يا طـالـب المـجــد فـي عجــور مــورده =عـــذب مـعـيــن يـروّي غــلــة فـيـنـــــا=شــــم الأنــــــوف أبــاة دام عـــزهــــــم =هـــم الأوائــل إن نــادى مـنــاديــــــنــــا=تـفـوح يـا بـاقـة الأزهـــار فـي وطـنــي =فــوح الأريـــج ونـفـح الطيــب يغـريـنـا كلمة الإدارة


مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور       »     عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية       »     سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م       »     عجور التاريخ و الحضارة       »     ميزانية قرية عجور - 1939       »     عجور - وقوعات الزواج 1915م       »     عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل       »     اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م       »     أراضي عجور المشاع - حصري       »     اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1       »     ضريبة الانتداب البريطاني "3"       »     عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور)       »     أراضي عجور الحكر       »     عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة       »     علم النفس الاجتماعي       »     ملوك المملكة الاردنية الهاشمية       »     موسوعة صور القدس- زهرة المدائن       »     دليل الجامعات العربية و العالمية       »     روائع الشعر العالمي       »     موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة       »    

آخر 25 مشاركات
ملف عن الحج وما يتعلق به (الكاتـب : نور الهدى - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          كبرت بنتــي / قصة مؤثرة (الكاتـب : أمان - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور (الكاتـب : م .نبيل زبن - آخر مشاركة : نور الهدى - )           »          عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ميزانية قرية عجور - 1939 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - وقوعات الزواج 1915م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور المشاع - حصري (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضريبة الانتداب البريطاني "3" (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور) (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور الحكر (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          كيف و متى تحدثين طفلك عن التحرش ؟ (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          قصص اطفال للبنوتات الحلوين (الكاتـب : اميرة عجور - آخر مشاركة : م .نبيل زبن - )           »          علم النفس الاجتماعي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ملوك المملكة الاردنية الهاشمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة صور القدس- زهرة المدائن (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          دليل الجامعات العربية و العالمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          روائع الشعر العالمي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضيف اليوم بصراحة (الكاتـب : Big heart - آخر مشاركة : ajoor - )





إضافة رد
قديم 05-14-2013, 10:19 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي معلول - الناصرة


معلول
سعيد بشارات إبن قرية معلول

على شرفة بيته في قرية يافة الناصرة التي تطُلّْ على جبل القفزِة، التقيت بإبن قرية معلول المهجّرة سعيد خليل بشارات (أبو صائب) 76 عامًا، وحدّثني على مدار ثلاث ساعات متواصلة عن ذكريات الطفولة ومرحلة الشباب الأولى في قريته معلول، مرورًا بنشاطه السياسي في مرحلة الحكم العسكري والملاحقات البوليسية. وبالرغم من أنه روى قصة النكبة مرارًا عديدة، إلا أنه كان يحدِّثني بها وكأنه يسردها لأول مرّة، وفي لحظات معينة من اللقاء كان يندمج مع الحالة والموقف وكأنه يعيش اللحظة بتفاصيلها.

معلول
قلت: إحكيلي يا أبو الصائب عن بلدك معلول... أبو صائب: شوف، أهالي معلول ما كانوا يملكوا أراضي كثير، وبالرغم من ذلك كانت أهل القريِة فلاّحين ويعتاشون على تربيِة الحلال (الطَرشْ من الغنم والمِعزة والبقر)، عدد سكان معلول في الـ48 كان حوالي 600 نسمة من الطائفتين الإسلامية والمسيحية، يحدّْها من الغرب (نهلال)، من الجنوب (المجيدل)، من الشمال (عيلوط وكفار هحورش) ومن الشرق (الناصرة ويافة الناصرة).

