منتديات عجور - بيت كل العرب

منتديات عجور - بيت كل العرب (http://ajooronline.com/vb/index.php)
-   قسم التراث الفلسطيني (http://ajooronline.com/vb/forumdisplay.php?f=16)
-   -   لزجل الشعبي الفلسطيني/ عبق التراث (http://ajooronline.com/vb/showthread.php?t=270)

أمان 10-06-2010 06:06 AM

لزجل الشعبي الفلسطيني/ عبق التراث
 
لزجل الشعبي الفلسطيني
http://www.arabbab.com/wp-content/up...2f-300x214.jpg

يُعتبر الزّجل الفلسطيني بحكم موقع فلسطين الجغرافي واسطة عقد أزجال الأقطار العربية برغم حيف الدّهر، ووطأة القهر على الشعب الفلسطيني
، وما تعرض له من تآمر استعماري، وطمع غربي، ونكبات ونكسات امتدت قرابة قرن من الزمان،
ولا يخفى على المطّلع أن للزجل الفلسطيني خصوصية بسبب طبيعة الجغرافية الفلسطينية الممتدة بين الجليل والنقب، ومن سيف البحر إلى قمة الجبل، ثم إلى أعماق الغور، ولما يمتاز به هذا البلد من طقس معتدل تارة، وصحراوي تارة أخرى وتحولات في تضاريسه لا تُتاح إلا لقارة كبيرة، ثم التلوين البارز في تركيبة سكانه بين مدينة وقرية وبادية
، وسكان أصليين ضربوا في جذورهم في أعماق التاريخ، وآخرين وافدين مما أكسب اللغة المحلية المحكيّة الفلسطينية ثروة كبيرة في التراكيب والمفردات
وقد رَفَدتْها اللهجات المتعددة حتى استقامت إلى جانب الفصحى، هذه لغة الخاصة وهم قلة نادرة، وتلك لغة العامة وهم السواد الأعظم.
إن المتعمق في دراسة اللهجات الفلسطينية، ومفردات لغة العامة وتراكيبها يستطيع أن يكتشف صلتها بالأرض منذ الكنعانيين وهم آباؤونا الأولون
وليس أدل على ذلك أيضا من صور الحياة الفلسطينية – وخاصة الفلاحية – وهي في حقيقتها كنعانية، ولم تستطع عوادي الزمن محوها لأن الإنسان الفلسطيني عاش من الأرض وبالأرض، وللأرض على مر العصور، وكرّ الدهور.بنى الفلاح الفلسطيني بيته من الطين، وسقفه بخشب أشجار الوعر، وجعل عماده القمح والزيت – وهما أسدان في البيت
– وما تنتجه الكروم من تين وعنب ورُمّان، ويستطيع الناظر أن يتحقق من شدة إرتباط الفلاح الفلسطيني بأرضه عندما يرى كثرة السناسل –
وهي جدران تُبنى بالحجارة لحفظ التربة من الانجراف بالأمطار والسيول، خاصة في التلال والمنحدرات الجبلية –
والتي لا تزال شاهدة على الجهد الفلاحي المبذول في أرض الجليل، والجبال الممتدة من جرزيم وعيبال قرب نابلس إلى رام الله
والقدس والخليل، وأعتقد أن هذه الجدران لا شبيه لها في سائر بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط.إن طين الأرض الفلسطينية
كان مادة الإنتاج الأولى للأداوت المنزلية التي استعملها الإنسان الفلسطيني، فالخابية، والجّرةَّ، والمِنْشَل، والإبريق، والكوز، والقِدْرة،
والمقلاة اتخذت من الصلصال الفلسطيني، وربما كانت الجرّة الغزاويّة هي أول جرّة في التاريخ، ولما كان الإنسان امتداداً لهذا الصلصال
فإن الشاعر الفلسطيني استطاع بحسه المرتبط بالوجود أن يرى صورة الجرّة في المرأة، وصورة المرأة في الجرّة، وتشبههما
صورة "عشتار" إلهة الخصب الكنعانيّة، وهو القائل:مـا بـَنْـسَــاهـا بـالـمـرّه سِتّـي "زْليخا" مِسْمــَرَّه
جَـرّه وِبْتِـحْـمـِـلْ جَـرّه راحت تاتْمَلِّي من العين
●●●
هي وجارتها إم حسين راحت تاتْمَلِّي من العين
مـِثْـل النّقشِـه والـطُـرَّه وْيا عيني مَحْلا الـثنتيـن
العين والجرّة، والحقول والبيادر، والمقاثي، وكروم الزيتون، والمحاجر، والمشاحر والمراعي هي مكونات الحياة الفلسطينية، وقد اعتنى الإنسان الفلسطيني بالزّرْع والضَّرْع، فقَرَّب الطير والماشية إلى حياته وقاسمها المعيشة في منزله، وعانى مثلها الحَرَ والقَرّ، والشّرد والبرد، وتوالت عليه وعليها الفصول بين الأرض والسماء، وإن خياله ساح مع الغيوم، وراح في الليالي يسامر النجوم، وكان لها وجود في تفكيره، وبها عرف المواقيت وتقلّبات الطقس، وحلول المواسم، ولذا فإن لنجمة "الغَرّار" محل في بيت العتابا الفلسطيني الذي يقول:طِللْعت نِجْمِة "الغَرَّار" بَكّيْر
تِضْوي عاجَبَل حورانْ بَكّيّر
أنا لاسْري مع النّسمات بَكّير
وَاقطف زَهِـرْ خَدِّكْ عَالـنَّدَى
http://songs.palestina.ro/images/aaa555.jpg
لا أزال أذكر منذ طفولتي ذلك الراعي الذي وقف على الشّيّار العالي – أي الصّخر الشاهق – في الجبل المحاذي لقريتي "دير الأسد"
الجليليّة وأطلق لصوته العنان، وغنّى:يا ناهي مـن بَعدِْنا ميـن سَلاّكْ؟
يا ناهي مـن العِنَبْ مَلّيت سلّك
وانا جسمي من الهجران سَلّك
يـْلِفـُّونُـهْ عـلـى بـَكـْرَة خَشـَـبْ

