ذكرى أم النكسات

[د.خالد حسني بنات]

لهيب أوصالي


تختالنا التماهي و فرحتا
حين امتزجت خجلات عيوننا

و أجاهل فتاتي مستسلما
نحيل إستحاء طوتها عيوبنا

و نايي يسألني عازفا
يهلل أوفات تعنون قصيدنا

و بلهفة تقاطعت نظراتنا
إعلان عشق يراقص لهيبنا

رب أريكة في ولع تجمعنا
و رمال تحيك قصص أوكاننا

و سمائنا تزف ومضاءا
مطر العشق يخصب برزخنا

و النور يصرخ ساطعا
ينثر شحباء حلك من عتمنا

و آيات خدك تدامعا
تعرش صدري وفاء لعشقنا

و حفلنا الرائع يلفه بهاءا
زغاريد اسوار تباني عشنا

و النجوم تزاحما تسري ضحكا
ترصد جمال بدع يداعب وردنا

و أنت حبيبتي فيروزية جملاء
تباهي طلة بسم حمراك مرآتنا

و لهيب أوصالي تثلج حرقة
تمدنا بدفيء يلطف إبتهاجنا

و الرياح تهمس للعواصف لينا
بنسيمنا زمزم ترياق أزهارنا

محياك ينثر المكان بسمات
و شعاب بهاءك نبع احتفائنا

تراقص الإيقاح إعلان زهوة
تقد قطعا من جليد صخورنا

تختالنا زمام أمور بقايانا
و عرش تحت ظلال أقمارنا

تتصاعد أدراج اشعار بوحنا
فنرقص بإنشطار يلملم مدنا

مرافيء النجوم تبدوا هادئة
تهادى عشقنا و لهيب وصالنا

الشاعر
د.خالد بنات / برلين

[د.خالد حسني بنات]

مسبل الجفن
أيا مسبل الطرف سلف جهرة الرهف
جالت تسوح كما في النعس تخجلي
لحظ استحاء لنور السطع، هائمك
نورتان إن فتّنت ذعن عاقل تبسمي
سديد السهام تهيب القلب تصوبك
رنم رانيك هداف خافقك ما تغتزي
يصباك ميسان بهوى التَّهليل تذبلك
و حنان نبهك سمة تبيان ميسمي
يا حسن لين رخيمة الدلال دلك
باهرة تنهد ، آهاتك هالة تدمع دمي
و لحاء عشقك صهر بفؤادي فما لك
جمع الوله خلين، رف همس حيلكي
سواد إن حيا في الحب يستل ضوئك
و لولا الحلوك لأمست الأنوار تنبذي
أيا طبيبة تداوى القلب في وهدك
و بعد الجوى يداوى السقم تريقي
إن حبك سقم فلح هجير دون طبك
فهل تهفين العمر بأسرار و تكتمي
يشفني عشقك نبه رمنسية نبعك
و طمس تيم يظنى بي و بك حممي

الشاعر
د.خالد بنات / برلين

[د.خالد حسني بنات]

موصوفة
إن رِمْتَ أعناباً تُقْفِر ثمارَها
تُجليّك من عطرِ الحياةَ سجوفِها
كم أعشقُ يا الله همسَ حروفِها
متاعُ الهُيامَ هي ذا صروفِها
جمرُ القلوبَ ضوئِها في ضِرامَها
تَطفي لواهِبَها العُظامَ بصدرِها
وأشْغَفت مَتْني حينَ ألجِمَ خَصرِها
اشتياقُ شَهدِ رِضابَها من فاهِها
رِقْ يا وعيدَ على الولهانِ و هاتِها
رُمحُ الجفونَ أطاحَ جلَ طياتِها
لا تزوِّرني أغُصَ في آهاتِها
و ما بصفاتِها من نقصٍ عابَها

الشاعر
د.خالد بنات

[د.خالد حسني بنات]

