يا طـالـب المـجــد فـي عجــور مــورده =عـــذب مـعـيــن يـروّي غــلــة فـيـنـــــا=شــــم الأنــــــوف أبــاة دام عـــزهــــــم =هـــم الأوائــل إن نــادى مـنــاديــــــنــــا=تـفـوح يـا بـاقـة الأزهـــار فـي وطـنــي =فــوح الأريـــج ونـفـح الطيــب يغـريـنـا كلمة الإدارة


مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور       »     عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية       »     سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م       »     عجور التاريخ و الحضارة       »     ميزانية قرية عجور - 1939       »     عجور - وقوعات الزواج 1915م       »     عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل       »     اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م       »     أراضي عجور المشاع - حصري       »     اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1       »     ضريبة الانتداب البريطاني "3"       »     عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور)       »     أراضي عجور الحكر       »     عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة       »     علم النفس الاجتماعي       »     ملوك المملكة الاردنية الهاشمية       »     موسوعة صور القدس- زهرة المدائن       »     دليل الجامعات العربية و العالمية       »     روائع الشعر العالمي       »     موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة       »    

آخر 25 مشاركات
ملف عن الحج وما يتعلق به (الكاتـب : نور الهدى - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          كبرت بنتــي / قصة مؤثرة (الكاتـب : أمان - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور (الكاتـب : م .نبيل زبن - آخر مشاركة : نور الهدى - )           »          عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ميزانية قرية عجور - 1939 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - وقوعات الزواج 1915م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور المشاع - حصري (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضريبة الانتداب البريطاني "3" (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور) (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور الحكر (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          كيف و متى تحدثين طفلك عن التحرش ؟ (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          قصص اطفال للبنوتات الحلوين (الكاتـب : اميرة عجور - آخر مشاركة : م .نبيل زبن - )           »          علم النفس الاجتماعي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ملوك المملكة الاردنية الهاشمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة صور القدس- زهرة المدائن (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          دليل الجامعات العربية و العالمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          روائع الشعر العالمي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضيف اليوم بصراحة (الكاتـب : Big heart - آخر مشاركة : ajoor - )





إضافة رد
قديم 05-25-2013, 12:05 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي مدينة عكا


عكا


عكّا من المُدُن الكنعانية الفلسطينية. أسّسها الجرجاشيّون الفينيقيّون على موقعٍ يسهل الدّفاع عنه بين رأس النّاقورة وجبل الكرمل وجبال الجليل ومُستنقعات النّعامين، ودعوها بإسم "عكو" بمعنى الرمل الحار، وأَطلق عليها الفراعنة إسم "عكا"، واليونانيون إسم "بتوطايس".

شهدت عكّا كلّ الغزاة الذين غزوا فلسطين وقاومتهم على مدى العصور منذ الفراعنة حتّى العثمانيين. ولا ينسى التاريخ تحطّم أحلام نابليون في الإستيلاء على الشّرق تحت أسوار عكا الحصينة.
تُعَد مدينة عكا مركز القضاء الذي يحمل اسمها والذي يقع إلى الشمال الغربي من فلسطين. يحدّه من الشمال الحدود اللبنانية، ومن الشرق قضاء صفد وطبريا، ومن الغرب البحر المتوسط، ومن الجنوب قضاء النّاصرة ويضمّ القضاء، بالإضافة إلى مدينة عكّا التي تقع على الطّرف الشّمالي من خليج عكا، حوالى 52 قرية و8 عشائر بدوية.
كان لأهالي عكا دَورٌ في كلّ الإنتفاضات والمُظاهرات والمؤتمرات والثورات الفلسطينية ضدّ الإنكليز واليهود. وبعد انسحاب القوات البريطانية واشتعال الحرب، دافع العكّاويون عن مدينتهم حتى امتدّ القتال من دارٍ إلى دارٍ ومن شارعٍ إلى شارعٍ، إلى أن سقطت بأيدي المُنظّمات الصّهيونية المُسلّحة وذلك بفضل ما تملكه من أحدث آلات الحرب من المُصفحات والمدافع والزوارق الحربية. وأدّى الإحتلال إلى تشريد بعض أهالي عكا.

تُعتبر عكّا ذات موقع اقتصادي وتجاري بفضل مينائها الذي يُعَدّ من أهم موانئ فلسطين لصيد الأسماك، كما تُعتبر ذات موقع أثريّ مهم. فهي تحتوي على العديد من الآثار والمعالم والأماكن الأثرية القديمة من غالبية العصور التّاريخية. فهناك السّوق الأبيض وحمّام الباشا وخان العمدان والقلعة وأسوارها الحصينة والممرّ الألماني وجامع الجزّار وغيرها...


من أبرز أبناء مدينة عكّا:
أحمد الشُّقيري مؤسّس وأول رئيس لمنظّمة التحرير الفلسطينية،
وغسّان كنفاني أحد أبرز فرسان الفكر والقلم الذي اغتالته أيدي الإرهاب الصّهيوني في بيروت بتاريخ 8/7/1972.









رد مع اقتباس
قديم 05-25-2013, 12:10 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


الاسم وتطوره :

حملت مدينة عكاعدة أسماء عبر عصورها التاريخية ، ففي العصر الكنعاني أطلق عليها مؤسسوها اسم عكو وهي كلمة تعني الرمل الحار وسماها المصريون عكا أو عك، وفي رسائل تل العمارنة وردت باسم عكا ، ونقلها العبريون بالاسم نفسه، ذكرها يوسيفوس فلافيوس باسم عكي، ووردت في النصوص اللاتينية باسم عكي، وفي النصوص اليونانية باسم عكي .


أخذت المدينة اسم ACKON عكون إبان حكم الفرنجة لها، كما سميت d’acre -Saint - Jean وقبل ذلك في العهدين الكلاسيكي والبيزنطي حملت اسم بتوليمايس، وظلت تحمله من القرن الثالث حتى القرن السابع الميلادي. وعندما جاء العرب سموهــــا عكا معيدين لها اسمها الكنعاني القديم بتحريف بسيط ، وبعد أن أتى اليهود إلى فلسطين اعادوا اسمها الكنعاني من دون تحريف وسماهو مرة أخرى "عكو" وهو متداول إلى يومنا هذا .



نظرة على التاريخ :

كان ازدهار عكا مرتبطاً دوما بموقعها الجغرافي، فهي مرفأ طبيعي معد بصورة جيدة، وهي أيضا محطة لجميع القوافل الكبيرة الآتية من الشمال ومن الشرق ومن مصر. هذا الأمر الذي كان سبب ازدهار المدينة كان أيضا السبب الذي جعل المدينة محط أنظار الغزاة.

عام ٢٠٠٠ ق.م. تقريبا ذكرت المدينة لأول مرة في نصوص مصرية عدائية (السلالة الحادية عشرة أو الثانية عشرة) ثم ظهرت في كتابات توتوميس الثالث وسيتي الأول ورمسيس الثاني وفي رسائل تل العمارنة.

القرن الخامس عشر ق.م. نعلم من النصوص السابقة الذكر أن المدينة كانت في ذلك الحين مركزا كنعانيا مزدهرا.

القرن الثالث عشر ق.م. وقعت المدينة في أيدي الفينيقيين ولم تتمتع المدينة بأهمية تذكر في هذه الفترة. تروي أسطورة يونانية أن عكا هي الموقع الذي قصده هرقل باحثا عن الدواء ليشفي جراحه.




الحقبة الكتابية :

قضاة ١، ٣١ - خلال توزيع الأراضي بعد الاحتلال العبراني تحت قيادة يشوع، وقعت المدينة من نصيب سبط أشير. بعد هذه الإشارة لا يشير الكتاب المقدس إلى عكا إلا في زمن المكابيين.

القرن الثالث ق.م. عانت المدينة فترة من الحروب مع الديادوقيين واستوعبت بسرعة فائقة عملية الهلينة. دمرها تولوميوس الأول وأعاد بناءها تولوميوس الثاني وسماها بِطُلمايِس، وهذا هو الاسم الذي وردت تحته في سفر المكابيين والعهد الجديد.

١ مكابيين ٥ - دخلت عكا التاريخ الكتابي مع ثورة المكابيين (١ مكا ٥، ٢١-٢٢؛ ٢ مكا ١٣، ٢٤-٢٥). وعيّن يوناتان المكابي «الذي كان رئيسا للكهنة» حاكما لليهودية (١ مكا ٢١، ٤٤-٤٨؛ ١٣، ٢٣).

٦٣ ق.م. بعد الاحتلال الروماني لفلسطين، ضمت المدينة إلى مقاطعة سوريا الرومانية وبعد قرابة قرن من الزمن سمّيت المدينة باسم جديد هو «مقاطعة كلاوديوس قيصر».

أعمال ٢١، ٧ - يختتم الرسول بولس رحلته الرسولية الثالثة في البحر بين صور وقيصرية حيث حط رحاله بصحبة القديس لوقا الذي كتب يقول: «وصلنا إلى بِطُلْمايِسْ فسلمنا على الإخوة وأقمنا عندهم يوما واحدا».

٦٦-٧٠ ب.م. يروي المؤرخ يوسف فلاڤيوس زمن الثورة اليهودية الأولى أن سكان المدينة ذبحوا حوالي ٢٠٠٠ عبري وأن ڤاسپاسيانوس جعل فيها مقره العام.

القرن الثاني والثالث سرعان ما استقرت في بِطُلْمايِسْ جماعة مسيحية ولدينا أخبار عن أول مطران فيها تعود إلى عام ١٩٠م وذلك بمناسبة الأحداث الفصحية.
٦٣٨م فتح العرب المدينة واستعادت اسمها القديم عكا.

القرن الثالث عشر أروع فترة في تاريخ عكا بلغتنا عنها أنباء وافية وهي تعود للعصر الصليبي.
١٠٩٩م إثر احتلال الصليبيين القدس اهتموا بتأمين موانئهم. وبعد احتلال يافا عام ١١٠٤ كان أول ما قام به ملك القدس بلدوڤين الأول هو احتلال عكا بمساعدة أسطول جينوى جاعلا منها أهم موانئ فلسطين.

١١٩١ أدت الهزيمة التي تعرض لها الصليبيون على يد صلاح الدين في معركة حطين إلى سقوط المدينة لفترة قصيرة بأيدي المسلمين. ولما أعاد ريتشارد قلب الأسد احتلالها جعلها عاصمة المملكة الصليبية طيلة قرن من الزمان بدلا من القدس التي لم يتمكنوا من استعادتها.

وثبتت الفرق العسكرية مقامها في المدينة وخاصة فرقة القديس يوحنا التي بنت في المدينة كنيسة كبيرة. وأضحت عكا في ظل الحكم الصليبي إحدى أهم مدن شرقي البحر الأبيض المتوسط. فكانت الميناء الذي يطل على طرق الشرق الرئيسية.

