يا طـالـب المـجــد فـي عجــور مــورده =عـــذب مـعـيــن يـروّي غــلــة فـيـنـــــا=شــــم الأنــــــوف أبــاة دام عـــزهــــــم =هـــم الأوائــل إن نــادى مـنــاديــــــنــــا=تـفـوح يـا بـاقـة الأزهـــار فـي وطـنــي =فــوح الأريـــج ونـفـح الطيــب يغـريـنـا كلمة الإدارة


مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور       »     عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية       »     سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م       »     عجور التاريخ و الحضارة       »     ميزانية قرية عجور - 1939       »     عجور - وقوعات الزواج 1915م       »     عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل       »     اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م       »     أراضي عجور المشاع - حصري       »     اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1       »     ضريبة الانتداب البريطاني "3"       »     عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور)       »     أراضي عجور الحكر       »     عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة       »     علم النفس الاجتماعي       »     ملوك المملكة الاردنية الهاشمية       »     موسوعة صور القدس- زهرة المدائن       »     دليل الجامعات العربية و العالمية       »     روائع الشعر العالمي       »     موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة       »    

آخر 25 مشاركات
ملف عن الحج وما يتعلق به (الكاتـب : نور الهدى - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          كبرت بنتــي / قصة مؤثرة (الكاتـب : أمان - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور (الكاتـب : م .نبيل زبن - آخر مشاركة : نور الهدى - )           »          عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ميزانية قرية عجور - 1939 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - وقوعات الزواج 1915م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور المشاع - حصري (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضريبة الانتداب البريطاني "3" (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور) (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور الحكر (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          كيف و متى تحدثين طفلك عن التحرش ؟ (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          قصص اطفال للبنوتات الحلوين (الكاتـب : اميرة عجور - آخر مشاركة : م .نبيل زبن - )           »          علم النفس الاجتماعي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ملوك المملكة الاردنية الهاشمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة صور القدس- زهرة المدائن (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          دليل الجامعات العربية و العالمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          روائع الشعر العالمي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضيف اليوم بصراحة (الكاتـب : Big heart - آخر مشاركة : ajoor - )





إضافة رد
قديم 05-14-2013, 01:01 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي سلمة - يافا


سلمة

تقع بلدة سلمة الى الشمال من الطريق العام المؤدي الى يافا، تداول اهلها قصص عديدة حول مصدر تسميتها، فقد كانت الجدّات تنسجن أساطير خيالية حول الاسم ويخلطن بين اسم الصحابي سلمة وبين سلمة ابن زوجة الرسول وعند سؤالي عبد العزيز صقر (1939)، حول مصدر التسمية أجابني: <<اقيمت سلمة على انقاض بلدتين كنعانيتين، سمّوها سلمة على اسم الصحابي سلمة بن الهشام الذي استشهد مع اربعه اخرين عام 13 هجري في معركة اجنادين التي دارت جنوب شرق الرملة ودفنوه في القرية. مقام سيدنا سلمة موجود لليوم والمقبرة قريبة منه. بذكر كانت نساء يافا في أول يوم جمعة من شعبان ييجو ويقعدوا عند المقام ويحتفلوا بهذا اليوم كانوا يسموه <<شعبونيه>>.. وتضيف زهرة ابو حاشية (1932): <<قريب من المقام كانت شجرة سدرة كبيره تتبارك فيها الناس، أنا ما بذكر الشجرة بس إمي كانت تحكيلي عنها، يعني مثلاٌ اللي ما كان يجيها اولاد كانت تروح وتتبارك وتصلي عند السدرة>>.





بيادرنا ملاعبنا

لقد قام في العام 1937 بعض من شباب سلمة بإنشاء نادي شباب سلمة الرياضي ولكن اشتعال ثورة فلسطين أدى الى عدم الاهتمام به وسرعان ما اغلق. وفي عام 1943 قام نفر من شباب القرية بإعادة تشكيل النادي. عنه حدثني بلهفة محمود حسن حماد (1928): <<بسلمه كان عنا نادي وملعب للفوتبول... الملعب كان عبارة عن بيادر، بعد ما يخلص البيدر يستعملوه كملعب، يعني بيادرنا ملاعبنا، مرات كانوا يتنافسوا مع فرق من قرى ثانية مثل العباسية واللد او مع الألمان من مستعمرة سارونا... بذكر اليهود كانوا يجيوا على الملعب بدرّاجاتهم واهل سلمة كانوا ينفسولهم العجال>>.





