يا طـالـب المـجــد فـي عجــور مــورده =عـــذب مـعـيــن يـروّي غــلــة فـيـنـــــا=شــــم الأنــــــوف أبــاة دام عـــزهــــــم =هـــم الأوائــل إن نــادى مـنــاديــــــنــــا=تـفـوح يـا بـاقـة الأزهـــار فـي وطـنــي =فــوح الأريـــج ونـفـح الطيــب يغـريـنـا كلمة الإدارة


مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور       »     عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية       »     سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م       »     عجور التاريخ و الحضارة       »     ميزانية قرية عجور - 1939       »     عجور - وقوعات الزواج 1915م       »     عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل       »     اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م       »     أراضي عجور المشاع - حصري       »     اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1       »     ضريبة الانتداب البريطاني "3"       »     عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور)       »     أراضي عجور الحكر       »     عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة       »     علم النفس الاجتماعي       »     ملوك المملكة الاردنية الهاشمية       »     موسوعة صور القدس- زهرة المدائن       »     دليل الجامعات العربية و العالمية       »     روائع الشعر العالمي       »     موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة       »    

آخر 25 مشاركات
ملف عن الحج وما يتعلق به (الكاتـب : نور الهدى - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          كبرت بنتــي / قصة مؤثرة (الكاتـب : أمان - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور (الكاتـب : م .نبيل زبن - آخر مشاركة : نور الهدى - )           »          عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ميزانية قرية عجور - 1939 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - وقوعات الزواج 1915م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور المشاع - حصري (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضريبة الانتداب البريطاني "3" (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور) (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور الحكر (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          كيف و متى تحدثين طفلك عن التحرش ؟ (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          قصص اطفال للبنوتات الحلوين (الكاتـب : اميرة عجور - آخر مشاركة : م .نبيل زبن - )           »          علم النفس الاجتماعي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ملوك المملكة الاردنية الهاشمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة صور القدس- زهرة المدائن (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          دليل الجامعات العربية و العالمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          روائع الشعر العالمي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضيف اليوم بصراحة (الكاتـب : Big heart - آخر مشاركة : ajoor - )


العودة   منتديات عجور - بيت كل العرب > قسم ابناء منتدى عجور > ملتقى عجور للموسوعات
ملتقى عجور للموسوعات موسوعات عالمية في منتديات عجور



إضافة رد
قديم 04-16-2011, 04:40 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


سيكولوجية السياسة الاسرائيلية

قـواتنـا محتشـدة وغـايتنـا واضحـة
والـعـدو يقـوى يـومـا" بعـد يـوم
ونحـن فـي ذروة بـعـدها الانحـدار
هـنـالك مـد فـي اقـدار الـرجـال
بسـبـب الفيضـان الـذي يقـود للظـفر
وعنـد التغـاضي عنـه فـان رحلة الحياة
ستستقـر فـي الميـاه الضحلـة و التعاسة
و فـي خـضـم البحـر نـطفـو الآن
فاما الاندفاع مع التيار المؤاتي واما الخسران


بهذه الابيات لبروتوس استشهد صموئيل هانتنغتون ليخلص الى القول ان على الغرب ان يتعلم الابحار في المياه الضحلة. وبانه من العبث تكرار تجربة بروتوس الذي خاض بالفيضان فمني بالهزيمة. لذلك سيكون من العبث ان يستمر الغرب في سياسة احتواء النفوذ. فهذا الاستمرار مخالف لمنطق الامور والتطور الطبيعي حيث يتسع نطاق نادي الدول النووية ومالكة اسلحة الدمار الشامل المختلفة.
بالانتقال الى الصراع العربي الاسرائيلي نجد ان امتنا قد أدمنت الابحار في المياه الضحلة. فبات مواطننا يعيش بمتوسط دخل فردي متدن مع قناعة عميقة بالاستمرار في المطالبة بحقوقه. واستعداد يرعب الآخرين للموت في سبيل هذه الحقوق. ولكن ماذا عن الآخر الاسرائيلي؟ وماذا عن دوره الوظيفي الذي يجسد اختبار القوة الاميركي فيحول المنطقة الى مختبر لامتحانات هذه القوة؟. وهذه الاسئلة تطرح نفسها بقوة بعد ان وصل الصراع الى التنميط الذي يعكس احتمالات التصرف الاميركي امام العدو البديل المنتظر. فقد تحول المفهوم العالمي للصراع من العسكري الى الاقتصادي ومنه الى الافتراضي. حيث يتكلم الاستراتيجيون الاميركيون اليوم عن الحرب الافتراضية أو حرب المعرفة (روزنفلت واركيلا). وهذه التحولات تجبرنا على ادخال تعديلات على اساليب تعاطينا مع الآخر الفعلي (اسرائيل) والرمزي (الولايات المتحدة ومعسكرها). وهو تعديل يجب ان يركز على المواضيع المفصلية التالية:
1.تخطي مبدأ التجاهل

بقينا لفترة طويلة ولظروف معلومة نعتمد سياسة تجنب الخوض في التفاصيل مع التعجل في استخلاص النتائج النهائية في صراعنا مع اسرائيل. وهذا التجنب كان يقتضي تجاهلنا للقدرات الاسرائيلية الاعلامية ولتفوقها في اعتماد دبلوماسية الابواب الخلفية. لكن ثورة المعلومات اصبحت تضع جمهورنا في مواجهة مباشرة مع المعلومات التي تعمدنا تجاهلها طيلة عقود. فهل نترك جمهورنا ليتلقى هذه المعلومات من مصادر مشبوهة ومضللة؟ ام ان من واجبنا ان نعرضها عليه وان نضعها بمتناوله وفق سياقاتها التاريخية الموضوعية؟. وهل نترك لدبلوماسية الابواب الخلفية ان تحول جماعات عشوائية الى الفعالية والتأثير؟. عبر دعمها اعلاميا" وماليا". بحيث تتخطى هذه الجماعات الكتل الوطنية المعبرة بصدق عن الجمهور.

2.الوقاية من فيضانات المعلومات

يمكن اختصار استراتيجة مواجهة تسرب المعلومات مع عصر الاتصالات بانها قائمة على مبدأ الاغراق المعلوماتي. بحيث يجري ضخ المعلومات بكثافة مربكة للمتلقي. وهي كثافة تجعله عاجزا" عن اختيار المعلومات المناسبة وعن تصنيفها في جداول اولويات واضحة. والوقاية في هذه الحالة تكمن في تأمين المرجعيات التي تقي جمهورنا من الدخول في متاهة ما يعرف الآخر اني اعرف انه يعرفه...الخ. وفي مقدمة الخطوات الوقائية التعرف الى التاريخ اليهودي. وهي معرفة تقي جمهورنا من ايحاءات الاساطير اليهودية. التي تحكمت لفترة بالرأي العام العالمي لغاية بداية مراجعاتها على يد الاركيولوجيين والانثروبولوجيين وشهود العيان والمؤرخين وغيرهم من المراجعين. من هنا فان الضرورة تقتضي ان نترجم وباقصى سرعة ممكنة كتابات المراجعة الموضوعية. مع الانتباه الشديد لكتابات المؤرخين الاسرائيليين الجدد. خصوصا" بعد ان نجد لهم اثرا" في مراحل مختلفة من التاريخ اليهودي. اذ كلما عجزت الافكار اليهودية عن الاستمرار قامت حركة مراجعة موازية لما يسمى بالمؤرخين الجدد اليوم. حتى ان فرويد يتحدث في كتاباته عن حركة مؤرخين يهود جدد تعود الى القرن التاسع عشر. ويسرد بعضا" من اسمائهم.
3.الاحتكام للأنثروبولوجيا.