كانت المدينة تنقسم إلى عدة أحياء تقطنها الفرق العسكرية المختلفة. وكانت أحياؤها منفصلة متميزة عن بعضها حتى إنه كان لبعضها أسوار ومداخل محصنة خاصة بها، فكانت بمثابة قلعات مختلفة في داخل المدينة الواحدة. ثروات المدينة وخيراتها كانت سبب انحلالها الأخلاقي فقد انهك الفساد والخلافات الداخلية قواها مما أدّى إلى هزيمتها.

١٢٩١م - استرد السلطان الملك الأشرف المدينة من الصليبيين ودمرها بعد أن ذبح المسيحيين بشراسة. أما كنيسة مار يوحنا فبقيت شامخة فوق أطلال المدينة، وأصبحت علامة للبحارة حتى إن المدينة نفسها دُعيت باسم مار يوحنا العكاوي وهو اسم لم يعرفه الصليبيون ولم يستعملوه. بدأت عكا في تلك الحقبة فترة انحطاط تدريجي حولت المدينة إلى قرية معزولة للصيادين طيلة ٥٠٠ عام.

١٧٩٧م - إحتل شيخ بدوي واسمه ضاهر العُمَر المدينة إثر ثورته على السلطان التركي وبدأ حملة إصلاح وترميم وجعل من المدينة مركزا له. وبعد بضعة أعوام قام أحمد الجزار التركي بطرد المغتصب وأكمل عملية ترميم المدينة وحصنها وجملها. وأحمد هذا هو الذي بني أسوارها الحالية وحمام المياه المعدنية والمسجد. وفي أيامه حاصر ناپليون المدينة خلال حملته على مصر.

١٧٩٩م - بعد أن دمر نلسون أسطول ناپليون البحري في معركة النيل البحرية، اضطر نابليون إلى فك الحصار وتقهقر عائدا إلى مصر تاركا الجرحى في دير جبل الكرمل حيث تم ذبحهم عن آخرهم مع الرهبان الذين كانوا يعتنون بهم.

وسيطر السلطان المصري إبراهيم على المدينة إثر حصار دام شهرين ولكن المدينة كانت قد فقدت أهميتها ودخلت فترة من الانحطاط التدريجي بسبب تفشي الرمال في مينائها وبناء ميناء حيفا المجاور.





زيارة المدينة :

مدينة عكا الحالية تنقسم إلى قسمين: المدينة الجديدة والبلدة القديمة. يبلغ عدد سكانها ٣٥٠٠٠ نسمة منهم ٥٠٠٠ عربي يقطن معظهم في البلدة القديمة. وهناك أقلية مسيحية وبعض جماعات من المعمدانيين والدروز.

شُيّدت المدينة الجديدة بمساكنها العامة وأحيائها التجارية ومنطقتها الصناعية لتستقبل المهاجرين اليهود الجدد. وتقع جميع هذه الأبنية خارج البلدة القديمة محافظة بذلك على طابعها وأصالتها.

البلدة القديمة محط الأنظار في عكا. فهي ما زالت تحافظ على الكثير من مظاهر الفترات الثلاث الأخيرة من تاريخها ألا وهي الفترة الصليبية والعربية والتركية. أعاد الأتراك بناءها فوق أطلال المدينة الصليبية القديمة التي أدى طول الهجر والتراب والرمال إلى دفنها . وتعود الحصون التي تحيط بها إلى عام ١٧٠٠م وقد بناها الباشا أحمد الجزار على أساسات الأسوار الصليبية لحماية المدينة. إثنان من أبوابها فقط يعودان للعصر الصليبي (القرن الثاني عشر) وهما الباب البري والباب البحري. عند الانطلاق من الباب البري يمكننا الدوران حول الحصون المختلفة. وتتمتع جميع أسواق البلدة القديمة وحوانيتها بألوان المدينة الشرقية الزاهية.

أما العمارات التركية التي بنيت في القرن الثامن عشر فتقوم كلها فوق أبنية صليبية غمرتها الرمال وامتلأت بالتراب وبهذا حفظت جميعها سالمة إلى يومنا هذا.

١. المسجد الكبير - بناه الباشا الجزار فوق كنيسة مار يوحنا الصليبية. تستخدم بعض الصالات الصليبية الكبيرة مخازن للمياه. إلى يمين الداخل إلى المسجد يقوم مبنى صغير وقبة بيضاء وهو مكان قبر الباشا الجزّار. وفي المسجد محراب يحتفظ المسلمون فيه ببعض شعرات من ذقن النبي.
قرب المسجد نحو منطقة السوق العربي نجد مستودع الأسلحة التركي الذي ما زال يحتفظ ببضع مواسير للمدافع، ومدافع من القرن التاسع عشر.

٢. قلعة برج الخزنة - بنيت فوق قلعة صليبية قديمة من القرن الثالث عشر حولت فيما بعد على أيدي الأتراك إلى سجن وأصبحت اليوم متحفا.
تم تفريغ البناء الصليبي في أسفل القلعة من الأتربة والرمال وتمثل زيارته العنصر الجذاب في المدينة كلها (أنظر فيما بعد: «القلعة الصليبية تحت الأرض»).

٣. قرب القلعة يقوم حمام الباشا وهو اليوم متحف للآثار والأصول العرقية ويضم مجموعة رائعة من خزف العصور الوسطى.

٤. كنيسة مار أندراوس للروم الكاثوليك وتحتل موقع كنيسة فرقة «جماعة الهيكل» Templari الصليبية.

٥. خان العمدان - قرب الباب البحري. بني في نهاية عام ١٧٠٠م فوق موضع دير الدومنيكان. يسيطر برج قائم على المدخل على الساحة الكبرى في الخان. وبني البرج والساعة عام ١٩٠٦ على شرف الباشا عبد الحميد الثاني. تحوّل الدور العلوي من المباني التي تحيط بالساحة اليوم إلى مساكن خاصة.

القلعة الصليبية تحت الأرض.

١. صالة الدخول أساساتها صليبية وبناؤها العلوي تركي.
٢. عند النزول بضع درجات نصل إلى دهليز ترتفع أرضيته فوق أرض الممر الصليبي بأربعة أمتار. نلاحظ هنا آثار معصرة للنبيذ رغم أن الشريعة الاسلامية تحظر على أتباعها شرب الكحول.
٣. نلاحظ من الساحة مدى عظمة القلعة التركية التي بلغ ارتفاعها أربعين مترا. وكانت القلعة قديما سجنا وصارت اليوم متحفا.
٤. قاعة الفرسان. هنا نجد أنفسنا في قاعة فرقة مضيافي القديس يوحنا Ospitalieri di S. Giovanni الصليبية. ما زالت قواعد المدخل مدفونة تحت المدخل الحالي على ارتفاع أربعة أمتار. تمثل القاعة أسلوب البناء المميز في العصر الصليبي أسلوبها الصلب جعلها أهلا لأن تنال لقب «صالة الفرسان». لا ندري فيم كانت تستخدم هذه القاعة التي تبلغ مساحتها ٥٠٠ متر وارتفاعها ثمانية أمتار. ونلاحظ في السقف حفرة مسدودة بالإسمنت المسلح. وبينما كان أحد السجناء المحبوسين في السجون العليا يحفر نفقا للهرب اكتشف هذا المكان التاريخي. وتستخدم القاعة حاليا لإقامة الكونسرتات الموسيقية إذ تتمتع بتوزيع صوتي طبيعي متناغم.
٥. قاعة معلم الرهبانية الأعظم. يختلف أسلوب هذه القاعة عن سابقتها مما يدل على أنها بنيت في فترة مغايرة لتلك. ونلاحظ بعض الأقواس في الجدران لم يتم تفريغها من الأتربة. أما مواد البناء بين الأقواس فالهدف منها تقوية أساسات البناء التركي الذي أضعفه تفريغ القاعات السفلى.
٦. المغارة. دعيت هذه القاعة بهذا الاسم بسبب انطباع الخلوة وروح الصلاة الذي تبثه في نفوس الزائرين. لا نعلم فيم كانت تستخدم هذه القاعة ولكن يحتمل أنها كانت صالة الطعام للفرسان. بنيت عام ١١١٥م. وهي جوهرة معمارية حقة بأسلوبها الفريد الذي ظهر في عكا حتى قبل أن تظهر الكاتدرائيات في أوروبا. ونلاحظ في الزوايا شعار زنبقة ملوك فرنسا.
٧. من المغارة ندخل في ممر تحت الأرض طوله ٢٥ مترا كان يستخدم كمخرج للطوارئ في حالة الخطر ويؤدي إلى السور والميناء.
٨. المستشفى أو بيت المضافة. تشير إليه خرائط تلك الحقبة وهو يغطي مساحة ١٣٠٠ متر مربع ولم يكن قد نظف تماما من الأتربة.

عند الخروج من البوابة التي تؤدي إلى حي فرقة المضيافيين نمر أمام المتحف الرئيسي والذي يحوي الكثير من آثار الحقب التاريخية المختلفة للمدينة.







رد مع اقتباس
قديم 05-25-2013, 12:11 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي









إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 550x348 وحجمها 44 كيلو بايت .




إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 550x764 وحجمها 65 كيلو بايت .


إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 550x385 وحجمها 37 كيلو بايت .


إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 550x374 وحجمها 46 كيلو بايت .




إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 550x406 وحجمها 33 كيلو بايت .


إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 550x718 وحجمها 43 كيلو بايت .


إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 550x739 وحجمها 61 كيلو بايت .


إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 550x479 وحجمها 48 كيلو بايت .

















رد مع اقتباس
قديم 09-26-2013, 09:34 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
Palboy
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية Palboy
إحصائية العضو






 

Palboy غير متواجد حالياً

 


افتراضي عكا - مقالات مختارة


عكا: محاصرة التاريخ!