شركة سيارات سلمة

بسبب عدم كفاية الأراضي الزراعية نشط اهالي سلمة في تعاطي التجارة وإقامة المؤسسات الأقتصادية وعن بعض شركات سلمة حدثني يوسف حماد (1939):<<بسلمة كان في شركة سيارات وكانت تملك سيارات تشتغل على خط يافا - اللد، وكان عنا شركة الألبان العربية الحديثة، وهي عبارة عن تربية الأبقار الهولندية وتصنيع منتجات الألبان.. كان في كمان شركة سلمة للغزل والنسيج ومدابغ للجلود ومطاحن للحبوب ومصنع للشراب.. سلمة كانت قرية مزدهرة ومثقفة>>.





ذكريات من مقاعد الدراسة

تأسست أول مدرسة حكومية عام 1920. وكانت قبل ذلك كتاتيب أهلية في العهد العثماني وفي عام 1936 تأسست مدرسة الإناث التي ضمت 121 طالبة، وكان في المدرسة مكتبة تحوي على 300 كتاب. اضافة الى ذلك تواجدت 3 مدارس أهلية. ومن الجدير بالذكر أنه تم تأسيس فرقة مدرسة سلمة الموسيقية بقيادة الأستاذ خير الدين بشناق حيث حصلت على شهرة واسعة وشاركت في إحياء الحفلات المدرسية في البلده وفي القرى المجاورة وحفلات الأفراح والمناسبات العامة. من مخزون ذكرياتها، حدثتني زهرة أبو حاشية ضاحكة (1932): <<بيتنا بعيد عن المدرسة... بيّارتنا بآخر سلمه، عنا كان من جميع أنواع الفواكه، كانت لما تطلب منا المعلمة نرسم مثلا الموز كان أبوي يعبي السلة موز ونوخذها للصف عشان نرسمها... المدرسة كانت مجهزه واللي علمونا كانوا مدرّسات من يافا، في ناس ما بعتت بناتها للمدرسة عشان تشتغل بالأرض. أنا تعلمت للصف الثاني وبعدها صارت الحرب وطلعنا، اغلب الأهالي اتركوا بناتهم من المدرسة لأنهم خافوا>>.

معركة <<هاتكفا>>.. حرب وزغاريد

عن احدى معارك سلمة حدثني عبد العزيز صقر (1924): بعد صدور قرار التقسيم صارت حادثه بسلمه، كان اليهود مبسوطين واحنا العرب كنا غاضبين من القرار.. كان في بنت من سلمة اسمها عائشة ابراهيم الحوتري، كانت تجمع الحشائش لأبقارها من بياره جنب مستعمرة هتكفا، اجو اليهود وحاولوا يعتدوا عليها.. صرخت البنت واجت الناس بسرعه لنجدتها... الحادثة صارت بساعات الغروب، اهل سلمة هجموا على مستعمرة <<هاتكفا<< وبدأوا باطلاق النار على حرّاس المستعمرة... النساء حملت اوعية الكاز وأعواد الثقاب لتزويد الرجال وبعد ساعتين احترقت المستعمرة... لما سمعت القرى المجاورة بالمعركة اجت تشارك وقويت المعركة، استمرت المعركة لغاية نص الليل، وصلوا المسلحين لحي شابيرا بتل ابيب، واليهود هربوا للبواخر بساحل البحر من خوفهم. قام اليهود بالاتصال مع سلطات الإنتداب بالقدس ورغم انه البريطانيين بهاي الفترة اعلنوا انهم ما راح يتدخلوا بالإشتباكات بين العرب واليهود، قامت جيوش الأنجليز بالتدخل لإنهاء المعركة وصاروا ينادوا بالمكبرات انه كل مسلح راح نلاقيه بعد الساعة الواحدة راح نطلق عليه النار. ثاني يوم المعركة كتب اليهود بصحيفه Palestine Post انه <<قوات سعودية ويمنية تهاجم وتشارك المسلحين من اهالي سلمه>>...لانه الناس لما هاجمت كانت تقول <<الله اكبر>> وفكر اليهود انه هذا شعار اليمنيين والسعوديين>>.