رغيف طابون سُخُنْ بِشَهّي وزيت خير السِنِة في البَدّْ

قلت: لو عدت بذاكرتك إلى أيام الطفولة في معلول شو ممكن تتذكَّر؟... أبو صائب: كان عنا بِمعلول ما يسمّى الـ(بَدّْ) لَعصرْ الزتون، وهو عبارة عن حجر كبير مْدَوَّرْ ومقدوحْ بالنُصّْ، مَربوط بحصان، يِلفّْ ويدور والحجر يدور ويُدرُسْ الزتون، ولمّا يِنْعَمْ الزتون كانو يِعَبّوه بِقْفافْ (من قُفِّة) ويِصَفْتوها فوق بعض على مِكبَسْ يدوي موصول بْعَجَلْ (دولاب)، يلِفّوا فيه ويِكِبسوا لِقْفافْ، يْصير الزيت ينزل على حاوْيِة أو بَرْميل، يِصفّوا الزيتْ فيه وبعدين يِعَبّوه في تْناكْ حسب حصِّة الفلاح وكميِّة زتونُه وبالدور، بذكُر وأنا طفل كنت أروح ع (البَدّْ)، كان حياة أبويْ يشتغل فيه، كانت إمّي تخبز خُبز طابون، آخذ معي رغيف طابون سُخُنْ بِشَهّي، ومِثْلي مِثِلْ غيري، يِمرَحولْنا الخبز بالزيت الجديد (خير السِنِة)، نْرُشّْ عليه ملح أو سُكَّر ونوكْلُه حافْ، وإذا في حبِّة بندورة بلديِّة نِفْغَمْها فَغِمْ، يعني كانت أكلِة مُفتَخَرَة بهذيك الإيام وإلها نكهة خاصة.

كانو الصبايا يوخْذوا العروس عالعين ويِزَرِكْشولها الجرَّة

قلت: بتقدر توصفلي معلول؟... أبو صائب: معلول تقع على تلّة، مقابلها جبل ومن الجنوب المرج، الأرض الجبليِّة مْسَنسَلِة رْباعاتْ رْباعاتْ مَزروعَة بالشجريِّة، والأرض المرجيِّة السهلية كان فلاحين البلد يِزرعوها بالحبوب والخضار، حسب النوع، مزروعات صيفيِّة ومزروعات شتويِّة. في معلول عينتين ثنتينْ، عين البَصّْ على طريق الناصرة، كان أهل البلد يِنِشلوا منها الميّْ بالسطل، وبسمع من لِكبار إنُّه عين البصّْ كانت تِشْتغِل بواسطة عجل كبير مْعَلَّقْ عليه سطولِة، يُبرُم العجل وتِطلَع السطولِة من العين مَلانِة. وفي عين ثانْيِة للبلد، فيها مُزراب، ييجوا أهل البلد يِعَبّوا منها البراميل، لِجرارْ، تيجي المَرَة تْحُطّْ على راسها كْليلْ من قْماشْ وفوقُه الجرَّة وتِمشي مسافِة طويلِة من العين للبلد بدون ما تِمسِك الجرَّة بإيديها... قلت: يُحكى إنُه مَشيِة الفتاة المَلاّيِة، حامْلِة الجرّة، كانت جميلِة جدًا وخاصة إذا كانت تحمل جَرّة على راسها وجرّة على خاصرتها، تِمشي وتِتْمايَلْ؟... أبو صائب: هذا صحيح كنت أسمع كثير من لِكبار، وإمّي كانت تِحكيلي، إنُه الصبيِّة اللي حامْلِة الجرَّة كانت تِتْغاوى بْمَشيِتها وطَعْجِة رَقْبَتها، حتى كانت الصبيِّة تْثَبِّتْ الجَرَّة مايْلِة على راسها وما تِمْسِكها بإيديها وتِمشي فيها أكثر من كيلو متر وما تِقَعْ. وكمان كانوا الصبايا يوخْذوا العروس عالعين، يِزَرِكْشولها الجرَّة وْتِمشي العروس بِالمٌقَدَّمِة مبسوطَة والصبايا وراها. كمان لما تروحْ الصبايا عالحَطَبْ، كانو يِتْبارَزوا مين اللي حِزْمِتها أكبر.

