عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2010, 12:34 AM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي




يجب أن أعتذر لكم.. فما تقرأونه بين دفتي هذا الكتاب سوف يعصف بأرواحكم ويمزق قلوبكم ويدفع بالدموع إلى أعينكم وتقشعر له أبدانكم.. إنها قصص لجرائم بشعة محزنة وكئيبة ومذلة لكل الإنسانية لكنها للأسف جميعها حقيقية ومستمرة.. وبلا عقاب. ولو كان الأمر بيدي ما تمنيت أن أعيش هذا الزمان حتى لا أسمع أو أقرأ أو أرى بعيني تلك الجرائم القذرة لكنها الأقدار التي أوقعت المجرمين بأنفسهم في شراك الحقيقة فكشفوا عن هويتهم واعترفوا بألسنتهم عن تفاصيل جرائمهم البشعة ضد الكرامة والمدنية والقيم والأديان والوجود الإنساني كله.. إنها جرائم الجيش الصهيوني ضد الأسرى المصريين والعرب خلال حربي 1956، 1967. لقد اعترف القتلة السفاحون بجرائمهم.. وحددوا أساليب ارتكاب الجرائم وتوقيتاتها وأعداد المغدورين من القتلى الذين لم يكونوا جنودًا أسرى عزل السلاح من المصريين والسودانيين والعراقيين والكويتيين والجزائريين والليبيين واللبنانيين واليمنيين فقط وإنما قتلوا أيضًا المدنيين من عمال المحاجر المصريين والبدو الرحل في سيناء والمرضى البسطاء والعجائز في مستشفى العريش.. وحرقوا المنازل والمواشي والزرع.. · القتلة نعرفهم جيدًا ومنهم موشي ديان وشارون ورابين وإيتان ودايان ومردخاي براون وبيرو وديفيد ليفي وإليعازر وديفيد سلطان وغيرهم.. القائمة السوداء طويلة وكلها معنا.. · المقتولون نعرف أسماءهم ويعيش بيننا أسرهم وآباؤهم وأولادهم. · الجريمة واضحة وضوح الشمس في كبد النهار وأدواتها محددة. · فأين القاضي؟ · ولماذا تأخر عقاب المجرمين؟ · كيف نصمت ونؤجل ونسوِّف في توقيع القصاص؟ · لماذا لا نعيد حقوق الأسرى ونحاكم القتلة؟ إن حق الدم شريعة إلهية جاءت بها كل الأديان وأقرتها التقاليد والأعراف قبل أن تنظمها القوانين والدساتير والمواثيق الدولية.. وهو مطلب دائم تؤمن به كل شعوب العالم. ودم المغدورين لن يضيع أبدًا ولن يهدأ حتى يعود الحق لأصحابه وتنتصر الإنسانية لنفسها وتسترد كرامتها يوم توقيع العقاب على القاتل الخسيس. وبحق الدم المسفوك بلا ذنب والمشتعل بالغضب في رمال سيناء وفي قلوب الآباء والأشقاء والأبناء والأصدقاء يرتفع نداء الغوث من عظام الشهداء المغدورين من أبناء وطننا العربي طلبًا للثأر.. وقسما لن ننسى. وفي أغسطس 1995 اعترف عدد كبير من الضباط والجنود الصهاينة الذين شاركوا في حربي 1956 ا، 1967 حيث اعتدى الكيان الصهيوني على مصر.. اعترفوا بارتكاب مذابح بشعة ضد الأسرى العسكريين المصريين والعرب والمدنيين الذين تصادف وجودهم في سيناء أثناء الحرب. وقد ظلت الأسئلة حول أسباب هذه الاعترافات تطارد كل السياسيين والبحاثين. لماذا يعترف مجرم بجريمته علنًا بل ويفاخر بها؟ ولماذا اختار المجرمون هذا التوقيت بالذات بعد ما يقرب من 28 عامًا بعد ارتكاب جرائمهم البشعة؟ ولماذا تحولت اعترافات القتلة من الجيش الصهيوني إلى معركة حامية بين الجنرالات والجنود المجرمين أنفسهم؟ ولماذا يخاطر الكيان الصهيوني بتدمير استراتيجيته الإعلامية والسياسية المبنية على أنهم مضطهدون ومقهورون ومعتدى عليهم من كل العرب، ويعترفون ببساطة بأنهم قتلة وسفاحون وأعداء للإنسانية وأطاحوا بالمثل والمبادئ – التي يتشدقون بها كذبًا في كل دول الغرب – وذبحوا الأسرى العزل من السلاح والمدنيين بلا ذنب سوى لذة القتل الدموية. ولماذا لم نعلم نحن المصريين والعرب شيئًا عن هذه الجرائم البشعة قبل اعتراف الصهاينة أنفسهم بارتكابها؟ وكيف مرت معارك كثيرة منذ 1956 ومرورًا بمعركة 1967 ومن بعدها حرب أكتوبر المجيدة 1973 وما تلاها من أساليب تطبيعية بين مصر والعدو الصهيوني، ولم يتناول أحد هذه الجرائم اللاإنسانية؟ كيف وقعت اتفاقية السلام بين مصر والكيان الصهيوني في 26 مارس 1976 ولم يطرح أي من الطرفين المآسي والجرائم التي ارتكبت في حق الأسرى والمدنيين المصريين لإعادة حقوق الأسرى ومحاسبة القتلى؟ أسئلة كثيرة عجزت كل العقول آنذاك عن الإجابة عنها.. ومازال بعضها حتى الآن لا يجد الإجابات الكاملة.. لماذا اعترف القتلة الصهاينة؟ توقفت طويلاً أمام هذا التساؤل؛ فالمجرم عادة يحرص على كتمان سره ولا يبوح أبدًا بجريمته إذا كان قد نجح في إخفاء معالمها.. واكتشفت متناقضات كثيرة في البحث عن أسباب اعتراف القتلة الصهاينة بجريمتهم. جاء على لسان باحث بريطاني يدعى باترك باترسون لإذاعة الـ b.b.c في لندن.. وهو لا يخفي دينه اليهودي "أن الديانة اليهودية تقر سلوك الاعتراف بالخطيئة للتطهر منها وقد أعزى إلى أن جنرالات الجيش الصهيوني أرادوا التطهر من خطاياهم وجرائمهم البشعة فقرروا الاعتراف بها خاصة وأنهم قد تقدموا في العمر ويريدون تطبيق الديانة ليتطهروا" ويبدو أن هذا الباحث قد نهض ليخفي هول المصيبة التي سببتها اعترافات الصهاينة أمام الرأي العام الغربي المسيحي فراح يبرر ما حدث من منظور ديني ليخفف من وطأة الاعترافات التي كانت بمثابة الصدمة لليهود والمسيحيين في أوروبا وأمريكا.. وقد روجت الصحف والإذاعات والتليفزيونات لهذا التفسير المغلوط. واكتشفت أن الباحث وقع في أخطاء عديدة متعمدًا.. فالاعتراف يكون في غرف الاعتراف المغلقة وليس على صفحات الصحف. وثانيًا- أن العديد ممن اعترفوا بجرائمهم ما زالوا في أوساط العمر ولم يزهدوا الدنيا..







رد مع اقتباس