو السّمعيات ذات المغيبات من أمور الآخرة، كعذاب القبر والصّراط والميزان وهو ممّا لا يحكم العقل باستحالته. فالحاصل أنّهم في صفات الله جعلوا العقل حاكمًا، وفي إثبات الآخرة جعلوا العقل عاطلاً، وفي الرّؤية جعلوه مساويًا.

* خالف الأشاعرة مذهب السّلف في إثبات وجود الله ووافقوا الفلاسفة والمُتكلّمين في الإستدلال على وجود الله بقولهم: “إنّ الكون حادث ولا بُدّ له من مُحدثٍ قديمٍ”؛ وأخصّ صفات القديم مخالفةً للحوادث وعدم حلوله فيها، ومن مخالفته للحوادث إثبات أنّه ليس بجوهرٍ ولا بجسمٍ ولا في جهةٍ ولا في مكانٍ.

* التّوحيد عند الأشاعرة هو نفي التّثنية والتّعدد بالذات ونفي التّبعيض والتركيب والتّجزئة، أي نفي الكميّة المتّصلة والمنفصلة. وفي ذلك يقولون: “إنّ الله واحدٌ في ذاته لا قسيم له، واحد في صفاته لا شبيه له، واحد في أفعاله لا شريك له”.

وهكذا خالف الأشاعرة أهل السنة والجماعة في معنى التّوحيد حيث يعتقد أهل السّنة والجماعة أن التّوحيد هو أول واجب على العبد إفراد الله بربوبيّته وألوهيته وأسمائه وصفاته.

إنّ أوّل واجبٌ عند الأشاعرة إذا بلغ الإنسان سنّ التّكليف وهو النّظر أو القصد إلى النّظر ثم الإيمان، ولا تكفي المعرفة الفطرية.

الأشاعرة في الإيمان بين المُرجئة التي تقول: “يكفي النّطق بالشّهادتين دون العمل لصحّة الإيمان”، وبين الجهميّة التّي تقول: “يكفي التّصديق القلبي”. ورجّح الشيخ حسن أيّوب من المعاصرين أنّ المُصدق بقلبه ناجٍ عند الله وإن لم ينطق بالشّهادتين. و مال إليه البوطي.

الأشاعرة مضّطربون في قضية التّكفير؛ فتارةً يقولون: “لا تكفّر أحدًا”، وطورًا يقولون: “لا تكفّر إلاّ مَن كفّرنا”، وتارة أخرى يقولون بأمورٍ توجب التّفسيق والتّبديع أو بأمورٍ لا توجب التّفسيق. فمثلاً، يُكفّرون من يثبت علوّ الله الذاتي أو مَن يأخذ بظواهر النّصوص، حيث يقولون: “إنّ الأخذ بظواهر النّصوص من أصول الكفر”.

قولهم بأن القرآن ليس كلامُ الله على الحقيقة ولكنّه كلام الله النّفسي وإن الكتب -بما فيها القرآن- مخلوقةٌ. والإيمان والطّاعة بتوفيق الله، والكفر والمعصية بخذلانه. والتّوفيق عند الأشعري خَلق القدرة على الطّاعة، والخذلان، عنده، خلق القدرة على المعصية. وعند بعض أصحاب الأشعري تيسير أسباب الخير هو التّوفيق وضدّه الخذلان.

يقول الأشاعرة: “كلّ موجودٍ يصحّ أن يُرى. والله موجودٌ يصحّ أن يُرى”. وقد وُرِدَ في القرآن أنّ المؤمنين يرونه في الآخرة.

حصر الأشاعرة دلائل النّبوة بالمُعجزات التّي هي الخوارق، موافقةً للمعتزلة وإن اختلفوا معهم في كيفية دلالتها على صدق النّبي بينما يرى جمهور أهل السّنة أنّ دلائل ثبوت النبوة للأنبياء كثيرة ومنها المعجزات.

* صاحب الكبيرة إذا خرج من الدّنيا بغير توبةٍ حُكمه إلى الله تعالى؛ إمّا أن يغفر له برحمته وإمّا أن يشفع فيه النّبي.

يعتقد الأشاعرة أن الفعل هو مِن خلق الله وهو كسب للعبد لوقوعه مقارنًا لقدرته.

قالوا بنفي الحكمة والتّعليل في أفعال الله مُطلقًا. لكنهم قالوا: “إنّ الله يجعل لكلّ نبيٍ معجزة لأجل إثبات صدق النّبي”.

وافق الأشاعرة أهل السنة والجماعة في الإيمان بأحوال البرزخ وأمور الآخرة من: الحشر والنشر، الميزان، والصراط، الشّفاعة والجنّة والنّار، لأنّها من الأمور المُمكنة التّي أقرّ بها الصادق وأيّدتها نصوص الكتاب والسّنة. وبذلك جعلوها من النصوص السّمعية.

كما وافقوا أهل السّنة في القول في الصّحابة على ترتيب خلافتهم، وأن ما وقع بينهم كان خطًا وعن اجتهادٍ منهم، ولذا الكف عن الطّعن فيهم، لأن الطّعن فيهم إما كفر أو بدعة أو فسق. كما يرون الخلافة في قُريش.

فضلاً عن تصدّي الأشعري للمعتزلة ومحاجتهم بأسلوبهم الكلامي نفسه ليقطع شبهاتهم ويردّ حجتهم عليهم، تصدى أيضًا للرّد على الفلاسفة والقرامطة والباطنية والرّوافض وغيرهم.

الأشعري في كتاب “الإبانة عن أصول الدّيانة” الذي هو آخر ما ألّف من الكُتُب على أصحّ الأقوال، رجع عن كثير من آرائه الكلاميّة إلى طريق السّلف في الإثبات وعدم التّأويل.. يقول: “وقولنا الذي نقول به، وديانتنا التي ندين بها التّمسك بكتاب ربّنا عزّ وجل وبيّنة نبّينا عليه السّلام، وما رُوِيَ عن الصّحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك مُعتصمون، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل – نضر الله وجهه، ورفع درجته، وأجزل مثوبته- قائلون، ولما خالف قوله مُخالفون”.

لا تزال مدرسة الأشعرية الفكرية مُهيمنة على الحياة الدينية في العالم الإسلامي. ولكنّها، كما يقول الشيخ أبو الحسن النّدوي: ” فقدت حيويتها ونشاطها الفكري، وضعف إنتاجها في الزّمن الأخير ضعفًا شديدًا وبدت فيها آثار الهرم والإعياء”.
لماذا ؟

– لأن التّقليد طغى على تلاميذ هذه المدرسة وأصبح علم الكلام لديهم علمًا مُتناقلاً من دون تجديدٍ في الأسلوب.

– لإدخال مُصطلحات الفلسفة وأسلوبها في الإستدلال في علم الكلام.. فكان لهذا أثر سيّئ في الفكر الإسلامي لأن هذا الأسلوب لا يفيد العلم القطعي.. ولهذا لم يتمثّل الأشاعرة بعد ذلك مذهب أهل السّنة والجماعة ومسلك السلف تمثّلاً صحيحًا لتأثّرهم بالفلاسفة، وإن هُم أنكروا ذلك.. حتّى الغزالي نفسه الذي حارب الفلاسفة في كتابه “تهافت الفلاسفة”، يقول عنه تلميذه القاضي ابن العربي: ” شيخنا أبو حامد دخل في بطون الفلاسفة، ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر”.