نزيف الأزهار
قطار بين فلسطين و السماء
يحط في البرزخ آت .... من فقدان الماء
من طهر التهلل آت...... من بخر الهواء
يمتص صفاء القوافي شديد على الاعداء
لشلع الحجاب تجلو الحقيقة و زيف الرداء
و غزة ولادة ترهن النزف بحلك البقاء
يحتفل بمحطة تقطر الملائكة شهداء
صعودا ترفقهم شهب ترقمها أياد فداء
كموكب يزمجر صاروخا لروحهم إسداء
هي فلسطين قدرها تزف أزهارا رقاء
خيار جبارين ربطكم جأش الله جزاء
أمانتكم فلسطين أشاوس أكفاء بقضاء
و أَضواء الأحلام تستصرخكم وعدا وفاء
تتجرع الثكالى كؤوس ثأر لطفولة أجناء
تلابيب أمل بقبضتها لعودة لوطن الجلاء
لا تهادن، أقصف و النصر آت لا رياء
فلا يدغدغك رعب فعدوك وهن فراء
إصعد القطار إلى باريك هو قدر لا براء
و من لا شهادة نائل فعز و جاه له جزاء
يتلذذ بنخب إستقبال شهداء قادهم للعلاء
عدوك جبن يتحدى بماكنة فما هي له دواء
إقذفه بقنابلك يحرقه الله و من ينافقه سواء
لا تخشى عتب من دمر بيته ينام العراء
فمن الله الجنة يكفأ وللشهيد عدد أوفياء
إركب القطار من فلسطين شهيدا للسماء
و زف أكاليل الأزهار نازفة حمر الإيلاء
الشاعر الفلسطيني
د. خالد بنات / برلين

[د.خالد حسني بنات]

وداع الألم
القدس في العين
اقترب الفرج قدس الأقداس
ذاكرة الحجر .............. ذاكرة
مآتم البلوط ، القيقب و السندان غابرة
الثما، الشجر الرمان و الرمان القنابل
رمادة هندباء تنبع زيتا و أحرفا
لن يُطْهى بُعَيْدَ قريب ضبابا و لا صورا
و شواء الكستناء يعود و البلوط
طيلة الشتاء و دموع الأسيد ستلقي
آخر رمانة من وسطها ترعبهم بذخا
تطبخ السليقة في العاشوراء،
و يشعتل قمح الفريك أثناء الحصاد
حيث تتوقف المدافع عن الرنين
و لا شتاء يجهد على إطفاء لهب
صواريخ المقاومين و هي تُدرِّسُ سَرَقَةَ
الأرضِ و المقدسات جغرافيا الأنفاق
تكرج حبيبات مسابح بني صهيون
و السطور كالجردان لا تجد أوكارها
ذاكرة القنيطرة قتل للشرف عنوان
يعود الشرف الى صوابه يخشى الخالق
و تتوجه البوصلة إلى البيان رقم واحد
كيف مزارع شبعا تتمايس شجيراتها
و بدأت دموع حرمون نقائها تخزان
تسدي ينابيع الحولة ، طبريا مشارب الجليل
و تثعبن الأردن رحم كُترانهِ................
كما قبل 1967 في النكبات إدمان
رغيف الصاج شغفي و قرصة الزعتر
تفوح من طابون الجل..........................
لا طفل يشرب هواجس سجون القهر
لا دم يقفز كالجندب بسوط فاشية الجزر
و لا يُأكل لحم المُعلَّب المختلط بالمسرطنات
شِبابةٌ تعزف للخراف الحان الدلعونة...........
تستنكر تلويث الكوت مستوطنات اللعنات
و الراعي يمايل عنقه يداعب
لمعان القبة الذهبية المشرفة
قبالة أطلال دير عبيد بالإيمان
يناجي عذابات وادي النار التلاش
و شيخ تؤرخ شقوق تجاعيده
غبار الصبابيط المارة عبر الحكورات
يستهدي الأهل العقل يرفع الهمم
يكرر قوله تعالى:
** إنهم يرونه بعيدا و نراه قريبا**
و القدس في العين.....فلسطين العين