يقول هنري فوسيون بان التاريخ هو تأليه معكوس. وعملية التأليه هذه لا بد لها من الانتباه الى الثغرات الضاحدة لهذا التأليه. وعليه فانه لم يعد كافيا" ان نقول بان اليهود الاشكيناز هم يهود الخزر وهم بالتالي غير عبرانيين. بل بات علينا ان نتلقى الجواب اليهودي الداعم للتأليه. وهو القائل بان قبائل الخزر هم من القبائل اليهودية العشر الضائعة. وبمعنى آخر فان علينا ان ندرك اننا نقارع اساطير. وان الخطوة الأهم في هذه المقارعة هو اجبار اليهود على العودة للاحتماء بالأساطير لكشف زيف الموضوعية التي يدعونها. وعليه فان الانثروبولوجيا هي الحكم في هذه المقارعة. وهي لاشك تتدعم مع الوقت بالبحوث الاركيولوجية الحديثة. ولعل هذه الكشوفات مجتمعة واحتمالاتها المستقبلية هي التي دعت فريق من الاسرائيليين للنكوص الى حيلة التأريخ الجديد. ومن هنا تحفظنا على هذه الكتابات.
section1
النفس المغلولة
لقد كانت هذه النقاط الثلاث هي محركنا ودافعنا لصياغة افكار كتابنا " النفس المغلولة-سيكولوجية السياسة الاسرائيلية ". ذلك ان تحول الصراع من العسكري الى الاقتصادي يتضمن الدعوة الى امم كانت مستبعدة من النادي العسكري الدولي للانخراط في النادي الجديد ( هنا نذكر بتجربة النمور الآسيوية بغض النظر عن ازمتها الاقتصادية اللاحقة والتي تجب الاستفادة منها). وهي فرصة لتثبيت عضويتنا في هذا النادي. اما ملامح تحول الصراع الى افتراضي-معلوماتي فهي تفتح الابواب امام الأفراد (الأدمغة) للدخول كاعضاء مؤثرين في القرار. بما يقتضيه ذلك من الوعي بضرورة تأهيل الأفراد وتجديد التواصل مع مهاجرينا وتصدير افراد جدد مؤهلين للتأثير. وربما احتجنا هنا الى مثال عملي لهذه التحولات. وهنا نلجأ الى مثال ذلك الشاب الفيليبيني مخترع فيروس "احبك" الذي تمكن من الحاق خسائر مهددة بمستثمري المعلومات. وكان ضرر الفيروس المالي والمعنوي اضعاف ما يسمى اميركيا" بالارهاب العنفي. ويبين هذا المثال ان استحالة احتواء النفوذ ( ملكية القوة المدمرة) باتت واقعا".
نعود الى النفس اليهودية لنقول ان ثورة الاتصالات باتت تضع جمهورنا امام المعلومات الاسرائيلية وبالتالي امام اتصال عن بعد أو بالواسطة أو نادرا" مباشرا" مع الاسرائيليين. مما يستدعي التدعيم المعلوماتي الوقائي لهذا الجمهور بما يجنبه صدمة الاحساس بانه كان مخدوعا". وهي صدمة أكيدة الحدوث لو نحن تركنا جمهورنا يستقي معلوماته من مصادر القراءات الاسرائيلية للوقائع. خصوصا" عندما تتبنى جماعات هامشية هذه القراءات متسترة بالليبيرالية وبدبلوماسية الأبواب الخلفية. وهذا يعادل قيامنا بانتاج قراءتنا الخاصة لهذه الوقائع. بما يعادل بشكل او بآخر اعادة كتابة تاريخنا العربي منذ مطلع القرن العشرين ولغاية اليوم. وهنا سنواجه صعوبة لايمكن تخطيها الا بالتخلي عن بعض ثوابت المنظومة العلائقية السائدة في الخطاب ما بين العربي. اذ ان الاحتفاظ بهذه الثوابت سيغرق جمهورنا في بحر من المعلومات المربكة التي ستزيد ارباكه لتجعله عاجزا" عن انتقاء المعلومات الراهنة والمستقبلية المؤثرة في مستقبله. دون ان يعني ذلك تجاهل هذه المعلومات. بل هو يعني اختصارها مع وضعها في اطارها الزمني. واخراجها من الراهنية المربكة. ومن الثوابت البائدة نذكر:
1. التخوين: الذي لم يعد له مكان بعد ان تأمرك العالم وبات تحت سيادة القرار الأميركي.
وهذا واقع علينا التعامل معه بالموضوعية اللازمة. وهو يضع اصدقاء اميركا العرب امام مسؤولية حماية الدول العربية الأخرى في وجه التحريض الاسرائيلي ضدها. مع العمل على ايجاد السبل الى ارساء صيغة مصالح عربية صالحة للانخراط في لعبة المصالح العالمية. كي تكون مقدمة لمواجهة الدور الوظيفي الاسرائيلي في هذه اللعبة.
2.ارساء مفهوم الآخر العربي: حيث نرى اتجاهات متعددة تدعو للانفتاح على الآخر الاسرائيلي وتتجاهل قبول الرأي الآخر العربي. حتى ان بعض هذه الجماعات تتوزع على التيارات السياسية الاسرائيلية مع اعلانها العداء السافر للعرب الآخرين. واحيانا" لمواطنيهم. فهل يعني قبول الآخر ان نرفض ذواتنا؟.
3.الخلافات العربية المزمنة: وفي طليعتها خلافات الحدود التي تكاد تعم بين الدول العربية كما بينها وبين جيرانها. وهذه الخلافات هي التهديد المباشر والاقرب للامن القومي العربي. الأمر الذي يجعل حل خلافات الحدود بين العرب شرطا" اساسيا" لهذا الأمن. وهي خلافات لم يعد حلها قابلا" للتأجيل. اذا اردنا تجنب اسنخدامها كادوات تفجير مستقبلية للصراعات بين العربية. وتأتي بعدها ضرورة لاتقل عنها اهمية وهي ضرورة حل نزاعات الحدود والمياه مع دول الجوار الجغرافي. واستنادا" الى نبذ التخوين فان بعض العرب يريدون حل هذه المشاكل حتى مع اسرائيل. ونحن لانخونهم بل ندعوهم فقط الى عدم تجاهل الآراء الأخرى. سواء داخل بلدانهم ام في دول عربية أخرى.
4. مقارعة الاساطير الاسرائيلية: بعد تحول المفهوم العالمي للصراع علينا ان نستعد لمواجهة اسرائيل على الصعيد الحضاري. بما يحول معركتنا معها الى صراع مع الأساطير المؤسسة لها كدولة. بما يقتضي منا عضوية كاملة في البحوث الاركيولوجية والانثروبولوجية ومعهما مكانا" في الاعلام العالمي الجديد الذي لم تعد اسرائيل بقادرة على احتوائه وتقنينه.
انطلاقا" من هذه المعطيات كانت مساهمتنا في كتاب النفس المغلولة خطوة على طريق تعريف القاريء العربي باساليب تسخير الانثروبولوجيا الثقافية لفضح الادعاءات الاسرائيلية المتراكمة منذ قيام الحركة الصهيونية. وكذلك للاحتياط لمحاولات الاغراق والاختراق الاسرائيلية التي لاتكل. حيث ظننا ان التكرار القهري للالاعيب اليهودية القديمة كفيل بفضح كافة المحاولات الاسرائيلية. وهي المحاولات التي يجعلها السلام اكثر خطورة وعدوانية. فاذا ما اتفقنا على احترام الرأي العربي الآخر فان قاريء كتابي يدرك انتمائي للفئة التي تعارض التسوية مع اسرائيل. اقله لانها عاجزة عن ادنى درجات الاعتراف بالآخر. ولنتفق مع ادوار سعيد القائل : "اما المساواة واما لا". مع التنويه بتعجبنا ان يفترض سعيد قدرة اسرائيل على الاستجابة لمبدئه في المساواة.







رد مع اقتباس
قديم 04-16-2011, 05:48 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
اسماعيل السلاق
عضو ماسي
إحصائية العضو






 

اسماعيل السلاق غير متواجد حالياً

 


افتراضي


ان علم النفس السياسي وعلم النفس العسكري يخضعان
لاحكام وقواعد خاصة لا تنطبق عليها اسس علم النفس العام
التي يمكن تعميمها على مختلف التجمعات البشرية .
فهذان العلمان يخضعان لظروف قوة سياسة الدولة والقوة العسكرية
للدولة لذلك نجد ان مبادئهما تختلفان من دولة لدولة وتختلف الدورات
التي تعطى للعسكريين في هذين المجالين اصولا وتكتيكا من دولة لأخرى .