الجـذور الفكريّـة والعقائديّـة:

يرى أبو الحسن الأشعري في مرحلته الثّانية أنّ العقيدة الإسلامية، كما هي في الكتاب والسّنة وعلى منهج ابن كلاّب، هي الأساس في آرائه الكلاميّة وفي ما يتّفق مع أحكام العقل.

تأثّر أئمّة المذهب بعد أبي الحسن الأشعري ببعض أفكارٍ ومُعتقداتٍ: الجُهمية من الإرجاء والتّعطيل وكذلك بالمعتزلة والفلاسفة في نفي بعض الصّفات وتحريف نصوصها ونفي العلو والصّفات الخبرية. كما تأثّروا بالجبرية في مسألة القَدَر.







رد مع اقتباس
قديم 12-16-2013, 08:01 AM رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


6-اليزيديّة

هُم جماعةٌ من الغُلاة يرجعون إلى أصلٍ مَجوسيّ. ادعّوا الإسلام بعد المجوسيّة واعتقدوا بألوهيّة يزيد بن معاوية، وأضافوا إليه آلهة آخرين عكفوا على عبادتهم. سُمّوا باليزيديّة لأنّهم كانوا يعتقدون بصلاح يزيد اعتقادًا بلغ حدّ التّأليه.

نشأت هذه الفرقة في بلادٍ كانت بعيدةً عن التّحضر والمراكز الدّينية والعلميّة. وقد ذكر الباحثون إنّها بدأت انطلاقتها في جبال حلوان، ثمّ في جبال هكار من كردستان.

كانت الطّائفة اليزيديّة تدين بالدّيانة المَجوسيّة. وظلّت معتزلةً عن الأقوام الأخرى. إلاّ أنّ انتشار الإسلام جعلهم يتظاهرون أمام الفاتحين بعقائدهم الإسلاميّة. وعلى مرّ التاريخ، خلط أبناؤها من الأجيال الجديدة بين المُعتَقد الأوّل وبين مظاهر المُعتقد الجديد المُقتبَس، فكانوا ضعافًا في كِلاَ المُعتقدين.

تولّى قيادة الفرقة رجال حكّموا آراءهم واتّبعوا أهواءهم فأضلّوا النّاس بالبِدَع والخرافات، وتظاهروا بالزّهد والتّعفف وكثرة المُجاهدة، فقصدهم النّاس وتأثّروا بهم حتّى غلب الرّأي اليزيدي في حلوان وسنجار والأطراف الحدودية من العراق وايران وتركية وسوريا.

طرحت الفرقة اليزيديّة آراءها في ظلّ ظروفٍ وأجواءٍ هادئةٍ سياسيًا وفكريًا، استغلّتها لصالحها وجذبت النّاس إليها وبالأخصّ سكّان الجبال والرُحّل وأهل القُرى والقصبات، وأغوت خلقًا كثيرًا منهم. واستطاع الشّيخ عدي بن مُسافر الأمويّ بانتحاله شخصيةً، لها طابع القُدسيّة والزّهد والتّسامح، أن يشقّ طريقه في الدّعوة إلى فرقته؛ وروّج لنفسه بنشر الكرامات والسّجايا التّي تناقلها أنصاره وأتباعه حتّى صاروا يُغالون فيه بما لا يُوافق الشّرع، وينقادون لآرائه ومعتقداته.

تولّى زعامة الطّائفة اليزيدية بعد عدي بن مسافر رجلٌ من قبيلته، وهو الشّيخ حسن شمس الدّين، المُلقّب بالبصري، حيث أعاد أبناء طائفته إلى معتقدهم القديم، المجوسيّة، وما توارثوه من أجدادهم وأسلافهم.

تميّزت الطائفة اليزيدية عن غيرها من الفِرَق بتدوين مُعتقداتها وبرامجها العباديّة والمذهبيّة في كتابين مقدّسين عندهم، هُما: كتاب “الجلوة” وكتاب “مصحف رش”. ويُمكننا أن نلخّص مُعتقداتهم بما يلي:

ـ اعتقدوا بصلاح يزيد بن معاوية، حتّى قالوا بألوهيته وقدسيته.

ـ تكتّموا في إظهار معتقداتهم تكتّمًا شديدًا.

ـ قالوا بغلبة قوّة الخير (وهو الله) على قوة الشر (وهو الشّيطان) ، فطُرِدَ الشّيطان من سُلطان الملكوت.

ـ تجنّبوا التّـلفـظ بكلمةٍ فيها حرف من حروف كلمة (الشّيطان)، وبصورةٍ خاصّةٍ حرف الشّين منها؛ وإذا قال أحدهم كلمة “الشّيطان” مُتعمّدًا حَلَّ قتله.

– يطمسون ما ورد في القرآن من كلماتٍ لا تناسب أذواقهم، كالتّعوّذ واللّعنة والشّيطان، بوضع قطعة شمعٍ عليها.

ـ ليس لهم صلاة عامّة، بل هناك طقوس خاصّة بهم، ويتوجّهون إلى مطلع الشّمس عند الشّروق وإلى مغربها عند الغروب فيلثمون الأرض ويعفرون وجوههم بالتّراب ويقرأون بعض الأدعية، وهي خليط من اللّغة العربية والفارسيّة والكرديّة.

ـ الصّوم عندهم على قسمين: صوم العامّة، وهو “صوم يزيد” ويقع أيّام الثّلاثاء والأربعاء والخميس، الأوّل من شهر كانون الأوّل؛ وصوم الخاصة، وهو عبارة عن ثمانين يومًا يصومها رجل الدّين.

ـ الزُّكاة يدفعونها كلّ سنة إلى شيخهم، وتُسمّى عندهم الرّسوم.

ـ يحجّون حجًا خاصًا بهم كلّ عامٍ في مراسم خاصّةٍ إلى مرقد الشيخ عدي بن مسافر؛ والذّي لا يُوفّق لأداء الحج فهو كافر.

ـ الشّهادة عندهم بالطّريقة التالية: “أشهد واحد الله، سلطان يزيد حبيب الله”.

ـ قالوا بتناسخ الأرواح.

ـ حرّموا الزّواج بين الطّبقات (أيّ الطبقات المُصنّفة ضمن مُعتقدهم بين فئات الطّائفة)، وجوّزوا الزّواج من ستّ نساءٍ.

ـ حَرّموا أكل الخسّ واللّهانة (الملفوف) والقرنبيط وبعض الخُضَر، وحرّموا من اللّحوم لحم الخنزير والسّمك على اختلاف أنواعه ولحم الغزال. ويُحرَّم على الشّيخ وتلامذته أكل لحم الدّيك احترامًا لآلههم (طاووس ملك).

ـ حَرّموا حلق الشّارب أو استئصاله بالمقصّ، غير أنّه يُستحبّ تخـفـيفه. أمّا اللّحية فيجوز فيها ذلك.