ولا يخفى أن كلمة "سَلَّك" الثالثة هي من السِلْك، وهو الخيط الدقيق، وقد سَمّى الناس عندنا بَكَرَة الخيطان "السّليكة"
وتشبيه الجسم النحيل بالخيط، أو العود الدقيق مألوف ألم يقل المتنبي شاعر العرب الأول:وَفَرَّق الهجرُ بينَ الجَفْن والوَسَنِ أَبْلَى الأسى أسفاً يوم النَّوى بَدَني
أطارتِ الرّيحُ عنه الثَوبَ لم يَبِنِ رُوح ترَدَّدُ في مـثـلِ الـخـِلال إذا
والخلال: عود دقيق.غنَّى الإنسان الفلسطيني الزّجل، وتوارث عن الزّجالين طرائق في القول، وأساليب في الأداء، وهي على درجة عالية من الإتقان، والناس في فلسطين ينظرون إلى الشاعر الزجلي نظرة تقدير وإحترام وإعجاب، لأن موهبة القول والمقدرة على الإرتجال تدعوان إلى الدهشة، والدهشة هي غاية الفن
ولذا فقد أطلق الفلسطيني على الزّجال صفة "البَدَّاع"، بمعنى المبدع إرتجالاً، كما قالوا في المرأة ذات موهبة القول "بَدّاعة"
والبَدْع عند الفلسطيني يعني قول الشعر مرتجلاً.عرف الشعر الزجلي عندنا إمرأة من "عرب العرامشة" المقيمين إلى الشرق من رأس الناقورة
قرب الحدود اللبنانية، كانت ترتجل الأغاني الشعبية، وقد ارتجلت أبياتاً من "الدّلعونا" في العشرينات من القرن الماضي، لتحية أمير الشعراء أحمد شوقي
يوم أن مر بفلسطين وهو في طريقه إلى لبنان ليلقي قصيدة "زحلة" والتي غنى منها المطرب محمد عبد الوهاب "يا جارة الوادي"،
قالت ريحانة وهي تُغنِّي في حلقة الدّبكة على أنغام الأرغول في عرس إبن خالتها:يا أهلا وسهلا بالـلـي يـحـبّـونــا علــى دَلْـعـونـا علــى دلـعـونــا
***
وْما عِنَّا كرسي وْعالرّيضَه قاعد يـا أحمد شوقـي عِـنْديـنا قاصـد
يـللـيْ كـلماتَـــكْ بـِتـْهـِزّ الـكـونـا يـا أحمد شوقـي يابو الـقصـايـد
***
يـللي بُـقصـدانك بتسجِّل نصري فيك وْبـرْجالَك أهلاً يـا مصري
كـل مـرّه مَيِّلْ عـالـخيمـة هـونـا شوقي يا شوقي يا عالي القَصْرِ
***
وْشـو تبْقَى الـعجنِه لولا الخميرِه شوقي يا شوقي وْإنت الأميري
وْأبْـقـَى خـَدّامَـكْ واني الـممنونـا يا ريتني أبـْقـى بـِنْتك لِـزْغيـرِه

