يا طـالـب المـجــد فـي عجــور مــورده =عـــذب مـعـيــن يـروّي غــلــة فـيـنـــــا=شــــم الأنــــــوف أبــاة دام عـــزهــــــم =هـــم الأوائــل إن نــادى مـنــاديــــــنــــا=تـفـوح يـا بـاقـة الأزهـــار فـي وطـنــي =فــوح الأريـــج ونـفـح الطيــب يغـريـنـا كلمة الإدارة


مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور       »     عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية       »     سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م       »     عجور التاريخ و الحضارة       »     ميزانية قرية عجور - 1939       »     عجور - وقوعات الزواج 1915م       »     عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل       »     اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م       »     أراضي عجور المشاع - حصري       »     اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1       »     ضريبة الانتداب البريطاني "3"       »     عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور)       »     أراضي عجور الحكر       »     عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة       »     علم النفس الاجتماعي       »     ملوك المملكة الاردنية الهاشمية       »     موسوعة صور القدس- زهرة المدائن       »     دليل الجامعات العربية و العالمية       »     روائع الشعر العالمي       »     موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة       »    

آخر 25 مشاركات
ملف عن الحج وما يتعلق به (الكاتـب : نور الهدى - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          كبرت بنتــي / قصة مؤثرة (الكاتـب : أمان - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور (الكاتـب : م .نبيل زبن - آخر مشاركة : نور الهدى - )           »          عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ميزانية قرية عجور - 1939 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - وقوعات الزواج 1915م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور المشاع - حصري (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضريبة الانتداب البريطاني "3" (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور) (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور الحكر (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          كيف و متى تحدثين طفلك عن التحرش ؟ (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          قصص اطفال للبنوتات الحلوين (الكاتـب : اميرة عجور - آخر مشاركة : م .نبيل زبن - )           »          علم النفس الاجتماعي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ملوك المملكة الاردنية الهاشمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة صور القدس- زهرة المدائن (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          دليل الجامعات العربية و العالمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          روائع الشعر العالمي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضيف اليوم بصراحة (الكاتـب : Big heart - آخر مشاركة : ajoor - )


العودة   منتديات عجور - بيت كل العرب > قسم ابناء منتدى عجور > ملتقى عجور للموسوعات
ملتقى عجور للموسوعات موسوعات عالمية في منتديات عجور
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-16-2012, 07:27 PM رقم المشاركة : 51
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


34- الفنانة سناء راشد
الفنانة التشكيلية الفلسطينية "سناء راشد" من مواليد قرية "دبوريه" بفلسطين المحتلة، تابعت دراستها الفنية في معاهد وجامعات الأراضي المحتلة عام 1948، بما يُعرف بالحزام الأخضر، بالفترة الواقعة ما بين 1989 – 1995، وهي عضو في جمعية الفنانين التشكيلين العرب "إبداع"، أقامت مجموعة من المعارض الفردية في مدن وقرى الجليل الأعلى بفلسطين، في مدينة أم الفحم، والمركز الثقافي وصندوق المرضى بدبوريه، ومعارض جماعية مشترك في العديد الأماكن داخل الوطن الفلسطيني المحتل.

لوحاتها التصويرية خارجة من سرب الأكاديمية المدرسية التقليدية، وتعزف خطوطها وملونها وتقنياتها ومواضيعها المتوالدة من واحة أحلام طفولة معذبة، أو مساحة أمراض نفسية موصولة بالتحولات الاجتماعية والمادية للقرن الحادي والعشرين. تميل إلى البساطة الشكلية، ومتناغمة مع تالف الخطوط والمساحات التجريدية، المُقمشة للسطوح في لمسات لونية متحررة من التعلم المدرسي، وتجوب في عوالم الحداثة الحسيّة ذات الاتجاهات التعبيرية التجريدية، السابحة في أتون الأفكار السهلة والعبثية والقابلة للتداول الحسي، والمحاورة البصرية العابرة ما بين عين المتلقي ومناطق وعيه وثقافته، والتي تأخذ صبغة التواصل الشعبي الجماهيري مع مضامين النصوص.

مواضيعها معنية بفلسفة العبث والشكلانية المتحررة من القيود الأكاديمية، عامرة بحالات الذهان المرضي والوصفات الشكلية المتوالدة من عوالم فرويد المرضية، وجعبة التحليل النفسي، محملة بخيال جامح ورؤية شكلية محددة التفاصيل، مُستعارة من حالات حلم تارة، ويقظة في كثير من الأحيان، مقتصدة في ملوناتها في معظم الأحوال، ترسم معالم شخوصها المرصوفة في متن اللوحات، وكأنها أحاجيات مشغولة وفق تقنيات خيال الظل، موزعة ما بين عجينة من لونين وببقع ضوئية مضافة من ذات النسيج التقني، جامعة لمدارات الوهم والحلم والطفولة والأمومة وما بينها من تفاصيل، تروم سرد قصص من بنات أفكارها، أو من أحلامها المتناسلة من حالات نوم ومرض ويقظة.

خطوطها عبثية متحررة وفي جميع الاتجاهات، وكأنها غرس شكلية بريّة الطابع والتوحش، نبتت فوق سطوح اللوحات في شكلانية خارجة عن مألوف الواقعي، وعابرة لأزمنة غريبة متباينة القسمات، متناغمة مع ملونات أكثر تحرراً من الواقعية التشخيصية، ومتعايشة مع سطوح من بعدين بحركية عفوية متداعية في جميع الاتجاهات. متداخلة النصوص والأماكن والشخوص، مسكونة بفطرية ظاهرة في تجليات الملامح والنصوص.

مواضيعها المطروحة دائرة في دوامة الحلم الجامح، وحالات الفزع المتدثرة بملامح الرموز المنثورة داخل أسوار بعض اللوحات، وتعكس حالات نفسية وذات قلقة وعصبية تنتظر قدرها الحسي ومصيرها المجهول. وأُخرى مشغولة بمواضيع الطبيعة الصامتة، المصمتة من حيوية الحياة إلى أبدية التجريد والخواء الشكلي، لتغدو الورد خارجة من طبيعتها الكونية، مرسومة بوعي طفولة راشدة ومقصودة، وكأنها صور توضيحية لمشاهدة بصرية منشودة لجمهور تلقي محدد الصفات والكينونة.

ومن ناحية ثالثة نجد في لوحاتها مسحة جمالية وعلى طريقتها التصويرية الخاصة، جماليات القبح للمناظر الطبيعية الخلوية التي تلتزم بخطها السردي المبني على فوضى الحركة والتشكيل. بينما نرى مواضيعها المخصوصة بالنسوة المدرجات في توليفات بعض النصوص، مُدرجة في نماذج شكلية أحادية بأشكالها الخطية الجانبية، أو الأجساد العارية أو الوجوه المتناثرة في فضاء اللوحات، جميعها تشكل باقة سرد وخصوصية لفنانة لم تُغادر مخادع طفولتها المبكرة، وتعيس دوامة الأنانية المفرطة التي تعيش في مساحة مخيلتها ومناطق حساسيتها الوجدانية، كتعبير حسي لذات سابحة في مساحات الحلم والتجارب وتيارات العبث الشكلي، والتعبير الحسي الفردي المُغرق في فرديته.

لوحاتها مُغادرة بطبيعة الحال، لجماليات المكان الفلسطيني وضروراته وإنسانيته، ومتنكرة بشكل ما أو بآخر لأطياف الانتماء بالمواطنة والوطن، وبذاكرة المكان الفلسطيني التاريخية والتراثية والوجودية، غارقة في مساحة التقليد الشكلي والمحاكاة الوصفية في الفكرة والمحتوى والتقنية والرؤى الفنية المرغوبة لفنون الآخرين، والمستعارة من فنون الأمركة الشكلية والحداثة التجريدية على وجه التحديد، وتعكس نظريات فرويد وقلقه النفسي الدائم والمتواصل ذات الطبيعة المرضية، المفرطة في حساسيتها الشكلانية البعيدة عن هموم الواقع.

والبقاء بديمومة التيه والتخفي في مساحات التجربة الخطية واللونية وتخير العناصر والمفردات التشكيلية المُدرجة في مساحات اللوحات المرسومة، والمبتعدة كل البعد عن الجانب الجمالي والإنساني والهموم الاجتماعية التي تعانيها الفنانة وشعبنا الفلسطيني في ظلال الاحتلال الصهيوني البغيض. وتنكر للوجود وللدور والوظيفة الاجتماعية والإنسانية الواجب أن يلعبه الفن التشكيلي كعاكس كفاحي فردي وجمعي لواقعه وظروفه المحيطة، وألا يكون السرد البصري يخدم مقولة الفن للذات الشخصية، وكأنه مخصص لقص حكايات مُستعارة من كوكب أخر







رد مع اقتباس
قديم 02-16-2012, 07:31 PM رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


35- ابراهيم هزيمة


الفنان التشكيلي الفلسطيني "إبراهيم هزيمة " المولود في مدينة عكا عام 1933، فطرته دفعته نحو مزاولة الفنون وهو في سن مبكرة، لكن نكبة فلسطين الكبرى على يد المغتصب الصهيوني عام 1948، أجبرته وذويه قسراً إلى مغادرتها باتجاه مدينة اللاذقية السورية، لتكون مقراً مؤقتا لإقامته، شأنه في ذلك كسائر الأسر الفلسطينية المشردة، عمل في بداية مرحلة التشرد في ميناء اللاذقية، محاطاً بامتداد بحر عكا وذكرياته وأماله وطموحاته، موهبته دقت على مساحة المخيلة وجماليات التذكر والرؤى دقاً تعبيراً حثيثاً، لتمتد يده المرنة بمرح وعبث طفولي فوق شفاف الورق وتداعيات الخطوط والملونات، تبني قصور حلم خفي ودفين.