طلال سلمان
لم يرتبط اسم مدينة بالصمود أمام الحصار كما ارتبط اسم عكا... فعند أسوارها التي تحصن قلعتها البحرية لطالما توقف زحف جيوش الغزاة، قبل الحروب الصليبية وبعدها، وصولاً إلى حملة القائد الفرنسي نابليون بونابرت الذي أسقطت عكا حلمه في تتبع مسيرة الاسكندر المقدوني بهدف الوصول إلى الهند.
ولقد شكلت عكا، بموقعها، عقدة في الصراع على المنطقة أو الصراع على السلطة فيها، سواء جاءت جيوش الغزاة من البحر، أو توغلت ـ كما الحملات الصليبية ـ في البر من بلاد الشام في اتجاه مصر، مع تعزيزات عبر البحر.
عكا «أقدم المدن الجميلة وأجمل المدن القديمة» كما وصفها محمود درويش. تميزت عبر تاريخها، بأنها مدينة الفن والفنانين، ويجتمع في بناء كنائسها ومساجدها وأسواقها تشكيل نادر من أنماط البناء والإعمار، البيزنطي والعثماني والتقليدي المتوارث عبر الأجيال.
ويحفظ تاريخ المشرق العربي اسم أحمد باشا الجزار، والي عكا، باعتباره صاحب الدور البارز في سياسات المنطقة في القرن الثامن عشر، فهو كان عقدة الحل والربط في صراع الولاة العثمانيين والقادة المحليين في بر الشام. لذا فهو يحتل صفحات في تاريخ الإمارة المعنية ـ الشهابية ومواقع النفوذ وتبعية الجهات في بعض أنحاء الجنوب (جبل عامل تحديداً) والعائلات ذات الوجاهة والمكانة.
أما الميزة الأساسية لعكا فهي ان نحواً من ثلث سكانها يعملون في مجالات الفنون والإبداع، يمكن ان نستذكر من كبار مبدعيهم غسان كنفاني الذي أغنى المكتبة العربية برواياته وقصصه ومقالاته النقدية، وعرّف العرب والعالم إلى شعراء الأرض المحتلة كما إلى صفحات منسية من جهاد شعب فلسطين... وكذلك الروائية والإذاعية القديرة سميرة عزام، وغيرهما الكثير.
عكا اليوم مهددة باجتياحات المستوطنين المتصلة، وقد زحفوا عليها فاحتلوا بعض أحيائها وابتنوا أحياء جديدة في حصار منهجي لأحيائها بقصد «طرد» أهلها الأصليين منها الذين تدنت نسبتهم فيها اليوم إلى حوالى ثلاثين في المئة من سكانها يتجمعون على بعضهم البعض من حول كنائسها المميزة بعماراتها المتعددة الطراز، ومساجدها العديدة وأشهرها وأكبرها المسجد الذي بناه أحمد باشا الجزار نفسه في الحي القديم وبعض تفرعاته ذات المباني العتيقة.
عكا، مثل أي مدينة فلسطـــينية عريـــقة، مهددة بمحو هويتها، وإن استـــمر أهلها يكافحون باستبقائها في وجدانهم، يحمــلون إبداعاتــهم الفنية إلى أربع رياح الأرض لتثبيت فلســطين في الذاكرة، بالإبداع كلــمة ولــحنا ورقــصا وغناء.
.







رد مع اقتباس
قديم 09-26-2013, 09:39 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
Palboy
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية Palboy
إحصائية العضو






 

Palboy غير متواجد حالياً

 


افتراضي


من تاريخ عكا ومعالمها الحضارية
عبد الله قزموز
تقع عكا في الطرف الشمالي لخليج عكا. كان موقعها الجغرافي نعمة ونقمة على المدينة في آن واحد: نعمة لانفتاحه على المناطق الأخرى في العالم، وهذا ساعد على التبادل التجاري والاحتكاك الحضاري بين سكان عكا والعالم الخارجي، ونقمة لأنه عرض المدينة لأطماع الطامعين.


ويرتبط ميناء عكا بشبكة طرق وسكك حديدية أهمها طريق السهل الساحلي الذي يربط عكا بحدود فلسطين الشمالية مع لبنان عبر رأس الناقورة (17 كم)، ويرتبط بحيفا بواسطة سكة الحديد المتجهة جنوباً التي تلتقي سكة حديد (القنطرة) في سيناء.
تحيط المياه بعكا من الجهتين الغربية والجنوبية. وتتصل باليابسة من الجهتين الشرقية والشمالية. ويقع الميناء في الجهة الجنوبية للمدينة، لذا فهو محمي من الرياح الشمالية. تتزود عكا بالمياه من خلال قناة ماء آتية من نبع الكابري الواقع شمال شرقي المدينة (نبع عين العسل). وقد بقيت هذه القناة صالحة حتى 1948.
ظهرت المدينة في الألف الثالثة ق. م. على أيدي إحدى القبائل الكنعانية العربية، فسميت «عكو» أي الرمل الحار. وهؤلاء القوم هم الذين استنبطوا صناعة الزجاج، حيث نزل ملاحو سفينة كنعانية كانت محملة بنيترات البوتاسيوم شاطئ عكا وجعلوا من كتل البوتاسيوم أثافي يضعون القدر عليها للطهي وأضرموا النار، فاختلطت نيترات البوتاسيوم بالرمال ونتج عن ذلك الزجاج.

أبرز المعالم الأثرية
حدائق البهجة وضريح بهاء الله
تقع حدائق البهجة على بعد كيلومترين إلى الشمال من عكا، وفيها ضريح «بهاء الله» (1817 - 1892) مؤسس «الديانة البهائية». الذي سجنته السلطات العثمانية في سجن عكا المشهور. وبعد خروجه من السجن، اشترى قطعة أرض في موقع البهجة، حيث توفي ودفن فيها. وخلفه ابنه (عباس أفندي) الملقب بـ«عبد البهاء» (1844-1921) الذي دفن في قبة عباس على سفح جبل الكرمل.
الأسوار


سور الجزار الذي يقع على مسافة 15 متراً من السور الداخلي، وفيه تسعة أبراج للمراقبة أبرزها: برج كريم، الحديد، السنجق، كابو (مقابل البوابة الأثرية)، برج الذباب (المنارة)، برج السلطان وبرج الكومندار. وشملت هذه الأسوار مرابض ضخمة للمدفعية (في أثناء الحصار الفرنسي بلغ عدد المدافع نحو 250 مدفعاً) وخندقاً حول الأسوار وصل عمقه إلى ثمانية أمتار. وقد أثبتت هذه الأسوار مناعتها في صمودها أمام حصار نابليون للمدينة.
بوابات المدينة
لمدينة عكا بوابتان: واحدة برية وتسمى باب الشام وتتميز بدقة صنعها وضخامتها. والثانية بحرية وتسمى باب الميناء.
الكنائس
1) كنيسة ودير القديس جورجيوس: وهي كنيسة يونانية أرثوذكسية، تعود إلى فترة الصليبيين ومبنية على آثار كنيسة بيزنطية، وقد غلفت جدران الكنيسة من الداخل بالخشب المحفور. وإلى الشرق من الكنيسة وعلى بعد نحو خمسة أمتار، يوجد دير شيد على أنقاض مبانٍ صليبية، ويقيم في هذا الدير (الأنطش) رجال الدين الذين يعملون في الكنيسة، بالإضافة إلى مطران الجليل للروم الأرثوذكس. هناك لائحة على الدير من الرخام منقوش عليها اسم أميرالين بريطانيين سقطا في أثناء معارك عكا سنة 1799 وسنة 1840.
2) كنيسة القديس يوحنا: وهي تقع عند سور المدينة شرقي برج الفنار. شيدها عام 1737 تجار فرنسيون وفق الطراز المعماري القوطي. وقد كانت الكنيسة مهملة، حتى أوائل عام 1994 حين باشرت الطائفة اللاتينية ترميمها.
3) كنيسة القديس إندراوس: وهي كنيسة كاثوليكية بنيت أيام ظاهر العمر عام 1760 وتقع في مكان مرتفع في حي الفاخورة غربي المدينة. شيدت على أنقاض كنيسة القديسة آنا الصليبية، وعلى الجدار الخارجي للكنيسة يوجد تمثال حجري على شكل رأس إنسان شبيه بيوحنا المعمدان.
4) الكنيسة المارونية: تقع هذه الكنيسة على بعد نحو 20 مترا من كنيسة القديس إندراوس. شيدت عام 1750، وعلى مدخل الكنيسة توجد لوحة رخامية حفر عليها شعار المملكة الفرنسية وعام تشييد الكنيسة.
5) كنيسة ودير الفرنسيسكان (اللاتين): تقع هذه الكنيسة في وسط السوق الشعبية، وتمتاز بمنارتها الشاهقة (برج الأجراس) وبجمالها ولونها البني. شيدت هذه الكنيسة في أوائل القرن السابع عشر، وبمحاذاة الكنيسة أنشأ رهبان الفرنسيسكان ديراً لهم. ودير الفرنسيسكان يشرف على إدارة مدرسة تيراسنطة الثانوية (الأراضي المقدسة).
6) الكنيسة البروتستانتية: وتقع في عكا الجديدة، وهي بناية حديثة من الحجر بناها المعماري إبراهيم اللحام عام 1947.
المباني الصليبية: في عام 1954 بدأت حفريات في شمال المدينة القديمة (غير المأهولة بالسكان) في موقع حي الأسبتارية الصليبي والمعروف باسم «فرسان القديس يوحنا»، وقد تم اكتشاف معالم مهمة في عام 1994. ويعتبر «حي الاسبتارية» من أهم أحياء المدينة الصليبية وأكثرها تحصيناً، وقد تم اكتشاف عدد كبير من مباني الحي التي تشكل اليوم القسم الأكبر من المتحف البلدي للمدينة، وأهم هذه المباني:
أ- قاعات الفرسان (Domus Hospitalis): وهي عبارة عن سبع قاعات متوازية ذات اتجاه شمال جنوب، قائمة فوق عقود على شكل نصف برميل (يعود بناؤها الى الحقبة الإسلامية الأولى). كانت هذه القاعات المقر الرئيس لفرسان الأسبتارية الذين عملوا على حراسة الأسوار الشمالية. وقد قسمت هذه القاعات السبع على فرسان الدول الأوروبية السبع.
ب- قبو القديس يوحنا (Crypta): وهو عبارة عن قاعة ضخمة تدعى اليوم (الكريبتا) ويوجد فيها ثلاثة أعمدة ضخمة. تقسم القاعة بشكل طولي الى قسمين متساويين، وكانت هذه القاعة تستعمل كغرفة طعام كبيرة لفرسان القديس يوحنا، وفي زاوية القاعة الشمالية يوجد حجر حفر عليه شكل الزنبقة (شعار المملكة الفرنسية). تم اكتشاف هذه القاعة في السنوات (1954 - 1962)، ويبدو أن هذه القاعة طمرت بالرمال في الحقبة العثمانية لتقوية أساسات المباني التي شيدت فوقها.
ج- المستشفى: تعتبر (السرايا) القائمة اليوم والمعروفة بالمدرسة الابتدائية الطبقة العلوية لمبنى المستشفى الصليبي. أما المبنى السفلي، فهو قائم تحت مستوى الشارع العام، وتم اكتشاف أقسام منه بما يعرف اليوم بمبنى (البوسطة) وهو عبارة عن ست قاعات متصلة، وهي تعتبر «حرس موقع» للفرسان الصليبيين.
المساجد
1ـ مسجد الجزار: كان الجزار هو مصمم المسجد ومهندسه، وقد جلب الخبراء من جزيرة قبرص واليونان (عائلة يني الساكنة اليوم في كفر ياسيف)، بني المسجد عام 1781 وهو مربع الشكل تحيط به ثلاثة أروقة مقببة وقائمة على أعمدة من الغرانيت والرخام جلبت من صور وقيسارية، ويشمل مسجد الجزار ثلاثة اقسام: 1. الحرم: وهو عبارة عن بناء مربع الشكل يتميز بارتفاعه وفخامته وتعلوه قبة كبيرة مطعمة بالرصاص. ويحتوي الحرم على منبر ومحراب ورواق علوي خاص بالنساء، وزينت جدران الحرم والقبة بآيات قرآنية. وفي إحدى زوايا الحرم حفظت شعرة الرسول (ويقال إنها شعرة من ذقن الرسول أحضرها الشيخ أسعد الشقيري من اسطنبول سنة 1910). 2. الفناء الخارجي: وهو فناء واسع يحيط بالحرم من جهات ثلاث مشجر بأشجار ورد ذكرها في القرآن. وعلى مقربة من مدخل الحرم، توجد بركة ماء مستديرة للوضوء، وفي إحدى زوايا الفناء توجد ساعة شمسية لضبط أوقات الصلاة، كما توجد غرفة صغيرة تعلوها قبتان صغيرتان يوجد فيها ضريحان: الأول لأحمد باشا الجزار المتوفى سنة 1804 والثاني لابنه بالتبني وخليفته (سليمان باشا العادل) المتوفى سنة 1818. الرواق الخارجي: وهو رواق مقبب بـ 52 قبة صغيرة تفصل بينها أعمدة من الرخام والغرانيت، وتمتد حوله 45 غرفة، حيث شغلت هذه الغرف المكتبة الأحمدية، المدرسة الأحمدية، المحكمة الشرعية ومكاتب لموظفي المسجد، وأقام الطلبة في بعضها.
2ـ مسجد الزيتونة: أقيم سنة 1745 وفيه قبر الشيخ (حسين عبد الهادي) من عرابة جنين الذي رمم المسجد سنة 1848. أقام فيه الشيخ علي نور الدين اليشرطي الذي جاء من بلاد المغرب إلى أن بنى الزاوية الشاذلية.
3ـ جامع سنان باشا (الميناء): ويسمى أيضا جامع البحر، شاده سليمان باشا سنة 1806 في موقع مسجد سنان باشا القديم (سنان باشا هو مهندس تركي بنى عدة مساجد في مدن الشرق).
4ـ جامع ظاهر العمر (المعّلق): بناه والي عكا ظاهر العمر الزيداني سنة 1748 وهو بلا مئذنة في «السوق العمومية» قريباً من ميناء الصيادين. وقد هدمت مئذنته بعد هزة أرضية في أواخر القرن التاسع عشر. وقد بني هذا الجامع على أنقاض مبانٍ صليبية.
5ـ جامع الرمل: وهو أقدم مساجد المدينة، شيد في عام 1704 على أنقاض مبان صليبية. وعلى جدار الجامع الخارجي يوجد حجر كتب علية باللغة اللاتينية ما معناه «أيها المار من الشارع أرجوك أن تطلب الرحمة لباني هذه الكنيسة ـ إيبولي فازي».
6ـ جامع المجادلة: بناه والد عبد الله باشا سنة 1810 ويتميز بمئذنته العالية جداً. يقع قريباً من الحي الغربي.
7ـ جامع البرج الغوري: سمي بهذا الاسم لقربه من برج الدفاع، له قبة بيضاء بلا مئذنة، استعمل هذا المسجد الضباط الأتراك وهو يطل على شارع صلاح الدين.
8ـ جامع اللبابيدي: بناه الحاج أحمد اللبابيدي في عهد الانتداب البريطاني، وهو المسجد الوحيد في عكا الواقع خارج الأسوار، يقع هذا المسجد في نهاية شارع الرشادية (شارع بن عامي اليوم).
9ـ مسجد الزاوية الشاذلية: أسس هذه الزاوية سنة 1862 الشيخ علي نور الدين اليشرطي (ينسب إلى بني يشرط.... ولد في بنزرت في تونس) الذي جاء من بلاد المغرب، وفي داخل الزاوية مزار أو مشهد دفن فيه ثلاثة من أقطاب الطريقة الشاذلية اليشرطية، والزاوية قريبة من حمام الباشا.
المقامات
جامع الجزار في عكا.