ولو عدنا إلى بيت العتابا الفلسطيني عند القوّالين المشهورين، وعند الناس المغمورين لوجدنا أنهم استطاعوا أن يشحنوه بعواطفه
، ومشاعرهم، وأحاسيسهم، وبالرغم من أن كثيراً من الأبيات التي قالها أناس عاديون لم تستوف شروط بيت العتابا وقواعده من حيث التجنيس اللفظي
إلا أن الطاقة الشعرية التي فيها عَوَّضت عن تلك الشروط التي أخلّ بها الناظم، ومثال ذلك القول:يـا طولِكْ طـولْ نَخْلـِه فـي سَرَايا
عـيـونـِكْ سـُوْد و خـدودِكْ طرايا
إن رُحِتْ عَ الشام لاجيبلِكْ مرايا
تمـاري الـخـَدّ والحـاجب ســــوا
http://kazbah.net/wp-content/uploads...-palestine.JPG
ومثله:يا طولِكّ طول عود الحور وَأحْلى
وأطـول مـن جريـد الـنَّخِل وَأحْلى
صبايـا "الـديـّر" فيـهنْ كـل كـَحْلا
تِـرّمـي الـطيـر مـن ســابـع سـَمَـا

م .نبيل زبن 10-06-2010 06:47 PM

إن المتعمق في دراسة اللهجات الفلسطينية، ومفردات لغة العامة وتراكيبها يستطيع أن يكتشف صلتها بالأرض منذ الكنعانيين وهم آباؤونا الأولون
وليس أدل على ذلك أيضا من صور الحياة الفلسطينية – وخاصة الفلاحية – وهي في حقيقتها كنعانية، ولم تستطع عوادي الزمن محوها لأن الإنسان الفلسطيني عاش من الأرض وبالأرض، وللأرض على مر العصور، وكرّ الدهور0


مشكورة بنت عجور لادراج هذه الدراسة الرائعة والتى تدلل على ابداع الشعب الفلسطيني

نسيم الوادي 06-05-2012 06:39 PM

http://imagecache.te3p.com/imgcache/...ec926e37b4.gif

شذى العطور 06-05-2012 07:13 PM

http://a.imageshack.us/img696/551/80913723.gif

مشكوووووورة وجزاك الله الف خير
ويارب يكون في ميزان أعمالك
أمين يارب العالمين

ابن البلد 06-22-2012 02:46 PM


أمان 01-07-2013 10:01 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م .نبيل زبن (المشاركة 1857)
إن المتعمق في دراسة اللهجات الفلسطينية، ومفردات لغة العامة وتراكيبها يستطيع أن يكتشف صلتها بالأرض منذ الكنعانيين وهم آباؤونا الأولون
وليس أدل على ذلك أيضا من صور الحياة الفلسطينية – وخاصة الفلاحية – وهي في حقيقتها كنعانية، ولم تستطع عوادي الزمن محوها لأن الإنسان الفلسطيني عاش من الأرض وبالأرض، وللأرض على مر العصور، وكرّ الدهور0


مشكورة بنت عجور لادراج هذه الدراسة الرائعة والتى تدلل على ابداع الشعب الفلسطيني


تشرفت بمرور الكرام

م.نبيل الزين

بارك الله فيك ورزقني واياك

النفس الطاهرة النقية الخاشعة لله


الساعة الآن 10:22 AM بتوقيت عمان

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir

[ Crystal ® MmS & SmS - 3.6 By L I V R Z ]
mess by mess ©2009