ـ حَرّموا تعلّم القراءة والكتابة مُطلقًا وجوّزوا التّعلم لعائلةٍ واحدةٍ من سلالة الشّيخ حَسَن شمس الدّين، المُلقّب بالبصري.

ـ حَرّموا على اليزيدي أن يتغيّب عن بلده أكثر من سنةٍ. فإذا اضطرّ إلى ذلك غير باغٍٍ حُرّمت عليه زوجته.

ـ اعتقدوا أنّ الحمّام والمرحاض من ملاجئ الشّيطان، فلا يدخل اليزيديّ مرحاضًا ولا يغتسل في حمّامٍ.

ـ حرّموا على اليزيدي النّظر إلى وجه المرأة غير اليزيدية ومداعبة المرأة التّي حرّمتها الشّريعة عليه من جنسه.

ـ حرّموا الزّواج وتعمير البيوت في شهر نيسان.

ـ حرّموا على اليزيدييّن دخول مساجد المُسلمين ومدارسهم الدّينية التّي يُذكَر فيها إسم الله، لأنّه إذا سمع المُصلّي يتعوّذ من الشّيطان، وُجِبَ عليه أن يقتله فورًا أو ينتحر؛ فإن لم ير سبيلاً إلى ذلك، صام أسبوعًا وقدّم ضحيةً للطّاووس.

ـ حرّموا على اليزيديّ البصاق على الأرض وعلى الإنسان والـحيوان لما في ذلك من رمز الإهانة لطاووس (ملك الشّيطان).

ـ حرّموا على اليزيدي قصّ أظفاره والإغتسال من الجنابة واستخدام فرسه أو حصانه لحمل الأثقال، وحرّموا عليه الإستنجاء بعد قضاء الحاجة، ولا يجوز له أن يُبوّل وهو واقف أو يلبس سرواله وهو جالس.

ـ قالوا: “يؤثِم اليزيدي إذا مدّ رجله أمام جليسه”.

ـ حَرّموا على الفقراء والكواجك ـ وهم إحدى طبقات المُجتمع اليزيديّ ـ النّوم على السّرير.

ـ حرّموا الإشتغال يوم الجمعة.

ـ عندهم أعياد خاصّة، هي: عيد رأس السّنة الميلادية وعيد المربعانية والقربان والجماعة وعيد يزيد. ولهم ليلة تسمى السّوداء، حيث تُطفأ الأنوار وتُستحَلّ المحارم وتُستباح الخمور.

طبقات الطّائفة اليزيديّة هي:

– الأولى: من الرّوحانـيـّين، أحدهما زمنيّ، يرتقي نَسَبه إلى يزيد بن معاوية، وهو مير شيخان، أي أمير الشّيخان؛ والآخر ينتمي إلى سلالة فخر الدّين، ويُلقبونه “بابا شيخ” يعني الشّيخ الكبير.

– الثّانية: الفقير، وهو النّاسك المُتعبّد، وله لباس خاص يُسمّونه “خرقة الفقير”.

– الثّالثة: القوّال، وهو الحادي أيّ مُرتّل الأناشيد الدّينية.

– الرابعة: الكواجك، وهم طائفة من العوام، يتميّزون بلباسهم الأبيض ونطاقهم الصّوفيّ الأسود أو الأحمر. وظيفتهم اكتشاف مصير الموتى، إن كان خيرًا أو شرًا، والإتّصال بعالم الغيب لمعرفة الحال والإستقبال.

– الخامسة: المُريدون، وهم عوام النّاس من اليزيديّة؛ وقد فُرِضَت عليهم الطّاعة العمياء ودفع الزّكوات. وهولاء يتزاوجون فيما بينهم، ولا يحقُّ لهم مصاهرة الفئات الأخرى.

ينتشر اليزيديّون في المناطق الشّمالية الشرقية من الموصل، وعلى الحدود العراقية-السّورية وديار بكر وماردين وجبل الطّور وبالقرب من حلب، حول كلس وعينتاب، وفي بعض البلدان الأرمينيّة على الحدود، بين تركيا وروسيا، وحول تفليس وباطوم؛ وينتمي معظمهم إلى الجنس الكردي.







رد مع اقتباس
قديم 12-16-2013, 08:06 AM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


7-الزّيـديـة

الزّيدية أقربُ فرق الشّيعة من أهل السُّنة بِحَيثُ تتّصف بالإعتدال والقصد والإبتعاد عن التّطرف والغلو. ترجع نسبتها إلى مؤسّسها زيد بن علي زين العابدين الذي صاغ نظرية شيعيّة مُتميّزة في السّياسة والحكم وجاهد من أجلها وقتل في سبيلها.
http://www.ajooronline.com/vb
قاد زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي ثورة شيعية في العراق ضدّ الأموييّن أيّام هشام بن عبد الملك. فقد دفعه أهل الكوفة لهذا الخروج ثمّ ما لبثوا أن تخلّوا عنه وخذلوه عندما علموا بأنّه لا يتبرأ من الشّيخين أبي بكر وعمر ولا يلعنهما، بل يترضّى عنهما، فاضطرّ لمقابلة جيش الأمويين، وما معه سوى 500 فارس حيث أُصيب بسهمٍ في جبهته قضى عليه.
http://www.ajooronline.com/vb
تنقّل في البلاد الشامية والعراقية باحثًا عن العلم أوّلاً وعن حقّ أهل البيت في الإِمامة ثانيًا. فقد كان تقيًا وَرِعًا عالمًا فاضلاً مُخلصًا شجاعًا وسيمًا مُهيبًا مُلمًا بكتاب الله وبِسُنّة رسوله.

تلقّى العلم والرّواية عن أخيه الأكبر محمد الباقر الذي يُعَدّ أحد الأئمّة الإثنى عشر عند الشّيعة الإِمامية. اتّصل بواصل بن عطاء، رأس المعتزلة، وتدارس معه العلوم، فتأثّر به وبأفكاره التّي نقل بعضها إلى الفكر الزّيدي. تتلمذ عليه أبو حنيفة النّعمان وأخذ عنه العلم.

من مؤلّفاته، كتاب المجموع في الحديث وكتاب المجموع في الفقه، وهُما في كتابٍ واحدٍ اسمه “المجموع الكبير”، رواهما عنه تلميذه أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي الهاشمي بالولاء الذّي مات في الرّبع الثّالث من القرن الثّاني للهجرة. أمّا ابنه يحيى بن زيد، فقد خاض المعارك مع والده لكنّه تمكّن من الفرار إلى خُراسان حيث لاحقته سيوف الأموييّن، فقُتِلَ هناك سنة 125هـ. وفُوِّض الأمر بعد يحيى إلى محمد وإبراهيم. قُتِلَ الأوّل في المدينة وقُتِلَ الثّاني في البصرة، فتسلّم القيادة أحمد بن عيسى بن زيد حفيد، مُؤسّس الزيديّة، وأقام بالعراق وأخذ عن تلاميذ أبي حنيفة فكان مِمّن أثرى هذا المذهب وعمل على تطويره.
http://www.ajooronline.com/vb
مِن علماء الزّيدية: القاسم بن إبراهيم المُرسي بن عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب. تشكّلت لهُ طائفة زيديّة، عُرِفت بإسم القاسميّة.

