فشل ريال مدريد في تعديل المسار الأوروبي الذي بدأ للتخبط بعد الهزيمة في المباراة الماضية أمام دورتموند في ألمانيا وكانت هذه المرة بالتعادل إيجابياً على ملعبه وبين جماهيره أمام المُنافس نفسه ليقع مُجدداً في فخ المفاجآت الألمانية التي كادت أن تُهدي دورتموند فوزاً تاريخياً في السانتياجو بيرنابيو لولا هدف مسعود أوزيل في الدقائق الأخيرة.
اقرأ أيضاً
لم ينتظر ريال مدريد طويلاً ليُهدد عرين الضيوف حيث تلقى الأرجنتيني جونزالو هيجواين تمريرة طويلة من مسعود أوزيل ضربت الدفاع الألماني وانفرد على إثرها بالمرمى إلا أن رومان فايدنفيلر نجح في الوصول للكرة قبله ليُخرجها بصعوبة خارج منطقة جزاءه في الدقيقة الثانية.
على نفس شاكلة مباراة الذهاب أنطلق دورتموند بهجمة مرتدة في الدقيقة التاسعة من المباراة مُنفرداً بالحارس إيكر كاسياس إلا أن ضيق زاوية التسديد ومهارة الحارس منعا شميلزر من وضع الكرة في الزاوية القريبة قبل أن ترتد إلى ليفاندوفيسكي الذي أطاح بالكرة في الهواء ضمن بداية نارية للمباراة.
أضاع كرستيانو رونالدو واحدة من أخطر فرص المباراة في الدقيقة 22 عندما وصلت الكرة لهيجواين في الرواق الأيمن حولها إلى كرستانو رونالدو المواجه للمرمى وخالي من الرقابة ليوجهها الأخير برأسية جانبها الصواب وجانبت معه المرمى أيضاً ليُهدر فرصة التقدم لفريقه.
في البيرنابيو هذه المرة لُدغ ريال مدريد مُجدداً في الدقيقة 28 عندما أرسل دورتموند كرة طولية في الرواق الأيمن أنفرد خلالها ماركو رويس ثم صوب الكرة بشكل فني رائع في الزاوية القريبة لمرمى ريال مدريد لتمر بغرابة من إيكر كاسياس الغير مُتمركز في مرماه ليُعلن رويس تفوق الضيوف مُجدداً ويضع ريال مدريد في موقف مُحرج.
نجح ريال مدريد في أن يعود سريعاً حيث ارتقى المُدافع الدولي البرتغالي بيبي فيريرا وسط الدفاع الألماني في الدقيقة 34 ليقتنص العرضية التي جاءت من الجهة اليُمنى ويحولها برأسية قوية للغاية في شباك دورتموند الذي عجز حارسه المُخضرم عن إيقاف الكرة لتزداد حدة الإثارة ويلتهب حماس الجمهور الإسباني.
كسر ماريو جوتسه خطورة ريال مدريد التي تصاعدت في الدقائق الأخيرة بحثاً عن هدف التقدم إلا أن الهدف جاء من بوروسيا دورتموند الذي ذهب بهجمة مرتدة عبر جروسكرويتس الذي مررها إلى ماريو جوتسه في مواجهة المرمى فقام بالمرور من أمام أربيلوا الذي تردد في التدخل تجنباً لركلة الجزاء ثم رفع الكرة من فوق إيكر كاسياس بشكل فني رائع في الدقيقة الأخيرة من شوط المباراة الأول ليدخل أبناء الشمال الألماني غرف تبديل الملابس ولديهم الأفضلية.
مع مطلع الشوط الثاني سحب مورينيو مُهاجمه الأرجنتيني المصاب هيجواين ودفع بكاليخون الذي نجح في تسجيل هدف أبيض ملغي في أولى لمساته بعد نزوله حيث منعه حكم الراية من تعديل النتيجة بداعي التسلل.
أنقذ فايدنفيلر مرمى دورتموند من هدف محقق آخر في الدقيقة 59 عندما انفرد به كاليخون إلا أن فايدنفيلر تقدم لمنتصف منطقة جزاءه وأغلق مرماه تماماً في وجه كاليخون الذي وجد نفسه مُضطراً للتسديد في جسد الحارس في النهاية.
فرض ريال مدريد سيطرته بشكل مُطلق على مجريات اللعب حيث امتلك الكرة بشكل واضح ولكن خطورته اقتصرت على منتصف ملعبه فقط حيث لم تتسم هجماته التائهة وتصويباته المطائشة بالخطورة على مرمى رومان فايدنفيلر.
كاد ريال مدريد أن يخطف هدف التعادل في الدقيقة 86 عندما امتلك لاعبي الريال الكرة داخل منطقة الجزاء لتصل إلى ماريا الذي صوبها نحو المرمى إلا أن مدافع دورتموند أخرجها من فوق خط المرمى في النهاية.
تمكن ريال مدريد أخيراً في الدقائق القاتلة من المباراة بعد سلسلة من الضغط المتتالي في تسجيل هدف التعادل عن طريق ركلة حرة مباشرة سددها مسعود أوزيل في الزاوية الأرضية القريبة للحارس فايدنفيلر الذي خدعته الكرة وسكنت الشباك لتنتفض مُدرجات البيرنابيو وسط عودة الأمل لمشجعي الريال بعودة فريقهم.
دورتموند عاد بنقطة ثمينة إلى الديار كانت قابلة لأن تكون ثلاثة نقاط لولا حظه العاثر في الدقائق الأخيرة وتراجعه الواضح للدفاع حيث رفع من رصيده إلى النقطة الثامنة بفارق نقطة واحدة عن ريال مدريد الذي رفع من رصيده للنقطة السابعة