التطور الإداري لقلقيلية:
1.العهد الروماني:
رغم قلة المعلومات التاريخية عن التقسيمات الإدارية في فلسطين عامة قبل الفتح الإسلامي إلا أن المصادر تشير إلى أن فلسطين في العهد الروماني كانت تقسم إلى ٣ أقسام أو ولايات: فلسطين الأولى والثانية والثالثة (الصحراوية)، في حين كان جزء من شمال فلسطين - سهل عكا ومنطقة حيفا - يتبعان ولاية فينيقيا.
وقد ذكرت قلقيلية في هذه التقسيمات في منطقة فلسطين الأولى من قضاء رأس العين والمعروف باسم انتباترس (antipatris)، وكان يتبع هذا القضاء إدارياً 10 قرى في مقدمتها قلقيلية.
2. عهد الدولة الإسلامية:
بعد أن تم الفتح الإسلامي لبلاد الشام في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، قسمت بلاد الشام إلى اربعة أجناد وهي: حمص، دمشق، الأردن، وفلسطين. وكان جند فلسطين يضم المناطق الوسطى الجنوبية من فلسطين الحالية، وقسماً من شرق الأردن. وكانت اللد قصبة هذا الجند، وبالتالي كانت قلقيلية في إطار هذا الجند. وظل هذا التقسيم معمولاً به طيلة فترة الدولة الأموية والعباسية مع تعديلات في قصبة هذا الجند بين خليفة وآخر.
3. الدولة الفاطمية:
أصبحت قلقيلية إحدى نواحي كور (ناحية) كفر سابا.
4. الدولة المملوكية:
حظيت جلجوليا المجاورة بمكانة بارزة وأصبح لها مركزاً متقدماً في المنطقة، وكانت قلقيلية واحدة من أعمال جلجوليا في هذا العهد. وفي هذه الفترة برز علماء قلقيلية ممن انتقلوا إلى مركز المنطقة جلجوليا لممارسة التعليم، ومنهم شمس الدين محمد بن أحمد القلقيلي.
5. الدولة العثمانية:
مع بداية العهد العثماني، قسمت الشام إلى ثلاث ولايات منها ولاية فلسطين، والتي قسمت بدورها إلى خمسة سناجق (ألوية) وهي القدس، غزة، صفد، نابلس، واللجون. فكانت قلقيلية تتبع سنجق نابلس.
وفي عام 1660م تشكلت ولاية أخرى في بلاد الشام وهي ولاية صيدا، والتي ضم إليها بعض أجزاء فلسطين.
وأخذ الولاة بسبب نفوذهم وقوتهم يتدخلون في أمور كل المناطق الفلسطينية، بحيث اعتبرت معظم التجمعات السكنية بما فيها قلقيلية في إطار ولاية صيدا ونفوذها. ويذكر أن والي الشام (دمشق) - والتي كانت فلسطين تتبعها - اضطر إلى طلب المساعدة من سليمان باشا والي صيدا بعد أن أخفق في مواجهة ثورة أبي عودة الجيوسي في صوفين في القرن التاسع عشر.
في عام 1864م صدر قانون تشكيل الولايات العثمانية وتم بموجبه تقسيم بلاد الشام إلى ولايتين، هما سوريا (دمشق) وحلب، وكانت فلسطين كلها تتبع ولاية دمشق، وجعلت متصرفية كان مركزها القدس، وقسمت المتصرفية إلى أقضية وهي الخليل، غزة، اللد، نابلس والسامرة، الشقيف، حوران، الغور الشرقي، وسرعان ما تحولت نابلس وعكا إلى ألوية (متصرفيات) ضمن ولاية دمشق. وطيلة هذه الفترة كانت قلقيلية ناحية من نواحي نابلس. وفي عام 1867م تشكلت ولاية بيروت بضم ولايتي طرابلس وصيدا، وفي عام 1888م ضم العثمانيون إلى ولاية بيروت ألوية عكا ونابلس والشام واللاذقية. وكانت قلقيلية أحد نواحي مركز اللواء نابلس.
وفي عام 1893م استحدث قضاء جديد في سنجق نابلس، وهو قضاء "بني صعب"، واصبحت قلقيلية مركزا لناحية الحرم، نسبة الى حرم سيدنا علي، ويرتبط به قرى (اجليل، ومسكة، وكفر سابا، والطيرة، وجلجوليا، وام خالد، ووادي الحوارث، والحرم "سيدنا علي"، فضلا عن قلقيلية نفسها
6. عهد الانتداب البريطاني:
لم تشهد قلقيلية في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين تطوراً إدارياً مذكوراً، بل كانت سياسة الانتداب تتعمد إبقاء قلقيلية على ما هي عليه ووقف عملية تطورها وحرمانها من المستحقات الإدارية نتيجة لمقاومة أهالي المنطقة للانتداب البريطاني، وتصديهم لمحاولات الاستيلاء على أراضي المنطقة لضمها للمستعمرات اليهودية.
وظلت قلقيلية فترة الانتداب تعامل كقرية من قرى قضاء طولكرم رغم الزيادة في التعداد السكاني وتطورها العمراني والزراعي، واقتصر تعامل قلقيلية كتجمع سكاني كبير خلال تلك الفترة على التواجد العسكري المكثف
7. العهد الأردني:
بعد أن ضمت الضفة الغربية للأردن في إطار المملكة الأردنية الهاشمية بعد نكبة عام 1948