محاولاً عبر الرسم والتلوين بث همومه وانفعالاته، في لوحات متعددة المشاهد والتقنيات والمواضيع، قادته مواهبه للانتقال إلى العاصمة السورية دمشق كمجال حيوي لعرض منتجاته الفنية، وليتاح له الفرصة حينها لمتابعة الدراسة الأكاديمية لفنون الرسم والتصوير في جامعة "لايبزنغ" بألمانية الديمقراطية وقتذاك، لينال شهادة دبلوم في فن التصوير وشهادة خبرة عالمية بالفنون الجميلة عام 1967، أقام بعد تخرجه مجموعة من المعارض الفردية في المدن الألمانية والأوربية، جعلته محط أنظار جمهور الفن ونقاده، فاتحاً سجله السردي على موطنه فلسطين، ومدينته عكا عروس البحر بكل ما فيها من جماليات واقع وأسطورة ومضامين، يتنقل في حقولها وشواطئها وجبالها طفلاً حالماً، مُحملاً بفرحة الوصول والعودة.

لوحاته مفتوحة على الاتجاهات الواقعية التعبيرية، والتعبيرية الرمزية المكحلة برومانسية سابحة في فضاء الحلم والطفولة، ومدارات التذكر العفوي والساذج لأماكن وشخوص رافقته في طفولته بفلسطين ورافقته في غربته متعددة الأماكن والأسماء، لترسم ملامح شخصيته الفنية، وتعكس حقيقة وجوده كانسان فلسطيني مُشرد محمول بمفاعيل الأمل، وتجليات الحلم المتبقي بالعودة إلى أراضي الجدود. مواضيعه مشدودة إلى بحر مدينته الفلسطينية "عكا" تدخل أزقتها وحواريها وأسواقها، وتلامس سمائها ومائها، ترسم جداول أمل وحكايات لا تنتهي في حدود الخطوط والملونات، تشدو بملوناتها المعشبة بزرقة السماء وخضرة السهول والمروج، موشاة بقصائد التراث الفلسطيني، ووجوه النسوة المتفائلات بغد مشرق عزيز، بحر عكا هو مفتاح أسراره، ولازمة موسيقية تشكيلية تُرافق جميع مكوناته.

تحيل الرموز والشخوص إلى مكانها الطبيعي في مداد الذاكرة الحافظة، باعتبارها مجاله الحيوي المقابل لفطرته ودربته وخبرته الأكاديمية والمهنية، يجود فيها بملامس ريشته المرنة فوق سطوح الخامات المستعملة، تبني هندستها المعمارية المتواترة، داخل متن قصائده البصرية المسرودة، والمتناسلة في سياق عمائر هندسية من خطوط وألوان وعناصر مستعارة من ذاكرة وواقع، جعلته الأكثر رومانسية في توصيفات البحر وفضاء الجغرافية والطبيعة الفلسطينية، ذات التوجه الرمزي المُحمل بتجليات الواقع والتراث. الوطن والمواطنة ساكنة في ضلوعه وجوارحه ومناطق وعيه وحدسه وتفكيره، محمولة بحق العودة المقدس إلى فلسطين الحبيبة بالرغم من مرور نحو اثنين وستين عام على الاغتصاب الصهيوني لفلسطين. هي الأرض الفلسطينية المخضبة بدماء أبناءها ومكوناتها الطبيعية، ضاربة عميقاً في تربتها المعطاء، تستوطن جميع مكونات لوحاته.

وترقص على أنغام التغريبة الفلسطينية متعددة التقاسيم والأوتار، تجدد في فسحتها التصويرية متسعاً لقول فلسطيني متاح، ولتجعل من الفنان واحداُ من أعمدة الفن التشكيلي الفلسطيني ومن رواده المؤسسين، ولتجد أساليبه ومحتوى لوحاته طريقها إلى لوحات الآخرين، كمرجعية ثقافية وبصرية للعديد من الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، وتجمع في طياتها الموصوفة أشتات الوطن الفلسطيني، ومساحة الحلم بالتحرير والعودة في مجموعة من اللوحات المستوفية لجميع شروط مقوماتها، والمُكرسة في شكلها ومضمونها وخصوصية منتجها، كقامة فنية تشكيلية فلسطينية لها مكانتها في مساحة التشكيل العربي والعالمي.

لوحاته هي نسيج ذاته الوجودية كإنسان، وما تبقى من يفاعته وطفولته عن ذكريات الوطن الفلسطيني المستلب، والمتوالدة في مخيلته المعمرة بدراسته الأكاديمية في أحضان التعبيرية الألمانية، تأخذ بعضاً من رحيقها، ويعود في متنها المسرود إلى أحضان مواطنته العربية الفلسطينية الحالمة، في سياق مقطوعات لونية لمساحات راقصة فوق قماش اللوحات. وكأنه مُطرز تشكيلي بملونات حاشدة بالتناسق والتوازن البصري في مرئياتها الشكلية، غير معني بالأبعاد المنظورة المتبعة في مستويات الإيهام والبعد الثالث المنظور في الرؤية الغربية، بل ترنو من اتخاذ المساحة المفرودة، والمتآلفة من بعدي الطول والعرض كمجال مرغوب في صياغته مفرداته وعناصره الشكلية المنشورة داخل مكوناته.

اللون في كتله الشكلية المتجاورة هي المجال الحيوي لنسج تقاسيمه البصرية،مليئة بالمشابهة والتواتر الشكلي والمسحة اللونية في كثير من عمائره التشكيلية المطروحة، ولعل لوحته الموسومة باسم "مدينتي بعد المطر" نموذجاً مناسباً لمجموع تجلياته الوصفية والتقنية. ومفتاحاً شكلياً لجميع تجلياته البحثية، نفذها بألوان "غواش" المائية، سعى فيها إلى تكريس مواهبه وخبراته ودربته التقنية، من خلال إيجاد بيئة تشكيلية مواتية في تأليف مساقات وحدته العضوية، في بنائية مؤتلفة من مجموعة عناصر ومفردات منثورة داخل أسوار المساحات المفرودة ، والمستوعبة لخط واللون وتوزيع الكتل الشكلية المتجانسة، والمُعبرة في نهاية المطاف عن وطن ومدائن مقدسة، وشعب عربي فلسطيني مُتمسك بهويته ورموزه ومُعطياته الوجودية والتاريخية، تُشير بوضوح إلى تعلقه بجميع المدن والقرى الفلسطينية وفي مقدمها عكا ومدينة القدس خصوصاً والتي تأخذ من لوحاته حيزاً واسعاً لتفاصيل حكايته الفلسطينية.

البنية الهندسية لعموم لوحاته مؤسسة على أساس تقطيع اللوحات إلى ثلاثة مستويات رؤية وبمسافات طولية وعرضية متماثلة بعض الشيء، المنطقة الخلوية العليا مخصصة للسماء وتداعيات النجوم والغيوم وسواها، والمستوى الشكلي المقابل في أسفل اللوحات فيه حسبة لونية وخطية متوازنة ومتممة ومتكاملة في ملامسها وسحنتها التقنية، بينما يعتلي وسط اللوحة جوهر الفكرة والموضوع المطروح، والتي تُكرس حقيقة وجود الإنسان الفلسطيني بجميع حيويته ونضالاته ودثاره التراثي، كمجامعي لكتل بشرية ذكرية وأنثوية في كثير من الأحوال. تجعل من المساحة المبسطة والفسحة التجريدية داخل عناصرها الرئيسة وخلفياتها الشكلية المتممة، مجرة شكلية مفتوحة على التأمل والقراءة والمحاورة الفنية والمعنوية، وتلمس المقاصد الثقافية والنضالية التي تقف وراء كل لوحة منها. وتدخل المتلقي ومساحة الرؤى من بصره وبصيرته على متن روح القصيدة البصرية التي يسعى الفنان " هزيمة" الوصول إليها. كتدوين لذاكرة شخصية جمعية في مدلولها ومحتواها الشكلي ورمزيتها الموصولة بالقضية الفلسطينية من ألفها على ياءها.
ــــــــــــــــــــــ






رد مع اقتباس
قديم 02-25-2012, 04:38 AM رقم المشاركة : 53
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


36- الفنانة سامية الزرو

الفنانة التشكيلية الفلسطينية الأردنية (سامية طقطق الزرو)، من مواليد مدينة نابلس بفلسطين عام 1938، تخرجت من قسم الرسم والتصوير بالجامعة الأمريكية في بيروت عام 1957، أقامت مجموعة من المعارض الفردية ذات الصلة بمواضيع التراث الشعبي الفلسطيني الفلسطيني، وعملت كخبيرة في ميادين الفنون التطبيقية في أكثر من مؤسسة دولية، لها مُشاركات دائمة في المؤتمرات المحلية والعربية والدولية لاسيما منظمة "إرسيكا" المعنية بالفنون اليدوية المتصلة في العالم الإسلامي.