جاء من بعده حفيده الهادي إلى الحقّ يحيى بن الحسين بن القاسم الذي عُقِدَت له الإِمامة باليمن، فكان مِمّن حارب القرامطة فيها. كما تشكّلت له فرقة زيدية عُرِفَت بإسم الهادوية مُنتشرةً في اليمن والحجاز وما والاها.

ظهر للزّيدية في بلاد الديلم وجيلان إمام حُسينيّ هو أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن بن زيد بن عمر بن الحسين بن علي، المُلقّب بالنّاصر الكبير، وعُرِفَ أيضًا بإسم الأطروش. فقد هاجر هذا الإِمام إلى هناك داعيًا إلى الإِسلام على مُقتضى المذهب الزّيدي فدخل فيه خلق كثير صاروا زيدييّن.

ومنهم الدّاعي الآخر صاحب طبرستان الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي والذي تكوّنت له دولة زيدية في جنوب بحر الخزر، سنة 250هـ.
http://www.ajooronline.com/vb
عُرِف مِن أئمّتهم محمد بن إبراهيم بن طباطبا الذي بعث بدعاته إلى الحجاز ومصر واليمن والبصرة. ومن شخصياتهم البارزة كذلك مقاتل بن سليمان ومحمد بن نصر؛ ومنهم أبو الفضل ابن العميد والصاحب بن عباد وبعض أمراء بني بُويه.

خرجت عن الزّيدية أربعُ فرقٍ هي:

1- الجاروديّة: أصحاب أبي الجارود زياد بن أبي زياد.

2- السّليمانيّة: أصحاب سليمان بن جرير.

3- الصّالحيّة: أصحاب الحسن بن صالح بن حي.

4- البتريّـة: أصحاب كثير النّوى الأبتر.
http://www.ajooronline.com/vb
الفرقتان “الصّالحية” و”البترية” متّفقتان ومتماثلتان في الآراء.

هذه الفِرَق بجملتها لم يَعُد لها مكانةٌ بارزةٌ عند الزّيدية المعاصرة التّي تقتفي نهج الإِمام زيد من حيث القصد والإعتدال.

الأفـكار والمُعتقـدات:

– يُجيز الزّيديون الإِمامة في كلّ أولاد فاطمة، سواء أكانوا من نسل الإِمام الحسن أم من نسل الإِمام الحُسين.

– الإِمامة لديهم ليست بالنّص، إذ لا يشترط فيها أن ينصّ الإِمام السابق على الإِمام اللاحق، بمعنى أنّها ليست وراثيّة بل تقوم على البيعة. فمَن كان من أولاد فاطمة وفيه شروط الإِمامة كان أهلاً لها.

– لا يجوز عندهم أن يكون الإِمام مَستورًا، إذ لابُدّ من اختياره من قِبَل أهل الحلّ والعقد. ولا يتمّ اختياره إلاّ إذا أعلن عن نفسه، مُبيّنًا أحقّيته بالإِمامة.
http://www.ajooronline.com/vb
– يجوز لديهم وجود أكثر من إمامٍ واحدٍ في وقتٍ واحدٍ في قطرين مختلفين.

– تقول الزّيدية بالإِمام المفضول مع وجود الأفضل، إذ لا يُشترط أن يكون الإِمام أفضل الناس جميعًا، بل من المُمكن أن يكون هناك للمسلمين إمام على جانبٍ من الفضل مع وجود مَن هو أفضل منه، على أن يُرجَع إليه في الأحكام ويحكم بحكمه في القضايا التّي يدلي برأيه فيها.

– مُعظم الزيدية يقرّون خلافة أبي بكر وعمر ولا يلعنونهما كما تفعل فِرَق الشّيعة، بل يترضّون عنهما، ويقرّون بصحّة خلافة عثمان مع مؤاخذته على بعض الأمور.

– يميلون إلى الإعتزال فيما يتعلّق بالذات والصفات والجبر والإختيار. ومُرتكبُ الكبيرة يعتبرونه في منزلةٍ بين المنزلتين كما تقول المُعتزلة ولكنّه غير مخلّدٍ في النّار إذ يُعذّب فيها حتّى يُطهّر من ذنبه ثم ينتقل إلى الجنّة.

– يرفضون التّصوف رفضًا قاطعًا.
http://www.ajooronline.com/vb
– يخالفون الشيعة في زواج المتعة ويستنكرونه.

– يتّفقون مع الشيعة في زكاة الخمس وفي جواز التّقية إذا لزم الأمر.

– هُم متّفقون مع السّنة بشكلٍ كاملٍ في العبادات والفرائض، سوى اختلافات قليلة في الفروع، من مثالها:

* يقولون “حي على خير العمل” في الأذان على الطّريقة الشّيعية.

* صلاة الجنازة لديهم خمس تكبيرات.

* يرسلون أيديهم في الصّلاة.

* صلاة العيد تصحّ فرادى وجماعة.

* يحكمون ببطلان الصّلاة خلف الفاجر.
http://www.ajooronline.com/vb
* فروض الوضوء عشرة.

* تقليد أهل البيت أولى من غيرهم.

* يقولون بوجوب الخروج على الإِمام الظّالم الجائر ولا تجب طاعته.

* لا يقولون بعصمة الأئمّة عن الخطأ، كما لا يغالون في رفع أئمّتهم على غرار ما تفعله معظم فِرَق الشّيعة الأخرى.

* لكن بعض المُنتسبين للزيدية قرّروا العصمة لأربعةٍ فقط من أهل البيت، هُم: علي وفاطمة والحسن والحسين.

* لا يوجد عندهم مهدي مُنتظر.

* يستنكرون “نظرية البداء” التي قال فيها المُختار الثّقفي الذي كان يسجع سجع الكهّان، فإذا جاء الأمر على عكس ما قال، علّل ذلك بأن يقول للناس: . فالزّيدية تقرّر بأن عِلم الله أزلي قديم غير متغيّر وكل شيء مكتوب في اللّوح المحفوظ.
http://www.ajooronline.com/vb
* قالوا بوجوب الإِيمان بالقضاء والقدر مع اعتبار الإِنسان حرًا مُختارًا في طاعة الله أو عصيانه، ففصلوا بذلك بين الإِرادة وبين المحبّة أو الرّضا وهو رأي أهل البيت من الأئمّة.

* مصادر الإستدلال عندهم كتاب الله ثمّ سنة رسول الله ثمّ القياس ومنه الإستحسان والمصالح المُرسلة، ثم يجئ بعد ذلك العقل. فما يقرّ العقل صحّته وحسنه يكون مطلوبًا وما يقرّ قبحه يكون منهيًا عنه.

الجـذور الفـكريّة والعقائـديّة:

– يتمسّك الزيديون بالعديد من القضايا التّي يتمسّك بها الشّيعة، كأحقّية أهل البيت في الخلافة وتفضيل الأحاديث الواردة عنهم على غيرها وتقليدهم وزكاة الخمس. فالملامح الشّيعية واضحة في مذهبهم.