اشكرك ابو أوس على هذه الميادين التي تتطرق لها فهي ميادين شيقة
تستحق الاهتمام والاطلاع .







رد مع اقتباس
قديم 04-16-2011, 06:06 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


الحرب النفسية وغسيل الدماغ

الحرب النفسية وغسيل الدماغ
في هذا المقال نريد التحدث عن الحرب النفسية، مفهومها وأهميتها وتقنياتها وأهدافها، ومن بين الأساليب المتبعة في مجال الحرب النفسية هي عميلة غسيل الدماغ لأسرى الحروب والسجناء من أجل تغيير معتقداتهم وأفكارهم حتى إذا ما عاد الأسرى إلى بيوتهم فإنهم يعملون على نشر الروح الانهزامية التي وصلت إليها حالتهم من جراء ما تعرضوا له أثناء الأسر أو الحجز من تعذيب، أو على الأقل التأثر من خلال الدخول في حسابات بشكل من الأشكال ، وتتضح ملامح هذه الحرب بوضوح هذه الأيام في المعتقلات والسجون بإشكال منها الإهمال الصحي وانتشار الأمراض وقلة الطعام وسوء نوعيته وقلة كميته وكذلك في التنقلات الفجائية والتي تهدف إلى زعزعة الأمن النفسي عند السجناء والمعتقلين ، وغيرها من أساليب قتل الروح المعنوية ،
من هنا فمفهوم غسيل الدماغ هو عملية منظمة يستخدمها العدو لخلق النقيض النفسي والعقلي وتفعليه عند السجناء والمعتقلين وذلك بهدف تحويل اهتماماتهم الوطنية والدينية إلى دنيوية ، خصوصا عندما يقارن المعتقل نفسه بالآخرين فيصاب بالغصة إذا لم يكن الندم (في مرحلة متقدمة).
وبدا استخدام هذا المفهوم منذ عام 1951 والذي اخذ من عملية تنظيف الدماغ والتي استخدمها الصينيون لتخليص الأفراد من معتقداتهم القديمة ليتمكنوا من التعايش بسلام في ظل النظام الشيوعي ، ثم أصبح اصطلاح فيما بعد يستخدم ليدل على المحاولات المختلفة التي تبذل لتغيير آراء السجناء وتطلعاتهم سواء كان من أسرى الحرب أو المدنيين ، ويجب أن نميز بين أسلوب غسيل الدماغ وباقي أساليب الحرب النفسية مثل الدعاية والإشاعات ومحاولات الإقناع... مما يؤدي إلى تعديل أو تغيير أفكار الفرد أو معتقداته أو سلوكياته... حيث أن أسلوب غسيل المخ هو أسلوب فردي توجه فيه الجهود إلى فرد واحد محدد، بينما الأساليب الأخرى في الحرب النفسية غالبا ما توجه إلى الجماعة، ويعتبر غسيل المخ من العمليات القسرية أو الإجبارية لإكراه الأفراد من أجل تعديل أفكارهم أو معتقداتهم والتحول عنها. وتهدف عميلة غسيل المخ إلى تحويل الفرد الأسير عن أفكاره واتجاهاته الوطنية وقيمه وأنماط سلوكياته أو كبت معتقداته أو الاتجاهات التي كان يتبناها مع الإيمان أو الاعتقاد بالنقيض وغير ذلك وعميلة غسيل المخ تنفذ على مراحل:
1-مرحلة التذويب والتي تهدف إلى وضع الفرد في وضع يشك معه في القيم التي يحملها من السابق لدرجة يميل إلى تغييرها أو حتى إلى اعتناق قيم بديلة لها وقد أظهرها العدو سابقا عندما كان يربط بين إطلاق سراح بعض السجناء والتوقيع على وثيقة نبذ ما يسمى الإرهاب من وجهة نظرهم ، حيث تفاوتت أيضا ردود السجناء تجاهها ورفضها البعض من سنين ولا زالوا في الأسر
2- مرحلة التغيير إعادة تعليم الفرد الأسير المعتقدات والأفكار التي يراد أن يكون عليها وتعتمد هذه العملية على بعض الأسس النفسية الهامة وهي:
- العمل على إنهاك الفرد الأسير فكريا ونفسيا، وجسديا لدرجة التعب والإعياء وضعف القدرات الفكرية، والقدرة على الانتباه والتركيز،ويصبح الفرد في هذه المرحلة في حالة تشتت وضياع وتتضح هذه الملامح من خلال المداهمات الليلية أثناء النوم أو السجن الانفرادي ،... الخ.
- عدم القدرة على التكيف أو إعادة التوازن العقلي والنفسي بسبب المعاناة وعميلة العزل الطويلة شاهد على ذلك، والتعذيب أحيانا مما يجعل الفرد يائسا، مستسلما يسهل تطويعه والسيطرة عليه...
- الإيحاء النفسي والتأثير بالجوانب النفسية والعقلية والسلوكية لدى الفرد وتشكيل سلوكه بالشكل المطلوب، وفي عميلة غسيل الدماغ تتحرك الإيحاءات في اتجاه واحد مركز حيث يتعرض الفرد أو الأسير لضغط جسدي ونفسي كبيرين، مع الإيحاء للأسير على تكوين اعترافاته وخاصة بعد أن يضعف لديه القدرة على التمييز العقلي بين أفعاله وأفكاره، وبين ما يوحي إليه عن طريق مستجوبيه.
- تنمية الإحساس بالذنب لدى الأسير (أو السجين) بحيث يطلب من الأسير مراجعة تاريخ حياته السابقة وتبرير أفعاله السياسية والشخصية والأخطاء التي قام بها مما يثير لديه الإحساس بالذنب والخطأ وبالتالي كراهية الذات، والإحساس بالدونية و الضعف، وعدم الثقة بالنفس ... مما يجعله يتقبل آراء الآخرين وأفكارهم ويخدم مصالحهم .
- تدمير الذات: إن عملية الإذلال، والتحقير، والتعذيب ... تؤدي بالفرد إلى احتقار ذاته، والتقليل من نظرته لذاته وهذه لعملية تكون مؤثرة كلما كان الفرد ذو أهمية وسلطة ونفوذ ... وهو يقارن بين ضعفه وعجزه وبين قوة أو سيطرة مستجوبيه، وهذه كلها تضعف من قدرة الفرد العقلية و النفسية على مقاومة عملية غسيل الدماغ ...
ومن الأساليب الحديثة المستخدمة المناورات بإطلاق سراح مجموعات من السجناء والمعتقلين مما يجعل الإخوان في حالة ترقب دائم واهتمام كبير بالموضوع والذي يثبت بطلانه ويؤدي إلى حالة من الاستنزاف النفسي الكبير .
أضف إلى ذلك استثمار المحتل للحالة الفلسطينية الداخلية ومحاولة استثمارها من خلال الفصل بين التنظيمات والذي ينعكس أحيانا في حديث البسطاء بأنه لولا عملية الفصل بين التنظيمات لانتقلت المشاكل الخارجية الداخلية للمعتقلات وهذا محض افتراء وادعاء باطل ....... لان إخواننا هم من يقودون ويوجهون العلاقات الخارجية ..لا العكس ؟
ومما يزيد الحرب النفسية تعقيدا صعوبة تحديد ما هو صائب وذلك لتشعب الو لاءات بدلا من كونها باتجاه واحد مثلما كانت سابقاً، ويمكن تصديق الدعايات المغرضة إذا ارتبطت بحوادث يعرفها الجميع مثلما يجري في حياتنا هذه الأيام والتي يمكن استغلالها لتنفيذ الحرب النفسية وعملية غسيل الدماغ .
فكل التحايا لكم..وكل الأمل بكم ..فصبرا آل فلسطين وموعدنا الحرية والاستقلال وجنات الخلد بإذن الله

الدكتور عبدا لله النجار -فلسطين






رد مع اقتباس
قديم 04-16-2011, 06:08 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