أعمالها الفنية التشكيلية والتطبيقية، متجاوزة حدود التخصص الأكاديمي الواحد، بل هي موهبة خبيرة ومدربة في ميادينها التشكيلية والتطبيقية ذات النفحات التصويرية، مفتوحة على تقنيات متعددة لفنون النحت والتصوير والحفر والصنائع اليدوية المهنية المتنوعة. تأخذ من التعلم المدرسي الأكاديمي سياقها الشكلي، لتوليف وحدة عضوية في مواضيعها، ومن صنائعها المهنية التطبيقية المتناسلة من وجوه الحداثة الشيئية والتركيبية، بعضاً من ملامحها التعبيرية.
حداثة تركيبية ومُركبة في المواد والخامات والخطوط والملونات، خارجة فيها عن مسارات النمذجة المدرسية والتقليد. تستعير في معالجاتها التقنية، كل ما تصل إليه يدها وذاكرتها الغنية بالأفكار والصور والمرئيات، تجمع الخامات الطبيعية والصناعية المتوفرة لديها، وتُعمل فيها صنيعاً وتشكيلاً وابتكاراً، تجمعها وتعالجها تقنياً وترصفها في بوتقة شكلية حاشدة بالخصوصية وديناميكية العبث، فهي محمولة بالغرابة والرمزية والإيحاءات، والاستخدام الوظيفي للمواد والملونات.
لوحاتها التصويرية غنية بحركية الخطوط والملونات، وتنوع الخامات المستعملة، تُشكل عالماً من الحداثة التجريبية، محمولة بفلسفة العبث الشكلي على سطوح وتقنيات متعددة الصنائع. تصنع منها قصصاً وسرديات بصرية مليئة بمواضيع التراث الشعبي الفلسطيني، ومليئة بتوليفات الزخرفة عموماً والمطرزات الفلسطينية خصوصاً، تسكبها في لحمة تقنية شديدة الخصوصية، قائمة على استراتيجيه الهدم والبناء التشكيلي، والاستعارة المستديمة لعناصر ومفردات شكلية من مخزونها البصري الشخصي، وتهويمات سردية منسجمة مع لمسات الحداثة التجريدية، واللعب على ليونة الحركة الإيقاعية للمواد المنتشرة فوق السطوح ودسامة اللون وشفافيته وتدرجه وانسجامه، ومراوحتها ما بين فنون الرسم والتلوين واللصق من نوع (كولاج) متنوع المتآلفات التجريبية.
وجدت في مدينة القدس مجالاً خصباً لعبثها الشكلي، وفسحة بصرية لتفريغ رؤيتها الفنية، وتفاعلها الوجداني مع قضيتها الفلسطينية، والقدس على وجه التحديد، تجد في ذاكرتها البصرية فسحة لمكان وملاذاً مواتياً لتفريغ انفعالاتها واندماجها بالأحداث الفلسطينية اليومية، عبر مدونات سردية هنا وهناك في حدود السطوح المتاحة والحاضنة لجغرافية المدلول والمعنى. سطوح متسعة لقصص الذات والتراث، قادرة على احتواء مفاعيل الخبرة ولحظات التجلي الشخصي لفنانة تعرف حدود عملها وغايته. نصوص طافحة بالعناصر والمفردات الرمزية، والمعاني الخلفية التي تحشدها داخل أسوار قصائدها البصرية، فيها ما فيها من حداثة تصويرية، مشبعة بأنفاس التجريب والتجريد في وقت واحد.

ومدينة القدس في عمائرها وأوابدها ومعالمها المسيحية والإسلامية حاضرة على الدوام في غالبية أعمالها، تكسوها بحلل لونية متعددة، جامعة لتدريجات الألوان الرئيسة الخمسة (الأحمر، الأصفر، الأزرق، الأبيض، الأسود)، تدخل في عراك التقنية ورصف المفردات التشكيلية فوق سطوح الخامات المستعملة، تبني عالمها الرمزي، وطريقتها في التعبير عن حس الوجود والمواطنة، من خلال أوصافها الشكلية المعبرة عن صدق الحالة وعفوية التعبير وبساطتها. حالات وجدانية حالمة ممتلئة بخصوصية التجريب، ترنو إلى تصوير المشهد العام والخارجي لمدينة القدس المُتخيلة في حلتها الهندسية المتناسلة من مكرر المربع والمثلث والأقواس وأنصاف الدوائر، كوسيلة تقنية للوصول إلى معابر نكهتها التعبيرية الخاصة، بإيقاعات الخط واللون واختيار متواليات الصورة، وتوليف معالم القدس بتقنيات متنوعة راصدة لأزمنة متقلبة، سواء أكانت ليلية مكللة بنورانية القمر الفلسطيني الحزين، أو ملازمة لشروق الشمس وغروبها، أو نهارها المسكون بالحركة، كفسحة تعبيرية مُريحة لتوصيل فكرتها وإحساسها بجماليات المكان الفلسطيني وذاكرته






رد مع اقتباس
قديم 02-25-2012, 04:40 AM رقم المشاركة : 54
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


37- الفنان مروان ابو الهيجاء


الفنان التشكيلي الفلسطيني " مروان أبو الهيجاء"، من مواليد بلدة (الحدثة) في شمال فلسطين عام 1942، تعلم الفن على نفسه في بداية الأمر، ثم تابع دراسته لأصول الرسم والتلوين والتشكيل على يد الفنان الفلسطيني (عبد عابدي)، من خلال مجموعة من الدورات الفنية التشكيلية، هو مقيم في مدينة (طمرة) الفلسطينية بعد الغزوة الصهيونية لفلسطين، مزاولا مهنته كموظف، أقام مجموعة من المعارض الثنائية والجماعية داخل بلدات الأراضي الفلسطينية المغتصبة عام 1948.

فطريته وهوايته المعشبة بدربة وخبرات مهنية وتقنية متاحة، أدخلته في واحة الابتكار الفطري كرسام ونحات ومصور محكوم بنوازع محض شخصية، تُجسدها لوحاته وأعماله النحتية، المحمولة بذاتية الهوى والمضامين المطروقة في عموم تجاربه، تداعب الطبيعة الفلسطينية حيناً، وجماهير شعبها وتراثها، ومفاتنها الحاشدة بالمرئيات حيناً أخر، مشدوهة بجماليات عفوية، متساوقة وروحه الباحثة عن موطئ صورة لذاكرة بصرية، مُمجدة لحيز المكان والأرض والإنسان، موصولة بجماليات الفطرة والتلقائية المطروقة في أعماله.

تشي تجاربه الفنية، بحقيقة مشاعره وأحاسيسه وانحيازه لذاته ومحيطه وموطنه وناسه، من خلال طرائق وصفه، وأساليبه المتفردة والعاكسة لمقدرته على صياغة مواضيعه وتقنياته وخصوصية أسلوبه الفني التشكيلي، المربوط بحبال الوجد والبساطة والتبسيط الشكلي للأماكن والشخوص، وجامعة لمدارات الذاكرة الفلسطينية الحبلى بالعمائر والماء والخضرة والوجوه الحسنة كما يراها، وضجيج الورود والأشجار، وشموخ الجبال وثراء المشاهد الموصوفة داخل حيز لوحة وسطوح.

لوحات ومنحوتات مشدودة لشفاف وطن وجماليات مكان، مليئة بتجليات الموروث الشعبي الفلسطيني المتناقل عبر الأجيال، ورسم ونحت مشاهد من الواقع الفلسطيني المعاش في صور شكلية متعددة، سواء داخل البيوت الريفية أو في المزارع والفلاحة المتغنية بتقاسيم الأرض المشبعة بعرق الفلاحين وجهدهم، تظهرهم في هيئات شكلية طافحة بالبساطة التعبيرية، المختزلة والمقصية لتفاصيل الملامح الكلاسيكية المعهودة في الأنماط المدرسية الأكاديمية.

الخطوط والملونات المنثورة في ثنايا المساحات الممتدة داخل أسوار اللوحات، متناسلة من ملونات الدائرة اللونية الرئيسة، وجامعة لجميع ملونات الطيف البصري، تميل في معظمها إلى شفافية اللون وزهوته بملامس تقنية متحررة من القيود، كتل لونية متراصة ومرصوفة في جميع الاتجاهات، تحتضن شفاف الفكرة ورمزية الحالة التصويرية المتجانسة وقدرات الفنان على التأليف والوصف والتعبير، حاضنة لمناظر خلوية من الطبيعة والسوق، وأخرى تعكس جلسات فلسطينية داخل جدران البيوت، تفوح منها الفطرة والبساطة الشكلية.


يحتل موضوع جدار الفصل العنصري الصهيوني، مكانته في رسومه وتصويراته الخطية واللونية، ويُظهر انحيازه المكشوف لأبناء شعبه وعدالة قضيته، وتوقه ومحاولته الدائمة في اختراق الجدران الصهيونية المصطنعة، وتصميم هذا الشعب العربي الفلسطيني على اخذ حقوقه المستلبة، والتحرر وزوال أشكال القهر والاغتصاب الصهيونية للأرض والإنسان، وما تكرسه لوحته عن مقاومة الجدار، من إرادة وطنية صلبة وراسخة في وعي وضمير أبناء الشعب العربي الفلسطيني الواحد بالرغم من قسوة الاحتلال وجبروته وصنائعه المعبرة عن حقد وكراهية غير مسبوقتين في تاريخ الإنسانية.