إشي يُحصُد، إشي يْغَمِّرْ، إشي يُرْجُدْ

قلت: كيف كانت علاقة الناس مع بعضها؟... أبو صامد: كانت الناس تحب بعضها وتساعد بعضها، كل واحد من الفلاحين إلُه مارِسْ أرض. إلحصيدِة كانت بالمناجِلْ، إذا خلّص الفلاح مارْسُه، كان يِنتقِلْ لَمارِسْ جارُه ويِساعْدُه، إشي يُحصُد، إشي يْغَمِّرْ، إشي يُرْجُدْ... قلت: شو يعني الرَجْدْ؟... أبو صائب: كانوا يْحُطّوا (القادِمْ) على ظَهرْ الدابِّة (القادِمْ، عِبارة عن مُجَسَّمْ خَشب)، وبعدين يِعَبّوا لِحْمولِة عليه من الجهتين بشكل مُتساوي ويُرُبْطوه منيح، لمّا كان عُمري 14 سِنِة كنت أنزل مع أبويْ وأَرْجُدْ الحصيدِة. بذكُرْ (الرَكوبِة) وهو عِبارَة عن الحمار اللي بِمْشي بِمُقَدِّمِة القافلِة، لما يِمْشي الرَكوبِة، كان أبويْ يِرْفَعْني وأقْعُدْ على ظَهْرْ القادِمْ فوق لِحْمولِة، ولمّا نِصَلْ عالبيدرْ نْحِلّْ القادِمْ وِنِفْرِدْ شمالاتْ لِحبوبْ بشكل دائري نْسمّيها (طَرْحَة) ونِرْكب على لوحْ الدْراسْ تْجُرُّه الدابِّة (لوح الدراسْ من خشب مْرَصَّعْ من تحت بِحجارة)، نُقْعُدْ عليه عشان يصير ثُقُلْ ويِطْحَنْ الحصيد منيح... قلت: يعني لْحِقت تِشتغِلْ بالفلاحَة؟... أبو صائب: بالحصيدِة ما لْحِقتْ أشتغِل، كنت أرْجُدْ وبَسّْ، أما بالحراث كنت أنزل مع أبويْ على (إللقاطْ)، بذكُر كيف كنّا نزرع السمسم، ما كان يِنفَعْ نُبُذْرُه بَذِر زَيّْ القمح والشعير، إلسمسم كان لازم نْلَقْطُه لْقاطْ، بَذكُرْ كنت أمسك البوقْ (مثل المُحْقان) وعلى خاصِرْتي مَرْبوطَة صِدْرِيِّة مَلانِة سِمْسِمْ، وِشْوَيْ شْوَيّْ أسَقِّطْ السمسم بِالبوق أول بأوَّلْ بـ(التَلِمْ) يعني بِشَقّْ الترابْ وراء سِكِّة الحَرّاثْ من أول المارِسْ لآخْرُه.

كان الحَدّى فَرحاتْ بْحفل نهايِة كُلّْ سِنِة دراسيِّة يِلْقي قصيدِة عن العلم والثقافِة

قلت: وكيف كانت الأعراسْ؟... أبو صائب: كان أهل البلد ييجوا عالسهرَة، اللي حامِلْ (لُكْسْ) أو حزمِة حطب أو شوال حْبوبْ، يِكَوّْموا الحطب بالنُصّْ ويوَلّْعوه ويِضووا الساحَة كُلّْها، بَذكُر كانو ييجوا الحَدّايِة الريناوِيِّة، أو الحدّى فَرْحاتْ من المجيدِل (فرحات طِلِع في الـ48 عالشام مع المُهجَّرين وما رِجِع)، كان الحَدّى فَرحاتْ بْحفل نهايِة كُلّْ سِنِة دراسيِّة يِوَقِّفْ على كُرسي عالي أو على بَنكْ (طاولِة للمدرسِة) ويِلْقي قصيدِة عن العلم والثقافِة، كانت الناس تنتَظِرها بشَغَفْ، حتى بالأفراح كانت الناس تِصغي للمبارزات والحوار بين الحدّايِة. ما كان في نقوطْ بالمصاري زيّْ اليوم، كان اللي بشارك بالفرح يجيب معاه لَبَنْ أو رُزّْ أو ذبيحَة وهاللي متوفِّر بِجْنابْ البيتْ.
كانو الشباب الإسلام يِرَتْلوا بالكورَسْ تَراتيل مسيحية

