عرض مشاركة واحدة
قديم 04-16-2011, 06:22 PM رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


علم النفس السياسي

خلال المدة بين الحربين العالميتين الأولى والثانية نشأ علم النفس السياسي (السايكولوجيا السياسية) وهو علم يجمع علم النفس إلى علم السياسة وكان نشوؤه تعبيراً عن حاجة فرضتها ظروف المرحلة التي شهدت اضطرابات وحالة من عدم الاستقرار على المستوى الدولي وظهرت النظم التي وصفت بالشمولية وخاصة النظامين النازي في المانيا والفاشي في ايطاليا وما رافق ذلك من ازمة اقتصادية عالمية كانت تدفع العالم بين حين وآخر الى حالة الحرب حتى كان عام 1939م فدخلت البشرية وخاصة المجتمعات الغربية أتون حرب مدمرة جديدة. وكانت الغاية من نشوء هذا العلم فهم السلوك السياسي باستخدام طرق علمية وقد ساعدت على ذلك زيادة المعلومات واضطراد الثقة بالطرق العلمية وسرعة التطورات التقنية وظهور وسائل اعلام متطورة استخدمت في مجال الدعاية، كل ذلك دعا الى ضرورة الحصول على مزيد من المعلومات عن حقيقة العلاقة بين العمليات السياسية والنفسية. رعى ولادة هذا العلم (شارك مريام) أستاذ السياسة في جامعة (شيكاغو) ويعد تلميذه (هارولد.د.لاسويل) مؤسس هذا العلم الذي يقوم على اسس علمية ويستمد وحيه من علم النفس. أصدر (لاسويل) العديد من المؤلفات في هذا المجال بين عامي 1930-1948 منها علم النفس المرضي (السايكوباتولوجيا) و(السياسة والقلق الشخصي) واجتهد (لاسويل) في كتابه ان يبين أسرار السلوك السياسي وقد اكد على انه مجال السيكولوجيا السياسية هو دراسة التفاعل بين العمليات السياسية والسيكولوجيا أي تأثير العمليات السيكولوجية في العمليات السياسية. ان القوى العقلية تحدد طبيعة صنع القرار السياسي وتؤثر فيه كذلك طبيعة صنع القرار السياسي تؤثر في القوى العقلية. وقد نشطت السيكولوجيا السياسية بعد الحرب العالمية الثانية وصارت لها طرائقها الخاصة بالبحث مما يتناسب مع محتواها فمن الطرق (الميثودولوجية) التي اتبعها العاملون في مجالها مثل طرائق تحليل المضمون، المحتوى، تحليل السلوك غير اللفظي، طريقة تجارب المجموعات الصغيرة، طريقة الاقتراع، طريقة تحليل البيانات المسجلة وغيرها. أما محتوى هذا العلم الوليد كما بينته الأبحاث المتعددة والاصدارات التي ظهرت خلال العقود الماضية فيمكن حصره بالآتي: دراسة الفرد باعتباره انساناً سياسياً والعناية بتحليل الشخصية بالاعتماد على ابحاث الشخصية في كل من علم النفس الفردي وعلم النفس الاجتماعي والتربية الاجتماعية السياسية وتكوين الاتجاهات السياسية والمشاركة السياسية فضلا عن سلوك الناخبين والانتماء ومن موضوعاتها ايضاً دراسة الحركات السياسية، والزعيم السياسي، القيادة، الرأي العام، العلاقات السياسية بين الوحدات والعمليات السياسية مثل صنع القرار، الامتناع، التعلم، الصراع، التعبئة ولعل مسألة العنف والارهاب من اهم موضوعات هذا العلم. مع اتساع مجال السيكولوجيأ السياسية ساعد علم النفس على تعميق ايمانها بمقارباته في مستويي التحليل النفسي وعلم النفس الاجتماعي علماًان الفصل بين ميادين علم النفس لا يعني انها لا تتأثر ببعضها بل هي في النتيجة تشكل وحدة متكاملة لتصبح فيما بعد احد العناصر المؤثرة والمتأثرة بالعلوم الانسانية المختلفة من جهة وبسائر مناحي ومجالات المعرفة الأخرى. ولم يعد احد ممن كان يعد علم النفس علماً يصلح للدراسات الأكاديمية فحسب، يستطيع ان يجاهر اليوم بذلك لأن السنوات الأخيرة شهدت اهتماماً ليس قليلاً بنتائج علم النفس. وتبقى الارادة الانسانية وما ترتكز عليه من ضمير ومسؤولية اخلاقيين الرادع الأهم في التعاطي مع اية مقاربة او نظرية بعيداً عن المصالح الدنيئة وشهوات السيطرة والعدوان.







رد مع اقتباس