عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2012, 10:31 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


5-ابراهيم طوقان

ولد فى مدينة نابلس، سنة 1905، لأسرة من كبار الملاك، تمكنت من تعليم أبنائها، مجتازة العوائق التى نصبتها الحكومة العثمانية، ومن بعدها سلطات الانتداب البريطانى على فلسطين.
تلقى الفتى إبراهيم دراسته الابتدائية فى المدرسة الرشيدية، قبل أن يتنقل إلى مدرسة المطران فى القدس، سنة1919، وفيها قضى أربع سنوات ليلتحق بعدها بالجامعة الأمريكية فى بيروت، حتى تخرج منها سنة 1929.
تجلى نشاطه الأدبى، أثناء دراسته فى الجامعة الأمريكية، وساعد الدكتور لويس نيكل البوهيمى فى تحقيق كتاب "الزهرة"، لمحمد بن داود الظاهرى الأصفهانى.
بعد تخرجه من الجامعة الأمريكية، غدا مدرسا للغة العربية فى "مدرسة النجاح الوطنية" بنابلس، قبل أن ينتقل للتدريس فى الجامعة التى تخرج منها، لسنتين متواليتين 1931-1933. بعدها عاد إلى فلسطين، ليزاول التعليم فى المدرسة الرشيدية بالقدس، لبضعة أشهر، قبل أن تجرى له عملية جراحية فى المعدة، عين بعدها فى إدارة المياه بنابلس.
فى سنة 1936 ترأس القسم العربى فى إذاعة القدس، حيث أغنى القسم بالأحاديث الأدبية، والروايات التمثيلية، والأناشيد، وحياة الشخصيات الفلسطينية، ووظف الإذاعة فى بث الروح الوطنية، فأتهم بالتحريض ضد الانتداب البريطاني، وأقيل من وظيفته سنة 1940
ما دفعه إلى التوجه للعراق، والعمل مدرسا فى مدرسة المعلمين الريفية هناك، لكنه لم يلبث أن اشتد عليه المرض، فغادر العراق إلى مسقط رأسه ليموت بعد أيام وذلك يوم الجمعة الموافق 2 ايار 1941.
جمع فى ديوان شعر، صدرت منه طبعات عدة،
كما جمع الشاعر الفلسطينى المتوكل طه بعضا من أحاديث إبراهيم طوقان ومقالاته، وأصدرها فى كتاب.
اشتهر عن طوقان قصائده الوطنية، لعل أهمها "الفدائى"، وفيها يقول:

لا تسل عن سلامته
روحه فوق راحته
بدلته همومه
كفناً من وسادته
هو بالباب واقف
والردى منه خائف
فاهدئى يا عواصف
خجلاً من جراءته
صامت لو تكلما
لفظ النار والدما
قل لمن غاب صمته
خلق الحزم أبكما
حين أقدمت سلطات الانتداب البريطانى على إعدام الأبطال الثلاثة (فؤاد حجازى/ محمد جمجوم/ وعطا الزير)، سنة 1930، خلدهم إبراهيم طوقان بقصيدة أشبه بالمسرحية الشعرية، حملت اسم "الثلاثاء الحمراء" اليوم الذى تم فيه إعدام الأبطال الثلاثة.
يضيق إبراهيم ذرعا من اتكالية الشعب فخاطبه قائلا:

أمسيت يا مسكين عمرك بالتأوه والحزن
وقعدت مكتوف اليدين: حاربنى الزمن
ما لم تقم بالعبء أنت، فمن يقوم به إذن؟!
وطن يباع ويشترى
وتصيح فليحيا الوطن
لو كنت تبغى خيره
لبذلت من دمك الثمن
ولقمت تضمد جرحه
لو كنت من أهل الفطن
وفى قصيدة "يا رجال البلاد" كأن إبراهيم طوقان يصف قادة الصدفة، الذين قفزوا إلى سدة القيادة الفلسطينية، مستقوين برياح معادية.

وطنى مبتلى بعصبة (دلالين)
لا يتقون فيه الله
فى ثياب تريك عزا ولكن
حشوها الذل والرياء شذاها
ووجوه صفيقة ليس تندى
بجلود مدبوغة تغشاها
كما لم يخل شعر إبراهيم طوقان من الغزل، والرثاء، إلى الأناشيد التى ملأت حياتنا أطفالا وفتيانا.
وربما يجدر الاشارة الى ان طوقان هو صاحب النشيد الوطني الذي يتردد صداه في كل الوطن العربي


مَــوطِــنــي مَــوطِــنِــي
الجـلالُ والجـمالُ والسَّــنَاءُ والبَهَاءُ
فـــي رُبَــاكْ فــي رُبَـــاكْ

والحـياةُ والنـجاةُ والهـناءُ والرجـاءُ
فــي هـــواكْ فــي هـــواكْ

هـــــلْ أراكْ هـــــلْ أراكْ
سـالِماً مُـنَـعَّـماً وَ غانِـمَاً مُـكَرَّمَاً

هـــــلْ أراكْ فـي عُـــلاكْ
تبـلُـغُ السِّـمَـاكْ تبـلـغُ السِّـمَاك
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي

مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي
الشبابُ لنْ يكِلَّ هَمُّهُ أنْ تستَقِـلَّ أو يَبيدْ
نَستقي منَ الـرَّدَى ولنْ نكونَ للعِــدَى
كالعَـبـيـــــدْ كالعَـبـيـــــدْ

لا نُريــــــدْ لا نُريــــــدْ
ذُلَّـنَـا المُـؤَبَّـدا وعَيشَـنَا المُنَكَّـدا
لا نُريــــــدْ بـلْ نُعيــــدْ
مَـجـدَنا التّـليـدْ مَـجـدَنا التّليـدْ
مَــوطِــنــي مَــوطِــنِــي

مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي
الحُسَامُ و اليَـرَاعُ لا الكـلامُ والنزاعُ
رَمْــــــزُنا رَمْــــــزُنا
مَـجدُنا و عـهدُنا وواجـبٌ منَ الوَفا
يهُــــــزُّنا يهُــــــزُّنا

عِـــــــزُّنا عِـــــــزُّنا
غايةٌ تُـشَــرِّفُ و رايـةٌ ترَفـرِفُ
يا هَـــنَــاكْ فـي عُـــلاكْ
قاهِراً عِـــداكْ قاهِـراً عِــداكْ
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي


رحم الله شاعر فلسطين الفذ الذي مات وعمره 36 سنة ليقطع الموت بذلك مسيرة من الابداع لم يشاء الله لها ان تستمر







رد مع اقتباس