ــــــــــــــــــــــــــ






رد مع اقتباس
قديم 02-25-2012, 04:44 AM رقم المشاركة : 55
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


38- الفنان علاء ابو سيف
الفنان التشكيلي الفلسطيني "علاء ابو سيف" من مواليد "خان يونس بقطاع غزة عام 1982. تعلم في مدارس وكالة الغوت وتشغيل الفلسطينيين "الأنروا" مراحل دراسته الابتدائية والإعدادية، متابعاً دراسته العليا الأكاديمية في جامعة الأقصى، متخرجاً من قسم التربية الفنية عام 2005. نشاطه الفني في مهارات الفنون التطبيقية اليدوية المهنية كان بادياً عليه، ومتجانساً مع رغباته الذاتية ومهاراته ومواهبه الفنية المتعددة، منذ ما قبل دخوله مجال التعليم الأكاديمي وبعده، وله في ذلك مساهمات جماعية وتجارب فردية في اكثر من موقع وعمل فني. هو عضو في روابط فنية تشكيلية عديدة في مدينة غزة، منها جمعية الفنانين التشكيلين الفلسطينيين، ملتقى الفنانين التشكيلين" عنقاء فلسطين" ومجموعة باليتا للفن التشكيلى.



أخذت ميادين الفنون التشكيلية والتربية الفنية وتقنياتها من موهبته ودربته وخبراته ومهاراته كل مأخذ، وتجلت في مناحي انتاجه الفني التشكيلي والتطبيقي والتربوي المتنوعة. موزعة ما بين الرسم والتصوير والملصقات السياسية المنفذة بتقنيات يدوية أكاديمية أو بوسائط برامج الكمبيوتر الرسومية. أو في مجال اشتغاله المهني في حقل تدريس التربية الفنية في مدارس القطاع ونواديها المتعددة. استهواه فن النحت والجداري على وجه التحديد، منفذاً فيه عدة لوحات وبشكل جماعي وبالتعاون مع مجموعة من أقرانه في الفن والحرفة. وتًُعد جدارية" جذور بلادي" وهي مؤتلفة من النحت البارز والمسطح، ثنائي الأبعاد " روليف" والمنفذة في جامعة الأقصى بمدينة غزة هي الأطول في تقنياتها ومواضيعها، المفتوحة على تاريخ شعب وذاكرة قضية ما زالت متوهجه في عيون وقلوب الأجيال الفلسطينية المتعاقبة. موضوعها الرئيس إحياء التراث الشعبي الفلسطيني ودوره النضالي بالتزامن والملاصقة مع الكفاح المسلح الفلسطيني والمقاوم لقوات الاغتصاب الصهيوني في أشكال تعبيرية متنوعة.
تقص حكاية الزمن الفلسطيني وعلاقته مع الأرض والإنسان، وتصفح أوراق التاريخ والأوابد في حقب زمنية متوالية. تستعير وتقتبس في رؤاها الفنية وجملتها التشكيلية منتجات لفنانين تشكيليين فلسطينيين رواد في كسوة تقنية مغايرة. لاسيما لوحات الفنان الرائد الراحل "كامل المغني" التصويرية، واتخاذها بوصلة وجوهراً ومجالاً حيوياً لمقاربة تشكيلية، وترجمة حسيّة وجمالية وتقنية بوسائط النحت الجداري. تلك المفتوحة على ذاكرة فلسطينية تراثية متسعة لجماليات الطبيعة الفلسطينية والشخوص، والمدن والحواري والأسواق والصنائع والمهن المنزلية وسواها، وعلى يوميات مستمدة من سير النضال الوطني الفلسطيني وإنسانه في اجمل تجلياته الحياتية.
وهي أشبة بترجمة حرفية لنص بصري، مسرحي في مداه الرئوي، ومشغول بوسائط الفن التشكيلي النحتي. تحكي في فصولها قصة المواطن الفلسطيني في صورته الإيجابية المشرقة، مؤلفة من مجموعة قطع شكلية وأفكار. كل زاوية وسطح فيها معنية بنبش ركام المواطنة الفلسطينية، وتبيان حقيقة ملكية الأرض الفلسطينية التي تعود لأصحابها الفلسطينيين، الذين روا تربتها بعرقهم وتعبهم ودمائهم، وتبرز الوجوه المتعددة لحركة الناس في تداول المهن الفلسطينية التقليدية، والمحددة لدورات الحياة اليومية الفلسطينية.
هي بلا ادنى شكل، لوحة تشكيلية نحتية بانورامية، تصول وتجول في واحة الذاكرة الفلسطينية، بأوراقها المتناثرة هنا وهناك. تجود بما تحمله تفاصيلها الشكلية من ابجديات المدن التاريخية، المدرجة في ثنايا الزمن العربي الغابر والحاضر، وبرؤية خاصة ليوميات المستقبل الفلسطيني المحملة بالأمل وتجليات النصر المؤجل. تتقدم المواكب الشكلية زهرة المدائن وعروس فلسطين وعاصمتها العربية الأبدية قدس الأقداس مدينة " القدس" في حلتها الوصفية المعروفة، والتي يتربع فيها المسجد الأقصى في هيبته ووقاره، ومسجد قبة الصخرة بقبته الذهبية، وما يحيطها من جماليات زخرفة ورصف.

الجدارية بوصفها منشور سياسي وثقافي وإنساني بكل ما فيها من جماليات وتقنيات، تبرز جودة العاملين والمشتغلين في تنفيذ مقاطعها الشكلية، وتُظهر جودة التصميم والرسم والمعالجة التقنية. تُعطي الفلسطيني والبيوت والأرض حقوقهم في لعب أدوارهم في ناصية المشهد التراثي والنضالي الفلسطيني، كعناصر ومفردات متناسلة من واحة التاريخ والجذور الضاربة في عمق التاريخ والمعاناة المصاحبة لذلك الاغتصاب الصهيوني المجرم.
مفرداتها المتوالدة من رحم الأرض والبداهة الشعبية والأهازيج والأغاني، والصنائع المنزلية المتوارثة عبر الأجيال المتعاقبة. تجد في متنها النسوة في مراحل اشتغالهم اليومي الطبيعي في رفد الحياة الفلسطينية بجمالياتها الموصوفة، وما يحيطهم من أدوات فخارية وجرار، ومهباج القهوة العربية والتمائم والحرز المحافظة عن الأملاك والنفوس، كتقاليد شعبية متبعة، من أجل كف الأذى والحسد وما شابه تلك الحكايات الأسطورية المعاشة. وطاحونة القمح الحجرية والبسط الشعبية وسواها من مفردات تراثية. معنية ايضاً بالفلاح ورقص الحقول وتجلياته في متنها السردي.
وللفدائي الفلسطيني ثمة متسع ومكان لسرد بصري ونفحة تشكيلية. في حلته الوصفية وهيبته ووقاره ويده الممسكة على زناد بندقية وذات حالمة وتواق للعودة للوطن الفلسطيني على طريقتها الخاصة. إما منتصراً وسالماً غانماً، أو شهيداً وأسيرا. محملاً بالأماني والطموحات الكبيرة على طريق العودة التي لا عودة عنها إن طال الزمن أو قصر. يدرجها الفنان ومساعديه في صورة تشكيلية لافته، في سياق معركة افتراضية أو واقعية حدثت في يوميات الزمن الفلسطيني المقاوم. ولا تخفي مسحتها الأيديولوجية وانحيازها إلى حقبة نضالية تعود إلى بداية الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965، وانطلاقة شرارة الكفاح الفلسطيني المسلح. والجدارية كما- أسلفنا- هي ترجمة تقنية لمجموعة أفكار صاغها فنانون تشكيليون في لوحاتهم التصويرية، وشهادة جامعة لتكامل الفنون وصنائعه، وهموم الفنانين ومساحة اشتغالهم وتحدد مدى هم بقضيتهم المصيرية فلسطين، ووظيفية الفن في ذلك الأمر بوسائط متعددة التقنيات والأغراض.




بينما نرى للفنان مجموعة من الأعمال الفنية المنفذة بتقنيات مهنية مُغايرة وموزعة ما بين الرسم والحرق على الخشب والجلد أو التصوير الملون، والملصقات السياسية التي تٌعايش الحدث الفلسطيني في يومياته المفتوحة على المقاومة. جميعها تدور حول فكرة واحدة أسمها الحركي فلسطين، ومداها البصري ورؤاها التشكيلية والجمالية محملة وموصولة بكسوتها الشكلية المتوالدة من الاتجاهات الواقعية التعبيرية، والتعبيرية الرمزية، والجودة فيها أنها منتمية من الفها إلى يائها بمسار القضية الفلسطينية ومواضيع الأرض والتراث والإنسان






رد مع اقتباس
قديم 02-25-2012, 04:46 AM رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


39-الفنانة رفيدة سحويل

الفنانة التشكيلية الفلسطينية " رفيدة سحويل" بلغنا في بحثنا المعمق في وسائط الاتصال المعلوماتية أنها من مواليد قطاع غزة، وأن مواهبها الفطرية دفعتها لدارسة الفنون الجميلة التشكيلية بجامعة الأقصى، والتخرج منها دون تحديد لسنوات الدراسة وميادين التخصص. والمؤكد بوجهة نظرنا الافتراضية أنها اكتسبت بعضاً من الذخيرة المعرفية والخبرات المهنية والأكاديمية. لتخوض غمار ترجمتها العملية كفنانة تشكيلية تروم تقديم مدارات بحثها الشخصي، وتجاربها المفتوحة على التقنيات والجماليات والأفكار. بما تُمكنها مواهبها وخبراتها وتجاربها الشخصية عبر التقنيات المتعددة في ميادين الرسم والتصوير الملون وسواها من فنون مُضافة. لاسيما في مجالات الصورة الضوئية ومنثور الأدب الرمزي التي كانت لصيقة بمراحل تجاربها ولها فيها مآثر وتذكارات.