ويضيف محمود حماد (1928): <<الهدنة اللي عملوها البريطانيين مشيت لفتره، اليهود بعد فتره رجعوا يطخوا على الناس اللي على الشارع الرئيسي.. اللي مثلا بده يروح على البياره كانوا يطخوا عليه بالطريق. سمعت عن بنت من دار علي صالح يمكن اسمها شفيقه كانت ماشي مع بقراتها اليهود مسكوها وقتلوها.. وفي واحد كان اسمه ابو شريف ياسين كان يوزّع فشك على المسلحين، كانت الدنيا ليل وعتمه... اجا عليه اليهود وطخوه.. انا كنت مسلح مع المسلحين ولما يجي دوري اطلع للحراسة بالليل...ما كنت اخاف... كنا نتشجع ولما تصير معركة النسوان تخبي فشك للمسلحين بحجرها وتبقى وهي ماشية تزغرد عشان تشجّع غيرها انه ما يخافوا... النسوان بالبلد كانت تجمّع حالها وتساعد المقاتلين ... حرب... وزغاريد... يا ريت متنا ايامها وما طلعنا...>>.





<< سلمة تستصرخكم... وهيئتنا غافلة>>

هذا ما كتبة عبد العزيز صقر (1924) للهيئات العربية. حول برقيته حدثني قائلا: <<المعارك استمرت وسقط كتير شهداء من سلمة، صارت الذخائر تخلص وصارت الشباب تجمع مصاري وتروح تشتري سلاح من الجيش البريطاني، ومن قرى الرمله ووادي الصرار. بعدها بفترة ارسلت البلد ثلاث اشخاص يكتبوا برقية للمسؤولين ويطلبوا المساعدة. انا كتبت البرقية بايدي: <<سلمة تستصرخكم... قوات كبيره تهاجم القرية ليل نهار.. اسلحتنا وذخائرنا قديمة وقليلة.. هيئتنا غافلة، انتم معقل الأمل، فحققوا املنا في إنقاذ سلمة>>. أرسلنا البرقيه لفوزي القاوقجي وعبد الرحمن عزام أمين جامعة الدول العربيه وحمدي الباجهجي وزير خارجية العراق وشكري القوتلي، للاسف وصلت البرقية لحسن سلامة قائد المنطقة الوسطى غضب وقال كيف بتقولو <<هيئتنا غافله<< وحكموا علينا بالإعدام وارسلوا اشخاص على سلمه حتى يجيبونا لتنفيذ الحكم. اهل سلمه تجمعوا حول الشباب وقالوا ما راح نسلمهم.. طالما انتو ما بدكم تعطونا اسلحة اخرجوا من سلمة... عندها ادرك قائد ثورة سلمة موسى ابو حاشية خطورة الأمر وقاللهم انتو روحو وبكرا انا باجي عند القائد حسن سلامه وانا بجيب الشباب.. وبالفعل ثاني يوم اخذ احد الشباب وراح عند حسن سلامه وحكالهم انه هاي الشباب غايتهم مساعده اهل سلمة لانه ما في ذخيرة.. وبعد ما تفهم الموضوع وعدنا انه يمدّ البلد بالذخيرة وبالفعل صار يجيب ذخائر للمسلحين وبعد 3 ايام رد علينا فوزي القاوقجي وقال <<إثبتوا والنجدة في الطريق<< وارسل 7 مقاتلين، وبقينا نحارب حتى بعد ما سقوط القرى المجاورة. طلبنا من حسن سلامه المزيد من الذخيرة وقال <<يافا استسلمت وصعب نأمن ذخائر... كل القرى سقطت وسلمة سقطت عسكريا وما في فائدة من اي مجهود للدفاع عن البلد>>... رحلوا بقيت المسلحين وهيك سقطت سلمة ب 28 نيسان 1948>>.





