المصدر لهذه المشاركة ... جريدة الراي الاردنية
حفل الافتتاح
أولمبياد لندن 2012: الرياضة تتكىء على الفن
باص لندن بعد تحويله لتحفة فنية
عمان - رسمي الجراح - يدين من حضر وشاهد حفل افتتاح اولمبياد لندن 2012 الى الفكر والثقافة ودورهما الكبير في المشهدية الضخمة* فخلف المشهديات الخلاقة والجميلة في الحفل الاسطوري كانت رؤية وابداع الفنانين هي التي جسدت تلك الفقرات المبهرة الى جانب مهارة المهندسين والمصممين .
وفي الحفل المتنوع حضرت السينما البريطانية والعالمية والرواية والدراما والفن التشكيلي والنحت *وبداية من الجرس الذي دقه في بداية العرض الافتتاحي الدراج البريطاني برادلي ويغنز بانطلاق فقرات حفل افتتاح الأولمبياد وهو عمل نحتي خالص وعمل ابداعي وسيكون فيما بعد منحوته تنصب في انحاء لندن وهواكبر جرس في العالم الى جانب ذلك هنالك عمل اخر فني هو
للفنان التشيكي المثير للجدل ديفيد سيرني حيث قام بتحويل باص لندن التقليدي موديل1957 إلى تحفة فنية، وعرضه في اسلينغتون شمال لندن.
وجعل له يدان عبر رافعات يمكن رفع الباص للأعلى والأسفل كالذي يمارس رياضة الضغط، يترافق معها أصوات وعروض فيديو..
حينما وعد مخرج الحفل داني بويل مخرج فيلم الموليونير المتشرد بما هو مختلف فقد يعرف ان لديه ارثا فنيا كافيا ليتكيء عليه ويعرف ان المخزون البريطاني من الفن لن يخذله ، وقد وفى بوعده بعدما ظهر الممثل دانيال كريغ الذي يلعب دور الجاسوس البريطاني المعروف في أفلامه برمز «007» يترجل من سيارة أجرة ويدخل قصر باكنغهام الملكي، ثم يقوم بجولة فوق المناطق الرئيسية للعاصمة بطائرة مروحية برفقة الملكة قبل التحليق فوق الملعب، فاختلط الواقع بالخيال، وهبطا بمظلتين بدتا وكأنهما تحملانه هو والملكة.
ولم يكن ويغنز أكثر من جذب الاهتمام في فقرات العرض الفني في هذا الحفل، فقد نجحت الملكة إليزابيث الثانية بصحبة جيمس بوند -»الجاسوس» الأشهر في العالم- في خطف الأضواء.
وبدعوة من بوند، هبطت الملكة إليزابيث الثانية -وهي في عمر السادسة والثمانين- بثوبها الزهري الأنيق فوق الملعب الأولمبي، بلمحة فنية تغص بروح الدعابة البريطانية، وفي لحظة جريئة من حفل الافتتاح.
الملعب الاولمبي الذي احتشد بثمانين ألف متفرج ومليارات اخرى على الشاشات في كل العالم رات كيف اقترن الفن بالرياضة وكيف نهض الفن بالرياضة
بداية العرض كانت بملامح الحياة البريطانية الريفية (غيتي) .
وجاءت البداية عبر الجرس الأولمبي ومشاهد من حياة الريف البريطاني، ثم تبعتها مشاهد مختلفة تشير للتاريخ والتراث البريطاني العريق، مثل الثورة الصناعية وخدمة الصحة المجانية عبر مستشفى خيري للاطفال كان بمثابة اللوحة البيضاء لعدد الاسرة الموجود ، إضافة لفقرات تشير إلى بعض الأعمال الفنية
مشاهد من الرواية الشهيرة هاري بوتر جسدها ممثلون وهاري بوتر سلسلة من سبعة كتب للكاتبة البريطانية ج. ك. رولنغ؛ تحكي حكاية الصبي الساحر هاري بوتر، منذ اكتشافه لحقيقة كونه ساحراً، وحتى بلوغه سن السابعة عشرة، فتكتشف ماضيه، وعلاقاته السحرية، وسعيه للقضاء على سيد الظلام لورد فولدمورت. وترافق سلسلة الكتب سلسلة من سبعة أفلام تحمل نفس عناوين الكتب.
وبعدها تناولت فقرة أخرى فترة الثورة الصناعية المعتمدة على الحديد انتهت بصنع خمس حلقات معدنية ضخمة، رفعت بعد ذلك في سماء الملعب، والتحمت مع بعضها لتشكل الحلقات الخمس للعلم الأولمبي.
مستر بين أضفى جوا من الدعابة والمرح حيث خطف الممثل البريطاني الكوميدي الذي رافقته فرقة أوركسترا بقيادة السير سيمون راتل، وذلك في فقرة مزجت فيها مشاهد مصورة باستعراض كوميدي من الممثل الشهير، لترتسم الابتسامة على وجوه الجميع وتتعالى الضحكات في أرجاء الملعب
حينما ظهرت صورته على شاشات الملعب وهو يعزف على «البيانو»، أثناء فقرة عزفت فيها الأوركسترا «سيمفونية» بريطانية وكان أتكينسون، أثناء عزفه على «البيانو»، يقوم بحركات مضحكة، مثل النظر إلى مرآة واللعب على «البيانو» بيد واحدة، وبعدها يتخيل أنه يتسابق مع أفضل الأولمبيين البريطانيين عبر التاريخ، وفي نهاية المطاف يتجاوزهم .
الى ذلك صدحت أغاني أشهر الفرق والمغنين البريطانيين عاكسة الثقافة الغنائية لبريطانيا وأشهر فرقها أمثال الرولينغ ستونز والبيتلز وغيرهما، قبل أن ينشد المغني الشهير بول ماكارتني الأغنية الختامية.
وأبهرت لندن العالم بحفل خاطف للأنفاس في الملعب الأولمبي، الذي استغرق بناؤه ثلاث سنوات، واستخدمت مؤثرات صوتية مذهلة إضافة إلى معدات وأدوات ومجسمات ضخمة، في الحفل الذي كان بعنوان «هذا للجميع»، وكان مضمونه «الاحتفال بإنجازات الشخصيات الرئيسة من التاريخ البريطاني، إضافة إلى إظهار إبداع وحيوية وكرم البريطانيين.
الى ذلك هنالك مهرجان ثقافي بالتزامن مع فعاليات الالمبياد الرياضي حيث ستعرض مسرحيات وافلام وتقام معارض فنيه وبحسب موقع بي بي سي الالكتروني بلغ عدد المتطوعين، الذي شاركوا في الحفل نحو 7500 متطوع، وتم استخدام 50 طناً من المعدات الصوتية، و57 ألف قطعة من الملابس في التجهيز للعرض، وافتتح الحفل الذي عرض على 47 شاشة كبيرة في أنحاء بريطانيا كافة.