غزة تقول:
لماذا تخليت عني؟
افك هذا الزمان الذي تكالب عليها..
عصبة الاثم التي تقتداها.
غزة ..
وهل يعرف الوجع وجعًا أشد من وجع غزة؟
مصلوبة على الجدران
في كل حد من حدودها مسمار
والدم سائل من كل منفذ..
يعتبونها إن شكت وقالت لماذا تخليتم عني؟
لماذا بثرتم عذريتي؟ لماذا شوهتم بحري؟
لماذا رميتم بعرض الماء أزهاري؟
لماذا كفرتم بأبنائي؟
لماذا خلطتم رمال البحر بدماءِ أطفالي؟
لماذا تماديتم بالصراخ في وجه أكبادي؟
لماذا منعتم هواء دمشق عني؟
لماذا قطعتم أوصال الحياة عن أختي؟
غزة هي مارثا التي رغم عطائها تناسيتموها
، غزة التي ما ان تنفست حتى أثقلتم بالسكاكين جذورها،
وجعلتم من وادي الكوثر فيها مضطجع للبكتريا ..
كلما تداوي جرح فيها بترتم أخر، وكل خف وطأة ألم فصمتم آخر،
وكلما تكلمت علت أصواتكم كي تخرسوها ..
غزة طفلة تبحث على الشاطئ عن أبيها،
وأم تدور في المشافي الموتى
وأسير في منظمة فساد كبرى
حتى سمائها عار الحداثة يعتليها
والخفافيش تمر كل يوم لتصنع من جمالها رعب ومن هدوئها
موت ومن حياتها سجن يضيق كلما تحدثتم ..
ألم يشبع ساديتكم كل هذا الموت الذي نثرتم بذوره فوق أراضيها؟