ـ مقام النبي صالح: وهو يقع في المقبرة الإسلامية جنوبي عكا خارج الأسوار، وكان ناصر خسرو أول من ذكر المقام. تحوي هذه المقبرة قبوراً قديمة لشخصيات تركية وعربية أبرزها: الشيخ أسعد الشقيري مفتي الجيش الرابع التركي، والشيخ عبد الفتاح السعدي الذي كان رئيساً للبلدية حتى سنة 1924 وهنالك أضرحة الشهداء الثلاثة فؤاد حجازي ومحمد جمجوم وعطا الزير الذين أعدمتهم السلطات البريطانية في 17 حزيران 1930.
2ـ ضريح الشيخ غانم: يقع في محاذاة الميناء البيزاني، ويقال إن غانم كان من العوامين الذين أقاموا اتصالاً بين سكان عكا وبين صلاح الدين ولقي مصرعه غرقاً في أثناء أدائه واجبه وعثر على جثته قرب ميناء عكا، ودفن في المدينة ودفن معه ابنه. وفي جانب المقام توجد مقبرة صغيرة دفن فيها شهداء عام 1948 عندما كانت بوابة عكا مقفلة.
3ـ مقام عز الدين: يقع إلى الشمال من عكا بمحاذاة شاطئ البحر ويصل وقفه إلى نحو 40 دونماً ولقبه أبو حمرا. يقال انه مجاهد ضد الصليبيين، وسقط في معارك عكا، ومن الجدير ذكره أن اسمه من الأسماء التي كانت دارجة في الحقبة الأيوبية. المقام كان مزاراً حتى قيام إسرائيل، أما اليوم فهو مغلق.
4ـ مقام أحمد أبو عتبة: يقع في ضاحية المنشية شمال شرقي عكا ويصل وقفه إلى نحو 100 دونم ويقال إن اسمه (أحمد التركماني) وهو مجاهد استشهد في عهد الحروب الصليبية. وفي المقام لوحة صخرية نقش عليها تاريخ إنشاء المقام.
الأسواق
1ـ السوق الأبيض: بناه ظاهر العمر ودمره حريق في سنة 1917. فيه 64 حانوتا وهو مسقوف مع وجود قناطر للتهوية وهو يوازي شارع صلاح الدين. وبعد دماره أمر سليمان باشا بهدمه وإعادة بنائه من جديد.
2ـ البازار التركي: وفيه خمسون غرفة صغيرة ويقع قريباً من مدخل الحمام (حمام الباشا).
3ـ السوق العتم (المظلم): وقد بني في عهد الجزار.
4 ـ السوق العمومية: وتستعمل حاليًا لبيع الفواكه والخضراوات.
الحمامات
1ـ حمام الباشا: وهو حمام شرقي بناه الجزار لرفاهية السكان سنة 1875 وهو مبني بالأسلوب التركي التقليدي وتعلو القاعة قبة فيها زجاجات ملونة وظيفتها إدخال النور وحفظ درجة الحرارة في داخلها. وفيه أيضاً مقصورات ثلاث كان يتم استئجارها للاستعمال الشخصي والراحة. بقي هذا الحمام مستعملاً حتى سنة 1947.
2ـ الحمام الشعبي وهو يقع قرب خان الشونة. بناه ظاهر العمر في 1735 وأقفل في 1962.
الخانات
الخان كلمة فارسية أو تركية ومعناها فندق للراحة، وقد أنشئت في عكا عدة خانات أبرزها:
أ) خان العمدان: أنشأه الجزار سنة 1785 وهو عبارة عن مبنى مربع الشكل من طابقين يرتكز على أعمدة من الغرانيت جلبها الجزار من قيسارية. أما برج الساعة المحاذي فقد بني في سنة 1906 بمناسبة اليوبيل الخامس والعشرين لجلوس السلطان عبد الحميد على العرش في اسطنبول.
ب) خان الإفرنج: أقيم في بداية القرن السادس عشر، ودعي بهذا الاسم نسبة إلى رهبان الفرنسيسكان الذين بنوه، وفي طرفه يقع دير الفرنسيسكان ومدرسة تيراسنطة، وفيها أيضاً كنيسة القديس فرنسيس الأسيزي التي شيدها القديس فرنسيس سنة 1219.
ج) خان الشونة: بناه ظاهر العمر الزيداني، وعند مدخله توجد بلاطة من الرخام كتبت عليها أبيات شعر تشير إلى السنة التي أنشئ فيها هذا الخان.
د) خان الشاه وردة: وهو خان التجار أقامه ظاهر العمر مع أن تاريخه يعود إلى أيام الإفرنج، وفي زاويته الجنوبية برج إفرنجي يدعى برج السلطان. وقد هدم قسم من الخان بالقرب من البرج لشق شارع يسمح بدخول السيارات إلى الميناء. وأشغلت غرف الخان حتى فترة قريبة حوانيت ومخازن ودار لصناعة السفن.
ه) خان الحمير: لا يوجد اليوم لهذا الخان أي أثر. أقيم هذا الخان في عهد سليمان باشا سنة 1810 بالقرب من بوابة البر (بين سور الظاهر عمر وسور الجزار) وفي أثناء قصف الأسطول الانجليزي عكا سنة 1840 أصيب الخان بقذيفة أدت إلى انفجار الذخيرة وتدمير الخان والمباني القائمة حوله.
الميناء
منذ فجر التاريخ حتى أواسط القرن التاسع عشر كان ميناء عكا عصب المدينة النابض. رمم الميناء بصورة جذرية حاكم مصر أحمد بن طولون الذي بناه على غرار مدينة صور وبنى كاسر أمواج من الخشب الصلب ووضع عليه صخوراً ضخمة وأغرقها في البحر ثم وصل كاسر الأمواج بالشاطئ.
مصادر المياه
1) قناة الباشا (قناة الكابري): شقها الجزار لإيصال المياه من نبع الكابري شمال عكا إلى المدينة، حيث كان يتم تخزينها في خزان تحت مسجد الجزار.
2) عين البقر: تقع هذه العين على بعد كيلومتر من سور المدينة الشرقي (بالقرب من مصنع شتراوس اليوم)، ذكرها ابن جبير في رحلته (1185): «وفي شرقي البلدة العين المعروفة بعين البقر، وهي التي أخرج الله منها البقر لآدم». وذكرت الأساطير ان هذه العين احدى ينابيع الجنة الأربع إذ آمنوا بأن من شرب منها نجا من عذاب الآخرة، وزارها السكان في العصور الوسطى لشرب مائها. وقال أحد الزوار الأتراك إن الأنبياء اغتسلوا بمياهها فتقدست، وأن العجول الضعيفة إذا شربت منها سبعة أيام متتالية تسمن.
الأحياء والحارات
أ) في المدينة القديمة (عددها 22): المبلطة، الرمل، الدبسي، اليهود، الشيخ عبد الله، النمرود، دْراع الواوي، الخرابة، المعاليق، المجادلة، القلعة، البصة، الشيخ غانم، الشراشحة، الفاخورة، سبيل القديس، ساحة الكراكون، الخمامير، ساحة عبود، ساحة اللومان، شارع الجزار، شارع صلاح الدين.
ب) خارج السور (عكا الجديدة): الشط الغربي، عز الدين، الطالع الأول، الطالع الثاني، الطالع الأعوج، شارع فبركة الكبريت، منطقة جنينة البلدية، شارع بيروت، شارع الرشادية، الفجر، شارع صفد.