– تأثرت الزيدية بالمعتزلة فانعكست اعتزالية واصل بن عطاء عليهم وظهر هذا جليًا في تقديرهم للعقل وإعطائه أهمية في الإستدلال، إذ يجعلون له نصيبًا وافرًا في فهم العقائد وفي تطبيق أحكام الشّريعة وفي الحكم بحُسن الأشياء وقبحها، فضلاً عن تحليلاتهم للجبر والإختيار ومُرتكب الكبيرة والخلود في النّار.
http://www.ajooronline.com/vb
الإنتشـار ومواقـع النّفـوذ:

قامت دولة للزّيدية أسّسها الحسن بن زيد سنة 250هـ في أرض الدّيلم وطبرستان. وأقام الهادي إلى الحق للزّيدين دولةً في اليمن في القرن الثّالث الهجري.

انتشرت الزيدية في سواحل بلاد الخزر وبلاد الديلم وطبرستان وجيلان شرقًا، وامتدّت إلى الحجاز ومصر غربًا، وتركّزت في أرض اليمن حيث لا تزال تُشكّل أكثر من ثلثي السّكان فيها.







رد مع اقتباس
قديم 12-16-2013, 08:08 AM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


8-الحشّـاشـون

طائفة إسماعيلية فاطميّة نزاريّة مشرقيّة، انشقّت عن الفاطميين ودعت إلى إمامة نزار بن المُستنصر بالله ومَن جاء من نسله. أسّسها الحسن بن الصّباح الذي اتّخذ من قلعة «الموت» مركزًا لنشر دعوته وترسيخ أركان دولته. وقد تميّزت هذه الطائفة باحتراف القتل والإغتيال لأهدافٍ سياسيّةٍ ودينيّةٍ متعصّبة. وفي عام 471 هـ/ 1078 م، ذهب الحسن بن الصّباح إلى إمامه المُستنصر بالله حاجًا وعاد ليدعو لمذهبه؛ ثم مات الإمام المستنصر بالله وقام الوزير بدر الجمالي بقتل ولي العهد الابن الأكبر «نزار» لينقل الإمامة إلى الابن الأصغر المُستعلي الذي كان في الوقت نفسه ابن أخت الوزير. وبذلك انشقّت الفاطمية إلى نزارية مشرقية ومستعلية مغربيّة. وقد ظهروا في بلاد الشام، وامتلكوا عددًا من القلاع وقاوموا الزّنكيين وحاولوا اغتيال صلاح الدين الأيّوبي مرّات عديدة. وقد قضى عليهم الظّاهر بيبرس.

تلتقي مُعتقداتهم مع الإسماعيلية عامةً من حيث ضرورة وجود إمامٍ معصومٍ ومنصوصٍ عليه، على أن يكون الإبن الأكبر للإمام السّابق. وإمام الحشّاشين بالشّام، رشيد الدّين سنان بن سليمان، قال بفكرة التّناسخ فضلاً عن عقائد الإسماعيلية التي يؤمنون بها. كما ادّعى أنه يعلَم الغيب. والحَسَن الثاني، بن محمد، أعلن قيام القيامة وألغى الشّريعة وأسقط التكاليف. والحج لديهم ظاهرًا إلى البيت الحرام وحقيقته إلى إمام الزّمان ظاهرًا أو مستورًا. وكان شعارهم في بعض مراحلهم: “لا حقيقةً في الوجود، وكلّ أمرٍ مباح”.

وكانوا يمتنعون في سلسلةٍ من القلاع والحصون، فلم يتركوا مكانًا مُشرفًا إلاّ وسيطروا عليه أو بنوا عليه حُصنًا. وهم لهم أتباع إلى الآن في سوريا وإيران وفي أواسط روسيا.







رد مع اقتباس
قديم 12-16-2013, 08:10 AM رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


9-الإسـماعيليّة

فرقة إسلامية تختلف عن الموسويّة والإثنى عشريّة بإثبات الإمامة لإسماعيل بن جعفر الصّادق، من ذرّية علي. قالوا، وبعد إسماعيل محمد بن إسماعيل السّابع التّام: “ولن تخلو الأرض قط من إمامٍ حيٍّ قاهرٍ، إمّا ظاهرٍ مكشوفٍ وإمّا باطنٍ مستورٍ. فإذا كان الإمام ظاهرًا يجوز أن تكون حجّته مستورة؛ وإذا كان الإمام مستورًا فلا بُدّ أن تكون حجّته ودعاته ظاهرين”. مذهبهم أنّ مَن مات ولم يعرف إمام زمانه، مات ميتةً جاهليّةً. وكذلك مَن مات ولم يكن في عُنقه بيعة إمامٍ، مات ميتةً جاهليّةً. وكانت لهم دعوةٌ في كلّ زمانٍ. ويُلقَّبون بالباطنية أيضًا لحكمهم بأنّ لكل باطنٍ ظاهرًا، ولكلّ تنزيلٍ تأويلاً، إلخ..

وَجَدَت هذه الفرقة كما وَجَدَت أخواتها الكثير من الإضّطهاد فاضّطرت إلى الهجرة إلى أقصى خراسان والعراق هربًا ممّا يحيق بها من خطرٍ؛ وأصبحت في القرن الثاني الهجري على وشك الإنحلال. إلاّ أنّه ظهر رجل اسمه عبد اللّه بن ميمون من فارس، فأعاد تأسيس هذه الفرقة التّي أصبحت تُعرَف بالإسماعيلية ورتّبها على تسعة رُتَبٍ، لا يُرَقّى أحد من رتبةٍ إلى ما فوقها إلاّ بالإستعداد والأهلية.

الدّرجة الأولى: العامّة؛ وكان الدُّعاة الموجّهون من قبل ذلك الزّعيم يجتذبونهم بالسّفسطات والوعود في تفسير رموز الدّين، فيبدأوا بأن يقولوا لهم: “ما حكمة رمي الجمار في الحجّ، وما حكمة السّعي بين الصّفاء والمروة، ولماذا خلق اللّه العالم في ستّة أيام ولم يخلقها في ساعةٍ، وهو قادر على ذلك؟ ما هي روحك؟ من أين أتَت وإلى أين تذهب؟ إلخ.. من الأسئلة التي تشتاق لها العامة وتقبل فيها كل ما يُقال”. ومتى هيج عند النّاس الميل لسماع الأجوبة، قيل لهم “لا تعجلوا، الدّين أغلى من أن تُبذَل حقائقه لمن لا يعيها ولا يصونها، ولا بُدّ مِن أخذ العهد والميثاق على كلّ مَن يريد أن يشاركنا في أسرارنا هذه بأن لا يكشف لنا سرًا ولا ينصُبُ لنا أحبولة وأن يصدّقنا ويدافع عنّا، إلخ..” فيأخذ على النّاس العهود ويأمرهم بالتّسليم المحض والخضوع التّام، ثم يتركهم وشكوكهم إلى حين.

الدّرجة الثّانية: يُكاشفون المُستعدّين للتّرقي من أهل الدّرجة الأولى بأنّ الناس قد ضُلُّوا بتقليد الأئمّة الأربعة وأن الذي يقلّد في الحقيقة هو الإمام المعصوم.

الدّرجة الثالثة: يكشفون له العقيدة في الأئمّة، وهي أنّهم سبعة والإمام الحاكم هو السّابع وأنه عالم بكل سرائر الدّين ورموزه.