<< خسارة عليك يا سلمة>>

عن تهجيره من سلمة، حدثني يوسف حماد: <<صارت اليهود ترمي مناشير وتقول ارحلوا... وصارت الناس تحمّل عفشها بالسيارات وترحل، أنا طلعت مع عائلتي واعمامي على بيت نبالا واللد ولما صار الطخ طلعنا على بيت ريما.. نمنا بين الزيتون... لما كنا ننقل من مطرح لمطرح كنا كلنا كبار وصغار نحمّل.. مره واحنا ننقل من مطرح لمطرح اجت قنبلة بنص الزيتونة...كانت ايام تعيسه...الناس خافت على حالها وعلى عرضها. بذكر بالأعراس كانت الناس تسهر للصبح وكان واحد اسمع راجح الجعبري يغني ويألف لحسن سلامة:

حسن سلامه لما راح حزنت عليه الثوار

واما الطيره الشعبية صدت هجمة قوية

خساره عليك يا سلمة ترفعي للعدو العلمي

والله فيك كل زلمة ما يهاب من ضرب النار

واما اللد يا خسارة والرمله الها جارة

بيت شمن المكارة استولينا على الكفار<<

وحدثتني زهره ابو حاشيه: <<أهل سلمه حاربوا ستة أشهر.. لما كانت اليهود تهجم كنت اخذ اخوي صلاح والدنيا عتمه، صلاح يمسك برقبتي واليهود يطخوا علينا... ونوصل عند دار سيدي جوا البلد وجوهنا صفرا من الخوف... سمعنا انه بدير ياسين كانوا يذبحوا الطفل ويقطعوا صدر المرأة ويعتدوا على النسوان، الناس خافت وطلعت... لما طلعنا عمي ما فكّر انه راح نطوّل.. خالتي صارت تجمع أغراض بس قاللها يا أم حسين اتركي كل شي ما إحنا راجعين.. إحنا قررنا نطلع لما صارت اليهود تحارب فينا ليل ونهار...عمي بعت الأطفال والنسوان والختيارية على الرمله.. والشباب بقيت تحارب، ما بقي كتير بسلمة.. بقي بس عشرات الناس من أصل 8 آلاف نسمة. لما طلعنا بنينا خيم بالبرد ببيت نبالا، نولع حطب عشان نسخن الشاي، كنا نروح من الصبح نملي مي وبالليل نلم حطب على روسنا عشان نطبخ ونغسل، شفنا المرارة، أجينا بعدها على سهل بلاطه وسكنا بالكروم على طرف البلد... العين كانت وسط البلد والنساء الصبح كانت تروح تملي عن العين بعد صلاة الفجر حاملات الجرار.. كان في بعض الناس اللي عندها إمكانيات وكانت تروح على الحمير. بلاطه كان بداية نواه لمخيم، إحنا كنا من أوائل اللاجئين اللي وصلوا المخيم... الناس المثقفين من سلمة كانت ترفض التعامل مع وكاله الغوث لأنه إذا سجلنا في المخيم معناه انه إحنا اقرينا الهجرة وما راح نرجع. اليوم كل عائلتي بمخيم بلاطه وعسكر.. ابن عمتي وأبوي راحوا يزوروا سلمه بعد ال 67 ... لما دخل على بيته قاله اليهودي <<إحنا مظلومين مثلكم، لما جينا هون فكرنا فلسطين ذهب .. ضحكوا علينا.. جوزي عثمان ضلّوا مناضل لحد ما مات ورغم انه أنا ما تعلمت بس كنت كثير افهم بالسياسة، الأرض النا ولازم ندافع عنها... جيلنا عم بموت ولازم نزرع بالأجيال الجديدة حب الأرض والوطن>>.










































رد مع اقتباس
قديم 05-14-2013, 01:03 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


بعض عادات أهالي سلمة

(عاداتهم في الاجتماع)

