بيتا
الاسم
سميت بلدة بيتا بهذا الاسم نسبة إلى البيت، حيث كانت تشكل مبيتا آمنا ودافئا للمسافرين، الذين يتنقلون بين شمال فلسطين وجنوبها وشرقها وغربها، حيث كانوا يبيتون في دواوين القرية المنتشرة في أرجائها، كما اعتاد المواطنون في هذه البلدة على مشاركة الضيوف في الولائم اليومية، التي كانت تشارك بها عائلات البلدة في دواوينها، معبرة عن الكرم العربي الأصيل، عدا عن التواصل والمشاركة الدائمة بينهم، وحيث أن الضيوف يمثلون عادات وتقاليد وثقافات مختلفة، فقد أثر ذلك في الخلفية الثقافية والاجتماعية لأبناء البلدة.
الموقع
تقع بلدة بيتا إلى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس، وتبعد 13 كم عنها، وتعتبر مركزا للمنطقة، والتي تضم إحدى وثلاثين بلدة وقرية، وتمتد أراضيها على الرقعة الجغرافية الواقعة بين بلدة حوارة غربا، وبلدة عقربا شرقا، ومن قريتي عورتا وأودلة شمالا، إلى قرى يتما وأوصرين وبلدة قبلان جنوبا، وتتوسط بلدة بيتا المسافة بين مدن جنين شمالا والخليل جنوبا، وطولكرم غربا وأريحا شرقا، مما أعطاها أهمية في موقعها المتميز، الذي يشرف على السفوح الغربية لجبال السلط الأردنية، وعلى جبال الطور وجرزيم في مدينة نابلس.
المساحة
تبلغ مساحة الأراضي التابعة لبلدة بيتا اثنان وعشرون ألف دونم، معظمها مزروع بالزيتون واللوز والتين والعنب، وتعتبر بيتا البلد الأول في محافظة نابلس في إنتاج الزيت، حيث يتم إنتاجه في ست معاصر موزعة في أرجاء البلدة.
المساحة داخل المخطط الهيكلي 3693 دونم
الارتفاع
ترتفع أراضي بلدة بيتا ما بين 550 متر و 900 متر عن سطح البحر.
تاريخ الإنشاء
أنشئت بلدة بيتا في بداية العهد الكنعاني، وتداولت فيها معظم الحضارات التي عاشت في فلسطين، حيث تبين ذلك من خلال تعدد أنواع الأثريات الموجودة في المواقع الأثرية المنتشرة في أراضي البلدة، والمرتبطة بعيون الماء الموجودة فيها، والتي كانت تمثل أصل تمركز الحضارات، حيث تبلغ عدد هذه العيون ستة عيون، ما زالت تنبع حتى الآن منذ آلاف السنين، ويحيط بكل عين من هذه العيون تجمع سكاني قديم، يسمى بالخربة كخربة عوليم وروجان وغيرها.
السكان
يبلغ عدد سكانها 9079 نسمة (حسب التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت والذي قام به الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني عام 2007) كلهم مسلمون سنيون، موزعين على خمسة حمايل، تتوزع على ثلاثين عائلة:
( 1) حمولة دويكات وتضم العائلات التالية:
جبالي ، أبو عامر ، سلمان ، أبو الشيخ ، أبو خليل ، جبر ، سعادة ، عيساوي ، أبو حمد ، قطني
( 2) حمولة حمايل وتضم العائلات التالية:
صيام ، حمدان ، بني مفلح
( 3) حمولة بني شمسة وتضم العائلات التالية:
خضر ، داوود ، بلوط ، عديلي ، جاغوب ، أبو مازن ، خليل ، ذياب
( 4) حمولة خبايصة وتضم العائلات التالية:
فرحات ، أقطش ، أسعد
(5) حمولة بدير وتضم العائلات التالية:
عيسى ، خضير ، أعرج
إضافة إلى ثلاث عائلات مستقلة في جذورها وهي:
* عائلة الشرفا * عائلة معالي * عائلة معلا
ويسكن البلدة عدد من الأسر من خارج البلدة ، وقد زاد عددهم منذ اندلاع انتفاضة الأقصى.
التضاريس
تتشكل أراضي بيتا من مرتفعات جبلية يتخللها عدد من الأودية، التي تتجه في مجراها من الشرق إلى الغرب، وأهم جبالها جبل العرمة، والذي يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر 890 متر، كما يتخللها تلال متوسطة الارتفاع وسهول صغيرة.