باحث ومدرّس التاريخ في المدرسة الثانوية ـ عكا.







رد مع اقتباس
قديم 09-26-2013, 09:39 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
Palboy
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية Palboy
إحصائية العضو






 

Palboy غير متواجد حالياً

 


افتراضي


من تاريخ عكا ومعالمها الحضارية
عبد الله قزموز
تقع عكا في الطرف الشمالي لخليج عكا. كان موقعها الجغرافي نعمة ونقمة على المدينة في آن واحد: نعمة لانفتاحه على المناطق الأخرى في العالم، وهذا ساعد على التبادل التجاري والاحتكاك الحضاري بين سكان عكا والعالم الخارجي، ونقمة لأنه عرض المدينة لأطماع الطامعين.


ويرتبط ميناء عكا بشبكة طرق وسكك حديدية أهمها طريق السهل الساحلي الذي يربط عكا بحدود فلسطين الشمالية مع لبنان عبر رأس الناقورة (17 كم)، ويرتبط بحيفا بواسطة سكة الحديد المتجهة جنوباً التي تلتقي سكة حديد (القنطرة) في سيناء.
تحيط المياه بعكا من الجهتين الغربية والجنوبية. وتتصل باليابسة من الجهتين الشرقية والشمالية. ويقع الميناء في الجهة الجنوبية للمدينة، لذا فهو محمي من الرياح الشمالية. تتزود عكا بالمياه من خلال قناة ماء آتية من نبع الكابري الواقع شمال شرقي المدينة (نبع عين العسل). وقد بقيت هذه القناة صالحة حتى 1948.
ظهرت المدينة في الألف الثالثة ق. م. على أيدي إحدى القبائل الكنعانية العربية، فسميت «عكو» أي الرمل الحار. وهؤلاء القوم هم الذين استنبطوا صناعة الزجاج، حيث نزل ملاحو سفينة كنعانية كانت محملة بنيترات البوتاسيوم شاطئ عكا وجعلوا من كتل البوتاسيوم أثافي يضعون القدر عليها للطهي وأضرموا النار، فاختلطت نيترات البوتاسيوم بالرمال ونتج عن ذلك الزجاج.

أبرز المعالم الأثرية
حدائق البهجة وضريح بهاء الله
تقع حدائق البهجة على بعد كيلومترين إلى الشمال من عكا، وفيها ضريح «بهاء الله» (1817 - 1892) مؤسس «الديانة البهائية». الذي سجنته السلطات العثمانية في سجن عكا المشهور. وبعد خروجه من السجن، اشترى قطعة أرض في موقع البهجة، حيث توفي ودفن فيها. وخلفه ابنه (عباس أفندي) الملقب بـ«عبد البهاء» (1844-1921) الذي دفن في قبة عباس على سفح جبل الكرمل.
الأسوار


سور الجزار الذي يقع على مسافة 15 متراً من السور الداخلي، وفيه تسعة أبراج للمراقبة أبرزها: برج كريم، الحديد، السنجق، كابو (مقابل البوابة الأثرية)، برج الذباب (المنارة)، برج السلطان وبرج الكومندار. وشملت هذه الأسوار مرابض ضخمة للمدفعية (في أثناء الحصار الفرنسي بلغ عدد المدافع نحو 250 مدفعاً) وخندقاً حول الأسوار وصل عمقه إلى ثمانية أمتار. وقد أثبتت هذه الأسوار مناعتها في صمودها أمام حصار نابليون للمدينة.
بوابات المدينة
لمدينة عكا بوابتان: واحدة برية وتسمى باب الشام وتتميز بدقة صنعها وضخامتها. والثانية بحرية وتسمى باب الميناء.
الكنائس
1) كنيسة ودير القديس جورجيوس: وهي كنيسة يونانية أرثوذكسية، تعود إلى فترة الصليبيين ومبنية على آثار كنيسة بيزنطية، وقد غلفت جدران الكنيسة من الداخل بالخشب المحفور. وإلى الشرق من الكنيسة وعلى بعد نحو خمسة أمتار، يوجد دير شيد على أنقاض مبانٍ صليبية، ويقيم في هذا الدير (الأنطش) رجال الدين الذين يعملون في الكنيسة، بالإضافة إلى مطران الجليل للروم الأرثوذكس. هناك لائحة على الدير من الرخام منقوش عليها اسم أميرالين بريطانيين سقطا في أثناء معارك عكا سنة 1799 وسنة 1840.
2) كنيسة القديس يوحنا: وهي تقع عند سور المدينة شرقي برج الفنار. شيدها عام 1737 تجار فرنسيون وفق الطراز المعماري القوطي. وقد كانت الكنيسة مهملة، حتى أوائل عام 1994 حين باشرت الطائفة اللاتينية ترميمها.
3) كنيسة القديس إندراوس: وهي كنيسة كاثوليكية بنيت أيام ظاهر العمر عام 1760 وتقع في مكان مرتفع في حي الفاخورة غربي المدينة. شيدت على أنقاض كنيسة القديسة آنا الصليبية، وعلى الجدار الخارجي للكنيسة يوجد تمثال حجري على شكل رأس إنسان شبيه بيوحنا المعمدان.
4) الكنيسة المارونية: تقع هذه الكنيسة على بعد نحو 20 مترا من كنيسة القديس إندراوس. شيدت عام 1750، وعلى مدخل الكنيسة توجد لوحة رخامية حفر عليها شعار المملكة الفرنسية وعام تشييد الكنيسة.
5) كنيسة ودير الفرنسيسكان (اللاتين): تقع هذه الكنيسة في وسط السوق الشعبية، وتمتاز بمنارتها الشاهقة (برج الأجراس) وبجمالها ولونها البني. شيدت هذه الكنيسة في أوائل القرن السابع عشر، وبمحاذاة الكنيسة أنشأ رهبان الفرنسيسكان ديراً لهم. ودير الفرنسيسكان يشرف على إدارة مدرسة تيراسنطة الثانوية (الأراضي المقدسة).
6) الكنيسة البروتستانتية: وتقع في عكا الجديدة، وهي بناية حديثة من الحجر بناها المعماري إبراهيم اللحام عام 1947.
المباني الصليبية: في عام 1954 بدأت حفريات في شمال المدينة القديمة (غير المأهولة بالسكان) في موقع حي الأسبتارية الصليبي والمعروف باسم «فرسان القديس يوحنا»، وقد تم اكتشاف معالم مهمة في عام 1994. ويعتبر «حي الاسبتارية» من أهم أحياء المدينة الصليبية وأكثرها تحصيناً، وقد تم اكتشاف عدد كبير من مباني الحي التي تشكل اليوم القسم الأكبر من المتحف البلدي للمدينة، وأهم هذه المباني:
أ- قاعات الفرسان (Domus Hospitalis): وهي عبارة عن سبع قاعات متوازية ذات اتجاه شمال جنوب، قائمة فوق عقود على شكل نصف برميل (يعود بناؤها الى الحقبة الإسلامية الأولى). كانت هذه القاعات المقر الرئيس لفرسان الأسبتارية الذين عملوا على حراسة الأسوار الشمالية. وقد قسمت هذه القاعات السبع على فرسان الدول الأوروبية السبع.
ب- قبو القديس يوحنا (Crypta): وهو عبارة عن قاعة ضخمة تدعى اليوم (الكريبتا) ويوجد فيها ثلاثة أعمدة ضخمة. تقسم القاعة بشكل طولي الى قسمين متساويين، وكانت هذه القاعة تستعمل كغرفة طعام كبيرة لفرسان القديس يوحنا، وفي زاوية القاعة الشمالية يوجد حجر حفر عليه شكل الزنبقة (شعار المملكة الفرنسية). تم اكتشاف هذه القاعة في السنوات (1954 - 1962)، ويبدو أن هذه القاعة طمرت بالرمال في الحقبة العثمانية لتقوية أساسات المباني التي شيدت فوقها.
ج- المستشفى: تعتبر (السرايا) القائمة اليوم والمعروفة بالمدرسة الابتدائية الطبقة العلوية لمبنى المستشفى الصليبي. أما المبنى السفلي، فهو قائم تحت مستوى الشارع العام، وتم اكتشاف أقسام منه بما يعرف اليوم بمبنى (البوسطة) وهو عبارة عن ست قاعات متصلة، وهي تعتبر «حرس موقع» للفرسان الصليبيين.
المساجد
1ـ مسجد الجزار: كان الجزار هو مصمم المسجد ومهندسه، وقد جلب الخبراء من جزيرة قبرص واليونان (عائلة يني الساكنة اليوم في كفر ياسيف)، بني المسجد عام 1781 وهو مربع الشكل تحيط به ثلاثة أروقة مقببة وقائمة على أعمدة من الغرانيت والرخام جلبت من صور وقيسارية، ويشمل مسجد الجزار ثلاثة اقسام: 1. الحرم: وهو عبارة عن بناء مربع الشكل يتميز بارتفاعه وفخامته وتعلوه قبة كبيرة مطعمة بالرصاص. ويحتوي الحرم على منبر ومحراب ورواق علوي خاص بالنساء، وزينت جدران الحرم والقبة بآيات قرآنية. وفي إحدى زوايا الحرم حفظت شعرة الرسول (ويقال إنها شعرة من ذقن الرسول أحضرها الشيخ أسعد الشقيري من اسطنبول سنة 1910). 2. الفناء الخارجي: وهو فناء واسع يحيط بالحرم من جهات ثلاث مشجر بأشجار ورد ذكرها في القرآن. وعلى مقربة من مدخل الحرم، توجد بركة ماء مستديرة للوضوء، وفي إحدى زوايا الفناء توجد ساعة شمسية لضبط أوقات الصلاة، كما توجد غرفة صغيرة تعلوها قبتان صغيرتان يوجد فيها ضريحان: الأول لأحمد باشا الجزار المتوفى سنة 1804 والثاني لابنه بالتبني وخليفته (سليمان باشا العادل) المتوفى سنة 1818. الرواق الخارجي: وهو رواق مقبب بـ 52 قبة صغيرة تفصل بينها أعمدة من الرخام والغرانيت، وتمتد حوله 45 غرفة، حيث شغلت هذه الغرف المكتبة الأحمدية، المدرسة الأحمدية، المحكمة الشرعية ومكاتب لموظفي المسجد، وأقام الطلبة في بعضها.
2ـ مسجد الزيتونة: أقيم سنة 1745 وفيه قبر الشيخ (حسين عبد الهادي) من عرابة جنين الذي رمم المسجد سنة 1848. أقام فيه الشيخ علي نور الدين اليشرطي الذي جاء من بلاد المغرب إلى أن بنى الزاوية الشاذلية.
3ـ جامع سنان باشا (الميناء): ويسمى أيضا جامع البحر، شاده سليمان باشا سنة 1806 في موقع مسجد سنان باشا القديم (سنان باشا هو مهندس تركي بنى عدة مساجد في مدن الشرق).
4ـ جامع ظاهر العمر (المعّلق): بناه والي عكا ظاهر العمر الزيداني سنة 1748 وهو بلا مئذنة في «السوق العمومية» قريباً من ميناء الصيادين. وقد هدمت مئذنته بعد هزة أرضية في أواخر القرن التاسع عشر. وقد بني هذا الجامع على أنقاض مبانٍ صليبية.
5ـ جامع الرمل: وهو أقدم مساجد المدينة، شيد في عام 1704 على أنقاض مبان صليبية. وعلى جدار الجامع الخارجي يوجد حجر كتب علية باللغة اللاتينية ما معناه «أيها المار من الشارع أرجوك أن تطلب الرحمة لباني هذه الكنيسة ـ إيبولي فازي».
6ـ جامع المجادلة: بناه والد عبد الله باشا سنة 1810 ويتميز بمئذنته العالية جداً. يقع قريباً من الحي الغربي.
7ـ جامع البرج الغوري: سمي بهذا الاسم لقربه من برج الدفاع، له قبة بيضاء بلا مئذنة، استعمل هذا المسجد الضباط الأتراك وهو يطل على شارع صلاح الدين.
8ـ جامع اللبابيدي: بناه الحاج أحمد اللبابيدي في عهد الانتداب البريطاني، وهو المسجد الوحيد في عكا الواقع خارج الأسوار، يقع هذا المسجد في نهاية شارع الرشادية (شارع بن عامي اليوم).
9ـ مسجد الزاوية الشاذلية: أسس هذه الزاوية سنة 1862 الشيخ علي نور الدين اليشرطي (ينسب إلى بني يشرط.... ولد في بنزرت في تونس) الذي جاء من بلاد المغرب، وفي داخل الزاوية مزار أو مشهد دفن فيه ثلاثة من أقطاب الطريقة الشاذلية اليشرطية، والزاوية قريبة من حمام الباشا.
المقامات
جامع الجزار في عكا.