لقد أكد لنا الآباء والأجداد بأنه كان لأهالي سلمة منذ أن تكونت ديوان واحد يلتقون فيه جميعاً، وكأنهم عائلة واحدة يقوم على خدمتهم فيه ناطور البلد فيحضر لهم القهوة العربية (السادة) ويسقيهم جميعاً من بكرج واحد ومن فنجان أو فناجين واحدة وينظم الدور بينهم في إكرام الضيف ويخرجون (بضم الياء) في شهر رمضان المبارك، فيحمل كل واحد ما تيسر له من طعام إلى ديوان البلدة فيأكلون مع بعضهم بعضاً في أخوة ومحبة، ويأكل معهم الغريب، ويشارك فقيرهم ميسورهم في طعامه، وبعد أن ينتهوا من أكلهم يقوم ناطور البلدة بتوزيع ما تبقى من طعام على الفقراء والأرامل والأيتام، وهكذا يتشارك الجميع ولا يبقى بينهم جائع، وقد بقي هذا الديوان يجمع أهالي بلدة سلمة ويؤمه الجميع حتى مطلع القرن العشرين وقد تحول في عام 1920م إلى مدرسة لتعليم أبناء البلدة، ثم بيع واستغل ثمنه في بناء مدرسة حديثة، أقيمت على قطعة أرض واسعة لتتمكن من استيعاب كافة أبناء البلدة وهي المدرسة الحالية التي بقيت حتى عام 1948م وأقام من اشترى الديوان القديم (حافظ محمد عثمان) مكانه أربعة مخازن أصبح المخزن الأول صالون حلاقة أشغله (نجم معوض أبو نجم) وأصبح المخزن الثاني ملحمة أشغلها (محمود زغلول) وافتتح في المخزنين الآخرين بقالة أشغلها الأخوان (موسى وابراهيم مفتاح) وكان يتم في هذا الديوان مناقشة كافة أمور أهالي البلدة فهو الندوة التي تجمعهم، يطارحون فيها مشاكلهم، ويتناقشون في وضع الحلول الملائمة لها، في ديمقراطية بدائية بريئة بحيث لا تبقى بينهم خلافات على الإطلاق.



(عاداتهم في الأفراح)

لقد كانوا يتعاونون في إقامة أفراحهم بشكل يجعل حياتهم كلها فرح وسرور، ويطبعها بطابع البهجة فيبدأ من يريد إقامة الفرح والتي غالباً ما تكون في ليالي الصيف المقمرة وبعد أن يكونوا قد حصدوا مزروعاتهم ودرسوها وخزنوها في الأماكن المعدة لهذه الغاية بإقامة السامر الذي يكون في الساحات العامة والميادين التي يكثر وجودها في البلدة، فيتقاطر أهالي البلدة للمشاركة في هذا السامر ويتبارون في الحداء الذي يعبر عن سرورهم وفرحهم ومشاركتهم لصاحب الفرح ويشربون الشاي القهوة التي يديرها عليهم صاحب الفرح بكرم عربي أصيل، ويدوم هذا السامر من أسبوع إلى أسبوعين على هذا الحال، ويشارك الأهل والأقارب والأصدقاء في إحضار السكر والشاي والقهوة والدخان فلا يشعر صاحب الفرح بعبء شراء هذه الأشياء الضرورية بل أحياناً كثيرة يفضل عنده كميات كبيرة تزيد عن حاجة الفرح فيختزنها عنده للحاجة، وفي يوم الزفاف يقوم أحد أصدقائه أو أقاربه بدعوته للاغتسال في داره ثم يركبونه حصاناً أو فرساً تلتف حوله النساء يزغردن ويغنين ويرقصن، والرجال والشباب من أمامه في حلقات يدبكون ويهزجون فيحيلون دنياهم إلى أفراح تنسيهم متاعب العمل وكأنهم في جنات النعيم حتى المساء، حيث يكون صاحب الفرح قد هيأ لهم جميعاً مأدبة طعام مناسبة، يكون الجميع قد شاركوه في تقديم موادها من دقيق وأرز وبعض الذبائح، كما يعاونه الكثير من الأقارب والأصدقاء في إنضاج الطعام الذي يقدم في المناسف والصواني التي يكونون قد حملوها له بالأرز والدقيق الذي يقدمونه له كعون اعتادوا تقديمه لبعضهم البعض في هذه المناسبات.
وكثيراً ما كان يحمل الطعام إلى فناء مسجد البلدة للتبرك في بيت الله وبالقرب من ضريح سيدنا سلمة الذي له في نفوسهم جميعاً التقديس والاحترام وبعد تناول الطعام يجلس العريس فيتبارى القوم في تقديم النقوط (النقود) له كمعونة أيضاً يستعين بها على مصاريف الفرح ومهر العروس وتجهيزها، وظلت هذه العادة سارية فترة من الزمن إلى أن بدأت تخف وتزول تدريجياً في المدة الأخيرة، وذلك لتحسن ظروف الناس المعيشية وعدم الحاجة إلى هذا النوع من التعاون، وبدأت العادات الجديدة التي توافق ارتفاع مستوى المعيشة تحل محل هذه العادات القديمة.