العيون والينابيع
يوجد في البلدة العديد من العيون والينابيع، أهمها عين عوليم وعين روجان وبيرقوزا وعين سارة وعين المغارة وعين الغوطة.
الأهمية السياحية والأثرية
يتصل بالقرية من الناحية الشرقية خربتان أثريتان، فيهما بيوت رومانية مهدمة، إضافة إلى قلعة مرتفعة تعود للعصر البرونزي وتسمى العرمة، حيث يتوزع على أطرافها مجموعة من الحفر الصندوقية، يتراوح مساحة كل واحد منها ما بين 400 - 500 متر مربع، وهي محفورة داخل الصخر، وبعض السجون أهمها حبس خربة روجان وحبس الشايب في خربة عوليم، كما يوجد جنوب البلدة منطقة أثرية تسمى البالعة، وهي عبارة عن مغارة على جدرانها بعض التماثيل، يعود تاريخها للعهد الروماني، وكذلك مقام أبو زكري الذي يعود تاريخه للحروب الصليبية.
الأهمية الوطنية
تعتبر بلدة بيتا ( البلدة الأم ) في التاريخ الفلسطيني، كون عشرات القرى التي تشكلت تعود جذورها إلى عائلات من البلدة، خاصة بلدات وقرى بلاطة و روجيب وعسكر وعراق التايه، كما شارك أهلها في جميع الثورات الفلسطينية، وقدمت ما يزيد على خمسين شهيد من خيرة أبنائها، وجاءت الانتفاضة المباركة الأولى وأبت البلدة إلا أن تكون رمزها، وجاء حادث الصدام الشهير بتاريخ 6/4/1988 م مع قطعان المستوطنين، فأبلى أبناء البلدة بلاء حسنا، وكان انتقام الاحتلال شنيعا، فهدمت قوات الاحتلال 13 منزلا، وقد تضرر23 منزلا آخر، واستشهد في ذلك اليوم ثلاثة شهداء، وأصيب العشرات واعتقل المئات وأبعد ستة مناضلين، وفي انتفاضة الأقصى الثانية استمر عطاء أهالي البلدة، فوقع عدد من الشهداء وأصيب عدد من الجرحى وتم أسر العشرات.
الحياة الاقتصادية
يعتمد سكان بلدة بيتا والمنطقة على قطاع الزراعة كون المنطقة ريفية، حيث تعتبر المنطقة متميزة في إنتاج الزيت في محافظة نابلس، يليها قطاع الصناعة الذي أصبح الشغل الشاغل لأهالي البلدة والمنطقة، ويوجد بها عدد من المصانع منها مصنع باطون وطوب ومناشير الحجر والشايش، كما يشتغل عدد من أبناء المنطقة بالتجارة، حيث تنتشر محلات بيع وتجارة الحديد والخشب والألمنيوم ومحلات بيع مواد البناء والمواد الغذائية والتموينية والأدوات المنزلية والملابس والأحذية والأعلاف والخضار والفواكه واللحوم والدواجن والمكسرات وغيرها الكثير، كما يعمل البعض موظفين في القطاعات الحكومية والأهلية والدولية والخاصة، ويعمل العديد من السكان في مجال البناء والتعمير داخل البلدة وخارجها وخاصة داخل الخط الأخضر، كما يعتمد عدد من الأهالي في حياتهم المعيشية على العمل في مهن حرة من أطباء ومهندسين ومحامين وغير ذلك من المهن.