الدّرجة الرابعة: يقولون إنّه كما أنّ عدد الأئمّة سبعة كذلك عدد الرُّسل الذين جاؤوا بشرائع ناسخة وكان لكلّ منهم مساعد ولمُساعدهم مساعد إلى سبعةٍ أيضًا. كلٌّ من هؤلاء السّبعة المساعدون يُدعَى “الصّامت”. وأمّا مُؤسّسو الأديان، فيُدعى كلٌّ منهم “النّاطق”. والنّاطقون هم آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد، إلى إمام الوقت عبد اللّه، المُومأ إليه.

سرّ هذه المزاعم هو تغيير عقيدة المُريد المُتّبع لهم من أنّه لا وحي بعد النّبي محمد، والإدّعاء بأن الوحي مستمرّ على توالي الأجيال في الأئمة المعصومين. ومن هنا يخرج المُريد عن الإسلام، شَعَر أم لم يشعُر.

الدرجة الخامسة: يقولون للمُريد إنّ شريعة محمد ستُنسَخ، وينظرون للمريد، فإن كان فارسيًا ذكّروه بذلّه للعرب وخنوعه لهم وحمّسوه للتخلّص من نيرهم. وإن كان عربيًا هيّجوه على الفُرس وأروه سوء رغبةٍ تداخلهم في حكومته.

الدّرجة السادسة: يرون المُريد عدم وجوب العبادات من صلاةٍ وصومٍ… ويزعمون أنّ كل هذه التّقاليد وُضِعَت لإخضاع العوام والسّيطرة عليهم من قِبَلِ من قالوا إنّهم أنبياء وإنّ الفلاسفة اليونانيين أكمل عقولاً وأوسع علمًا من أولئك النّبيين. ولكنهم لا يوصلون من المُريدين إلى هذه الدرجة وما بعدها ممّا يكشف السّر النهائي إلاّ نفرًا قليلين جدًا لأنّه لما كان غرض عبد اللّه بن ميمون هذا تأسيس مملكةٍ لذرّيته، كان من العقل والتّبصر أن يمسك العامة بدين يربطهم، لأنّهم لو ألحدوا لسعى كلّ منهم لشهوات نفسه دون غيره.

كانوا ينتخبون الدّعاة من أصحاب اللُّسن، وكانوا يجتذبون الناس بالتأثير على عقولهم بطرقٍ لا يجاريهم فيها غيرهم. وبذلك استفحل أمر هذه الفرقة في القرن الثّاني والثالث والرابع والخامس، وصارت لهم جيوش وحصون. وكانت مملكة البحرين كلّها لهم. وحدث أنّ القرامطة، وهي فرقة منهم بالعراق، نمت وتكاثرت حتى صارت خطرًا على بلاد العرب. وحدث أنّها هاجمت الحجّاج في البيت الحرام، وقتلت منهم ألوفًا مؤلّفةً، قيل ثلاثين ألفًا وقيل سبعين ألفًا، وأخذوا الحجر الأسود وأتوا من الفظائع ما يقشعرّ له جسد الإنسان. ثم ردوا الحجر إلى محلّه.







رد مع اقتباس
قديم 12-16-2013, 08:13 AM رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


10- المعتزلة

المُعتزلة فرقةٌ إسلاميّة نشأت في أواخر العصر الأموي وازدهرت في العصر العباسي. اعتمدت على العقل المجرّد في فهم العقيدة الإسلامية لتأثرّها ببعض الفلسفات القديمة. وقد أُطلقت عليها أسماء مختلفة منها: المُعتزلة والقدرية والعدلية وأهل العدل والتّوحيد والمقصد والوعيديّة.

المبادئ والأفكار:
http://www.ajooronline.com/vb
جاءت المعتزلة في بدايتها بفكرتين مبتدعتين:

– الأولى: القول إنّ الإنسان مختار بشكلٍ مطلقٍ في كلّ ما يفعل؛ فهو يخلق أفعاله بنفسه ولذلك كان التكليف. ومن أبرز مَن قال ذلك “غيلان الدمشقي” الذي أخذ يدعو إلى مقولته هذه في عهد عمر بن عبد العزيز وحتى عهد هشام بن عبد الملك. فكانت نهايته أن قتله هشام بسبب ذلك.

– الثّانية: القول إنّ مُرتكب الكبيرة ليس مؤمنًا ولا كافرًا ولكنّه فاسق فهو بمنزلةٍ بين المنزلتين. هذه حاله في الدّنيا. أمّا في الآخرة فهو لا يدخل الجنّة لأنه لم يعمل بعمل أهل الجنة بل هو خالد في النّار. ولا مانع عندهم من تسميته مسلمًا باعتباره يُظهر الإسلام وينطق بالشّهادتين ولكنه لا يُسمّى مؤمنًا.

ثمّ حرّر المُعتزلة مذهبهم في خمسة أصولٍ، أهمّها: التّوحيد، العدل، الوعد والوعيد، المنزلة بين المنزلتين، الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر.
http://www.ajooronline.com/vb
1- التّوحيد وخلاصته، برأيهم، هو أنّ الله تعالى مُنزّه عن الشبيه والمماثل (ليس كمثله شيء) ولا ينازعه أحد في سلطانه ولا يجري عليه شيء ممّا يجري على النّاس. وهذا حق. ولكنّهم بنوا عليه أحد نتائج باطلة، منها استحالة رؤية الله تعالى لإقتضاء ذلك نفي الصّفات، وأن الصفات ليست شيئاً غير الذات، وإلاّ تعدَّدَ القدماء في نظرهم. لذلك يُعَدُّون من نفاة الصّفات؛ وبنوا على ذلك أيضًا أنّ القرآن مخلوق لله سبحانه وتعالى لنفيهم عنه سبحانه صفة الكلام.

2- العدل ومعناه برأيهم أنّ الله لا يخلق أفعال العباد ولا يحبّ الفساد، بل إنّ العباد يفعلون ما أمروا به وينهون عما نهوا عنه بالقدرة التي جعلها الله لهم وركّبها فيهم وأنّه لم يأمر إلاّ بما أراد ولم ينه إلاّ عمّا كره.

3- الوعد والوعيد ويعني أن يجازي الله المُحسن إحسانًا ويجازي المُسيء سوءًا ، ولا يغفر لمرتكب الكبيرة إلاّ أن يتوب.
http://www.ajooronline.com/vb
4- المنزلة بين المنزلتين وتعني أن مرتكب الكبيرة في منزلةٍ بين الإيمان والكفر. فليس بمؤمنٍ ولا كافرٍ. وقد قرّر هذا واصل بن عطاء شيخ المعتزلة.

5- الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر. فقد قرّروا وجوب ذلك على المؤمنين نشرًا لدعوة الإسلام وهدايةً للضّالين وإرشادًا للغاوين كلّ بما يستطيع. فذو البيان ببيانه، والعالم بعلمه، وذو السّيف بسيفه وهكذا. ومن حقيقة هذا الأصل أنّهم يقولون بوجوب الخروج على الحاكم إذا خالف وانحرف عن الحق.