ـ مقام النبي صالح: وهو يقع في المقبرة الإسلامية جنوبي عكا خارج الأسوار، وكان ناصر خسرو أول من ذكر المقام. تحوي هذه المقبرة قبوراً قديمة لشخصيات تركية وعربية أبرزها: الشيخ أسعد الشقيري مفتي الجيش الرابع التركي، والشيخ عبد الفتاح السعدي الذي كان رئيساً للبلدية حتى سنة 1924 وهنالك أضرحة الشهداء الثلاثة فؤاد حجازي ومحمد جمجوم وعطا الزير الذين أعدمتهم السلطات البريطانية في 17 حزيران 1930.
2ـ ضريح الشيخ غانم: يقع في محاذاة الميناء البيزاني، ويقال إن غانم كان من العوامين الذين أقاموا اتصالاً بين سكان عكا وبين صلاح الدين ولقي مصرعه غرقاً في أثناء أدائه واجبه وعثر على جثته قرب ميناء عكا، ودفن في المدينة ودفن معه ابنه. وفي جانب المقام توجد مقبرة صغيرة دفن فيها شهداء عام 1948 عندما كانت بوابة عكا مقفلة.
3ـ مقام عز الدين: يقع إلى الشمال من عكا بمحاذاة شاطئ البحر ويصل وقفه إلى نحو 40 دونماً ولقبه أبو حمرا. يقال انه مجاهد ضد الصليبيين، وسقط في معارك عكا، ومن الجدير ذكره أن اسمه من الأسماء التي كانت دارجة في الحقبة الأيوبية. المقام كان مزاراً حتى قيام إسرائيل، أما اليوم فهو مغلق.
4ـ مقام أحمد أبو عتبة: يقع في ضاحية المنشية شمال شرقي عكا ويصل وقفه إلى نحو 100 دونم ويقال إن اسمه (أحمد التركماني) وهو مجاهد استشهد في عهد الحروب الصليبية. وفي المقام لوحة صخرية نقش عليها تاريخ إنشاء المقام.
الأسواق
1ـ السوق الأبيض: بناه ظاهر العمر ودمره حريق في سنة 1917. فيه 64 حانوتا وهو مسقوف مع وجود قناطر للتهوية وهو يوازي شارع صلاح الدين. وبعد دماره أمر سليمان باشا بهدمه وإعادة بنائه من جديد.
2ـ البازار التركي: وفيه خمسون غرفة صغيرة ويقع قريباً من مدخل الحمام (حمام الباشا).
3ـ السوق العتم (المظلم): وقد بني في عهد الجزار.
4 ـ السوق العمومية: وتستعمل حاليًا لبيع الفواكه والخضراوات.
الحمامات
1ـ حمام الباشا: وهو حمام شرقي بناه الجزار لرفاهية السكان سنة 1875 وهو مبني بالأسلوب التركي التقليدي وتعلو القاعة قبة فيها زجاجات ملونة وظيفتها إدخال النور وحفظ درجة الحرارة في داخلها. وفيه أيضاً مقصورات ثلاث كان يتم استئجارها للاستعمال الشخصي والراحة. بقي هذا الحمام مستعملاً حتى سنة 1947.
2ـ الحمام الشعبي وهو يقع قرب خان الشونة. بناه ظاهر العمر في 1735 وأقفل في 1962.
الخانات
الخان كلمة فارسية أو تركية ومعناها فندق للراحة، وقد أنشئت في عكا عدة خانات أبرزها:
أ) خان العمدان: أنشأه الجزار سنة 1785 وهو عبارة عن مبنى مربع الشكل من طابقين يرتكز على أعمدة من الغرانيت جلبها الجزار من قيسارية. أما برج الساعة المحاذي فقد بني في سنة 1906 بمناسبة اليوبيل الخامس والعشرين لجلوس السلطان عبد الحميد على العرش في اسطنبول.
ب) خان الإفرنج: أقيم في بداية القرن السادس عشر، ودعي بهذا الاسم نسبة إلى رهبان الفرنسيسكان الذين بنوه، وفي طرفه يقع دير الفرنسيسكان ومدرسة تيراسنطة، وفيها أيضاً كنيسة القديس فرنسيس الأسيزي التي شيدها القديس فرنسيس سنة 1219.
ج) خان الشونة: بناه ظاهر العمر الزيداني، وعند مدخله توجد بلاطة من الرخام كتبت عليها أبيات شعر تشير إلى السنة التي أنشئ فيها هذا الخان.
د) خان الشاه وردة: وهو خان التجار أقامه ظاهر العمر مع أن تاريخه يعود إلى أيام الإفرنج، وفي زاويته الجنوبية برج إفرنجي يدعى برج السلطان. وقد هدم قسم من الخان بالقرب من البرج لشق شارع يسمح بدخول السيارات إلى الميناء. وأشغلت غرف الخان حتى فترة قريبة حوانيت ومخازن ودار لصناعة السفن.
ه) خان الحمير: لا يوجد اليوم لهذا الخان أي أثر. أقيم هذا الخان في عهد سليمان باشا سنة 1810 بالقرب من بوابة البر (بين سور الظاهر عمر وسور الجزار) وفي أثناء قصف الأسطول الانجليزي عكا سنة 1840 أصيب الخان بقذيفة أدت إلى انفجار الذخيرة وتدمير الخان والمباني القائمة حوله.
الميناء
منذ فجر التاريخ حتى أواسط القرن التاسع عشر كان ميناء عكا عصب المدينة النابض. رمم الميناء بصورة جذرية حاكم مصر أحمد بن طولون الذي بناه على غرار مدينة صور وبنى كاسر أمواج من الخشب الصلب ووضع عليه صخوراً ضخمة وأغرقها في البحر ثم وصل كاسر الأمواج بالشاطئ.
مصادر المياه
1) قناة الباشا (قناة الكابري): شقها الجزار لإيصال المياه من نبع الكابري شمال عكا إلى المدينة، حيث كان يتم تخزينها في خزان تحت مسجد الجزار.
2) عين البقر: تقع هذه العين على بعد كيلومتر من سور المدينة الشرقي (بالقرب من مصنع شتراوس اليوم)، ذكرها ابن جبير في رحلته (1185): «وفي شرقي البلدة العين المعروفة بعين البقر، وهي التي أخرج الله منها البقر لآدم». وذكرت الأساطير ان هذه العين احدى ينابيع الجنة الأربع إذ آمنوا بأن من شرب منها نجا من عذاب الآخرة، وزارها السكان في العصور الوسطى لشرب مائها. وقال أحد الزوار الأتراك إن الأنبياء اغتسلوا بمياهها فتقدست، وأن العجول الضعيفة إذا شربت منها سبعة أيام متتالية تسمن.
الأحياء والحارات
أ) في المدينة القديمة (عددها 22): المبلطة، الرمل، الدبسي، اليهود، الشيخ عبد الله، النمرود، دْراع الواوي، الخرابة، المعاليق، المجادلة، القلعة، البصة، الشيخ غانم، الشراشحة، الفاخورة، سبيل القديس، ساحة الكراكون، الخمامير، ساحة عبود، ساحة اللومان، شارع الجزار، شارع صلاح الدين.
ب) خارج السور (عكا الجديدة): الشط الغربي، عز الدين، الطالع الأول، الطالع الثاني، الطالع الأعوج، شارع فبركة الكبريت، منطقة جنينة البلدية، شارع بيروت، شارع الرشادية، الفجر، شارع صفد.


باحث ومدرّس التاريخ في المدرسة الثانوية ـ عكا.