وتابع أبو صائب: بلدنا كانت إسلام ومسيحيِّة نُصّْ بْنُصّْ، وهايْ النعرات الطائفيِّة والعائلية ما كنّا نِعْرِفها بالمرّة. يعني في قصّة مشهورة في معلول سنة 1936، أجوا الثوار يِدَوْروا على مُختار المسيحيِّة بدهن يِعِدموه بعد ما لَبَّسوه تُهمِة الخيانِة، أجا واحد مسلم من البلد بكون ذياب الحمدي أبوه لاحمد وإسعد العطا، وَقَّف قُدّامْ الثوار وقلّهن: أنا المُختارْ خُذوني. وطبعا نتيجة وقْفِة أهل البلد الموحّدة رِجْعوا الثوار وتَركوا المختار... قلت: شو يعني الثُوار كانو يِتْبَلّوا الناس؟!... أبو صائب: كان في عصابات ولصوص يِعملوا حالهِن ثوار، يعني كمان حادثِة صارت بِمعلول: أجت مجموعة مُسَلَّحة بإسم الثوار لعِند المُختار وطلبوا مصاري، قاموا أهل البلد لَمّوا قدّيشْ بِقدَروا من المصاري وأعطوهُم... بعد يومين أجوا ناس ثانْيين وكانو الثوار الحقيقيين، وبعد ما سِمْعوا القصة، وَصّوهِن، إذا اللصوص رِجْعوا كمان مرّة عالبلد بَلّْغوا الثوار بنفس اللحظة... بعد فترة، رِجْعوا اللصوص، قاموا أهل البلد تْجَمّعوا وحطّوهِنْ في مغارة أبو يوسِف، ووَقَّفْ واحد من دار علي الصالح كان قائد فصيل وقعدِلْهِن باب لِمغارة وقلّْهن: اللي بِطلَع بَذْبَحُه، وبِقي حتى أجوا الثوار وأخذوهِنْ.... كان أهل البلد يِحِبّوا بعضهن، ما تِعرِفْ المسيحي من المُسلِمْ، حتى في الصلاة عنّا في الكنيسِة، كانو ييجوا شباب إسلام ويِرَتْلوا بالكورَسْ تَراتيل مسيحية، وهذا إبن بلدنا جاد السابا بَعْدُه حَيّْ يُرزقْ كان إلُه مجموعِة صحاب إسلام، ييجوا معاه عالصلاة.
أكثر من هيك.... لما كنت أتعلّم في المجيدل ما كان في مصاحف تْكَفّي لكلْ الصفّْ، ويِنتقل المصحف من طاوْلِة لَطاوْلِة، وما كان لِمعَلِّمْ يُفْشُقْ عن المسيحي، لأنُّه الطالب المسيحي كان مُخَيِّرْ يِبقى بْدرس الدين أو يِطلَعْ، بسْ إذا حضر كان يقرأ بالقرآن وِيْشارك مثل المسلم. وأنا بَذكُر قرأت بالقرآن وجَوَّدِتْ، وفي آيات كثير بعدني حافظها لليوم. ولحدّْ إسا أنا بَرتاحْ لسماع التجْويد الجميل للقرآن.

وصِلْ المُطران الحَجّار مع المحامي وطَرَدْ اليهود من المرج بالقانون

قلت: كيف كان تعامُل الانتداب البريطاني مع سكان معلول؟... أبو صائب: قبل ما أجاوبَك على سؤالَك بَدّي أجِبلك نُبْذِة سْمِعتها من حياة إمي وأبويْ: بمساندِة الانتداب البريطاني أجو اليهود سنة 1920 حتى يِبنوا نهلال على أراضي معلول، جابوا الشوادِرْ والبَرَكساتْ (براكِيّات)، قاموا أهل معلول بَلّشولْهِنْ بالدَبِشْ ولِحجارة وكَعَشوهِن، وراحوا حَطّوا نهلال بالمَرجْ، هايْ القصة معروفِة وبِعرِفْها كل أهل معلول... قلت: طيِّب ومرج إبن عامر مين اللي كان يُمُلْكُه؟... أبو صائب: الإقطاعيين ما خَلّوا أرض إلا واشتروها، ومرج ابن عامر كان للإقطاعي اللبناني سُرْسُق.... بذكُرْ في الأربعينات كان كثار من أهل معلول يِفْلَحوا بأرض المرج بالأجار والاستئجار لمدِّة 99 سنِة، ييجوا اليهود بَدْهن يِحُرْثوا الأرض بالقوِّة. أجا، الله يرحمُه المُطرن الحَجّارْ، راح وَكَّلْ محامي وقال لأهل معلول: إذا بيجوا اليهود بدّهن يُحُرثوا، إنزلوا كُلّْكوا عالمرج كبير صغير وابعثولي، وفعلاً نِزلوا أهل البلد، الطفل قبل الشاب والنسوان قبل الرجال، وحتى ساقوا الطرش قُدّامْهِن، ووَقّفوا قُدّام التراكتورات، لحتى وصِلْ المُطران الحَجّار مع المحامي وطَرَدْ اليهود من المَرج بالقانون.