ومن مبادئ المعتزلة الإعتماد على العقل كليًا في الإستدلال لعقائدهم. وكان من آثار اعتمادهم على العقل في معرفة حقائق الأشياء وإدراك العقائد، أنّهم كانوا يحكمون بحُسن الأشياء وقبحها عقلاً.
http://www.ajooronline.com/vb
وبسبب اعتمادهم على العقل أيضًا أوّلوا الصّفات بما يلائم عقولهم الكلية، كصفات الإستواء واليد والعين وكذلك صفات المحبة والرضى والغضب والسخط. ومن المعلوم أنّ المعتزلة تنفي كلّ الصّفات لا أكثرها.

وباعتمادهم على العقل أيضًا، طعن كبراؤهم في أكابر الصّحابة وشنعوا عليهم ورموهم بالكذب. فقد زعم واصل بن عطاء أن إحدى الطائفتين يوم الجَمَل فاسقة؛ إمّا طائفة علي بن أبي طالب وعمّار بن ياسر والحسن والحسين وأبي أيوب الأنصاري أو طائفة عائشة والزبير، أوردوا شهادة هؤلاء الصّحابة، فقالوا: لا تقبل شهادتهم.

وسبب اختلاف المعتزلة فيما بينهم وتعدّد طوائفهم هو اعتمادهم على العقل فقط، وإعراضهم عن النّصوص الصّحيحة من الكتاب والسنة، ورفضهم الإتباع من دون بحثٍ واستقصاءٍ. وقاعدتهم التي يستندون إليها في ذلك: “كلّ مكلّف مطالب بما يؤدّيه إليه اجتهاده في أصول الدين”. فيكفي، وفق مذهبهم، أن يختلف التلميذ مع شيخه في مسألةٍ ليكون هذا التلميذ صاحب فرقةٍ قائمةٍ.
http://www.ajooronline.com/vb
وهكذا نجد أن المعتزلة قد حوّلوا الدّين إلى مجموعة من القضايا العقلية والبراهين المنطقية، وذلك لتأثرهم بالفلسفة اليونانية عامّةً وبالمنطق الصّوري (نسبة إلى مدينة صور) الأوسطي خاصّة.

فنّد علماء الإسلام آراء المُعتزلة في عصرهم، مثل أحمد بن حنبل الذي اكتوى بنار فِتنَتِهِم المُتعلّقة بخلق القرآن ووقف في وجه هذه الفتنة بحزمٍ.

مِن ردودٍ قويّة الحجة، بارعة الأسلوب، رد ابن تيمية في كتابه “درء تعارض العقل والنقل”؛ فقد تتبع آراءهم وأفكارهم واحدة واحدة وردّ عليها وبيّن أنّ صريح العقل لا يكمن أن يكون مخالفًا لصحيح النّقل.
http://www.ajooronline.com/vb
وقد ردّ على ذلك عدد كبير من العلماء مؤكّدين:

– أن لا يتعارض العقل مع النصوص الصّحيحة.

– أن لا يكون استعمال العقل في القضايا الغيبية التي يُعتبر الوحي هو المصدر الصحيح والوحيد لمعرفتها.

– أن يُقدَّم النّقل على العقل في الأمور التي لم تتضح حكمتها وهي ما يُعرف بـ”الأمور التّوفيقية”.

– ولا شك أن احترام الإسلام للعقل وتشجيعه للنظر والفكر واضح.

الجذور الفكرية والعقائدية:

هناك رواية تُرجِع الفكر المعتزلي في الصّفات إلى أصولٍ يهوديّةٍ فلسفيّةٍ. فالجعد بن درهم أخذ فكره عن أبان بن سمعان وأخذها أبان عن طالوت وأخذها طالوت عن خاله لبيد بن الأعصم اليهودي.
http://www.ajooronline.com/vb
وقيل: إنّ مناقشات الجهم بن صفوان مع فرقة السّمنية -وهي فرقة هندية تؤمن بالتّناسخ- قد أدّت إلى تشكيكه في دينه وابتداعه لنفي الصفات.

إنّ فكر يوحنا الدمشقي وأقواله تُعدّ موردًا من موارد الفكر الإعتزالي إذ إنّه كان يقول بالأصلح وحريّة الإرادة الإنسانية.

ونفي القدر عند المعتزلة الذي ظهر على يد الجهني وغيلان الدمشقي، قيل إنّهما أخذاه عن نصراني يدعى أبو يونس سنسويه. وقد أخذ عمرو بن عبيد صاحب واصل بن عطاء فكرة نفي القدر عن معبد الجهني.

تأثّر المعتزلة بفلاسفة اليونان في موضوع الذّات والصفات. فمن ذلك قول أنباد بن قليس الفيلسوف اليوناني: “إنّ الباري تعالى لم يزل هويته فقط وهو العلم المحض وهو الإرادة المحضة وهو الجود والعزة والقدرة والعدل والخير والحق، لا أن هناك قِوَى مُسمّاة بهذه الأسماء بل هي هو، وهو هذه كلّها”.

وكذلك قول أرسطو طاليس في بعض كتبه: “إنّ الباري علم كلّه، قدر كله، حياة كله، بصر كله”.
http://www.ajooronline.com/vb
فأخذ العلاف -وهو من شيوخ المعتزله- هذه الأفكار وقال: “إنّ الله عالم بعلم وعلمه ذاته قادر بقدره وقدرته ذاته، حيّ بحياة وحياة ذاته”.

ثمّ إنّ أحمد بن خابط والفضل الحدثي قد طالعا كتب الفلاسفة ومزجا الفكر الفلسفي مع الفكر النّصراني مع الفكر الهندي، وقالا ما يلي:

1- إنّ المسيح هو الذي يحاسب الخلق في الآخرة.

2- إنّ المسيح تدرّع بالجسد الجسماني وهو الكلمة القديمة المتجسّدة.

3- القول بالتناسخ.

4- حَملا كلّ ما ورد في الخبر عن رؤية الله تعالى على رؤية العقل الأول، هو أوّل مبتدع وهو العقل الفعّال الذي منه تفيض الصّور على الموجودات.
http://www.ajooronline.com/vb
يؤكّد العلماء تأثير الفلسفة اليونانية على فكر المعتزلة بما قام به الجاحظ، وهو من مُصنّفي المعتزلة ومفكريهم. فقد طالع كثيرًا من كتب الفلاسفة وتمذهب بمذهبهم حتّى إنه خلط وروّج كثيرًا من مقالاتهم بعبارته البليغة.
http://www.ajooronline.com/vb
الفكر الإعتزالي الحديث:

يحاول بعض الكُتّاب والمُفكّرين في الوقت الحاضر إحياء فكر المعتزلة من جديد، فألبسوه ثوبًا جديدًا، وأطلقوا عليه أسماء جديدةٍ مثل العقلانية أو التنوير أو التجديد أو التحرر الفكري أو التطور أو المعاصرة أو التيار الديني المستنير أو اليسار الإسلامي.

وقد قوّى هذه النزعة التأثر بالفكر الغربي العقلاني المادّي. وحاول مؤيّدو هذه النزعة تفسير النصوص الشّرعية وفق العقل الإنساني. فلجأوا إلى التأويل كما لجأت المعتزلة من قَبل ثم أخذوا يتلمّسون في مصادر الفكر الإسلامي ما يدعم تصوّرهم، فوجدوا في المعتزلة بغيتهم فأنكروا المعجزات الماديّة.

