لقد فوجئنا وفجعنا جميعا بما حدث في مباراة الاهلي القاهري والمصري البورسيعيدي من احداث مؤسفة يندى لها الجبين بين ابناء البلد الواحد فهذه ليست مباراة بين مصر والجزائر التي تعودنا على العنف فيها والذي لم يصل بأي حال من الاحوال الى ما وصل اليه العنف في مباراة الاهلي والمصري وبلا مبرر لهذه الاحداث بل لهذه الهمجية المطلقة والتي تندرج حسب القانون الدولي لجرائم ضد الانسانية ويجب محاسبة كل من له علاقة من قريب او بعيد بهذه الاحداث ومحاسبة كل مقصر عن تقصيرة سواء مؤسسة امنية او اجتماعية او رياضية او سياسية . ولواضح من متابعتي للاحداث ان ما حدث لا يمت لعالم الرياضة والكرة بصلة بل هو عمل سياسي مبرمج من الدرجة الأولى وليس حدث امني عابر ولا يجب تحميل المؤسسة الامنية وحدها مسئولية ما حدث بل يجب تحميل المؤسسة السياسية المسئولية الاولى والمباشرة عما حدث فمن نزلوا الى الملعب نزلوا مطمئنين الى انهم لن يلاحقوا قانونيا بدليل انهم كانوا مكشوفي الوجوه امام عدسات كاميرات المصورين والاعلاميين وجل من شاهدتهم من جيل الشباب الذي لا يتجاوز العشرين من العمر وهذا السن الخطر الذين يمكن تعبئته وشحنه بسهولة بل وقد يتجاوز الامر الى شراءه بحفنة من المال في ظل الفقر والحاجة . ان ما حدث في هذه المباراة قد مس النسيج المجتمعي للشعب المصري ومس مدينة مناضلة عريقة معروفة بنضالها فلا ننسى صمود بورسعيد في وجه العدوان الثلاثي وحرب 73 وغيرها من الحروب فمن قام بهذا العمل كان يقصد المساس بتاريخ هذه المدينة وبسكان هذه المدينة وكذلك المس بالبناء المجتمعي لكل شرائح الشعب المصري والهدف ارسال رسالة الى كافة ابناء الشعب المصري مفادها انه لا أمان لك في بلدك ولا امان لك خارج اطار مدينتك . ان كل ما حدث يدفعنا للتفكير مجددا بكل الاحداث والتطورات الجارية على الساحة تحت سؤال مباشر فقدان الامن والامان للمواطن لمصلحة من ؟؟؟؟؟