اليهود فاتوا على معلول ما لاقوا حدى

وتابع أبو صائب: شوف، الصراحة، كان ممكن نْعيش مع اليهود في فلسطين بسلام وبدون مشاكل، لولا شَغِلتين، أطماع وفكر الحركة الصهيونية من جهة، ووجود زعامات عربية بهذاك الوقت ما بطلع منها غير الحكي والشعارات الفارغة، لأنُه اليهود اللي عاشوا في فلسطين كانوا بعلاقات حسنة مع العرب طول الوقت.
قلت: وشو صار معكو بالـ48؟... أبو صائب: كان ممكن ما نِطلَع من البلد ونِبقى فيها، لولا الزعامِة العربية اللي حكيتْلَكْ عنها. ومثلنا مثل باقي القرى، صرنا نسمع عن إشاعات، إنُّه اليهود بفوتوا عالقرى وبِذبَحوا أهلها، وأجا جيش الإنقاذ على أساس يِحمينا وبليلِة وضحاها انسحب. أهل البلد خافوا وقبل ما يِصَلوا اليهود كانت البلد فاضيِة، إشي عالناصرة، إشي على عيلوط، إشي عالرينِة، إشي على كفر كنّا وإشي على يافة الناصرة، إللي لِحق أخذ معاه الطَرشْ واللي ما لِحق طلِعْ بأواعيه، لمّا احتل اليهود الناصرِة، الناس لجأوا إما على الرينة وإمّا على يافة الناصرة. غلطِة أهل معلول إنهن طِلعوا كلهن من البلد واليهود فاتوا عليها ما لاقوا حدى.

لولا تخَبأ في عُبّْ الداليِة كان مات
قلت: قدّيشْ بِقي في لِبلاد من معلول؟... أبو صائب: غالبية أهل معلول بِقْيوا في لِبلاد بالقرى المجاورِة وبَسْ أربع خَمِسْ عائلات هُجِّرتْ من الوطن لليوم، من آل (بشارات) عائلتين طِلعوا على بيروت قبل النكبِة وبسبب ظروف عملهن بمصافي البترول (الرفينري)، عِلقوا في لبنان وما عادوا يِقدَروا يِرْجعوا. القسم الأكبر من أهل معلول رِجعوا وهنِّي بْنُصْ الطريق على لبنان... قلت: إنتي وأهلك شو عْمِلْتوا؟... أبو صائب: إحنا طْلِعْنا عالناصرِة واستأجرنا دارْ حوالي سِتّْ أشهُر في حيّْ السباط، وارجِعنا على يافا، وبالليل كنا نخاطر ونروح على معلول، نجيب مؤن وأكل من بيتنا حتى نقدر نْعيش، كانت الفوتِة عالبلد ممكن تكَلِّف الإنسان حياتُه، بعرف واحد من لِمجيدل قُتِلْ وهو فايت بالليل على بلدهن يجيب غراض من بيتُه، كان واحد من معلول معاه، لولا تخَبأ في عُبّْ الداليِة كان مات. بعد عدّة أشهر هدموا البلد وما خَلّوا بيت واقف.

