88- المحررة لطيفة ابو ذراع
لم تفارق مخيلة الأسيرة المحررة لطيفة أبو ذراع من مخيم بلاطة لحظات الاعتقال منذ أن تحررت ضمن صفقة وفاء الأحرار التي طالت 27 أسيرة في سجون الاحتلال.
ففي سجن الدامون عاشت أبو ذراع آخر ايام اعتقالها قبيل الافراج عنها و تسرد وقائع اجراءات الافراج بقولها :إن ضابطة برتبة عالية أبلغت الاسيرات بالأسماء المنوي الإفراج عنهن باستثناء أسيرتين وهما وفاء نزال وورود قاسم.
وتم ابلاغ المحررات بضرورة جمع كل اغراضهن ووضعها في كراتين خاصة تمهيدا لنقلها الى خارج السجن واستلامها لاحقا. حيث نقلت الأسيرات بدون تلك الاغراض الى سجن الشارون فيما نقلت الحاجات التي لا يرغبون باسترجاعها الى الاشبال بسجن مجدو بعد الاتفاق مع ادارة السجن على ذلك.
وفي هذه الاثناء زار السجن مندوبان من السفارة المصرية وابلغن الاسيرات بقرار شمولهن بالصفقة واطلعا على اجراءات الافراج عنهن. لكن نشوة الفرحة تم تنغيصها بسبب اجراءات النقل الى سجن الشارون والقسم الذي نقلن اليه بداية حيث تبين انه مهجور منذ فترة ولكن امام اصرارهن تم نقلهن الى قسم اخر بعد اخذ بصماتهن وتصويرهن.
في اليوم التالي لوصولهن الى سجن الشارون وصفت ابو ذراع اجواء السجن بانها حالة استنفار قصوى ومئات الجنود في كل مكان وجرت مراسم التوقيعات على عشرات الاوراق والملفات ثم تم التحضير لنقلهن ليلا الى سجن عوفر تمهيدا لاطلاق سراحهن لكن العنوان تغير في اللحظات الاخيرة وجرى نقلهن مع باقي الاسرى الى ساحة المقاطعة برام الله.
وتصف ابو ذراع ذلك اليوم بانه قاس لانها لم تتمكن من تناول دواءها بسبب عدم وجود أي شيء من اغراضها منوهة الى ان الاغراض واماناتها لم تصل حتى اللحظة بسبب مماطلة مصلحة السجون.
في باحة المقاطعة جرى استقبال كافة المحررين من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقادة العمل الوطني والاسلامي فيما فرحت ابو ذراع بلقائها بابن شقيقها محمود الذي التقت به وهي بالاسر عندما اعتقل عام 2005 وهو شبل لا يتجاوز عمره 14 عاما في مشهد انفعالي وعاطفي كبيرين. ثم التقت بابنائها واشقائها في باحة المقاطعة قبل ان تتوجه الى منزل عائلتها بمخيم بلاطة حيث التقت بالجيران والاقارب.
اما اكثر المواقف تأثرا -كما تقول المحررة ابو ذراع- فهي مشاهدة ابنتها التي تزوجت وهي بالسجن مع اطفالها الثلاثة الى جانب حرمانها من فرحة ابنها الذي تزوج بداية العام الحالي ايضا.
وفي خضم فرحة الافراج لم يغب عن مخيلة ابو ذراع يوم الاعتقال الذي كان في 9 -12-2003 عندما اقتحم الجنود منزل عائلتها واجبروا الجميع على الخروج ثم دققوا في هويات الجميع قبل ان يطلبوا منها مرافقتهم خمسة دقائق و اصبحت 8 سنوات.
وجرى توجيه تهم خطيرة لها وصدر حكم قاس بحقها في البداية 35 عاما ثم جرى تخفيضه الى 25 عاما امضت منها 8 سنوات قبل ان يطلق سراحها .
وفي ذكريات السجن مواقف وذكريات عديدة منها ايام العزل الصعبة والاضرابات التي خاضتها مع الحركة الاسيرة وظروف الاعتقال وخاصة في معسكر حوارة ونقلها الى مشفى بلنسون وحياة عزل الرملة حيث كانت اطول فترة عزل عام ونصف انفراديا الى جانب حرمانها من زيارة اشقائها طيلة فترة الاعتقال ومنع اطفالها من زياراتها بعد تجاوز اعمارهم 16 سنة الا مرة واحدة بالسنة.
كما تتذكر ابو ذراع فقدانها العديد من المعارف شهداء وهي بالاسر بينهم ابن عمها محمد منوهة الى انها احصت استشهاد 25 شخصا تعرفهم وكانت تعيش اجواء حزن على فراقهم