رد مع اقتباس
قديم 09-26-2013, 09:41 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
Palboy
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية Palboy
إحصائية العضو






 

Palboy غير متواجد حالياً

 


افتراضي


عكـا: وجودٌ محاصر

إيـاد برغـوثـي
هي اليوم مدينة صغيرة وفقيرة ومهمّشة، لا يتجاوز عدد سكانها 50 ألف نسمة، ثلثهم من العرب، وهي مقسّمة إلى أربعة أحياء أساسيّة: حيّ عكا القديمة، حيّ عكا الانتدابيّة - مركز المدينة (حي الرشاديّة)، الحيّ الشماليّ والحيّ الشرقيّ. وجميع سكان عكا القديمة من العرب الفلسطينيّين/ أما الحيّ الشرقيّ فجميع سكانه، تقريبًا، من اليهود.
تمدّد الوجود العربيّ في العقود الأخيرة الى الخارج الأسوار التي حُصر في داخلها في فترة الحكم العسكريّ ووصل إلى الحيّ القريب من البلدة القديمة، الذي كان يسمّى قبل النكبة بحيّ «العمارات» والذي تختلط بناياته بالمباني الإسرائيليّة التي أقيمت على أنقاض ما هُدم. وتشير التقديرات إلى أنّ نسبة العرب اليوم نحو 70% من سكان الحيّ، منهم من قدم إليها من عكا القديمة ومنهم من قدم من قرى الجليل المحيطة. وآخر تجليات هذا التحوّل كان نجاح السكّان في إعادة افتتاح مسجد «اللبابيدي» المغلق منذ العام 1948 في قلب هذا الحيّ. أما الحيّ الشماليّ، فتشير التقديرات إلى أنّ النسبة هناك عكسيّة، حيث يشكّل العرب 30%، لكن هذه التقديرات لا ترتكز على إحصاء علميّ.
تسعى مشاريع التهويد، عمومًا، إلى كسب «المباراة» ديموغرافيًا كأحد أسس التفوّق والحفاظ على الأغلبية العدديّة لضمان «مشروعية» احتكار القرار السياسي والتحكم بمصير المكان وقاطنيه. ولا شكّ في أنّ المسعى الاستراتيجيّ الإسرائيليّ هو الحفاظ على أغلبية يهوديّة في عكا، وأنّ هذه التحوّلات تشكّل تحديًا خطيرًا ومقلقًا، خصوصًا في ظلّ الهجرة اليهوديّة من المدينة نحو «نهاريا» و«الكريوت» في الشمال أو مدن المركز، فالحديث هنا يدور على أرقام صغيرة وعلى نسبة بالغة الحساسية.

مفصل «يوم الغفران»
ثمة رفض يهودي قويّ لإسكان العرب في الأحياء الجديدة، من عكا. وقد تفاقم هذا الرفض بعد أحداث «يوم الغفران» العنيفة بين العرب واليهود في تشرين الأول/أكتوبر 2008. ويبدو بالفعل أنّ هذه الأحداث العنيفة والاعتداءات العنصريّة التي عصفت بعكا شكّلت حدثًا مفصليّاً في تاريخ المدينة، وبالتحديد في سياق إعادة رسم حدود الوجود القوميّ في الحيّز المدينيّ. فقد مُنع العرب من السكن في الحيّ الشرقيّ لعكا وفي المشاريع الإسكانيّة الجديدة في المدينة لكن هذا المنع لم يبدأ فعلياً مع هذه الأحداث، بل كانت الأحداث ذروة مكثّفة لسلسلة اعتداءات عنصريّة على العائلات والمقدسات العربيّة هدفها الأساسيّ منع العرب من السكن في الحيّ.
وبعد الأحداث تحوّل اهتمام المؤسّسة الحاكمة وأولوياتها إلى ضمان الأغلبيّة اليهوديّة في المدينة من خلال الحفاظ على «نقاء» الحيّ الشرقيّ، وبناء أحياء جديدة لليهود وحدهم من خلال تخصيص المشاريع لجنود جيش الاحتلال، أو لليهود المتديّنين، ووضع شروط في اتفاقيات البيع تمنع البيع للعرب في المستقبل، أو بشكلٍ غير مباشر في مشاريع السكن العامّة من خلال رفض طلبات المتقدّمين العرب بحججٍ مختلفة.

عودة إلى الزواريب القديمة
قبيل أحداث «الغفران» العنيفة والاعتداءات على العائلات العربيّة في الحيّ الشرقيّ وتهجيرها منه (هُجّرت 14 عائلة كانت تسكن الحيّ)، تحوّلت قضيّة التهويد ومخطّطات بيع البيوت والمعالم التاريخيّة إلى القضيّة المركزيّة والوجوديّة للمجتمع العربيّ في عكا، وخلقت حراكًا إعلاميّا وجماهيريّا. وكانت إحدى أهمّ القضايا التي أشعلت لهيب هذا الحراك ضد مخططات التهويد هو بيع «خان العمدان» (أكبر وأهمّ وأجمل خانات المدينة، وهو وقف إسلاميّ تسيّطر عليه «شركة تطوير عكا القديمة») من رجل أعمال يهوديّ بريطانيّ، خلال صيف 2008، وكان ضمن شروط الصفقة التزام المشترين إخلاء 37 عائلة عربيّة تسكن في محيطه.
زفة العرس في عكا القديمة.


صحيح أنّ مشروع تهويد عكا، بمركباته التهجيريّة والاستيطانيّة والثقافيّة، لم يبدأ مؤخرًا، بل بدأ مع التطهير العرقي للفلسطينيين في العام 1948، لكننا شهدنا في حينه توسيعًا وتصعيدًا لمخططات التهويد، كأنّ المدينة كانت أمام مزاد تصفيّة علنيّ. فالعطاءات أعلنت عروضاً لبيع أهمّ معالمها التاريخيّة وأغلبها، من أبراج الأسوار والفنار وسينما «بستان» والخانات وقصور الأغنياء، ونشاط غير مستكين لسماسرة يغرون السكّان الفقراء بحفنات من مال. ويبدو أنّ اعتراف اليونسكو بعكا (القديمة) كمدينة تراث عالمي، في العام 2001، حفّز المؤسّسة الإسرائيليّة على تطوير مخططات التهويد فيها وتوسيعها وتنفيذها الفعليّ.
مشروع تهويد عكا، كباقي المدن التاريخيّة والقديمة بشكل عام (يافا، حيفا، عكا، اللد، الرملة)، يرتكز إلى ثلاثة أسس: 1 ـ تضييق الخناق على السكان العرب وحرمانهم الخدمات وتهميشهم لدفعهم الى ترك الأحياء القديمة طوعًا. 2 ـ نزع الهويّة العربيّة الفلسطينيّة عن المدينة وتزييف تاريخها وطمسه من خلال الهدم المنهجيّ للعمارة الفلسطينيّة وعبرنة أسماء الشوارع. 3 ـ امتلاك البيوت والعقارات من خلال المؤسّسات والشركات الحكوميّة، ضمن سنّ قوانين على مقاس المخططات تصعّب التوريث وتسهّل السيطرة على الأوقاف الإسلامية خصوصًا و«تأجيرها»، وتيسير شراء الأملاك لمؤسسات ورؤوس أموال صهيونيّة عالميّة أو محليّة.

«ملكيّة» البيوت والمعالم
سيطرت «دائرة أراضي إسرائيل» على جميع أملاك اللاجئين الفلسطينيّين بعد التطهير العرقيّ العام 1948، ووضعتها ضمن مسؤولية «الوصي على أملاك الغائبين»، وأسّست شركة «عميدار» الحكوميّة لإدارة هذه الأملاك، وصاغت قوانين «سلطة التطوير» التي تشبه الى حدٍ معين منظومة قوانين «المساكن الشعبية». واستخدمت «دائرة أراضي إسرائيل» قوانين المسكن لتهجير الناس من بيوتهم خلال عشرات السنين في عكا وباقي المدن التاريخيّة، من خلال منعهم من ترميم بيوتهم لسنوات طويلة ودفعهم لشراء شقق سكنيّة في قرية المكر المجاورة بنيت خصيصًا لاستيعابهم. وإحدى آليات التهجير لدى «سلطة التطوير» هي منع السكان من نقل حقوقهم في البيت لأكثر من جيلين متتاليين، أي منع الجيل الثالث من الاستمرار في السكن في البيت نفسه، فإذا تمّ نقل ملكية البيت مرة واحدة من الجد إلى الابن لا يمكن نقلها مرة أخرى الى حفيد، وإذا لم يتمّ نقلها من قبل فعلى الحفيد أو الابن أن يكون قاطنًا في البيت لمدة ستة أشهر على الأقل قبل وفاة الساكن.
لدينا في عكا أكثر من 240 بيتاً مغلقاً، وهنالك 160 أمر إخلاء مجمّداً، كما أنّه تمّت محاولة شراء عشرات البيوت في السنين الأخيرة، وبعض الصفقات تمّت، من قبل أصحاب رؤوس أموال يهود بمبالغ طائلة، ويستمر عمل العديد من السماسرة لإقناع الناس ببيع بيوتها، وبخاصة في حي «الفاخورة» المحاذي للشاطئ الغربي. وفي المقابل، قامت «دائرة أراضي إسرائيل»، من خلال شركة «التطوير» بمحاولة بيع الأوقاف الإسلاميّة (40 % من عكا القديمة أملاك وقفيّة)، التي وضعت يدها عليها من خلال «تأجير» لجنة «أمناء» الوقف الإسلاميّ التي عيّنتها الحكومة الإسرائيليّة في فترة الحكم العسكريّ، والتي أجرتها أملاك الوقف لـ 99 سنة، كما جرى مع خان «العمدان» ومحيطه.
في أيّ حال، يشهد المُخَطّط التهويديّ لعكا القديمة، تعثّرًا تنفيذيّا موقتًا منذ «مفصل الغفران» 2008، فمن جهة زاد الوعيّ الشعبيّ، بهذا المُخَطّط، وزاد التضامن مع أهالي عكا، وازداد اهتمام وسائل الإعلام الفلسطينيّة والعربيّة بقضاياها وما تمرّ به، ولاسيّما أنّ لهذه المدينة مكانة خاصّة في الوجدان العربيّ.
لقد حوصرت مدينة عكا مرّات عديدة على مرّ التاريخ، وعرفت بقدرتها على تجاوز المحن أمام جيوش عنيدة، حصار أهلها اليوم والمسّ بحقهم بالسكن والتطوّر في مدينتهم حصار مختلف لا يتطلب تشييد الأسوار المنيعة بل هدمها.

كاتب وصحافي - عكا.