الشاعر الفلسطيني
د.خالد بنات / برلين

[د.خالد حسني بنات]

وميض نورك

حين يعرش سطع مخمليتك الجمر
تستبيح كحلتك مونس روح الدكن
أشد الرحال وجهتك كفوف القدر
أغزوك بإشراقة الضّياء فجر السكن
و أقد مخمل أنوارك لكساء العمر
أطرزها بنداءات أمل دافيء الدجن
أستعرض لوحاتك على تخوم القمر
و ما حييت أدثر هواك في ثنايا الزمن
و خلوّدك يعزف لحن ليالي السمر
يطويه أخير الوداع في ليال العدن
تطوف حولك همسات نسجي العبر
و أسرجة شعري تدندن بوح الفنن
و خواطر عطشى تروي وله الزهر
تزوج الثقة سنا الحلك بوميض الجنن
تصالح خوف ليل مع نهار الدرر
و تقرب الوداع من عناق أرض المزن
و أخزن شذاك رحم أعماقي السرر
يقرِّن شغفي المقصص من أنوارك المنن
تطلقين أغان تستجدي وجدي السهر
فأرصد ردع الصدى في المحار السنن
و دنان قلبي تلحن الخلود الحمر
فتدمع شهب الألوان تعزز الحور العنن
و ترق شفاهك تلح الوميض الدثر
وميض نورك يزين كوني يثلج الحنن

الشاعر
د.خالد بنات / برلين

[د.خالد حسني بنات]

وهم الفراق

لا أكتمل دونك
و تألق عيناك كاليراعة في الظلام

و لا تكتملين دوني
تغوصين محيرتي كما تشأين في أعماقي

فثمة ضوء أمل يسطع
عدي استذكار هو وقتك الذي تودين
ملهمتي..... عذب رفقك

يلف دفء الماس نبع آهاتك النقية
و بانوراما براكينك تصهر ذاكرتي
و ثمة عمق جنونك ينبع

سمعي..... حزن أجراس زفافك
و أراقب شلال ظفائرك تتماوج ندب
و جمري فسيفساء حنّاك الحلكة الإحمرار
و ثمة نغمي يسجع

أحتفل من رحم عشقك و الإغتراب
في ليلة لا يرى فيها إلا اللب
يتنازل فيها اختصار أسرار قلبينا
و ها هو قلبي ثائر لا يقنع

و ظبية أنت تقفز من ودها
و لا سهم يعاين صيدة لدلها

ولا كمال مع فراق

د.خالد بنات / برلين

[د.خالد حسني بنات]

سرق عدونا
عمقٍ... قوٍ... عضد حقنا فلسطينا
و عهدنا حر باق نصون كيانا
و ها بدا الغاصبون مع حلفائهم
يبعثرون أوراق تزيف قضايانا
سنقوى و نقوي بالحق هممنا
أيعيدون في الهلال سايكس يبيكنا
و هل من حق غزاة تفتت أرضنا
قبح الله بترودولاركم تداول كرمنا
افبعد استيعاب الدروس من أطفالنا
تغرب فلسطين أليست أم قدسنا؟
بوصلتكم تيهت عن جذور غرسنا
و يُسْرَقُ عدونا و إذ بإسمه يمنا
إيهِ أمة الإسلام ما بكم جرى؟
و يا أمة العرب اين شهامتنا؟
ألم يَجُد فينا كتاب و ما قرى؟
فهلالنا شرف خصب بخضر رايتنا
لا فرات و نيل بخطين و نجم أزرقا
و صنو كعبة أولاها اقصى قبلتنا
فلا يوما يد صهيون تصافح شامنا
و قدس الله تناشدكم كفى قتلا بأهلينا
و تضرَّع لشام و ليمن مباركة الله نبينا
فكيف بدم ترتوون من الله محرما
أخيكم! و لا سبيل لك لشهادة مثخنا
من الله حق رباطنا طلاب شهادة
فعجبا محتلنا يُصادَقُ و يهان أخينا
الشاعر
د.خالد بنات / برلين