ذهنية العنف
يعرّف العنف ، بأنه الإيذاء سواء كان بالقوة والفعل او باللسان والكلمة أو المعاكسة المقصودة مع الآخرين في مجالات الاحتكاك الإنساني.
وهذه العملية الخارجة عن كل الحدود الأخلاقية تأتي بصورتين:-
تارة تكون فردية: حيث يستعمل شخص ما أسلوبا من أساليب القوة ضد الآخر بصورة عنيفة سواء باليد أو اللسان 0
وتارة أخرى جماعيا : إذ تقوم مجموعة من الأشخاص ذات مقاصد متقاربة ومشتركة، باستخدام القوة، ضد الآخرين كعامل من عوامل الضغط والتخويف لإستجابة تحقيق ما تطمح دون التفكر في مدى المعقولية والمشروعية0
في كلا الحالتين تعتبر هذه الظاهرة من الظواهر السقيمة في موازين الشرع والعقل ،لانه حالة نفسية وأخلاقية شاذة ومنحرفة لذا فإنها لا تأتي بمعزل عن المؤثرات الفكرية و الاجتماعية وتراكمات التاريخ.
اذا فهي ظاهرة، عميقة ،عمق خصوصيات المجتمع، لأنها نتيجة مجموعة أسباب و عوامل مركبة في ذاتية الفرد والمجتمع وفق المفهوم الشامل للمنطق القرآني( إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
لذا فعلى المستويين الفكري والعملي ، تتضح أن جميع حالات العنف، هي نتيجة تراكمية في ذهنية الفاعل ، ورثه من الذهنية العامة في التجمع المنتمي إليه وفق صياغات مصممة ومرتبة من قبل المخططين0
والعنف كحالة فردية أوجماعية، هي تعبير ظالم وخلل في تكفير فاعلها ، و على كافة المستويات والمجالات ، دفعه هذا التفكير وهذه الذهنية ،الى استخدام العنف، متوهما أن العنف والقوة، سيوفران له كل ما يريد، أو يحقق له غاياته0
وفي الحقيقة أن استخدام العنف والقوة ، وتحت أي مبرر كان،تعتبر انتهاكا واضحا في حق الإنسانية وخرقا للنواميس الاجتماعية،لأن العنف بكافة أنواعه المختلفة، ومؤثراته الأساسية، سيخلق جوا أو اجواءاً استثنائية وغير مستقرة؛ مما يعرقل الحياة في كافة المجالات المعنية.
النتائج الفاسدة
1-سبب رئيسي لفشل محاولات التنمية والتطور.
2- البعد عن كل مقاييس المدنية والسلمية .
3- يفرض واقع العنف والعنف المضاد.
4- تنعدم الحقوق الطبيعية للحياة الإنسانية العامة.
5- تتحول الأجواء إلى أجواء الرعب ،وتتحول الغايات الى كبت نفسي وتنعدم الأمن والامان .
6-وتهرب من النور والقناعة واللجوء الى أساليب السرية المظلمة.
7- تتحول الحياة الاجتماعية في مقاييس صانع العنف إلى حياة معاكسة.
8- تكثر في المجالات المستهدفة الجراثيم المفسدة للأخلاقيات والعلاقات وتتفشى فيها المصائب والأزمات.
9-ويتدهور فيها السلوك العام وتتشكل كل الظروف وعوامل الخصب لنمو ظاهرة العنف .






رد مع اقتباس
قديم 04-16-2011, 06:14 PM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي




الحرب النفسية بين المقاومة والاحتلال

- رؤية نفسية للصراع المسلح والحروب وآثارها السلبيةالتي تمتد لأجيال متتالية

- الآثار النفسية لمشاهد العنف والدمار وحالات اضطراب مابعد الصدمة

- الجوانب النفسية للصراع ودعوة إلى تضميد الجراح النفسية في فلسطين

د. لطفي الشربيني
استشاري الطب النفسي / الاسكندرية

تمضي الأيام ونحن نتابع الأحداث .. ونجد أنفسنا في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي لا نفكر بأي شأن لنا مثل ما يشغلنا ما يحدث على أرض فلسطين مهد الرسالات، وحول المسجد الأقصى، وفي مقدمة أولويات اهتمامنا ما يتعرض له إخوان لنا هناك من قمع وقهر وتهديد. ولا تقتصر الخسائر البشرية في الحرب ونتيجة القتال والصراعات المسلحة على الأرقام الرسمية لإحصائيات القتلى والجرحى والمصابين كما يعتقد الكثير من الناس، فهناك فئات أكبر من الضحايا لا تتضمنهم القوائم الرسمية للخسائر البشرية لأنهم يتألمون من معاناة نفسية لا ينتبه لها أحد رغم أنهم أكثر عدداً وأكثر تأثراً من أصحاب الإصابات المباشرة من جروح وكسور وحروق، وبدرجة قد تسبب لهم العجز والإعاقة الكاملة .
وفيما يلي – عزيزي القارئ – مقدمة عن رؤية الطب النفسي للجوانب النفسية للقتال والصراعات والحروب .. ثم نظرة على ما يحدث في الأرض المحتلة وآثاره المدمرة علي الإنسان هناك .. وتصور لمواجهة الحرب النفسية للعدو وكيفية تضميد الجراح النفسية في فلسطين.
الطب النفسي والآثار النفسية للصراعات :
من المعروف أن الاضطرابات النفسية تؤدى إلى فقد الكثير من الطاقات البشرية في وقت السلم، أما في وقت الحرب فإنها تؤدى علاوة علي ذلك إلي زيادة الخسائر وفقد الأرواح ومن هنا كانت الحاجة إلى الاهتمام بالنواحي النفسية وكل ما يتعلق بالوقاية من آثار الحروب، وتقديم الرعاية النفسية، وعلاج وتأهيل الحالات بعد الحرب، وهذا هو مجال تخصص طبي مستقل هو الطب النفسي العسكري PsychiatryMilitary .
ودور الطب النفسي أثناء الحروب ليس شيئا كماليا أو ترفا كما يتصور البعض، فإذا علمنا أن 25% من إصابات الحروب هي حالات اضطراب نفسي، بمعني أن حالة واحدة بين كل أربع إصابات يتم إخلاؤها أثناء المعارك هي اضطراب نفسي يحتاج إلي التدخل العاجل، فإن ذلك يدعو إلى الاهتمام بالنواحي النفسية لحماية التوازن النفسي للعسكريين في جبهات القتال والمدنيين خلف الجبهة أيضا، ولعل السبب في ذلك هوما تتضمنه العمليات القتالية وظروف الحرب من ضغوط انفعالية هائلة تفوق طاقة الاحتمال المعتادة لكثير من الناس، ومن دواعي الاهتمام بالأمور النفسية أنها قد تؤدى إلى إعاقة يترتب عليها الإخلاء من ميدان القتال، وخسارة للطاقات البشرية.
الأعراض النفسية للصراعات والقتال :
وتبدأ مقدمات الحالات النفسية المرتبطة بالصراعات والقتال والحرب في الظهور قبل نشوب القتال نتيجة للتوتر والقلق الذي يصاحب فترة الانتظار والترقب، ومن الأعراض النفسية التي تنشأ عن ذلك الضجر والعصبية الزائدة، ومشاعر الخوف والرهبة ، كما تظهر الكثير من الأعراض المرضية مثل الرعدة والغثيان وخفقان القلب واضطراب النوم والصداع والهزال، وكل هذه الاضطرابات نتيجة للحالة الانفعالية في فترة الانتظار التي تسبق المعارك.
ويلاحظ أن طول هذه الفترة تحت تهديد هجوم متوقع للعدو أو احتمال التعرض لغارات جوية له تأثير سيئ من الناحية النفسية، ويلاحظ ذلك من خلال ما يبدو علي الأفراد من مظاهر الإحباط، وفقدان روح المرح ليحل محلها التجهم والكآبة، وتزداد هذه المظاهر مع احتمالات استخدام الغازات السامة أو أسلحة الدمار الشامل .
ومن أمثلة الحالات النفسية المرتبطة بالصراع المسلح والقتال حالات الاضطراب النفسي المصحوب بالخوف والرعب التي تصيب الجنود والمدنيين خصوصا عند حدوث خسائر بشرية، ومن الحالات الغريبة التي تصيب بعض الجنود توقف الحركة في أحد الذراعين وهو ما يعرف بالشلل الهستيري Hysterical Paralysis
وغالبا ما يحدث في الذراع الأيمن بحيث لايقوى الجندي علي حمل السلاح ومواصلة القتال، ويصاب البعض بحالات من الذهول فيتصرف دون وعي بما حوله، وتذكر التقارير أن الجنود الأمريكيين كانت تتجمد أطرافهم في الحرب الكورية ليس بسبب البرد الشديد ولكن لأسباب نفسية، كما أصيب الكثير منهم بأزمات تنفس خانقة أثناء حرب فيتنام نتيجة للتوتر النفسي.
وهناك بعض الفئات من العسكريين والمدنيين أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية الشديدة وقت الحرب دون سواهم، من هؤلاء جنود المؤخرة الذين لا يشاركون فعليا في القتال لكنهم يعيشون حالة التأهب تحت تهديد هجوم متوقع للعدو ، وكذلك أسرى الحرب ، والذين يمكثون طويلا تحت الحصار تحيط بهم قوات معادية، كما تزيد حالات الاضطراب النفسي في العسكريين الذين ينتقلون من وحداتهم الأصلية إلى أماكن جديدة لم يألفوها، وكذلك عند صدور الأوامر بالانسحاب السريع، وهناك عوامل أخرى لها علاقة بفقدان التوازن النفسي مثل مستوى التعليم المنخفض، وعدم استكمال التدريب والإعداد الجيد، ووجود تاريخ سابق لاضطرابات انفعالية حيث يؤثر ذلك سلبيا عند التعرض لمواقف الحرب العصيبة.