رد مع اقتباس
قديم 09-26-2013, 09:43 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
Palboy
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية Palboy
إحصائية العضو






 

Palboy غير متواجد حالياً

 


افتراضي


ذكريـات عكـا
هشام شرابي
كنت في كل صيف، منذ أن ألحقني أبي في السابعة من عمري طالباً داخلياً بمدرسة الفرندز برام الله حتى تخرجي في الجامعة الأميركية وسفري إلى الولايات المتحدة في سنة 1947، أمضي عطلتي الصيفية، أو الجزء الأكبر منها، في عكا عند بيت جدي.
عكا بالنسبة إليّ كانت (ولا تزال) أجمل مدينة في العالم... فيها أمضيت القسم الأكبر من طفولتي وأجمل أيام صباي. تقع عكا في الرأس الشمالي من خليج حيفا. اسمها تعريب الاسم الفرنسي St. Jean d’Acre المستعمل منذ أن احتلها الصليبيون في القرن الحادي عشر. ولا يزال أثر الصليبيين واضحاً في المدينة القديمة، وخاصة في السور المنيع الذي يحيط بها. وإلى الآن تبدو عكا من البحر أو من البر (من جهة تل نابليون، الهضبة الاصطناعية التي بناها نابليون سنة 1799 لقذفها بالمدفعية)، وكأنها مدينة صليبية نسيها الزمن، وما زال السور حولها قائماً على حاله ولم يتغير فيه شيء. وقد شجع العثمانيون بناء المنازل خارج السور لتوسيع البلدة، فأقاموا «جنينة البلدية» في مطلع القرن، وهي حديقة كبيرة على طراز الحدائق العامة الأوروبية، في وسطها مقصف لفرقة الموسيقى التي كانت تعزف كل يوم جمعة بعد الظهر الأناشيد والمارشات العسكرية. وبنى العثمانيون محطة السكة الحديدية مقابل جنينة البلدية بمحاذاة الشاطئ خارج البوابة الشرقية. وكثيراً ما ركبنا القطار العثماني الصغير في رحلاتنا إلى حيفا التي كانت تستغرق خمساً وأربعين دقيقة. وإلى جنوب المحطة يقع الشاطئ الرملي حيث كنا نسبح أيام الجمعة والأحد. لقد زرت أنحاء مختلفة من العالم، وشاهدت شواطئ رملية عديدة، إلا أني لم أر شاطئاً يضاهي شاطئ عكا بجماله ورونقه. الرمل فيه أبيض ناصع ومياه خليجه نقية زرقاء وأمواجه هادئة عريضة تتكسر برفق ونعومة. وكان الشاطئ دائماً خلواً من الناس، فأهل عكا لا يحبون السباحة، ويفضلون تمضية فترة الراحة في الجلوس على الشرفات أو في المقاهي أو في التمشي ساعة الغروب. وهكذا ترك لنا الشاطئ نستمتع به كما نشاء، لا يشاركنا به إلا عدد ضئيل من الزائرين يأتون من حيفا، وجنود المعسكر البريطاني بالقرب من المدينة الذين كانوا يسبحون ساعة واحدة بعد ظهر كل يوم.

******
كان في المدينة داران للسينما، إحداهما تقع في البلدة القديمة وهي سينما البرج، والأخرى في المدينة الجديدة وهي سينما الأهلي. كانت سينما البرج مجرد قاعة كبيرة بنيت فوق السور المطل على الخليج بالقرب من بوابة السور الشرقية. كنا نشاهد فيها الأفلام الأميركية لرعاة البقر (كاوبوي) أو البوليسية فنخرج من عالم الخيال الأميركي لنجد أنفسنا فجأة في القرون الوسطى تحيط بنا الأسوار والتحصينات الصليبية، الإسلامية. كنا نسمع وقع أقدامنا في الأزقة القديمة الخالية من المارة عندما نرجع إلى بيوتنا فنصل إليها في منتصف الليل والجميع نيام.
كانت حجرتي تطل على البحر مباشرة، وكان فراشي يقع بالقرب من النافذة، فكنت أغفو وأستيقظ على هدير الأمواج. في الصباح كنت أتبين من صوت وقع الأمواج على الشاطئ الصخري إذا كان البحر هائجاً أو هادئاً، يصلح لصيد الأسماك أو للسباحة.
كنا نصطاد الأسماك في عطلة نهاية الأسبوع، فكان رفيقاي في الصيد، كامل وأكرم، لا يعودان من عملهما إلا بعد الظهر عندما لا ينفع الصيد. وفي عطلتهما الأسبوعية كنا نستيقظ باكراً ونهرع إلى الشاطئ فنستمر في الصيد حتى مطلع الشمس، ثم نتناول الفطور، ونذهب إلى الشاطئ الرملي بالقرب من المحطة للسباحة وركب الحسكة حتى آخر النهار. وكان كامل، إذا كان الطقس خلال الأسبوع مناسباً لصيد الأسماك، يتغيب عن عمله بحجة المرض، ونمضي ساعات في الصيد نتنقل من مكان إلى آخر حتى الظهيرة. تلك كانت أسعد أيام حياتي بلا منازع. كنا أحياناً نتصيد سمكاً كثيراً من نوع القرّاص أو البوري وأحياناً لا نصطاد شيئاً. وكنا إذا وفقنا في الصيد نتمتع في المساء بعشاء فخم من السمك المقلي مع سلطة الطحينة والبقدونس والخبز المقلي والحمص والبابا غنوج تعده أم كامل ونتناوله فوق سطح بيتهم، وبعد العشاء كنا نذهب إلى السينما أو نجلس في مقهى حبيبو، نشرب الكازوز ونلعب طاولة الزهر ونتبادل النكت ونراقب الفتيات يتمشين متشابكات الأذرع يتضاحكن ويسترقن النظر بغنج.
كانت جدتي تحبني كثيراً. فهي لم تنجب صبياناً، وكنت بعد جدي الرجل الوحيد في حياتها. كان يساورها القلق عندما تراني أعزل نفسي كل يوم لأقرأ وأكتب ساعات متواصلة، فقد كان ذلك في نظرها شيئاً غير طبيعي. وكان يقلقها على الأخص جلوسي في الشرفة منفرداً أنظر إلى البحر مفكراً لا أبدي حراكاً.

حمص سعيد في داخل الأسوار.

حمص سعيد في داخل الأسوار.
كانت جدتي دائماً تحلم بامتلاك بيت خاص بها. وحقق حلمها في منتصف الثلاثينيات بعد أن وفرت من المال ما يكفي بناء بيت كبير، عهدت ببنائه إلى مهندس ناشئ اسمه إميل بستاني ـ الذي أصبح بعد الحرب العالمية الثانية أكبر مقاولي البناء في العالم العربي. وبني البيت على أحدث طراز، بالرغم من أن الحمام لم يكن يشتغل على ما يرام.
كان نزوح جدي وجدتي عن بيتهما في سنة 1948 أقسى تجربة مرت بهما في حياتهما، وكانت السنوات الأخيرة من حياتهما ملأى بالحزن واليأس والضياع. ففقدت جدتي مرحها وحيويتها وفقد جدي رشده، ولم يعد يتعرف إلى الذين حوله. في بيروت أقاما مع خالاتي ووالدتي وأخي الأصغر في بيت مؤلف من حجرتين تملكه سيدة تقرب جدي قرابة بعيدة.
توفي جدي في سنة 1950. قبل وفاته كان يحاول بين آن وآخر التسلل من البيت في غفلة عن أهله ليرجع إلى عكا. وكان عندما يمسكون به في الشارع يقول:
ـ أنا بس راجع لبيتي... أنا بيتي في عكا... ليش ما تخلوني ارجع لبيتي؟
ويأخذ مفتاحاً من جيبه ويقول:
ـ ما بتصدقوني... هذا مفتاح بيتي...
وعندما يعودون به إلى البيت يجلس صامتاً والدموع تسيل من عينيه وتبلل لحيته التي لم تعد جدتي تقصها له كما كانت تفعل في عكا، ويرفض الكلام زمناً طويلاً.
وتوفيت جدتي بعده بثماني سنوات.

******
وفي نيسان 1948 حدث المستحيل... احتل اليهود عكا وطردوا ما تبقى من سكانها، إلا الذين التجأوا إلى المدينة القديمة.
قبل سقوط عكا ببضعة أيام احتل عدد صغير من المسلحين، ومن بينهم سمعان الغفري، قلعة البوليس البريطاني (Tiggert Building) خارج السور، واستمروا في مقاومة اليهود عدة أيام وكبدوهم خسائر كبيرة، ولم يتوقفوا عن القتال إلا بعد أن نفدت ذخيرتهم، وقتل بعضهم وتمكن بعضهم الآخر من التسلل إلى داخل السور ثم الهرب إلى لبنان عن طريق البحر. وقرأت خبر سقوط عكا في اليوم التالي، في جريدة النيويورك تايمز، وكنت جالساً على مقعد في الميدواي في شيكاغو أراقب الأولاد يلعبون البيسبول.
يقول الذين زاروا عكا مؤخراً إنها اليوم مدينة كبيرة تمتد أميالاً خارج السور. أما بيت جدي فما زال قائماً وتسكنه عائلة يهودية. وقد أرسل إليّ مؤخراً صديقي اليهودي أوري ديفز صوراً فوتوغرافية عنه، ولم أتعرف إليه في بادئ الأمر، فقد اختفت الأشجار من حوله وأغلقت نوافذه بالحجارة من جهة الشارع، وظهر لي كما تظهر الأشياء في الأحلام، معهودة، لكنها في الوقت نفسه غريبة آتية من عالم آخر. ولا يزال الجامع المجاور، الذي أخذت فيه أول دروسي القرآنية، قائماً كما هو إلا أن الشيخ قد غادره وأمسى مهجوراً. وقد حرّم على من تبقى من السكان العرب السكن في المدينة الجديدة (خارج السور) وأجبروا على الإقامة في المدينة القديمة (داخل السور) التي أصبحت بالنسبة لليهود قصبة (Casba) يزورها السياح الأجانب ليشتروا منها الحاجيات المصنوعة محلياً ويتفرجوا فيها على «سكان إسرائيل العرب».


راجع: الجمر والرماد، بيروت: دار نلسن، 1998







رد مع اقتباس
قديم 09-26-2013, 09:45 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أمان
عضو ملكي
 
الصورة الرمزية أمان
إحصائية العضو






 

أمان غير متواجد حالياً

 


افتراضي



::. عكا كل الامل.::

حيث تطلع الشمس في كل يوم.............








رد مع اقتباس
قديم 09-26-2013, 09:47 AM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
أمان
عضو ملكي
 
الصورة الرمزية أمان
إحصائية العضو






 

أمان غير متواجد حالياً

 


افتراضي














رد مع اقتباس
إضافة رد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:19 AM بتوقيت عمان

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.6 By L I V R Z ]
mess by mess ©2009