[د.خالد حسني بنات]

الحب موسم

غيوم مثقلة... نتوسل إليك أغيثينا
نعد النجوم و لا شهاب يهوي أمام مرأنا
و نعسى تفرك عيونها،
تخفي وراء مخزونها حب الشهب
تتعاقب دراستها...هي و أنا و جيلنا
في نفس الضمة ...لا تثق بنا الراحلة
و قد صلى العطشى صلاة الإستسقاء
كما غازل ألأطفال ملبدات دخان الألوان
لا رومانسية، لا عشق
و لا تأنث لورود الربيع
داخل المزهريات ........
و لا تلوين لبيضات الخميس
حيث نمى حبنا و قطرات الندى
تماسكت بداخلي لك إطرحي ما ببطنك
زائرة العشق في سمائنا
لا تطيلي علينا.... ناصية الحزن
فلقت الرملات لإستقبال دموع فرحك
و حبيبتي تنتظر الإبتلال في أحضاني
نقطف وردات ربيعنا نزرع القبلات
نتدحرج بين السنبلات........
و نلافت الأوراد المتخنة بشفاه الرجاء
تغمد الفرح بألوان الانتظار
و عينان ملهمتي تنبثتان بصهوة خيلي
نمتطي أجنحة الفجر نلاقي الحصاد
نغزل ماء إبريق الفخار نلقي الأذكار
برشح الماء نأمل الموسم البقاء
الحب موسم

الشاعر
د.خالد بنات/ برلين

[د.خالد حسني بنات]

الصمت الفاجر
ألوية ثعالب آبقة تحمل لحودا
بأمعاء ذئاب في ربوع رقاعنا
و جروح العار لا تدرك.....
تعتجن، تملح و تغمر .....
حاجة دفء التخمر و جودة الإنتماء
و بعباءة عروبة فاخرة
لم تعد تنسجها لهم شقراوات حلب
و يشطر الليل إلى شطرين بوصفة
كهان الأطراف بين الخلاء و الحقول
و جنون مصور على صهوات الخيل
و تحديث مستورد من نسيان ذاكرة
مخطوطات القمران، أبرج بابل،
حصون الهوارية، أسوار مكناس،
بتراء الأنباط، أهرامات النيل،
حجر ميشع و أختام الآشور
من.... و من ...
حداثة عصرية قانون أجحف النصوص
إفقه بالتي هي أسلم أو إدفع بالتي
هي أكلف و إلا فسيكون بينك
و بينهم حكم.........
و روحك تحنونة السيوف و الطوب
قانون قلاع عتيق : ** أنفاق القلاع
يسيل.. واديها بالطلقاء ،،
مشهد لغيبوبة غير منقوصة
و هامش ضيق الحكاية دوائر الرحمة
أعلنت الإستقالة ... رحلت الطرقات
مع مشرديها و النوم غادر
عيون الضعفاء تتخندق المجنات العارية
و أمراء السطر الأول كما بعده
يترهلون بين خمارات لنجوم الخمس
و جهنم ودائعهم ورقا بخصر غانية
موكلة بتوجيه قراراتهم السياسية
ضجر تنهكه موميات تتنفس
رب تعويذة تفك جدار الأخلاق
و لا هروب قدرهم المستنقعي
لن تضمد جرحك قدسنا و لا عروبتنا
بإبتهالات الندى الامريفرنجي ...........
و نحن من نحن إلا البدون
و عفوا ما أنتم إلا اللا.......
و بكاء النحن يحرق أحشائكم
نسهر الوطن و ننام صباحنا
و نعرِّش ليلنا بطلق براعمنا
لا نغرب الوجدان من ثنايانا
و لن ندعكم تنتمون لحصادنا
انتمائكم إلينا يغيض بداخلنا الأوطان
ترفضكم أوطاننا بروح الشهداء
عدد نجوم السماء
و ستنتهون بصمتكم الفاجر

الشاعر
د.خالد بنات / برلين