لوحاتها التصويرية عفوية، وفطرية في مدلولها الشكلي والمعرفي والجمالي. خارجة من عقال التعبيرية الرمزية تارة، والتعبيرية التجريدية في كثير من الأحوال. ومصحوبة باللمسات التجريبية المشغولة وفق مناحي الحداثة التشكيلية، والمعاصرة بالفن بديلا للمدارس والاتجاهات المدرسية الأكاديمية من كلاسيكية وواقعية. متحررة من القيود إلى حدود بعيدة من التجليات، والدخول في مناخات وصفها الشكلي ومعالجاتها التقنية المتنوعة أيضاً. ومنحازة لخيارات دراسية تعلمتها ربما- على أيدي مدرسيها- أولئك المعجبين بفنون الغرب الأوربي والأمريكي ومتاهاتها المفاهيمية والتركيبية.
والتي تُعطي للتقنيات والذات الفردية المغرقة في فرديتها المقام الأول. وأكثر تقليداً لخياراته السردية. ولوحاتها هي أقرب لمجاملات نصية لبعض من تجليات الفكرة والدور الوظيفي للفن التشكيلي الفلسطيني، ومقامه الرفيع في واحة الكفاح الفلسطيني على جبهة الثقافة، وهي غير مقنعة وكافية في أساليب الوصف والمحاكاة لذاكرة المكان الفلسطيني البصرية، بجمالياته الموصوفة وتراثه وصفحات نضاله، سواء أكانت مُتجلية بالطبيعة الخلوية أو المواضيع الاجتماعية وحلتنها السياسية ومسيرة كفاحنا النضالية التي يجسدها المخيم وحالات الصمود والحصار والمقاومة التي لها من العمر عدة عقود.
لوحاتها تأخذ في مسحتها الجمالية وفكرتها التعبيرية مضامين إنسانية، مستعارة من شخوص نسوة هنا، ورمزية نضالية هناك، ولعل الأسير الفلسطيني له حظوة ومكانة في رسومها الجدارية التي تدونها ببساطة وصف ورصف، فيها إحساس طفولي وتعبيرات شكلية ذات صبغة إعلامية، وأشبه بمنشور بصري تحريضي، وتضامني مع قضية الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال الصهيوني. وهي لفته معنوية مهمة في مسيرة النضال الفلسطيني من وظيفية وأدوار الفن التشكيلي الوطنية والاجتماعية.
لوحاتها تدخل سجال الذات الشخصية والبوح القلق، والخجول في مضامين الصورة الذهنية المركبة في خاطر وذاكرة الفنانة البصرية، والباحثة عن رموز قلقة أيضاً، مُعبر عنها بالخط واللون، والمحملة برهافة المساحات المتداخلة فوق توليفات السطوح. تجد لها فسحة مناسبة لتداعيات الريشة المغمورة باللون لرصف مقامات شكلية متوالدة من معين التعبيرية التجريدية. والتي تبقي اللوحة أسيرة لعفويتها وحركتها الدائرة في نشر بيانها البصري، كتداعيات كتل ومزيج ملونات. غير معنية بالنسب الذهبية والحسبة التقنية لمراحل إنتاج العمل الفني، ورصف طبقات اللون فيه وتجانسه. بل هي متروكة للتلقائية المكشوفة على روح الفكرة المسكونة في ذاكرة الفنانة لحظة بلحظة.
نجد في متن نصوصها البصرية ولوحاتها التصويرية، ثمة مناظر مستعارة من محسوسها الشخصي بالأشياء. فهي مزيج من عناصر ومفردات متوالدة من البيوت والأزقة، ومن الطبيعة الخلوية المعشبة بالأزهار والورود، وبشخوص ورموز مروا ضيوفاً قدموا على عجل، واستقروا في مدارات بيئتها الوصفية وتضاريس بيانها التشكيلي. موصولين بحزمة من الخطوط والمساحات الملونة المنتشرة بحرية وحركية فوق مسارات الرصف. محكومة بوصلها التقني مع مركبات دائرة الألوان الرئيسة وتدريجاتها المشتقة هنا وهناك.






رد مع اقتباس
قديم 02-25-2012, 04:48 AM رقم المشاركة : 57
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


40- الفنان عدنان حميدة

الفنان التشكيلي الفلسطيني "عدنان حميدة" المولود في مدينة دمشق السورية عام 1962، تعود أصوله الفلسطينية إلى مدينة صفد في شمال فلسطين المغتصبة منذ عام 1948. مواهبه الفطرية برزت منذ مراحل تعلمه في المرحلة الإعدادية، واحتوتها الرعاية الذاتية والتربوية بالصقل، وأمسى الفن ودراسته هدفاً ممكن التحقيق في مساراته الحياتية. بعد حصوله على الشهادة الثانوية تقدم لمسابقة القبول في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 1981، وكان من عداد طلابها المُجيدين. تخرج من قسم الاتصالات البصرية - إعلان- عام 1985، حاصلاً على شهادة بكالوريوس فنون جميلة.

آثر في بداية مشواره الفني ومساحة عروضه الفردية مُغادرة مخدعه الدراسي الأكاديمي (الإعلان). من خلال معرضه الفردي الأول في صالة نصير شوري بدمشق عام 1998، تحيزاً لفنون التصوير الزيتي والتي أتقن مهاراتها وتقنياتها وأصولها ما قبل وأثناء التحاقه في كلية الفنون الجميلة، متأثراً بالمدرسة الواقعية الممزوجة بلمسات انطباعية، ومعجباً بتوليفات الحداثة التعبيرية. مُبتكراً لذاته أساليب خاصة في صوغ المضامين وتوزيع مفردات وعناصر شخوصه ومكوناته المتداخلة في فضاء اللوحات. قائمة على البنية التحليلية لأشكال الطبيعة والإنسان في صيغ شكلية وخطوط وحركة إيقاعية من الملونات المتجانسة، والملتزمة بمقولات الفن للفن.


عمل في بداية الرحلة في يوميات الفن والحياة مُدرساً في مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية بدمشق، وكان له حضوراً مميزاً ولافتاً ما بين زملائه وطلابه، وتأثيره الواضح على مجموعة الدارسين الذين عبروا في محطة ابتكاره، وأمسى لكثير منهم مكانة رفيعة في الحركة الفنية التشكيلية السورية. استهوته الرسوم المتحركة وصناعة الأفلام الخاصة ببرامج الأطفال، وعمل في أكثر من شركة ومكان. انتهى به المطاف للعمل كأستاذ محاضر في قسم الاتصالات البصرية في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق وتدريس مواد لها صلة بالرسوم التعبيرية المتحركة" أفلام كرتون" وسواها من تقنيات. منتقلاً بعدها إلى فضاء الجامعات الخاصة بالفنون لتدريس ذات المواد العملية التخصصية. له مجموعة من المعارض الفردية والجماعية الرسمية لنقابة الفنون الجميلة ومديرية الفنون الجميلة السورية، والاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين في سورية وصالات العروض الخاصة. وجدير ذكره هو عضو في اتحادي الفنانين التشكيليين السوريين والفلسطينيين منذ تخرجه.