...يتبع







رد مع اقتباس
قديم 04-16-2011, 06:15 PM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


مشاهد العنف والدمار في فلسطين :
وإذا نظرنا إلى ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة والذي تقوم وسائل الإعلام بنقله إلى كل أرجاء العالم وما يتضمنه من مشاهد عنف ودمار قاسية تثير المشاعر لكل من يشاهدها وتتجاوز حواجز الحدود واللغة، وينشأ عنها آثار نفسية سلبية عميقة مثل مشاهد العنف والتدمير وصور الجرحى من الكبار والصغار وجنازات الموتى .. كما أن استمرار الشعب الفلسطيني لفترة طويلة تحت التهديد والتعرض للضغوط الفردية والجماعية في صورة القهر والظلم الذي يفرضه الاحتلال، وحالة الإحباط العامة وفقدان الأمل مع الوقت في الخروج من الأزمة التي يمثلها الوضع الحالي .. كل ذلك يؤدي إلى ظهور حالات الاضطراب النفسي وتفاقمها ويتبع ذلك مضاعفات وخيمة، وبالرغم من أن أوضاعاً مشابهة قد تحدث في مناطق أخري من العالم نتيجة للتعرض لكوارث طبيعية مثل الزلازل والفيضانات ونتيجة للحوادث الفردية والجماعية فإن الأطباء النفسيين يلاحظون أن نوع الأزمات التي هي من صنع الإنسان مثل الحروب والقمع والحصار والعقاب الجماعي تفوق في تأثيرها المدمر علي الأفراد والجماعات الأزمات التي تنشأ من ظروف طبيعية لا دخل للإنسان فيها ولا سلطان له عليها.
وتكون محصلة التعرض لضغوط هائلة نتيجة لأعمال القمع والتهديد وتدمير البيئة ومشاهد القتال والعنف الرهيبة ظهور حالات نفسية شديدة يعاني منها أعداد كبيرة من الناس، ويطلق علي هذه الحالات في الطب النفسي الحديث تسمية اضطرابات الضغوط التالية للصدمة Posttraumatic Seress Disorder وتعرف اختصاراً PTSD،
وهي حالات تنشأ من التعرض لأحداث وصدمات نفسية تمثل خبرات أليمة تفوق الاحتمال وتتضمن تهديداً خطيراً للحياة نتيجة للضرر الذي يلحق بالفرد أو بأسرته أو تدمير منزلة أو ممتلكاته وتمثل حالات الاضطراب النفسي نسبة 25% من الذين يتعرضون لممارسات العنف والضغوط النفسية (أي واحد من كل أربعة) وتحتاج هذه الحالات إلى تدخل علاجي عاجل.
ومن علامات الجروح النفسية التي يمكن أن يتعرض لها الأفراد والجماعات نتيجة لممارسات العنف والقمع والتهديد حدوث مجموعة من ردود الأفعال نتيجة لتعرض الشخص أو أحد أفراد أسرته أو جيرانه لمواقف ينتج عنها ضغوط نفسية هائلة تصاحب مشاهد القتل والإصابات الجسدية وتدمير المنازل والممتلكات والبيئة المحيطة، ويمثل ذلك صدمة كبيرة خارج نطاق الخبرة الإنسانية العادية، ويؤدي ذلك فيما بعد إلي أعراض الاضطراب النفسي في صورة قلق وتوتر دائم، وتظل ذكريات المواقف الأليمة ماثلة في ذاكرته تقتحم تفكيره في كل وقت بما يجعله يعيش هذه التجربة الأليمة في اليقظة وبعد النوم في صورة كوابيس تعيد مواقف الصدمة، ويتبع ذلك شعور بالإجهاد والألم النفسي والضيق والعزلة واليأس، ومن ردود الأفعال التشتت الذهني والانتباه الزائد ورد الفعل العصبي لكل شيء يذكر الإنسان بمشاهد الصدمة النفسية الأليمة ويفقد الناس الاستمتاع بالحياة لتحل مشاعر الاكتئاب الجماعي، وقد لا تظهر هذه الأعراض مباشرة عقب التعرض للصدمة ويتأخر ظهورها لشهور أو سنوات ويكفي أن نعلم أن حالات الاضطراب النفسي لازال يعاني منها جنود حرب فيتنام رغم مرور أكثر من 40 عاماً على تعرضهم لمواقف الرعب أثناء القتال.


...يبتبع







رد مع اقتباس
قديم 04-16-2011, 06:15 PM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


