447- الشهيد فايز حلمي عياد
الميلاد ومشواره النضالي
ولد الشهيد فايز حلمي عياد والملقب بأبي "حلمي " بعد ميلاد الثورة الفلسطينية وذلك بتاريخ 9/4/1965م في بيت متواضع وفي أسرة وطنية عريقة عرفت واجبها الوطني في حي الشجاعية بمدينة غزة، وعرف الشهيد بنشاطه الحركي منذ أن تفتحت عيناه احب وطنه وعشق الحرية من اجل شعبة وكان رمزا للعطاء من اجل فلسطين وتنامي شعوره الوطني الذي يزداد يوما بعد يوم ، كان الشهيد فايز الابن الأكبر من بين إخوته، وكان لهم العين التي ترعاهم فقد كان الأب والمدرسة إليهم كان الأم الحنونة والصديق الوفي، تلقى الشهيد تعليمه الأساسي في محافظة غزة وكان يدرك أهمية المقاومة وطرد المحتل رغم صغر سنه، حيث تبني فكرة تشكيل تنظيم داخل مدرسة يافا الثانوية مع رفاقه بين عامي 1982-1983م والتي أخذت مسمى "حركة التكاتف الجماهيري ـ فتح" والتي انبثقت تحت سقف حركة الشبيبة الفتحاوية في مراحلها التأسيسية الأولى، أعتقل الشهيد في العام 1984م وحكم عليه بالسجن لمدة عام على خلفية نشاطه التحريضي ضد الاحتلال، حيث تمكن داخل السجن من تنظيم وتشكيل الأفراد، وهو ما أعطاه حافزاً قوياً وعزيمةً صلبة، وكانت تتضاعف جهوده الفدائية أثناء تنقله داخل سجون الاحتلال، وهو ما أعترف به العدو عندما وقف عاجزاً أمام نزع أي اعتراف منه أثناء اعتقاله ثانية في العام 1987م،
الشهيد منارة ومدرسة في الأخلاق
ويقول رفيقه في النضال الأخ "مروان داود" ( لقد كان الشهيد فايز من الرجال المخلصين للعمل الوطني، وكان من العاشقين للفكر الفتحاوي الأصيل، وكان من المبادرين للعديد من الأعمال والفعاليات سواء على العمل التنظيمي أو الجماهيري، لا سيما في فترة تزعمه لحركة الشبيبة في منطقة الشجاعية و العمل الفتحاوي ، عندها أخذ يتبلور نشاطه ويزداد قوة بعد أن طرح فكر العمل العسكري أكثر من مرة، كان يفضل تأدية العمل بمفرده خشية على سلامة باقي الرفاق، كما كان الشهيد منارة ومدرسة في الأخلاق والتربية وصقل الأشبال، كان يحرص على تنظيم الندوات والجلسات الثقافية والعلمية والأمنية والسياسية، تجمع الأطر الأخرى دون تمييز، وبعد خروجه من الأسر، أخذ يعيد تشكيل المجموعات وتنظيمها من جديد، حيث تولى قيادة لجان الشبيبة في منطقة الشجاعية بين الأعوام 1986-1987م، لقد بدأنا بتنفيذ فكرة العمل المسلح، التي كانت تلح في خاطرة الشهيد"ابو حلمي" وتمكنا بالفعل من شراء مستلزمات المقاتل من سلاح وذخيرة، وقمنا بتجهيز عبوات أعددناها بما يتيسر من إمكانيات في تلك المرحلة".
أعتقل الشهيد أبو حلمي في العام 1987م وحكم عليه بالسجن الفعلي سبعة أعوام، حيث أمضى خمسة أعوام ونصف العام كرسها لخدمة العمل الفدائي والتنظيمي داخل سجون الاحتلال، وفي هذه الفترة قد مورس بحقه أقصى أنواع القهر والتعذيب، وقد أوشكت عظامه أن تتهشم بين أيدي المحققين، بعد أن استنفذت الضغوط النفسية، في محاولة يائسة لنزع أي اعتراف منه.
كان الشهيد متواضعاً، طيب النفس، زاهداً ومتسامحاً وحنوناً، كانت مشاعره العاطفية رقيقة، يخشى علنا من أن نصاب بمكروه أثناء تأديتنا للعمل الوطني، كان حريصاً على أن تعود المجموعة سالمة بعد أدائها مهمتها النضالية، متفقداً لإخوانه لا سيما في الدورات العسكرية، لكتائب شهداء الأقصى التي تجاوزت العشر دورات، فقد كان ينظمها ويشرف على تدريبها، ويقدم إليهم ما يحتاجون من عدة وعتاد وخدمة، وكم من موقف يشهد بكرمه الخاص في خدمة العمل الفدائي، حتى داخل الجهاز الذي انتدب إليه بعد قدوم السلطة فقد كان منبراً للعمل الوطني وللمصلحة الوطنية، لا يعرف الكلل أو الملل، كان محبوباً من رؤسائه وجنوده في السلطة، انتخب الشهيد لتسلم عدة مراكز، لكنه فضل العمل النضالي ومعاركة الاحتلال، وكان همه هو صد العدو ومجابهتهخرج الشهيد بعد أن أمضى قرابة الخمسة أعوام والنصف العام في الأسر، مفعماً بالإرادة والعزيمة وحب العمل، حيث أخذ الشهيد في ترتيب وتأسيس البنية التحتية وإعداد العمل الجماعي والاجتماعي كالعادة بعد خروجه من كل أسر،
وسط حي الشجاعية بمدينة غزة، وتبين أن هناك مجموعة من مهندسي كتائب شهداء الأقصى تقوم بتجهيز عبوة ناسفة كبيرة الحجم، وكان يترأسهم الشهيد فايز حلمي عياد في ظل حركة نشطة لطائرات الاستطلاع، التي نفذت في نفس اللحظة أكثر من جريمة اغتيال في القطاع الصامد، وهو ما أكده ذوو الشهيد وجيرانه عندما شاهدوا جسماً مضيئاً يسقط صوب الشهداء، مما أدى إلى تفجير العبوة التي كانوا يعدونها، مما أدى إلى استشهاد كل من " الشهيد مازن عياد وسامي مصبح "وإصابة الشهيد فايز، الذي ظل واقفاً، وفي يده البندقية، ينظر إلى حال رفاقه كي يطمئن عليهم، لكن وقوفه لم يدم طويلاً بعد أن تقدم باتجاههم، وتبين أنه فقد ساقه، حيث نقل الشهيد إلى مستشفى الشفاء مردداً الشهادتين، قابضاً على الزناد بكل شموخ وعنفوان رافعاً يديه بإشارة النصر المبين، وأبا أن يستشهد بعد أن ودع كل أصدقائه حيث تجمع حولة رفاق دربه و كل أطياف المجتمع، حتى أستجاب الله إلى حلمه وأمنيته الدائمة.
06-25-2012, 10:01 AM
العرض العادي