هو بلا أدنى شك، فنان إشكالي في فلسفته الجمالية وصوفيته التعبيرية وطريقته في التفكير، لاسيما أفكاره البريئة، والمُعلنة عبر وسائط الإعلام حول الفن التشكيلي الفلسطيني. ذلك الفن التراكمي للفنانين التشكيليين الفلسطينيين عبر سبعة عقود من الزمن والمعبر عن هموم وأحزان الشعب الفلسطيني وثقافته الوطنية وتراثه الأدبي والشعبي، مُعتبراً إياه بأنه فن بلا هوية، وان فنون الحداثة والمعاصرة التجريدية المجردة من العواطف والهموم والمعنية بالخط واللون والتكوين هي الفن الصادق. ونظرته وشواهده المتناقضة تغدو مشوبة بلمحات سريالية في تقليب الأمور والأشياء والشخوص، سواء بلغة الفن التشكيلي البصرية، أو بلغة مسرود الخطاب اللفظي والكلامي. هو عصامي في الأقوال والأحاديث، ومنفتح على الحداثة الغربية التصويرية وتقاسيمها التعبيرية التجريدية في ميادين الفن التشكيلي.
خارج عن سرب أقرانه في الحركة الفنية التشكيلية الفلسطينية، من حيث رؤيته للعمل الفني التشكيلي ومقوماته. المبتعدة كل البعد وظيفية الفن النضالية والاجتماعية، وينأى بنفسه وفنه الدخول في محاكاة مواضيعها المباشرة، ولا نجد لها موقعاً في تجلياته البحثية، ولا ترجمة نصيّة تصويرية لمعاناة الشعب العربي الفلسطيني وتمثلها في مواقف تعبيرية داخل أسوار لوحاته. بل هي باقة من رسوم ولوحات معنية بالطبيعة الصامتة، والإنسانية كصدى ولازمة تشكيلية لإيقاعاته اللونية. مواضيعه في غربة شكلية ملحوظة عن دورها، كأداة تحريض وتعبئة وفعل ثوري مباشر، بل هي سابحة في متاهة الحداثة التعبيرية والشخصانية، والرمزية اللونية المحلقة في فضاء التقنيات المتناثرة في فضاء مخيلته الحافظة، ومزاجه الشخصي وذاتيته المُدرجة فوق سطوح خاماته. ترنو بلوغ جماليات المتعة الذاتية في الوصف والرصف والتشكيل، وبنائية النصوص وفق معايير الحسبة المهنية وحرفية التوصيل، وجماليات الأفكار المتوارية في تقاسيم لوحاته.
غنائية المساحات وعناق الملونات، والبعد الإنساني في حبكته التقنية ومسحته العالمية، هي شغله الشاغل، وحاضنة رؤاه ومعتقداته وجمالياته. مرصوفة فوق سطوح خاماته في جميع الاتجاهات صعوداً وهبوطاً ومجاورة وتداخل، وهي ميدانه الشكلي المحمود، وترجمان أمين لذاته المبتكرة والمنفعلة تماماً بمعزوفات اللون وطقوسه متعددة الملونات. تحتضن دائرة الألوان الرئيسة، وتُعطي للألوان الأساسية حظوة ومكانة متسعة في تقاسيم شخوصه ورموزه، وتجد تدريجاتها اللونية فسحة مناسبة لسباحة ريشه المعشبة باللون وحرية التنقل المريح فوق طبقاته، ورسم معالم فضاء لوني زاهي وشفاف وموصول بلحمة تقنية قوامها تحليل اللون والشكل إلى مساحات هندسية متواترة ومتوازنة الحدة والتباين والعلاقات الشكلية.
الإنسان والكائنات الحيّّة، ما هم إلا زائرين عابرين وطارئين تفرضهما ضرورات الحسبة الرمزية، ودلالات شكلية مشهودة في كثير من توليفات ملامحه التعبيرية المستعارة من ذاكرة الفنان الشخصية، مفردات متوالية الرصف في جدران مقاماته التصويرية، وكأنها جزء لا يتجزأ من تاريخ زمنها التشكيلي العابر التي تجسدها رمزية اللوحة. والمحكومة بقيمتها الشكلية المحددة قسراً بعلاقات بنيتها النصيّة ومقولات الفنان في الحداثة والمعاصرة، وبنية التكوينات وجمالياتها وتقنياتها ومحددات العلاقة ما بين رموز الطبيعة الصامتة والخلوية والإنسان، وبما يحيطها من كائنات حية ومساحات فراغ وتجريد لوني يمتلك سطوح المكونات.

تقطيع اللوحة إلى أشكال هندسية مرصوفة في جميع الاتجاهات، ولعبة اللون وسطوته في عموم اللوحات، تقودنا إلى رؤى الفنان الشخصية، المعتمدة على تحليل معطيات الطبيعة لاسيما الكائنات الحيّة والإنسان خصوصاً. وفق متواليات هندسية الحركة الشكلية في متن النصوص. وكأنك تعود إلى حقب زمنية غابرة ومستعارة من حضارات متعددة، متوضعة في قالب شكلي واحد. وهي صيغة فنية طيبة الأثر، ومحمودة في اشتغل الفنان التقني والفكري على جماليات الماضي واستحضارها في صور حداثة تعبيرية وتجريدية معاصرة. لكن لا بدّ أن تعكس في ملوناتها وحسبته الشكلية ودلالاتها الرمزية مدارات الواقع العربي والفلسطيني خصوصاً، وتستحضر بشكل ما رمزي ودلالي ذاكرة مكانه الفلسطيني البصرية المفتوحة على فضاء إنساني رحب، وجماليات طبيعة تفوق الوصف والخيال. وإلا بقى الفنان ومنتجه الفني في لوثة بصرية، يداعب فيها الأنا الفردية المفصولة عن الواقع، وتعيش ويعيش بلوحاته في سيريالية مزمنة






رد مع اقتباس
قديم 02-25-2012, 04:49 AM رقم المشاركة : 58
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


41- فلاديمير تماري

الفنان التشكيلي الفلسطيني " فلاديمير تماري" المولود في البلدة القديمة من مدينة القدس عام 1942. ينتمي لأسرة فلسطينية مسيحية عشقت الفن والعلم وسارت في ركابهما. وتضم في طياتها إضافة إليه، مجموعة من المواهب الفنية المُجسدة في شقيقته الأولى " فيرا تماري" في ميادين الفن التشكيلي ومسائل التراث الشعبي الفلسطيني. والثانية " تانيا تماري ناصر" في ميادين الموسيقى والتراث والغناء. انتقلت العائلة إلى مدينة يافا ما قبل نكبة فلسطين الكبرى عام 1948. وبعدها أوصلته قوافل التشرد إلى مدينة بيروت اللبنانية، كأول محطة لجوء له خارج أسوار الوطن الفلسطيني.

شكلت مدينة بيروت اللبنانية الحاضنة الحياتية والأكاديمية، متابعاً فيها دراسته الأكاديمية للعلوم الفيزيائية في الجامعة الأمريكية ببيروت ما بين أعوام 1957 – 1963. ثم تلقى تعليمه الأكاديمي في ميادين الفنون التشكيلية في أكاديمية سانت مارتن في مدينة لندن البريطانية. وقد تسنى له في تلك الفترة دراسة الخطوط العربية الكلاسيكية التي كتبت فيها نسخ القرآن الكريم، مستنبطاً بعد تلك الدراسة اختراعاً في ذات السياق الخطي، سُجل باسمه تحت براءة اختراع لتصميمه حرف عربي طباعي اسماه "القدس" تيمناً ومحبة وانتماء لمدينته، وقد عمل في بداية حياته المهنية في سلك التعليم بمدارس الأونروا في لبنان كمدرس للتربية الفنية. ورسام للوسائل التعليمية الإيضاحية، وصمم جهاز للرسم بالأبعاد الثلاثة، إلى جانب مشاركته في إخراج عدة أفلام وكتب فنية ومنها فيلم وثائقي عن مدينة القدس عام 1967.
غادر مدينة بيروت عام 1970 متوجهاً إلى مدينة إلى طوكيو، كونها محطة إقامته الثانية خارج أسوار الوطن الفلسطيني. لتشكل مكان لإقامة مؤقتة للعيش. ومزاولة ميوله ومهاراته الأكاديمية فيها بمجالي الفنون والفيزياء، وبرع في كلتاهما آية براعة، وله فيهما مجموعة من الاختراعات، والمبتكرات الفنية التشكيلية ومشاركاته في المعارض الجماعية منذ العام 1980 في العديد من الدول العربية والأعجمية، والتي تشهد على سعة مخيلته وانتماءه لوطنه وأرضه فلسطين التي هُجر منها قسراً بفعل الغزوة الصهيونية منذ حروبها المتكررة عقب نكبة عام 1948. عمل محاضراً في أكاديميات طوكيو ومذيعاً باللغة العربية في إذاعة طوكيو ورساماً لكتب الأطفال، وساهم في إخراج كتاب صور فوتوغرافية عن مذبحة صبرا وشاتيلا. عاش غربته العلمية أيضاً داخل بلد متقدم علمياً مثل اليابان، ولم يتسنى له تسجيل براءة اختراع لنحو خمسة عشرة نموذج تقني، لأن القوانين اليابانية مقتصرة على اليابانيين وحدهم.
لوحاته مشبعة بالاتجاهات التعبيرية السريالية ذات المسحة التجريدية، التي تُعطي للفكرة الرمزية دلالة التوصيل ومساحة للتأويل البصري والبحث والمعايرة، وللخط الحركي واللون الزاهي والسابح في تدريجاته المتجانسة، والمتوالدة من رحم دائرة الألوان الرئيسية في الطبيعة، سمة وصفية متناغمة الخصائص والسمات. جميعها مكوناته الشكلية تُكرس مفاهيم دراسته العلمية برؤية بصرية شديدة الخصوصية والتفرد. موصولة بفيزيائية الحركة وتداعيات موشور الرؤى السردية المتوارية وراء النصوص، والراقصة على فسحة المعادلة الشكلية المتواترة للفكرة والخط واللون، وإيقاع الحركة المتجلية بوضوح بصري في كثير من أعماله.

شغلته الفيزياء الحركية في أبعادها الثلاثية متعددة السطوح، المسطحة المستوية ذات البعدين والأبعاد المنظورة في حجمها الثالث المرئي، وتجلت في العديد من لوحاته. وتُشعرك بأنك أمام فنان عالم ومفكر، قبل أن يكون فنان تشكيلي حساس وتقني. رموزه وعناصر مفرداته المرصوفة داخل محيط أطواله وفراغاته، محسوبة بدقة علمية ورتابة وصفية، تُعطي كل عنصر من عناصره حقه من الحركة، وتجعل من عناق الفكرة الرمزية والخط واللون والتقنية فرصة بصرية مواتية، لتأليف عائلة تشكيلية مُتجانسة من العلاقات الشكلية، وتبيح للمتلقي فسحة للاندهاش والاستغراب والتأمل.
لوحاته تعبيرية بقدر ما هي سريالية، وتجريدية مفاهيمية في نهاية المطاف. يُدير لعبتها التقنية باقتدار. وتحتضن مواضيعها المنشورة حقيقة الانتماء لجوهر الأماكن والأشياء، وتختصر معاناته الذاتية والشخصية كلاجئ فلسطيني في أزمنة غربته المتعاقبة. ويجد في مدينة القدس مسقط رأسه السلوان وفسحة بصرية متطاولة لتفريغ مسحة من انفعالاته ورغباته ومكنوناته. تُخفي في ضلوعها بعضاً من أوجاعه وذكرياته وحنينه، وتجسد رموزها وخطوطها العربية وملوناتها هذا الكم من الحب والانتماء لذاكرة وطن فلسطيني، تشغل مدينة القدس موقع القلب في معادلته التشكيلية. ويدونها في كثير من اللوحات في صور سرد متعددة النغمات الشكلية.

