أوضحت المباراة الرائعة التي خاضها الغريمان القديمان روجيه فيدرر أمام المصنف الثاني عالميا الماتادور الإسباني رافائيل نادال الكثير من المعاني الجميلة التي تبعث بها لعبة التنس والمعنى الأسمى الذي يدور حول تسميتها باللعبة البيضاء والتي نستنبطه كل مرة نشاهد فيها هذه المباراة.
بعد المباراة قام رافا وعلى الرغم من فوزه بالمباراة في الدور قبل النهائي وتأهله عن جدارة لخوض المباراة النهائية على حساب المايسترو وإحباط كل أماله في الفوز بلقب غراند سلام أخر، بإرسال برقية شكر وثناء وأمام الجمهور لإستاذه وقال في حقه "حينما أواجه فيدرر فأنا أواجه لاعب أفضل مني بالطبع" وأكملها بقوله "أتعلم من فيدرر كل مرة أواجهه فيها".
فهل بالفعل المايسترو يستحق هذه الكلمات؟ وهل هما غريمان أم صديقان داخل وخارج الملعب؟.. فعندما تنظر لهذه الكلمات تجد بداخلها المعنى الحقيقي للرياضة والروح التنافسية العالية، بالإضافة إلى الروح الرياضية التي لن تجدها في أي مكان أخر إلا لعبة التنس، فلك أن تتخيل أن الماتادور بكل ما حققه من ألقاب في التنس والتفوق على فيدرر في 18 مباراة رسمية من أصل 27 يلقي في حقه بهذه الكلامات الرائعة.
أما في الجانب الثاني، ففيدرر بالفعل يستحق أكثر من هذه الكلمات الرائعة، فهو أسطورة لم ولن تتكرر في عالم التنس من حيث الأخلاق واللعب والقوة والكثير من الصفات الرائعة التي لن تكفيه حقه، أما نادال فهو منافس شريف بمعنى الكلمة، حيث أنه يكن لفيدرر الإحترام والفضل على الرغم من تنافسهما على الألقاب لأكثر من ثماني سنوات منذ إحترافهما لعبة التنس.
وعلينا الأن أن نخرج بالكثير من هذا اللقاء الذي لو تكرر لمئات المرات سنشاهده وكأننا نراه للمرة الأولى، فالمهم هو التنافس الشريف، والشخصية الجميلة في الملعب التي يحبها الناس، بالإضافة إلى المهارات الفنية الرائعة والعالية جدا التي يجب أن يكون عليها الأبطال في عصر تطورت فيه الرياضة لدرجة أنها أصبحت جزء لا يتجزأ من حياتنا، وأصبحت المساهم الأساسي في تربية أبناءنا لأن الكثير منهم يتخذ هؤلاء الأبطال مثال أعلى لهم وفي حياتهم.