العلاج .. وتضميد الجراح النفسية :
يهدف العلاج إلى تخفيف المعاناة النفسية بعد مواقف الحرب العصيبة التي تفوق طاقة الاحتمال المعتادة، كما يهدف إلى منع الإعاقة المؤقتة والدائمة وإعادة تأهيل المصابين وإعدادهم نفسيا لمواصلة أداء مسئولياتهم، ومن وسائل العلاج النفسي المتبعة للتغلب على التوتر النفسي والمخاوف طريقة العلاج السلوكي والاسترخاء، وتقديم جلسات سريعة للمصابين مع الاهتمام بالحالة الصحية، وقد تستخدم جرعات من الأدوية المهدئة للسيطرة على الأعراض النفسية الحادة.
ويستمر دور الطب النفسي عقب الأزمة في علاج الحالات التي تظهر بعد فترة نتيجة التعرض للصدمات خلال الحرب، وفي تأهيل المصابين للعودة للانخراط في الحياة، وكذلك مواجهة الآثار النفسية للحرب علي المجتمع، ومنع الإعاقة النفسية، وتضميد الجراح الناجمة عن ظروف الحرب العصيبة، ورغم أن هذا الدور يقوم به الأطباء النفسيون فإننا نذكر هنا أن الكثير منهم يتعرضون أيضا للإصابة بالضغوط النفسية نتيجة لتواجدهم في ميادين القتال أو بالقرب منها
في ظروف الحرب !!
ماذا يحدث في الأرض المحتلة ؟
إن الظروف القاسية والضغوط الهائلة التي يعاني منها الإنسان في الأرض المحتلة والتي تفوق طاقة الاحتمال الإنساني والتي تتمثل في الحرب الفعلية التي تحصد الأرواح وتصيب بالجراح الكبار والصغار، وتتمثل أيضاً في الحرب النفسية التي بدت مظاهرها لكل من يتابع الموقف المتدهور هناك، ويمكن رصد بعض هذه المظاهر بعين الطب النفسي في هذه النقاط :
· المشاهد التي يتم بثها إعلامياً بصفة يومية حتى صارت مألوفة لكل من يشاهدها وتتخطى حواجز الحدود واللغة مثل مواكب جنازات الموتى في نعوش يحيط بها المتظاهرون يومياً بما فيها من تعبيرات عن الغضب والحزن والتحدي بمعدل 4- 6 شهداء يومياً على مدى الشهور الأخيرة .
· المواجهات غير المتكافئة بين أطفال سلاحهم حجارة يحملونها ويصرون علي قذفها نحو جنود يحملون أحدث الأسلحة، ونقل ما يحدث في هذه المواجهات عبر الإعلام إلى كل العالم بما لا يحتاج إلي شرح أو ترجمة.
· الآثار النفسية للعدوان والقمع والقهر علي الوجوه الباكية لأمهات فقدن الأبناء أو زوجات فقدن شريك الحياة أو أطفال تبدو علي ملامحهم آثار المحنة القاسية.
· بث مشاهد تدمير البيئة في الأراضي الفلسطينية مثل القصف وهدم المنازل واقتلاع الأشجار وتجريف المزارع وكل هذا لا يمثل فقط خسائر اقتصادية بل صدمات نفسية لا تحتمل لأصحاب هذه الممتلكات وللإنسان في هذه الأماكن، ولكل من يتابع تعبيرات الأسى والحزن علي وجوه الناس هناك.
نتائج الضغوط والحرب النفسية :
إن المحصلة النهائية لهذه الحرب النفسية - بجانب الحرب الفعلية وحصيلتها من الخسائر في الأرواح من الشهداء والجرحى وما تؤدي إليه من ضغوط نفسية هائلة وخبرات أليمة تفوق طاقة الاحتمال الإنساني هو مزيد من الإصابات بحالات الاضطراب النفسي التي تؤدي في النهاية إلى الانهيار والإعاقة النفسية لنسبة كبيرة من الناس
وإنني - كطبيب نفسي عربي وواحد من الملايين الذين تصدم مشاعرهم كل يوم بمشاهد العنف والقمع التي ينقلها الإعلام للعالم- أدعو إلى وقفة إيجابية لمواجهة هذه الحرب النفسية التي يتعرض لها الإنسان في فلسطين بجانب العنف المباشر الذي يتمثل في القتل والإيذاء البدني والقمع والتدمير .. وهنا نعرض بعض النقاط:
· هناك حاجة ماسة لإظهار التضامن والمواساة مع الفلسطينيين تحت الاحتلال وتقديم كل أنواع الدعم والمساندة المادية والمعنوية في رسالة واضحة لهم تقول :"لستم وحدكم نحن معكم”، وعلينا أن نمد يد العون عملياً، مع الاهتمام بتضميد الجراح النفسية كأحد الأولويات.
· الرفض والاحتجاج بكل الوسائل علي ما يحدث وما يتعرض له الإنسان في الأرض المحتلة، ويجب أن نحول الصدمة بما نراه ونسمعه ويهز مشاعرنا إلي انفعالات إيجابية ولا نسمح لأنفسنا أن نتعود علي هذا الواقع مع مرور الوقت.

· أقترح هنا أن يستمر الإعلام العربي في المحافظة علي صور المقاومة حية في الأذهان عن طريق مواصلة وضعها في مقدمة الأولويات .. إن مجرد بث صور اغتيال الطفل "الدرة" في أحضان والده من المشاهد الكافية للتعبير عن الوضع بأكمله وإثارة مشاعر قوية مضادة للحرب النفسية التي يمارسها العدو.
· لابد أن نصر علي التخلص من الخوف من العدو أو الاستسلام لدعايته بأنه القوة الأعلى المسيطرة التي لا تقاوم، فلا أساس لذلك، والدليل هو تعبيرات الخوف والحذر والذعر التي يمكن لنا أن نقرأها بوضوح في وجوه الجنود الإسرائيليين وهم يواجهون الأطفال والشباب الذين يقذفون الأحجار بكل الجرأة والتحدي. ونجد أن الحل يمكن أن يأتي من خلال المنظور الإسلامي الذي يحث علي الثبات والصبر في مواجهة مثل هذه المواقف الصعبة، وفيه أيضاً مفهوم الجسد الواحد الذي يدعو إلي تضامن وتكافل ومساندة غير مشروطة لإخوان لنا في مواجهة العدوان المتمثل في العنف المباشر والحرب النفسية.








رد مع اقتباس
قديم 04-16-2011, 06:16 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


دعوة إلى تضميد الجراح النفسية في فلسطين :
وإنني هنا أتوجه بدعوة - من موقعي كطبيب نفسي عربي - إلى المتخصصين من أطباء النفس المهنيين وإلى المهتمين بالصحة النفسية في كل البلاد العربية إلى المبادرة إلي التدخل العاجل لتضميد الجراح النفسية لإخواننا في فلسطين .. فهناك الأطفال والشباب والشيوخ الذين تعرضوا لصدمات نفسية مثل أم فجعت في أبنائها، أو طالب شاهد زميله يصاب

برصاصة قاتلة، أو أب فقد ولده مثل المشهد الذي لاشك سيظل ماثلا في أذهان الملايين
في العالم يحرك مشاعرهم، وهذه الدعوة يجب أن تتضمن تشكيل كتيبة تقوم فوراً بالوصول إلي هذه الحالات في أماكنها والبدء في علاج الآثار النفسية التي يعاني منها ضحايا العنف الإسرائيلي، وهنا نعرض الخطوات العملية التالية :

· الهدف من هذه الدعوة إلى فريق للتدخل للعلاج النفسي لضحايا العنف هو السيطرة علي الاضطرابات النفسية المحتملة ومنع الإعاقة المتوقعة التي يمكن أن تظهر آثارها مستقبلاً.


· أولى الخطوات تحديد حجم مشكلة الآثار النفسية للأزمة التي يتعرض لها الإنسان في فلسطين عن طريق مسح شامل سريع يتم من خلاله حصر الحالات والوصول إليها.


· توجد وسائل من العلاج النفسي المركز والمختصر وأساليب لتأهيل ضحايا العنف بمساندتهم للعودة إلي الحياة بصورة طبيعية وتوفير الدعم والمساعدة النفسية للفئات الأكثر تأثراً بالأزمة.

· يتم العلاج بصورة جماعية نظراً لزيادة أعداد الضحايا ،بمشاركة أكبر عدد من الأطباء النفسيين العرب، ويمكن تدريب كوادر لمتابعة الحالات في أماكنها لفترة زمنية تالية كافية، ويتم ذلك في جو علاجي يعيد شعور الارتياح والثقة والأمن.

مواجهة الأزمة :
وبعد فقد كانت هذه دعوة جادة للتحرك العملي الإيجابي في مواجهة أزمة قومية نري أن لكل منا دوراً تجاهها حسب موقعه وتخصصه وتوجد مراكز متخصصة في الدول الغربية تضم كوادر علي أعلي مستوي من التخصص للتدخل أثناء الأزمات للعلاج الطارئ للآثار النفسية للكوارث الجماعية، ونأمل أن يكون هناك تحرك مماثل لتضميد الجراح النفسية لإخواننا في فلسطين، وأتمني أن تجد هذه الدعوة صدي لدي الجهات المعنية في مصر والعالم العربي حيث يفترض أن علي كل منا واجب وطني جاء وقت القيام به.
وأخيراً فإن أحداً لا يعلم ما يحمله المستقبل لكن الثبات والصبر وإرادة الحياة والتمسك بالحق والتضحية من أجل المبدأ العادل رغم التعرض للعنف والظلم ونزيف الخسائر والمواقف الصعبة والحرب النفسية .. كل ذلك لابد أن يغير هذا الواقع الأليم الذي يعيشه الإنسان في فلسطين .. ولابد أن تشرق الشمس يوماً علي المنطقة بواقع جديد يتم فيه تصحيح هذه الأوضاع، وتعود الطمأنينة والسلام، ونتمنى أن يأتي هذا اليوم قريباً بإذن الله.
وختاماً فإننا حين نستقبل العام الجديد لا يمكن أن نقيم الاحتفالات وعلى كل منا نحن العرب والمسلمين مسئولية القيام بواجب وطني نحو مقدساتنا ممثلة في المسجد الأقصى وواجب إنساني لمساعدة أخوة لنا في فلسطين وتضميد جراحهم ومساندتهم على الصمود والمقاومة .. والله ندعو أن يوفقنا جميعاً ..ويجعله عام النصر والخير إن شاء الله.