ثاني يوم رُحت عالمنجرة وإلا العمال بشاوروا عليّ وبِقولوا: كومونيست كومونيست

قلت شو مع الدِراسِة والتعليم يابو الصائب؟... أبو صائب: كان عِنّا بمعلول مدرسِة للصفّ الثالث، بعد الصف الثالث انتقلت للدراسِة في المجيدِلْ. في معلول عَلّمني الاستاذ سَعيدْ خميس من كفر كنا. وفي المجيدل تْعلَّمت للصفّ السادِسْ، حتى الـ48، بَذكُر أجا خبر عالمدرسِة إنُّ في سيارة متفجِّرات في البلد، قاموا طَلَّعوا لِولاد من المدرسِة بين الزتون، ومن هذاك اليوم ما رْجِعنا عالمدرسِة... قلت: في سنوات الحكم العسكري إنتي صُرتْ شبّْ، شو اللي صارْ معك؟... أبو صائب: في الـ49 والـ50 دخلت الصف السابع في الناصرة، كان الاستاذ حنا خازن مدير قبل ما يصير مْفَتِّشْ، كنت كل يوم أروح عالمدرسة من يافا للناصرِة سيرًا على الأقدام، وخَلّصت السِنِة بالقوِّة، قَصَّرْت بالمدرسِة، قام أبويْ قللي: خَلَصْ بدنا نْعلِّم غيرَك، رُحتْ اشتَغلت جمعة ببيع البوظَة في حيفا وبعدين بَدأت أشتْغِل بالنجارَة في منجرة تعاونيِّة تابعَة للهستدروت، في نفس السنِة 1950، انتسبت في يافا للشبيبِة الشيوعيِّة، في وقتها كان بذكُر ألله يطوِّل بِعُمرُه إسعد يوسف كنانِة ومحمد شريف من قيادِة الفرع، في سنة 1952 شاركت في مهرجان قطري للشبيبة في حيفا، وثاني يوم كان البرنامج نِمشي باستعراض في الشوارع بالربطات الحمراء، عوزي بورشطين كان السكرتير العام للشبيبة، ثاني يوم رُحت عالمنجرة وإلا العمال بشاوروا عليّ وبِقولوا: كومونيست كومونيست، بس بِحُكُم علاقتي مع المسؤولين، بقيت بالمنجرة 12 سنِة، بَذكُر كان غسان حبيب وجورج طوبي كانوا ييجوا يِعملوا إجتماعات ومحاضرات للعمال في بلدة حوّاسة قرب الرفينري، ومرّات يكون الاجتماع عندي في المنجرة بالليل. ومارست نشاطي في الشبيبة الشيوعية وبعدها في الحزب الشيوعي في يافا، وبذكُر كنت أشارك في كل نشاطات الحزب، كان سكرتير منطقة الناصرة للشبيبة الله يطوِّل بِعُمرُو نمر مرقس، وبذكُر ابراهيم بولس كمان كان بقيادِة المنطقة.

كنّا نطلع بالليل نوزِّع منشورات ونكتب عالحيطان (فليسقُط الحكم العسكري)

قلت: اشتركت في مظاهرة أول أيار الـ58؟... أبو صائب: طبعا الحكم العسكري قرَّرْ يعمل احتفالات العاشور (عشر سنين على قيام إسرائيل) في نفس يوم احتفالات أول أيار في الناصرة وأصدر أمر منع للحزب بتنظيم مظاهرة بمناسبة أول أيار، واعتقلوا كل قيادة المنطقة بالليل، وفرضوا حصار عالمدينِة حتى يمنعوا المتظاهرين من وصول الناصرة. إلمعارك مع البوليس كانت أمام مقرّ الحزب وعلى طريق الحارة الشرقية. كان البوليس يتجمّع بأعداد كبيرِة على تجمُّعات الشيوعيين يُضُربوهِن ويعتقلوهِن، منهن محمود أبو غانم (أبو سليم) اللي توفّى بسّ قبل أسبوعين. أنا قعدت حوالي أسبوع فراري من البوليس، خلال هاي الفترة كنّا نطلع بالليل نوزِّع منشورات ونكتب شعارات عالحيطان (فليسقُط الحكم العسكري). الصراحة، هايْ المظاهرة أعادت ثقة الناس في الحزب الشيوعي، لأنُّه كانوا يتهمونا بالخيانة. بهذاك الوقت كان بس الشيوعيين اللي واقفين بوجه الحكم العسكري، ومرّة قَطَعوا عنّي التصريح، صرت أنزل على حيفا بدون تصريح، مرّة فقت بالباص عند نهلال على صوت البوليس وأخذوني عالمسكوبيِّة وحبسوني يوم واحد وأخذوني عالمحكمة وغرّموني بخمس ليرات، وانحبست مرّة ثانيِة وطلّعوني أصدقائي اليهود اللي بالمنجرة.