(عاداتهم في إحياء المواسم والأعياد)

وقد كانت لهم عادات جميلة في إحياء الأعياد يحرصون على اتباعها وتوارثها جيلاً عن جيل، فقد كانوا يقومون بزيارة القبور بعد تأدية صلاة العيد، ويقرؤون الفاتحة وما يتيسر من آيات الذكر الحكيم على الأموات، ثم يعودون إلى بيوتهم، فيتبادلون زيارة بعضهم بعضاً في جماعات وزيارة أرحامهم ومعايدة أزواجهم وأولادهم، ويمكثون لديهم فترة من الزمن وكانوا يقدمون لزوارهم المأكولات والحلوى والشاي والقهوة ويحرص الزوار بدورهم على تناول شيء من هذه المأكولات من كل بيت يقومون بزيارته حتى تتم الممالحة والعشرة (بكسر العين وسكون الشين) فيما بينهم.. وهكذا كانوا يقضون نهارهم في زيارة بعضهم بعضاً، وبالطبع يحرص الطرف الآخر على رد الزيارة، فتتعمق المودة بينهم، وتتوثق روابط الألفة والمودة، وتزول في ذلك اليوم الضغائن والأحقاد إن وجدت حيث يتعانقون ويتبادلون جميعاً السلام والقبل في ذلك اليوم وهم على غاية ما يكون من البهجة والحبور.



أما في المواسم والأعياد الدينية فقد كانوا يحرصون على إحياء عيد المولد النبوي الشريف، وكذلك عيد رأس السنة الهجرية فيشترون الحلوى ويقومون بإهدائها إلى بعضهم بعضا لا سيما لأرحامهم، أما المواسم السنوية فيقومون بإحيائها بالاشتراك مع أهالي القرى المجاورة كموسم النبي صالح في الرملة وموسم النبي موسى بالقرب من القدس عليهما السلام، فيشاركون في حلقات الدبكة وإحياء هذه المواسم التي أنشأها صلاح الدين الأيوبي وشجع على إقامتها بعد الحروب الصليبية للمحافظة على عروبة القدس وإيقاع الهيبة في نفوس الأعداء، وتذكيرهم بأن للبلاد أهلها الذين يهبون للمحافظة عليها والدفاع عنها، كما كانوا يشاركون في موسم النبي روبين وهو مكان يبعد حوالي (20) عشرين كيلو متراً إلى الجنوب من مدينة يافا، حيث ينتقل أهالي مدينة يافا ومدن وقرى المنطقة فيقضون شهراً كاملاً أو أكثر على رمال تلك البقعة الجميلة من الشاطئ في أواخر صيف كل عام وقبل بداية الخريف التي تأذن بقرب حلول الأمطار فيقيمون لهم بيوتاً من الخيام والبطانيات وأحياناً من الحصر، وهكذا فقد كانت حياة أهالي سلمة خاصة وأهالي فلسطين عامة تمضي كلها وسط أجواء البهجة والسرور وكأنهم في أعياد مستمرة حتى بدأ العدو الصهيوني يسفر عن نواياه العدوانية في ابتلاع فلسطين وإقامة دولة له على أنقاض أهلها وسكانها الأصليين وكانت بداية الصدام الحقيقي عام 1936م بالإضراب الشهير الذي استمر (6) أشهر كاملة وفتح عيون أهل فلسطين على ما كان ينتظرهم.







رد مع اقتباس
قديم 05-14-2013, 06:14 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
العجوري الاصيل
عضو هام
إحصائية العضو






 

العجوري الاصيل غير متواجد حالياً

 


افتراضي


تشكر لهذه المعلومات عن بلدة سلمة التى يعرفها الداني و القاصي
لطيب اخلاق ابناءها و اهلها







رد مع اقتباس
إضافة رد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:21 PM بتوقيت عمان

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.6 By L I V R Z ]
mess by mess ©2009