مخيم شعفاط... شوكة في خاصرة الاحتلال
خلفية تاريخية
بعد نكبة عام 1948، لجأ قرابة 3300 من سكان قرى القدس واللد والرملة ويافا الذين هجروا قسرا إلى البلدة القديمة في القدس، حيث أسسوا مخيم المعسكر في حارة الشرف. نظراً للظروف الغير الصّحيّة التي سادت في المخيم، وخوفاً من ردة فعل دولية غاضبة في حال تم ترميم البيوت باعتبارها من القدس القديمة التاريخية، تم عام 1965 نقل اللاجئين من حارة الشرف إلى ما عُرِفَ لاحقاً بمخيم شعفاط، شمال شرقي القدس. ومن السّاخر أنه بعد عامين فقط من ذلك، سقطت البلدة القديمة في أيدي قوات الاحتلال بعد حرب 1967 وقامت بهدم حارة الشرف لبناء الساحة الخارجية الملاصقة لحائط البراق.
تم تأسيس مخيم شعفاط عام 1965 على أرض استأجرتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من الحكومة الأردنيّة.3 بعد حرب عام 1967 وقع المخيم تحت سلطة بلدية الاحتلال في القدس. وفي عام 1968 سمحت سلطات الاحتلال لسكان المخيم بتلقي بعض الخدمات الأساسية التي تقدم لحاملي بطاقات الهوية الإسرائيلية مثل التعليم والخدمات الصّحية.
كان سكان مخيم شعفاط يعتمدون على مدينة القدس كمركز للوظائف والتعليم والتسوق والحياة الاجتماعية والاقتصادية، ولكن مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، بدأت قوات الاحتلال بفرض قيود مشددة على حرية حركة السّكان في المخيم. ويقوم حاجز شعفاط اليوم بمهمة فصل المخيم عن بقية القدس، ويسمح من خلاله بعبور سكان المخيم ممن يحملون بطاقات الهوية الإسرائيلية فقط، بينما يمنع البقية.
وقد انخرط سكان المخيم في النّضال من أجل التحرر الوطنيّ الفلسطينيّ، ويستمرون حتى اليوم وبالأخص جيل الشّباب بدفع الثمن الغالي لأجل ذلك.