لوحاته قائمة على رؤية بنائية هندسية الطابع، فيزيائية الجوهر، تقص مضمرات النص في داخلها، وتُعيد رصف مكونات الذاكرة والحنين والمكونات في صور سرد بصري. جامعة ومحاكية لرموزه وشخوصه وأماكنه، في حلة شكلية متوازنة، مُحافظة على وحدة سردها العضوية. تجود بشفافية اللون وسباحته فوق سطوح الخامات، وتُمسك بتلابيب الخط العربي والخط الحركي المتحرر في حيز الكتل المرصوفة والفراغ، تجمع في طياتها المتناقضات اللونية تارة، والمتوافقات في كثير من الأحوال بتداخلات شكلية وعلاقات هندسية منسجمة ومتوازنة، وكسوة جمالية ممتلئة بروح البحث والتجريب واللعب الدائم على أوتار الاتجاهات التجريدية. تُبقيه أسيراً لمنهجه العلمي ومناطق رؤيته وتفكيره البصري في مؤتلفات النص التشكيلي.






رد مع اقتباس
قديم 02-25-2012, 04:51 AM رقم المشاركة : 59
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


42- الفنان محمد العامري

الفنان التشكيلي الفلسطيني الأردني " محمد حسن العامري" من مواليد 25 كانون أوّل عام 1959، هو سليل أسرة فلسطينية وجدت في الأردن ومدينة عمّان مُستقراً لها، وفي ميادين التعبير والابتكار الأدبي والتشكيلي واحة إنسانية مجالاً مواتياً لتفريغ شحنات الذات والانتماء. متابعاً رحلة تعليمه الأكاديمي الجامعي بكلية المجتمع وتأهيل المعلمين في الجامعة الأردنية، متخرجاً بشهادة دبلوم تأهيل تربوي. مكّنته من العمل في حقل التربية والتعليم ولفترة وجيزة. ليغادرها طواعية استجابة طبيعية لذاته المبتكرة، ودخوله في دوامة الموهبة والخبرة والبحث عن الذات الفنية في ميادين الأدب والشعر والكتابة الصحفية والنقد الفني التشكيلي، وإنتاج اللوحات الفنية الخارجة عن سرب التأليف الشكلي المدرسي النمطي.

معارضه الفردية تزيد عن خمسة عشر، ونحو أكثر من مئة مشاركة جماعية، وله مساهمات في مؤتمرات وندوات وتظاهرات خاصة بالفن التشكيلي، إنتاجاً ونقدا داخل الأردن وخارجه في الوطن العربي والعالم. كما في جعبة ابتكاره الأدبية مجموعة دواوين شعرية منها: " معراج الفلق- الأردن- عمان 1990. خسارات الكائن- دار أزمنة- عمان 1994. الذاكرة المسننة- بيت الرئيس، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، عمان- بيروت1999. ا لمغني الجوّال- تقديم وإعداد، المؤسسة العربية للدراسات والنشر-عمان- بيروت2001. قميص الحديقة – منشورات أمانة عمان 2005". وكتبه في الفن التشكيلي: " فن الغرافيك في الأردن المؤسسة العربية للدراسات والنشر- بيروت 1999، الشاهد والتجربة- منشورات أمانة عمان 2001، عزلة الفراغ – منشورات وزارة الثقافة الأردنية 2003، قراءة في تجربة الفنانة سناء كيالي – منشورات البلقاء للفنون". و حاصل على مجموعة جوائز وشهادات تقدير في الفن التشكيلي والأدب نذكر منها: " جائزة عبد الرحيم عمر من رابطة الكتاب لأفضل ديوان شعر عربي عام 1995، كما حصل على الجائزة الثالثة في مسابقة لوركا للرسم من المركز الثقافي الإسباني. تقديرية مسابقة التفكير باليدين، وجائزة الرسم في "بينالي طهران" الدولي لعام 2007، وجدير ذكره دخول لوحاته مزاد "كريشي في دبي".
فلسفته الوجودية والتعبيرية وجمالياته السردية محكومة بمقولة : أنا أبحث إذن أنا موجود". ووجوده المادي والروحي والتشكيلي الجمالي، موصول بتقاسيم الحداثة التعبيرية في أوضح صورها الشكلية المعاصرة، والمتجلية بالتعبيرية التجريدية المفاهيمية اللا موضوعية. لا مكان فيها للمباشرة الوصفية والمحاكاة الفنية لمناظر مستحضرة من الطبيعة الخلوية والإنسان. بل هي لوحات سريالية تعكس صوفية التجلي والوقع والإيثار، تبحث عن مجال حيوي لفكرة تصويرية متوالدة في مخيلة وأحاسيس راويها "العامري". وترنو من مُخاطبة الوعي الجمالي لمدركات النص البصري، وإزالة الأمية البصرية من خلال قراءات المتلقي للوحاته من خارج نصوصه التشكيلية المسرودة والمتداعية فوق سطوح خاماته.
وليبني بذلك عالمه التشكيلي صحافة ونقداً وإنتاجاً في صيغ جمالية ورؤى فكرية مُغردة في ميادين سربه الشخصي، ومُتجانسة مع مكونات لوحاته التصويرية والموتيف والجرافيك. تجعله في حالة انسجام دائم مع ذاته الباحثة، والمبتكرة ومتناغمة مع طبيعة سلوكه الشخصي الذي يقربه من قلوب الآخرين بيسر وبدون مقدمات. ممتلكاً مفاتيح العلاقات الإيجابية العامة في توليفات المجتمع الأردني والفلسطيني وسواه، وليغدو في غمارها عضواً فاعلاً في مدارات الثقافة اليومية. من خلال تسلمه مهام وظيفية ونقابية متعددة، ومن بينها رئاسته لرابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، عضويته في رابطة الكتاب الأردنيين، وجمعية النقاد الأردنيين واتحاد الكتاب والأدباء العرب. يشغل حالياً منصب المدير العام لمديرية الفنون والمسارح الأردنية.
فنون الحداثة التشكيلية تلبسه من رأسه لأخمص قدميه، وله في ميادينها التعبيرية صولات وجولات. مأخوذ على الدوام بهواجس البحث عن حلول سرد شكلي، وأنماط رؤى ومساحة تفكير بصري، وركب صهوة التجريب، والتنقل ما بين حقول التقنيات المتعددة، وما تٌعمله يده الماهرة من أقلام رسم وأحبار وملونات وأدوات وعلاقات شكلية ولونية، والاشتغال على رمزية الفكرة، والتضمين والإشارات الموحية في خلفيات تضاريس رؤاه وخطوطه وملوناته المتناثرة فوق سطوح خاماته.
لوحاته مهمومة أيضاً بمفاتيح الرؤى البصرية المحلقة في تهويمات شكلية تجريدية، وتداخل خطوط وصوفية لونية من نوع مميز، ومحاولاته السعي للعب دور الكاهن التشكيلي الذي يقود أبرشية الفن التشكيلي العربي كراعي وحامي ومدافع عتيد عن فنون الحداثة التعبيرية عموماً والتجريدية على وجه التخصيص. والقيام بمهام الإصلاح والمُصلح البصري للذائقة الرئوية لعامة الناس وخاصتهم، وفتح نوافذ عبور لكسر جموح الأمية البصرية المتفشية في أروقة المجتمع العربي والمثقف خصوصاً- على حد قوله - وتتجلى تلك الرؤى من خلال محاولاته الدءوبة التقليل من مخاطرها عبر تنويعات البحث النقدي والبصري في المنتديات والملتقيات الخاصة بالفنون.
الحداثة التعبيرية بالأدب والتجريدية بالفن التشكيلي هي واحاته المُحببة، يبني في ظلالها عالمه الخيالي كاسراً حواجز صمت الخامة وواقعية الأمكنة والشخوص. مستعارة من واقع مرئي أو افتراضي، والهروب من التزاماته الواقعية كفنان تشكيلي فلسطيني، والقفز فوق وظيفية الفن الاجتماعية، ليغوص في رمال التيه الخطي واللوني ورمزية الصورة وتجردها من عناصر الطبيعة الخلوية والإنسانية، وتجريديتها الموصولة بملاحة بصرية من نوع تشكيلي مُغاير. لوحاته القصائد البصرية التجريدية المعشبة بكسوة سرد هاربة من صخب الواقع المرئي وأحزانه، تصل في نهاية بوحها الفكري إلى مرئيات متصادمة مع جدران من الأحاجي المرئية هنا، وتجريديات حسيّة هناك. تلملم فصول حكايته التقنية، وتسرد معين ابتكاره في حلة تصويرية جديدة. جامعة لمختلف التقنيات المتاحة من رسم وتلوين وبخ وقص ولصق وسواه. قصائده التجريدية لا تطيق الكلاسيكية ولا الواقعية ولا هموم المجتمع. مفتونة بخيارها التعبيري المكشوف على الرمز، والدلالة وإحالات الإشارات المتوارية في متن النصوص المسرود، والمتعانقة مع واحة رقصها الشكلي. وفيها نوعاً من الترف الفكري والرؤى الجمالية الخاصة بالأشياء.