المؤسسات المجتمعية
بلدة بيتا تسعى ضمن خطة إستراتيجية، لتتحول إلى بلدة مؤسسات، انطلاقا من إدراكها لأهمية هذا الجانب في تنمية المجتمع المحلي وتطوره، وهي لذلك تحتضن عدد من المؤسسات المجتمعية الفاعلة وذات الأنشطة والبرامج المتميزة والتي تمس حياة سكان المنطقة، حيث يوجد بها نادي اجتماعي وثقافي ورياضي، وجمعية خيرية، وجمعية نسوية، وجمعية زراعية تعاونية، ولجنة زكاة بمستوصفها المركزي، بالإضافة إلى جمعية الزيتونة، وغيرها من المؤسسات، ومع اندلاع انتفاضة الأقصى وما نتج عنها من إغلاق المدن وخاصة مدينة نابلس وتضييق الخناق على الحركة بين المدن والقرى، تحولت العديد من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية وبعض المنشآت التجارية والصناعية للعمل داخل البلدة، نظرا لموقعها الاستراتيجي بين بلدات وقرى جنوب نابلس، وها مع القرى المجاورة بشبكة واسعة من الطرق، والجو الآمن الذي تعيشه البلدة، فقد أقيم مركز لجامعة القدس المفتوحة لطلاب القرى الجنوبية، وكذلك اعتمد مركزا مؤقتا لجامعة النجاح الوطنية في بداية الانتفاضة للتسجيل من منطلق تخفيف العبء على طلبة المنطقة، كما يوجد مكتب للعمل للتسهيل على هذه الشريحة الواسعة من البلدة والبلدات والقرى المجاورة، وكذلك قامت البلدية باستقبال موظفي (الاونروا) وكالة الغوث الدولية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لرفع المعاناة عن اللاجئين في البلدة والقرى المحيطة، من خلال اعتماد مركز للتوزيع في البلدة، ومركز للهلال الأحمر الفلسطيني في الجمعية للتعامل مع الحالات المرضية الطارئة، خاصة بعد إغلاق الطرق ومنع المرضى من التنقل على الحواجز بحرية، ومن أهم المؤسسات والهيئات المحلية العاملة في البلدة:
بلدية بيتا
كان في البلدة مجلس قروي منذ العهد الأردني في الستينات، والذي قدَّم استقالته عند تشكيل روابط القرى عام 1982، حيث تم بعد ذلك تشكيل مجلس قروي في عهد السلطة الوطنية الفلسطينية في العام 1996، وتم تأهيله إلى مجلس بلدي بتاريخ 11/7/1997، وفي تاريخ 23/12/2004 تم انتخاب مجلس بلدي جديد، وهو يتألف من 11 عضو وهم رئيس ونائب رئيس وأمين صندوق وأمين سر و 7 أعضاء، يجتمعون أسبوعيا لمناقشة القضايا الهامة واتخاذ القرارات بشأنها وهي السلطة العليا في البلدة.
وتعمل بلدية بيتا على ممارسة الأنشطة المختلفة، من خلال مجلسها البلدي المنتخب وطواقمها الوظيفية المختلفة، وبشكل إداري متميز يقوم على التخصصية الوظائفية والتكاملية.
نادي بيتا
وهو ناد رياضي ثقافي اجتماعي تأسس عام 1973 م، ينتسب إليه العديد من أبناء البلدة، والهيئة الإدارية فيه تشرف على تدريب الشباب على الألعاب الرياضية المختلفة، ويقوم النادي بمباريات عديدة مع الأندية الأخرى في مختلف المحافظات، وقد حصدت الفرق الرياضية المختلفة على عشرات الكؤوس والميداليات، من خلال مشاركتها في العديد من البطولات الرياضية على مستوى الوطن، وله نشاطات اجتماعية وثقافية مختلفة، ويستضيف منذ ثلاث سنوات طلاب جامعة القدس المفتوحة الذين يقدمون الامتحانات فيه، حيث توفر الهيئة الإدارية كافة التسهيلات المطلوبة لمساعدة طلاب المنطقة.
لجنة زكاة بيتا
تأسست لجنة زكاة بيتا عام 1989 م، وتقوم اللجنة على تقديم خدمات عديدة للسكان، ومن أبرزها كفالة الأيتام، ومساعدة الفقراء والمحتاجين وطلاب المدارس والجامعات، بالإضافة إلى تقديم الخدمات الطبية، حيث تشرف على عيادة متكاملة، تشمل عيادات الاختصاص والمختبر وقسم الأشعة وعيادة الطب النسائي والطب العام، كما تعمل على رعاية دور القرآن الكريم للجنسين، وتسعى لبناء المساجد ودور القرآن الكريم والمراكز الطبية.
جمعية بيتا الخيرية
توجد في البلدة جمعية خيرية تأسست عام 1973م، وقد قدمت خدمات عديدة للمواطنين، منها روضة للأطفال، ومركز لتعليم الخياطة والتطريز، وقد قامت الجمعية الخيرية بالتشبيك مع عدد من المؤسسات الرسمية والأهلية وفي مختلف المجالات.