رد مع اقتباس
قديم 04-16-2011, 06:19 PM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


الإعلام والإمبريالية النفسية

الإعلام والإمبريالية النفسية ::

الكاتب: أ.د عبد الوهاب المسيري

الإعلام الأمريكي هو أهم آليات الإمبريالية النفسية وأنجح الوسائل في تفريغ الإنسان الأمريكي والهيمنة عليه وتصعيد حراراته الجنسية والاستهلاكية. وهو إعلام ذكي إلى أقصى حد؛ فهو لا يكذب قط، وإنما يجتزئ الحقيقة، ويوجد تعبير باللغة الإنجليزية هو "true lies أكاذيب حقيقية" بمعنى أنه يمكن تمرير الأكاذيب عن طريقة إخفاء جزء من الحقيقة. والإعلام، خاصة المرئي، له سطوته، وقوته، فهو يصل إلى منازلنا وعقولنا وأحلامنا بشكل مباشر. ويجب أن نتذكر أن الإعلام لم ينتخبه أحد، ولا توجد أي مؤسسات لمساءلته، رغم أن خطورته كاملة وأثره مدمر. والإعلام في بلادنا لم يصل بعد إلى هذا المستوى من "التقدم" مما يخلق مساحة وفضاء خاص للإنسان العربي يمكنه من خلاله أن يراجع ما يسمع، فهو حينما يسمع تصريحات رئيس دولته، فإنه يراجع الإذاعات الأجنبية أو إحدى الفضائيات العربية ليرى مدى صدق هذا الرئيس ويحكم على أقواله بمحك الواقع، ثمة عقلية نقدية لا تزال فعالة في العالم العربي وتم تقويضها في العالم الغربي من خلال سطوة إعلام متميز. ولكننا لا نعرف ماذا سيفعل بنا الإعلام في المستقبل القريب، خاصة بعد ظهور قنوات الفيديو كليبيات والهيمنة التي تمارسها على وجدان شبابنا وكثير من شيوخنا!.

أجلس أمام التليفزيون في الولايات المتحدة في حالة تقزز من المضمون، لكن في حالة استمتاع بالشكل والتقنية العالية. فصناع الصور (بالإنجليزية: إميج ميكرز image makers) وصناع الأحلام في مختلف وسائل الإعلام قد تملكوا ناصية لغة الصورة وأتقنوها تماماً، ومن أهم القطاعات التي تساهم في صنع الصورة قطاع الأفلام الذي يشيع العنف وصورة الإنسان الذي يعيش في اللحظة الآنية، يساعده قطاع الأزياء الذي يُغير "أذواق" الذكور والإناث والأطفال كل عام مرتين. ومن أهم القطاعات الأخرى، ولعلها أهمها قاطبة، قطاع الإعلانات التجارية التي لا يكف التليفزيون الأمريكي عن بثها.

تقوم الإمبريالية النفسية -من خلال الإعلام- بترويج صورة الإنسان الاقتصادي الجسماني، وهذا يتضح بجلاء في الإعلانات التليفزيونية. هدف الإعلان التليفزيوني اقتصادي استهلاكي (بيع سلعة ما) ولكنه يوظف الجنس للترويج لهذه السلعة، أي أن الإمبريالية النفسية لا ترى الإنسان إلا من خلال هذين البعدين (الاقتصادي والجنسي).. فاحتساء الشاي لا تكتمل متعته إلا من أيد رقيقة! والإعلانات عن قشرة الشعر أو البشرة تجعلنا نحس أن الجنس البشري كله قد أصيب فجأة بالأمراض الجلدية! ولكن لو شفي المرء منها فإن جاذبيته الجنسية لا يمكن أن تقاوم! ويرتبط بذلك كله انتشار القيم الاستهلاكية، مثل أنه لا بد للمرء أن يجدد نفسه كل يوم، من خلال نوع معين من الكريمات أو العطور، وأن بوسعه رغم تقدمه في السن أن يحتفظ بحيويته بل وشبابه وجاذبيته الجنسية -بطبيعة الحال- أو أن يستعيد حيويته بل وشبابه إن هو استخدم نوعاً معيناً من الفيتامينات، إنها إعلانات هدفها أن تدفع الإنسان لمزيد من الاستهلاك، وكأن الاستهلاك هو الهدف الأساسي وربما الوحيد من وجود الإنسان في هذا الكون.

وعادة ما يتم المزاوجة بين الاقتصادي والجنسي، ولكن هناك إعلانات تحاول أن تدخل للمستهلك من مدخل آخر؛ فهناك إعلانات تحاول استخدام قيم مثل الترابط العائلي ولكنها توظفها في تصعيد الاستهلاك، كأن يدعوك الإعلان للحديث مع والدتك من خلال شركة كذا للتليفونات، أو تذكرك بشراء هدية لها من المحل الفلاني وبالتقسيط المريح، وتعطيك العنوان ورقم التليفون وكل البيانات اللازمة للاستهلاك، وتخبرك بكل مزايا السلعة التي ستشتريها (ولننظر ماذا يحدث للأعياد العلمانية عندنا مثل عيد الحب وعيد الأمهات). المهم هو توظيف القيمة الإنسانية والأخلاقية من أجل الاستهلاك، ومع هذا يظل استخدام الجنس هو النمط الأكثر شيوعاً.

والهدف من هذا الهجوم الإعلامي هو إشاعة النموذج الاستهلاكي لتطويع الجماهير وتدجينهم وتنميطهم، بحيث يجد الإنسان العادي (وغير العادي) نفسه مستبطناً لفكرة أن السعادة لن تتحقق إلا عن طريق الاستهلاك والمزيد من الاستهلاك، فيتوحد تماماً بالسلعة ويصبح إنساناً متسلعاً ذا بعد واحد غارقاً تماماً في السلعة والمادة، وفي حالة غيبوبة إنسانية كاملة، وكما يقول الدكتور جلال أمين، إن ضحايا الاستغلال في المجتمعات الرأسمالية المتقدمة ليسوا العمال والفلاحين، وإنما هم المستهلكون من أي طبقة. ولعل هذا يظهر في الاستغلال البشع للطفولة، إذ تتوجه لهم الإعلانات مباشرة، وبذا تتخطى الآباء والأمهات ومنظوماتهم الأخلاقية بل ودخلهم المالي.

وقد هيمنت الإمبريالية النفسية على الإنسان الأمريكي، وهمّشت القضايا السياسية الكبرى في وجدانه، وأغرقته في دوامة الاستهلاكية، حتى أصبح شعاره "طالما أن الكيل ملآن فلا يهم أي شيء آخر"، أو كما يقولون بالإنجليزية "طالما أن هناك دجاجة على المائدة" as long as there is a chicken on the table فإن العالم لا يهمه، فيؤثر السلامة ولا يفكر فيما هو خارج حدود الدجاجة! هذا يعني أن الإنسان الأمريكي يستجيب مباشرة للمثيرات التي تأتيه من العالم الخارجي، عالم المادة والحواس الخمسة، مثير تتبعه استجابة فورية، وهذه -مع الأسف- إحدى صفات الحيوان الأعجم، بينما إحدى خصائص الإنسان أن هناك مسافة بين المثير والاستجابة.

إن ما حدث في الولايات المتحدة بعد تفريغ الإنسان من أي حاسة نقدية ومن أي مضمون إنساني مركب، عبئ بالمنظومة الاقتصادية الجسمانية، وفي هذا الإطار تم تقسيم العمل بحيث تخصصت النخبة الحاكمة والحكومة الفيدرالية في مسائل الدفاع ومسائل الأمن والسياسة الخارجية، وتركت للجماهير كل الأمور الأخرى مثل المطافي والبريد والتعليم والرعاية الصحية ومدى نقاء مياه الشرب وبعض قضايا الأمن الداخلي مثل المرور وظاهرة الاحتباس الحراري، وكل ما يتخذ في هذه المجالات يتم من خلال إجراءات ديموقراطية صارمة. أما القرارات السياسية الكبرى(السياسة الخارجية- ميزانية الدفاع- ميزانية المخابرات) التي تحدد مصير الأمة والتي تلتهم جزءاً كبيراً من الميزانية، فقد تُركت للنخبة الحاكمة (التي تسيطر عليها المصالح الصناعية والعسكرية) تفعل فيها ما تشاء حسب أولوياتها وحسب ما تمليه مصالحها وليس مصالح الشعب الأمريكي.