لوحاته تُسر عين القارئ وتأخذه على حين غرة لجماليات تآلفها اللوني، والتقاط لحظات الإعجاب اللحظي، والمتعة الجمالية دون الغوص عميقاً في مكنونات النصوص وخلفياتها الفكرية. ولكنك سرعان ما تكتشف انك أمام أحاجي مليئة بالأسرار والحكايات، مشغولة بعفوية اللون وانسيابه فوق تداخل العلاقات اللونية والشكلية. وتجعلك كمتلقي لتُبحر في ملاحة بصرية متجددة أيضاً، منسجمة وخيارات مقولاتك الشخصية في مسارات التذوق والنقد وإصدار القيم الجمالية المستخلصة من تنويعات النصوص. وكأنك تقرأ نوته موسيقية لعزف خطي ولوني لمقامات "العامري" الذاتية، والخارجة من عقال البحث والتجريب، وكسر المألوف التشكيلي. خروج دائم عن مضارب القبيلة التشكيلية التقليدية، والسباحة الماهرة عكس التيار البصري الأكاديمي الواقعي المجتمعي، وصناعة وقائع سرد تجريدية تحاكي نزعات الحداثة التجريدية اللا موضوعية، وتتناغم مع المذاهب المفاهيمية للفن التشكيلي العالمي المعاصر.
ــــــــــــــــــــــــ






رد مع اقتباس
قديم 02-25-2012, 04:53 AM رقم المشاركة : 60
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


43- الفنان ماجد شلا

الفنان التشكيلي الفلسطيني " ماجد شلا" من مواليد مدينة غزة عام 1965. تابع دراسته الأكاديمية في ميادين إدارة الأعمال. لكن هواياته الشخصية موصولة بالرسم والتلوين، ومنحازة لخيارها الذاتي مما جعله يتابع دراسة الفن دراسة خاصة وعبر وسائط المراسلة، وتمكنه من الحصول على دبلوم فنون، ومتبعة ذات السبل في الحصول على درجة الماجستير في الفنون من جامعة "سكرنتون" في الولايات المتحدة في عام 2001. عمل كمدرس في برنامج الفنون في " جمعية الشبان المسيحية" بمدينة غزة. هو عضو مؤسس لمجموعة شبابيك للفنون المعاصرة، ومحترف شبابيك الغزاوي، أقام وشارك في العديد من المعارض الجماعية في فلسطين والأردن ولبنان ومصر وأوربا.

معارضه الفردية وعلى الدوام محمولة بعناوين أدبية إنسانية الطابع، ومدينة غزة تسكنه من رأسه إلى أخمص قدميه، ولها حظوة مشهودة في كثير من أعماله. كان بدايتها معرض "سوار من غزة" بمدينة بيروت عام 2004، و"غزة حنين المكان" في قرية الفنون والحرف عام 2003. وأحدثها معرضي "تنفس الهواء" في كل من المركز العربي البريطاني بالتعاون مع أرتس كانتين، وآخر في جاليري مانجو باخيتو بمدينة لندن أيضاً عام 2011، و" حروف ووجوه معاصرة 2011" الذي يُمثل نقلة نوعية في مسارات ابتكاره. سبق له المساهمة في الأكاديمية الصيفية في دارة الفنون بالعاصمة الأردنية عمّان ما بين عامي 2000-2001، وفي عروض الفيديو أرت داخل فلسطين وفي الوطن العربي ودول العالم الغربي. حاصل على جائزة بينالي النيل الثقافية عام 2009.
تدرج في ميدانه التشكيلي بخطوات واثقة ومتلاحقة، موصولة بالرغبة الذاتية والموهبة الفطرية التي تسكن حواسه وتستوطن مشاعره وضلوعه. شُغل في بداية الرحلة بمواضيع الطبيعة والإنسان الفلسطيني في تعبيريته الصارخة المغادرة لواقعيتها ومحمولة بوجه مأزومة ومحاصرة، حافلة بالمعاناة وهموم ذاكرة المكان بما يشوبها من حلاوة ومرارة. وكانت لوحاته في تلك الفترة تُقارب الاتجاهات التعبيرية المتحررة من القيود، لكنه في دروب مخيلته الحافظة وخبراته الذاتية ومطالعاته في ميادين الفن وأروقة دراساته المعاصرة، جعلته بحاراً ماهراً في تجليات الحداثة والمعاصرة التعبيرية التي تُحقق له نشوته الشخصية، وتعكس مزاجه وروحه المُبصرة في ثنايا النصوص. ليُبحر في زوارقها اللونية والحركية ومساحاته البحار المتوالدة في خلفياته لوحاته، في أمواجها الشكلية المتلاطمة مؤلفاً مقطوعات موسيقية متداخلة من تناغم اللون مع المساحات الخلفية الممتدة في فضاء اللوحة، كترجمة حسيّة وذاتية لمكامن أسراره.
التراث في رموزه المعروفة، وأحاجيه المتناسلة من قطع نسيجية، ملصوقة في سياق "كولاج" تقني، وجبلة لونية من تدريجات الملونات الأساسية الناتجة عن عناق الأحمر والأصفر والأزرق، تحكي فصول حكاياته الشكلية عبر وسائط وخامات بيئية من قطع الخيش النسيجي الملون، تستعير رموزها ومكوناتها الهندسية المتواترة من الحرف والصنائع الفلسطينية المتعددة، والتطريز الفلسطيني خصوصاً، تؤلف في مجموع تداعياتها الشكلية مقاومة بصرية من نوع مميز.
اعتمد الفنان "شلا" في مسيرته الفنية التشكيلية على أساليب وتقنيات الهدم التشكيلي ومن ثم إعادة البناء وفق رؤية فنية حبلى بالحداثة وروحانية التجارب، والتناغم الشكلي مع تجليات المدارس والاتجاهات التعبيرية والمؤتلفات التجريدية للحروف والسطوح، التي تولي الأهمية القصوى لتوزيع الملونات وتدرجها وتوافقها وتعارضها حدة، برودة وحرارة، رموزاً وفكرة متوارية ما بين عناصرها المرصوفة، وتُعمل ريشته المغموسة بملونات دائرته الأساسية فعلها في رصف مداد سرده التجريدي لمساحات واسعة الطيف فوق سطوح الخامات المستعملة.
تبقى لوحاته تخوض غمار إبحارها التجريبي، وماكينة رقصها التجريدي، لتجد في الحرف العربي وتجلياته الصوفية، فسحة شكلية وتشكيلية مناسبة، لفتح صفحة جديدة من إستراتيجيته البحثية والتقنية، أي الهدم وإعادة البناء التشكيلي - كما اشرنا- ولتعيش ملوناته وحركة أحرفه وخطوطه العربية حالة من النشوة التجريدية، راقصة في جميع الاتجاهات، وترسم معالم موجاتها المتلاطمة في العناصر الرئيسة والخلفيات، تناغماً مع حركية الحالة وغنائية الوصف. أمواج تجريدية لا تبقي للواقعية أية أثار، وتكشف عن مقولات السرد البصري المرتجى في واحة الفكرة ورمزية الرؤى هنا وهناك.
لوحاته معاصرة جملة وتفصيلا، مفارقة سربها الواقعي وحسبة ذاكرة مكانها الفلسطينية. تبوح بالمضمر والمغلق من الحكايات، يكتنفها غموض الفكرة وصوفيتها المغرقة بالرمز وطلاسم الحروف. مُعتمدة على لعبة التقنيات، وتلقائية المساحات اللونية المشبعة بالحركات اللولبية تارة والدائرية تارة، ومنادمة الأحرف والخطوط العربية في كثير من الأحوال. ترسم طرق جديدة للخط وعناق اللون، وتشي برسائل بصرية لفهمه الشخصي لمضامين العمل الفني التشكيلي دون حوامل أكاديمية. تبغي الخروج عن مألوف الرسم والتلوين، وتسعى لرصف مكونات سابحة في متاهة تجلياته البصرية وتداعياته، وكأنها لوحات مكشوفة على الأحجية، وتتطلب من المتلقي العادي والمتخصص أدوات قراءة خاصة، ومُضافة للوصول إلى بيت أسراره وخلفيات مقولاته.

وما معرضه الموسوم " حروف ووجوه معاصرة 2011" إلا أكبر برهان ودليل مادي ملموس، وفكرة رمزية ورئوية لمكامن مقولاته الفنية. والطريقة الشكلية المُثلى للوصول إلى دواخله وما يجول في الخاطر والنفس من هواجس ذاتية وانفعالات. وكأنه يرسم ويلون لذاته المُبتكرة أبجدية تشكيلية من نوع تشكيلي مغاير. يعيش عالمه التشكيلي في بساطة انسيابية الملونات وحركية الحروف المركبة والمتداخلة في متواليات النصوص، وكأنه الحاوي الماهر المتحكم بأصول لعبته الفنية التشكيلية.






رد مع اقتباس
إضافة رد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:29 PM بتوقيت عمان

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.6 By L I V R Z ]
mess by mess ©2009