لجنة نساء بيتا التنموية
تأسست عام 1998 م، وتختص هذه اللجنة بتنمية المرأة في البلدة، وتفعيل دورها الاجتماعي والاقتصادي، حيث تقوم اللجنة بعقد دورات مختلفة في الخياطة والتطريز وتربية النحل والاهتمام بالحدائق المنزلية، كما تعمل على عقد ندوات ومحاضرات اجتماعية وصحية وثقافية في مختلف المجالات.
العيادات الصحية
يوجد في البلدة ثلاث عيادات صحية وهي:
1- عيادة الصحة الحكومية، وهي تابعة لوزارة الصحة، وتقدم كافة الخدمات الصحية لسكان البلدة والقرى المحيطة.
2- عيادة لجنة الزكاة، وهي تابعة للجنة زكاة بيتا، وتقدم الخدمات الصحية لمعظم السكان بأجور رمزية.
3- عيادة بيتا النموذجية، وتم إنشاؤها على نفقة الأهالي بالتعاون مع البلدية، وقد تم تشغيلها من قبل لجان الرعاية الصحية.
المساجد
يوجد في البلدة ستة مساجد موزعة جغرافيا، تستوعب المئات من المصلين، وتشتمل مبانيها على دور القرآن الكريم ومصلى للنساء، وهذه المساجد هي:
1- مسجد أبو بكر الصديق.
2- مسجد عمر بن الخطاب.
3- مسجد عثمان بن عفان.
4- مسجد علي بن أبي طالب.
5- مسجد عمر بن عبد العزيز.
6- مسجد عبادة بن الصامت.
التعليم والثقافة
مثل باقي القرى الفلسطينية، فقد كان التعليم يتم في داخل المسجد أو في ساحة كبيرة، وفي أوائل الثلاثينيات تطور التعليم الابتدائي، فتشكلت في البلدة أول مدرسة ابتدائية حتى الصف الرابع، حيث كانت تستقطب طلاب القرى المجاورة.
ولأن البيتاويين يهتمون بالعلم ويولونه الرعاية، ويضحون بكل ما يملكون من أجل تعليم أبنائهم وبناتهم على حد سواء، كانوا يعملون بكافة الاتجاهات على بناء المدارس وصيانتها، حتى استلمت البلدية شؤون البلدة، وهي أعلى هيئة محلية فيها، حيث عملت على تطوير المدارس القائمة، وإضافة خدمات ومرافق جديدة لها، وبناء مدارس جديدة، وحاليا يوجد في البلدة تسع مدارس حكومية ومدرسة خاصة وسبع روضات.
وتعنى بلدية بيتا بالمدارس وتقدم لها جميع الخدمات وتوليها رعاية خاصة، حيث يتم العمل الدائم على تطويرها وتزويدها بالخدمات اللازمة، من أجل رفع المستوى التعليمي والتربوي للطلبة، حيث تبلغ قيمة ما تساهم فيه البلدية سنويا أكثر من 100 ألف دولار، وقد قامت البلدية بالعديد من المشاريع التي تخدم المدارس وتسهل العملية التعليمية.
والجدير بالملاحظة الإقبال منقطع النظير للطلبة ومن الجنسين على التعليم الجامعي وبكافة التخصصات.
وفي البلدة عدد كبير من حملة الشهادات العلمية العالية في مختلف التخصصات، حيث نجد تنافسا كبيرا بين أبناء البلدة في التحصيل العلمي، والتفوق في الحصول على الشهادات العلمية المختلفة، ومن اللافت للنظر أن الرغبة في التعليم ليست مقصورة على الذكور من أبناء البلدة، بل على العكس نجد نسبة كبيرة من المتعلمات والحاصلات على الشهادات العلمية في مختلف التخصصات لا تقل عنها عند الذكور، ولا يقتصر تحصيل أبناء البلدة على شهادة جامعية، بل يتعداها للحصول على الدراسات العليا من ماجستير ودكتوراه في مختلف التخصصات العلمية والأدبية.
وتتوزع الكفاءات العلمية والأكاديمية على جميع الوزارات والمؤسسات الرسمية والأهلية والخاصة والدولية داخل الوطن، ولا يفوتنا أن نذكر أن عددا كبيرا من ذوي الكفاءة والخبرة وفي مختلف المجالات يعملون خارج الوطن