أبى الباشا إلا أن يسير على الأقدام حتى يصل إلى معلول

بذكُر في الـ58 كنّا نوزِّع جريدِة الاتحاد كان في ناس يشتروها بالسرّْ، كنّا نتفق معهم نْحُطّْ الجريدِة بمحلْ معيّن وبعد ما نروح ييجوا يوخْذوها، عشان ما نْروح لَعِنْدُه عالدارْ، أو يِبعثوا التبرعات للحزب مع اولادهِن لأعضاء الحزب. الناس كانت تْخاف على أشغالها ومستقبلها المعيشي. يعني إحنا الشيوعيين بهذاك الوقت ما كنّا نْخاف من البوليس، صار عنّا مناعة بسبب الظلم والتهجير، وكان للشيوعيين مبادئ واضحة وماشيين عليها ويلتِزموا بالخطوط العريضة، الشيوعي في الجليل والشيوعي في المثلث يحكوا نفس الحكي. منيح نحكي بصراحة، إنُّه الشيوعيين اليهود كمان ضَحّوا بعملهن وأشغالهن وتعرّضوا للملاحقات مثل الشيوعيين العرب ومرّات أكثر.
بهذيك الفترة كان مسموح نروح على معلول مرّة في السنة بيوم استقلال إسرائيل، وبذكُر طلب منّي الرفيق فؤاد خوري (أبو جابر) أكتب مقالِة لـالاتحاد عن معلول، وفعلاً كتبت مقالِة وسلّمتُها لأبو جابر وقام بِتنقيحُها وتمّ نَشرُها. كتبت في المقالِة عن حياة خالي عودِة لبشارات كان لَقَبُه الباشا كتبت: (أبى الباشا إلا أن يسير على الأقدام حتى يصل إلى معلول)... صار البوليس بعد النشر، يِدَوِّر على الباشا. إبن خالي غطاس (أبو أنور) قللي بوقتها: إصحكْ يا سعيد تقول إنك إنتي اللي كتبت المقالة، البوليس أجا وحقّق مع أبويْ، بلاش أبويْ يعرِف لأنُّه ما بعرف يقرأ ويكتب.

معلول انهدمت عن بِكرِة أبيها وظلّْ بس الجامع وكنيسْتينْ
قلت: شو بِقي من معلول اليوم؟... أبو صائب: ما ضلّ إشي، انهدمت عن بِكرِة أبيها، ظلّْ بس الجامع وكنيسْتينْ، كنيسِة للروم وكنيسِة للكاثوليك، ورغم إنُّ أغلب حجارِة لِبيوتْ انْسرقَت، بسْ بِقي الصبر والتين والزتون شاهد على ريحِة أهل معلول... قلت: بعدك بتطَلْطِلْ على معلول؟... أبو صائب: طبعًا، بروح مع ولادي وأحفادي كثير وخصوصًا في موسم الصبر، على الأقل نشمّ ريحِة البلد ونأكل من فاكهتها، كان حياة أخويْ جريس أبو عودِة، يوخُذ لِولاد كلهن ويُبرُم عالبلد وعلى لِكنيسِة ووين كانت دارْنا ويِحكيلْهِن عن النكبة واللي صار فينا. ولليوم في كل سِنِة بثاني يوم عيد الفصح مِنصللي ومنعمل القُدّاس بِمعلول بالكنيسِة... قلت: يعني طفولتك اللي عشتها بمعلول بتضلّ ببالك؟... أبو صائب: دايْمًا سنين طفولتي بمعلول بتمشي بذاكرتي زيّ الشريط السينمائي، كيف كنا نُركُض ونلعب، كيف كنّا بعد ما الحصيدْ يْخَرِّب، نْطَيِّر طيارات من ورق. لما أشوف لولاد اليوم بِلعبوا فطبول بالحارَة، بصير أتذكَّر لما كنّا نِلعب بطابِة الشرايِط بِمعلول.

لما بقول فلسطين أعني معلول كمان

شو بِتحب تقول في نهاية هذا اللقاء؟... أبو صائب: التمسك بحقّنا والبحث عن حلّ عادل يرضى به الطرفين لأنُّه غير شكل بتضلّ دوّامِة حرب، مرَّة هنِّي ومرّة إحنا... قلت: طيب شو أكثر كلمِة بِتْحِبّْها؟... إبْتَسَمْ أبو الصائب وفي عينيه بريق حزين وقال بعد صمت قصير: فلسطيييين....أنا بَتذكَّر سميح القاسم لما كتب قصيدتُه المشهورة فلسطين، بَعدْها مْعلَّقَة عند دار أخويْ... قلت: وشو مع معلولْ؟... أبو الصائب: لما بقول فلسطين أعني معلول كمان.







رد مع اقتباس
قديم 05-14-2013, 10:20 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها







رد مع اقتباس
إضافة رد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:46 AM بتوقيت عمان

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.6 By L I V R Z ]
mess by mess ©2009