بيت دراس
هي قرية فلسطينية، تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة، وتبعد عنها 32كم، وترتفع 50م عن سطح البحر، تبلغ مساحة اراضيها 16357دونما وتحيط بها اراضي قرى المجدل والسوافير، والبطاني، واسدود، وحمامة.
تم تدميرها عام 1948 على غرار معظم القرى الفلسطينية المدمرة في قضاء غزة . واقاموا على اراضيها مستعمرات (جفعاتي)، وامونيم) و(ازريقام) وذلك عام 1950، وفيما بعد أقيمت مزرعة باسم (زموروت) على أراضيها. ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998(19590)نسمة.
هاجمت القوات الصهيونية بيت دراس أول مرة في الأسابيع الأولى من الحرب. ووصف قائد المجاهدين العرب في المنطقة هذا الهجوم بأنه تمثل في قصف عشوائي من مدافع الهاون في 27 - 28 آذار - مارس 1948. وقال القائد طارق الإفريقي إن الهجوم أوقع تسعة ضحايا من سكان القرية، وكلهم من غير المقاتلين، كما تسبب بإشعال حريق أتى على المحاصيل الزراعية والحيوانات الداجنة. وفي وقت مبكر من ذلك النهار، كان جرى اشتباك في المنطقة بين المجاهدين وقافلة يهودية. ثم وقع اشتباك قصير آخر حول القرية بعد الهجوم اليهودي بيومين، أي في 29 آذار - مارس.
واستناداً إلى المؤرخ الإسرائيلي بني موريس، فإن لواء غفعاتي عمد إلى قصف بيت دراس بالمدفعية قبل شن هجوم بري عليها أدى على احتلالها في 10 أيار - مايو 1948. وقد حدث الهجوم عند بداية عملية براك. ويقول موريس إن السكان فروا خلال الهجوم، وإن منازلهم نسفت في أثناء "تطهير" جبهة غفعاتي الجنوبية قبل 15 أيار - مايو، وذلك بموجب خطة "دالت". وجاء في الروايات المصرية أن القوات الإسرائيلية لم تحتل القرية إلا بعد زمن قليل من بدء الهدنة الأولى في 11 حزيران- يونيو.
وجاء في مذكرات ضباط الأركان في الكتيبة السادسة المصرية، جمال عبد الناصر (الذي أصبح لاحقاً رئيساً للجمهورية المصرية)، أن القوات الإسرائيلية انتهزت الهدنة "فرصة لتعزيز" قوتها في تلك المنطقة، فاحتلت بيت دراس. وكان في نية القوات العربية أن تستعيد بيت دراس بعد انتهاء الهدنة في 9 تموز - يوليو، غير أنها أخفقت جراء "سخرية القدر"، بحسب قول عبد الناصر. وكانت الخطة تقتضي أن تقوم قوة سودانية بهجوم ليلي لاحتلال القرية، وأن تطلق من ثم إشارة من الضوء الأخضر دلالة على النجاح، فتتقدم حينئذ الكتيبة السابعة المصرية لتعزيز النصر. أما في حال الفشل فكان من المفترض إطلاق إشارة من الضوء الأحمر، وكان على القوة السودانية عندها أن تنسحب للسماح للمدفعية بالتدخل. وقد احتلت القوات السودانية بيت دراس فعلاً، غير أن الجندي الموكل بالمهمة ارتكب خطأ فأطلق إشارة الضوء الأحمر بدلاً من إشارة الضوء الأخضر؛ وهكذا بدأت المدفعية المصرية قصف المنطقة، مرغمة السودانيين على الانسحاب من المواقع التي كانوا احتلوها في القرية.
في سنة 1950 أقيمت ثلاث مستعمرات على أراضي القرية هي: عزريكام (121128)، وإمونيم (119127)، وغفعاتي (119126). وفيما بعد، في الخمسينات، أقيمت مزرعة باسم زموروت (119125) في موقع خربة عودة، التي كانت أيضاً على أراضي القرية.
لم يبق من أبنية القرية سوى أساس منزل وحيد، وبعض الحطام المتناثر. وتغطي النباتات البرية، وبينها الصبار وأشجار الكينا، الموقع. ولا يزال أحد الشوارع القديمة، على الأقل، ماثلاً للعيان. أما الأراضي المجاورة فيزرعها سكان المستعمرات المجاورة