أهمّ مبدأٍ معتزليٍّ سار عليه المتأثرون بالفكر المعتزلي الجُدد هو ذاك الذي يزعم أنّ العقل هو الطريق الوحيد للوصول إلى الحقيقة، حتى لو كانت هذه الحقيقة غيبيّة شرعية. أي أنّهم أخضعوا كلّ عقيدةٍ وكل فكرٍ للعقل البشري القاصر.
http://www.ajooronline.com/vb
أهمّ وأخطر ما في هذا الفكر الإعتزالي الجديد محاولة تغيير الأحكام الشرعية التي ورد فيها النّص اليقيني من الكتاب والسنة، مثل عقوبة المرتد وفرضية الجهاد والحدود وغير ذلك… فضلاً عن موضوع الحجاب وتعدّد الزوجات والطلاق والإرث، إلخ…







رد مع اقتباس
قديم 12-16-2013, 08:24 AM رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


الخابطية والحدثية

الخابطية‏:‏ أصحاب احمد بن خابط وكذلك الحثية أصحاب الفضل الحدثي‏:‏ كانا من أصحاب النظام وطالعا كتب الفلاسفة أيضاً

وضما إلى مذهب النظام ثلاث بدع‏:‏

البدعة الأولى‏:‏ إثبات حكم من أحكام الإلهية في المسيح عليه السلام موافقة النصارى على اعتقادهم‏:‏ أن المسيح هو الذي يحاسب الخلق في الآخرة وهو المراد بقوله تعالى‏:‏ ‏”‏ وجاء ربك والملك صفاً صفاً ‏”‏‏.‏

وهو الذي يأتي ظلل من الغمام وهو المعني بقوله تعالى‏:‏ ‏”‏ أو يأتي ربك ‏”‏‏.‏

وهو المراد بقول النبي عليه السلام‏:‏ ‏”‏ إن الله تعالى خلق آدم على صورة الرحمن ‏”‏‏.‏

وبقوله‏:‏ ‏”‏ يضع الجبار قدمه في النار ‏”‏‏.‏

وزعم أحمد بن خابط‏:‏ أن المسيح تدرع بالجسد الجسماني وهو الكلمة القديمة المتجسدة كما قالت النصارى‏.‏

البدعة الثانية‏:‏ القول بالتناسخ‏:‏ زعما أن الله تعالى أبدع خلقه‏:‏ أصحاء سالمين عقلاء بالغين في دار سوى هذه الدار التي هم فيها اليوم وخلق فيهم معرفته والعلم به وأسبغ عليهم نعمته ولا يجوز أن يكون أول ما يخلقه إلا‏:‏ عاقلاً ناظراً معتبراً وابتدأ هو بتكليف شكره فأطاعه بعضهم في جميع ما أمرهم به وعصاه بعضهم في جميع ذلك وأطاعه بعضهم في البعض دون البعض فمن أطاعه في الكل أقره في دار النعيم التي أبدأهم فيها ومن أطاعه في البعض وعصاه في البعض أخرجه إلى دار الدنيا فألبسه هذه الأجسام الكثيفة وابتلاه‏:‏ بالبأساء والضراء والشدة والرخاء والآلام واللذات‏.‏

على صور مختلفة من صمر الناس وسائر الحيوانات على قدر ذنوبهم فمن كانت معصيته أقل وطاعته أكثر كانت صورته أحسن وآلامه أقل ومن كانت ذنوبه أكثر كانت صورته أقبح وآلامه أكثر‏.‏

ثم لا يزال يكون الحيوان في الدنيا‏:‏ كرة بعد كرة وصورة بعد أخرى مادامت في زمانهما شيخ المعتزلة أحمد بن أيوب بن مانوس وهو أيضاً من تلامذة النظام وقال أيضاً مثل ما قال أحمد بن خابط في التناسخ وخلق البرية دفعة واحدة إلا أنه قال‏:‏ متى صارت النوبة إلى البهيمية ارتفعت التكاليف ومتى صارت النوبة إلى رتبة النبوة والملك ارتفعت التكاليف أيضاً وصارت النوبتان عالم الجزاء‏.‏

ومن مذهبهما أن الديار خمس داران للثواب

إحداهما‏:‏ فيها أكل وشرب وبعال وجنات وأنهار‏.‏

والثانية‏:‏ دار فوق هذه الدار ليس فيها أكل ولا شرب ولا بعال بل ملاذ روحانية وروح وريحان غير جسمانية‏.‏

والثالثة‏:‏ دار العقاب المحض وهي نار جهنم ليس فيها ترتيب بل هي على نمط التساوي‏.‏

والرابعة‏:‏ دار الابتداء التي خلق الخلق فيها قبل أن يهبطوا إلى دار الدنيا وهي الجنة الأولى‏.‏

والخامسة‏:‏ دار الابتلاء وهي التي كلف الخلق فيها بعد أن اجترحوا في الأولى‏.‏

وهذا التكوير والتكرير لا يزال في الدنيا حتى يمتلئ المكيالان‏:‏ مكيال الخير ومكيال الشر فإذا امتلأ مكيال لخير صار العمل كله طاعة والمطيع خيرا خالصاً فينقل إلى الجنة ولم يلبث طرفة عين فإن مطل الغنى ظلم وفي الحديث‏:‏ ‏”‏ أعطوا الأجير أجره قبل إن يجف عرقه ‏”‏‏.‏

وإذا امتلأ مكيال الشر صار العمل كله معصية والعاصي شريراً محضاً فينقل إلى النار ولم يلبث طرفة عين وذلك قوله تعالى‏:‏ فإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستفيدون‏.‏

البدعة الثالثة‏:‏ حملهما كل ما ورد في الخبر‏:‏ من رؤية الباري تعالى مثل قوله عليه السلام‏:‏ ‏”‏ إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته ‏”‏ على رؤية العقل الأول الذي هو أول مبدع وهو العقل الفعال الذي منه تفيض الصور على الموجودات وإياه على النبي عليه السلام بقوله‏:‏ ‏”‏ أول ما خلق الله تعالى العقل فقال له‏:‏ أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر فقال‏:‏ وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحسن منك‏!‏ بك أعز وبك أذل وبك أعطي وبك أمنع فهو الذي يظهر يوم القيامة وترتفع الحجب بينه وبين الصور التي فاضت منه فيرونه كمثل القمر ليلة البدر فأما واهب العقل فلا يرى البتة‏.‏

ولا يشبه إلا مبدع بمبدع‏.‏

وقال ابن خابط إن كل نوع من أنواع الحيوانات أمة على حيالها لقوله تعالى‏:‏ وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم وفي كل أمة رسول من نوعه لقوله تعالى‏:‏ ‏”‏ وإن من أمة إلا خلا فيها نذير‏.‏

ولهما طريقة أخرى في التناسخ وكأنهما مزجا كلام التناسخية والفلاسفة والمعتزلة ببعضها البعض.







رد مع اقتباس
إضافة رد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:08 PM بتوقيت عمان

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.6 By L I V R Z ]
mess by mess ©2009