وتعكس الصحافة الأمريكية هذا التقسيم للعمل، فالأخبار العالمية والتحليلات السياسية تنشر أساساً في جرائد ومجلات النخبة مثل النيويورك تايمز والواشنطن بوست، أما الجرائد الشعبية والمحلية والـ tabloids التي تقرأها الجماهير فتشير إلى "العالم" في نصف عمود، أما البقية فتنشر الفضائح والأخبار الخاصة بالجماعة المحلية، والجزء الأكبر مخصص للإعلانات والاوكازيونات وكوبونات الخصم، ولذا من النادر أن تقابل أمريكياً يعرف آليات صنع القرار السياسي في بلاده أو الهدف من القرارات التي اتخذت في مجال السياسة الخارجية. وفي غياب أحزاب سياسية لها برامج مختلفة توعي المواطن وتثقفه سياسياً، يقع هذا المواطن الأمريكي العادي فريسة سهلة للإعلام ولتقسيم العمل الذي فُرض عليه وجعله غير قادر على فهم سياسة بلده الخارجية وتدخلها العسكري في كل أرجاء المعمورة، خاصة وأنه يتم تبرير عمليات الغزو العسكري والتدخل السياسي في شؤون الدول الأخرى من خلال خطاب عالي النبرة ممتزج بلون قومي أمريكي فاقع له أبعاد أخلاقية وأحياناً دينية، فيتحدثون عن "القيم الأمريكية" مثل الديموقراطية وحقوق الإنسان وحماية الأمن القومي الأمريكي، كما أنهم يلجأون لتخويف المواطن الأمريكي، من عدو ما، كان في مرحلة من المراحل هو الشيوعية وأصبح الآن الإرهاب الإسلامي! ورسّخوا في وجدانه أن هذا العدو يكره الديموقراطية ويحقد على الأمريكيين بسبب أسلوب حياتهم ومعدلات الاستهلاك العالية التي يتمتعون بها، ولذلك عادة ما تبدأ الاحتجاجات على سياسة أمريكا الخارجية في الجامعات بين المثقفين الذين يدركون طبيعة الأكاذيب التي تطلقها النخبة الحاكمة، وتنتقل بعد فترة ليست بالقصيرة إلى الشوارع بين الجماهير العادية.

....يتبع






رد مع اقتباس
قديم 04-16-2011, 06:20 PM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


الاعلام و الامبريالية النفسية

وظاهرة عدم الاهتمام بالسياسة الخارجية وعدم إدراك تضميناتها ظاهرة حديثة وعالمية، ولكنها توجد بشكل أقل في بلد مثل إنجلترا وفرنسا، إلي أن نصل إلي بلد مثل روسيا حيث نجد أن الناس هناك عندهم درجة أعلى من الوعي السياسي. ومع هذا أجري استطلاع للرأي في إنجلترا فظهر أن غالبية من شملهم الاستطلاع يظنون أن الإسرائيليين هم أصحاب الأرض وأن الفلسطينيين يحاولون اغتصابها منهم!

بالطبع هناك فارق ولكنها ليست فروقاً جوهرية، لأني أعتقد أن الذي يسيطر على الولايات المتحدة هي الرؤية "الاستهلاكية المادية" حيث ينظر للإنسان باعتباره مجموعة من الاحتياجات المادية أو الجسدية. هذه الرؤية لم تهيمن على الإنسان الأمريكي دفعة واحدة، كل ما في الأمر أن حلقات المتتالية العلمانية أخذت في التحقق حلقة تلو الأخرى إلى أن وصلنا إلى الوضع الحالي. خذ على سبيل المثال مسألة الشذوذ الجنسي حينما تركت أمريكا عام 1969 كان الشذوذ موجوداً، كما هو الحال في كل المجتمعات الإنسانية، لكننا كنا نهمس حين نتحدث عنه.

ثم بدأت قضية الشذاذ تتحرك من الهامش إلى أن وصلت إلى المركز. ولكن بعد ذلك مع تصاعد معدلات التوجه نحو اللذة والاستهلاك ومع اتساع رقعة النسبية الأخلاقية، بدلاً من المطالبة بالتسامح مع الشذاذ تحولت القضية إلى ضرورة تطبيع الشذوذ أي المساواة الكاملة بين الإنسان العادي والإنسان الشاذ. ثم تطور الأمر وتزايدت المطالبة بأن يكون الزواج المثلي زواجاً شرعياً، وأن يحصل أعضاء الزواج المثلي على نفس الحقوق التي يحصل عليها الأزواج العاديون، بما في ذلك حق تبني الأطفال! ولنتخيل طفلاً ينشأ في أسرة مكونة من رجلين أو امرأتين، أليس هذا إجهاضاً لحقه في أن تكون حياته عادية مثل حياة معظم البشر عبر التاريخ؟ ثم وصل الأمر إلى أن بعض أساقفة الكنيسة الأنجليكانية وحاخامات اليهود من الشذاذ يصرون على الاحتفاظ بمناصبهم أو مواقعهم الدينية، وعلى زيجاتهم المثلية في ذات الوقت. ومن الطريف والغريب أن كثيراً من أتباعهم قد أيدوهم في قراراهم هذا، وهذا هو التطبيع النهائي! ما أود أن أؤكده أن ما يحدث في المجتمع الأمريكي لم يحدث فجأة ولم يأت من القمر، وإنما كان كامناً في منظومة العلمانية الشاملة ومن ثم يجب ألا نتوقع أي تغير حقيقي في الوجدان السياسي للشعب الأمريكي إلا مع حدوث زلزال قوي.

والإمبريالية النفسية والسعار الاستهلاكي قد هاجمانا بكل شراسة، فالإعلانات التليفزيونية والفيديو كليبات والأفلام والأوكازيونات واليانصيب والمسابقات تحاصر الإنسان العربي وتعيد صياغة أحلامه وتصعيد توقعاته، فإن كان ثرياً فهو سيحقق كل رغباته فيشتري شاليه في الساحل الشمالي والجنوبي والشرقي والغربي، ويشتري عربة آخر موديل، وفيلا في إحدى المدن الجديدة، ويرتدي هو وزوجته ثياب آخر موضة (ولا يتبرع بنصف مليم لأي مستشفى أو جامعة)، أما محدودي الدخل فهم يحلمون، بعضهم يستمر في الحلم، وبعضهم يصاب بالإحباط فيتحول إلى إرهابي.

انظر إلى أفراح المصريين في الوقت الحاضر، لم تعد مناسبة للتآلف الاجتماعي، وإنما أصبحت مظاهرة استهلاكية استعراضية. ولتذهب لأي فندق خمس أو سبع نجوم، ستجد أنك تدخل عالماً لا علاقة له بالتاريخ أو الجغرافيا، عالماً ينسيك هويتك، فيصعد رغبتك في الاستهلاك، بل إن النزعة الاستهلاكية زحفت إلى المآتم أيضاً، إذ أن الإعلانات عن وفاة فلان الثري تأخذ مساحة ضخمة في الجرائد تكلف عشرات الألوف من الجنيهات، كما أن الفيديو دخل في بعض الجنازات، ولا حول ولا قوة إلا بالله! ولعل سيتي ستارز في مدينة نصر، والتي يحج لها المصريون والعرب وكأنهم يدخلون إلى إحدى المعابد العلمانية، هي قمة انتصار
الإمبريالية النفسية علينا، ولذا لم يعد الغرب في حاجة لإرسال جيوشه لاستعمارنا، كما كان يفعل في الماضي.
والله أعلم.







رد مع اقتباس
إضافة رد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:55 PM بتوقيت عمان

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.6 By L I V R Z ]
mess by mess ©2009