عرض مشاركة واحدة
قديم 12-05-2010, 05:36 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أمان
عضو ملكي
 
الصورة الرمزية أمان
إحصائية العضو






 

أمان غير متواجد حالياً

 


افتراضي رؤى متكسرة/ للشاعر محمد ثلجي


رؤى متكسرة/

محمد ثلجي




شاعر وناقد

منْ حِكمة الموتِ كنا نحتوي القَدَرا
سيَّانِ من ظلَّ في الأجواءِ أو عَبَرا


سيَّانِ من ثَقُلَتْ أفراحُه عِوَضاً
يمشي، ومن أبطأتْ أحزانُه... فَجَرى


وما وقفتُ وما أوشكتُ من عطشٍ
معي عَصاي ضربتُ الشعرَ فانهمرا


أسُلُّ معنىً لأجبي بعد معركةٍ
مع المجازِ، زُلالاً يفلُقُ الحجَرا


فتنجلي فِكَرٌ بالكاد أُرسلها
وأمتطي فوقَ ما لمْ أَعنِهِ الصُورا


لي في العُلا سَرَبٌ أمضي لغايته
ولي مدائن شعرٍ في الرؤى... وقرى


وتلك بكرٌ سَرتْ ما مسَّها بشرٌ
سيقتْ إليَّ، ومِن أعناقها زُمَرا


أشفُّ منها بياضَ الحرثِ إن نفشَتْ
به، وأُنزِلُ من أحداقها مَطَرا


وَلَلَّذي غضَّ طرفاً حينَ همَّ بها
لولا، بأحسَنَ ممن قلبُها فُطِرا


كلاهُما من شُواظ اللذة افترَقا
بأيِّ ذنبٍ، وكلُ الذنبِ قد غُفِرا


خطاكَ تلهثُ في الأجواء تسبرهُ
وأنتَ وحدكَ من عين الظلامِ تَرى


وأنتَ أنتَ طويلُ الظلِ وارِفُه
على المدادِ تُعيقُ الشمسَ والقمرا


يخالَكَ القومُ تنأى كلما انتصَروا
عليكَ، لكنكَ الموتُ الذي انتصَرا


كأنكَ البحرُ كفُّ الريحِ تصفعُه
لِيُخرجَ الموجُ من أحشائِه دُرَرا


أنا وأنتَ وإخوانٌ لنا سقطوا
فما السنابلُ إلا لِلِّذي بَذرَا


وقدْ تَحُثُّ الخطى الآمالَ تنشِلُها
من حافَّة الجبِّ والحُلمِ الذي عُقِرا


وربما تتوارى خلفَ بارجَةٍ
تلوبُ في السبتِ أو تقتفي أثرَا


فليتَ يولدُ صَمتٌ كي نحفِّزُه
على الصُراخِ وَيبري سَمْعُهُ البَصَرا


وليتَ يُذبحُ أيضاً كي نكفِّنه
لأنهُ بعضُ تحليقٍ مَتى طُمِرا



من المجموعة الشعرية .. ( قصب الملح )







رد مع اقتباس