عرض مشاركة واحدة
قديم 02-25-2013, 11:07 PM رقم المشاركة : 391
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


بول مولدون
Paul Muldoon
(1951-....)





يصرّ الشاعر الإيرلندي بول مولدون بأنّ كتبه الشعرية، والتي تضم عادةً سلسلةً من القصائد القصيرة، المختلفة / المؤتلفة في آن، يجب أن تُقرأ كما تُقرأ الكتب الأخرى، من أول صفحة إلى آخر صفحة. ولأنّه يتعمّد ترتيب قصائده وفق خطّ بياني مدروس، يدعو مولدون قرّاءه إلى التمعّن بالعلائق الخفية التي تجمع بين هذه القصائد. في إحدى مقابلاته يقول: "أصبحت معنياً أكثر بالبُنى الداخلية التي يمكن تثبيتها كمرايا متقابلة، ... وهذا يتيح ظهور صور جديدة، بفضل خلق علاقات جديدة بين القصائد ذاتها". يميل مولدون إلى توظيف روح التهكّم في شعره، متطلعاً إلى تحقيق متعة قصوى من خلال اطلاق مهاراته وحيله الأسلوبية، مثل ابتكار صور غير متوقعة، لكنها محببة، واعتماد مفارقات لغوية تصور قسوة الحياة المعاصرة وتناقضاتها. ولأنه ينتمي إلى إيرلندا، البلد الغني بأساطيره وميراثه الشعبي، تتسرب إلى قصائده تفاصيل فريدة عن الحياة هناك، وعن حوار الحاضر والماضي. مع ذلك، ثمة قصائد كثيرة له تتحدث عن مواضيع إنسانية شاملة، كالعلاقة بين الحب والجنس، الطبيعة والإنسان، الحضارة والوعي، بنبرة لا تخلو من نوستالجيا إلى زمن خرافي غابر.

يجمع مولدون في شعره بين الصرامة والعفوية، حيث يقتبس، من جهة، روح الشاعر اليوناني كفافي، الهادئة، الصامتة، في قراءة أبجديات الأمكنة، بلغة خالية تقريباً من الترميز، ومن جهة أخرى، يستفيد من الغنائية الجارحة، الشّفوية، لشاعر مثل بوب ديلان في خلق معادلات شعرية أصيلة، تتصف بالرقة، وتأخذ شكل اعترافات حميمة لشخصيات تاريخية وأسطورية تتحول إلى كائنات معاصرة وحية في قصائده. ولا يخفي مولدون رغبته باستخدام طيف واسع من الإحالات الشعرية، مما يجعل شعره غنياً ببؤر نصية مركّبة، بعضها يعود إلى العصر الوسيط، وبعضها إلى الفلكلور الإيرلندي الشفوي، الذي سبق لمواطنه الشاعر ويليام بتلر ييتس، أن جعله مصدراً للإلهام الشعري، عبر توطيد مفهوم الرؤيا، واستثمار طاقة الرمز. من هنا يوظف مولدون تقنية "الكولاج"، المؤسّسة بنيوياً على دمج أصوات متعددة، ترصد حالات شعرية متنوعة تمثل "عوالم بديلة" أو افتراضية تذكّر بأسلوب مواطنه الآخر الشاعر شيموس هيني، في رغبة هذا الأخير في تجاوز البيئة المحلية، والتطلع إلى مناخ كوني، يتجاوز حواجز اللغة والثقافة. يقول مولدون: "إننا نشبه أنفسنا كثيراً حين نتخيّل أننا ذاهبون في اتجاه آخر. من المهم أن تمتلك الشعوبُ حسّاً بالانتماء إلى غاية معينة، وأنّ نؤمن بأنّ وطننا يقع دائماً في مكان آخر، ... وأنه يوجد دائماً بعدٌ آخر، حولنا، وأحياناً يتخطّانا، ألا وهو تراثنا". ولا بد من الإشارة إلى أن رغبة الشاعر بالعودة إلى طفولته، وانتقاء أحداث بعينها لتكون مواضيع محورية في شعره، يجعل العديد من قصائده تستفيد من أجواء السيرة الذاتية، وتنبشُ ذكريات الطفولة، التي تخفّف فنياً من وطأة الاقتباسات الشعرية الكثيرة، ومن رصانة الذكاء الأكاديمي الموظّف بحذر في خدمة الومضة الشعرية.

ولد بول مولدون في ضاحية أرماغ الإيرلندية، عام 1952. تلقّى تعليمه في كلية القديس باتريك في أرماغ، وجامعة كوين، في بلفاست. حصل على أول جائزة أدبية في سن مبكّرة، وتتالت الجوائز الشعرية، كان من أهمّها جائزة بوليتزر المرموقة للشعر عام 2003. عمل مولدون لأكثر من عشر سنوات في إذاعة وتلفزيون بي بي سي، في بلفاست. في عام 1986 ترك عمله الإذاعي، وتفرغ للكتابة والتدريس في جامعتي كمبريدج، وإيست أنجليا. بين عامي 1999 و 2004 عمل أستاذاً للشعر في جامعة أكسفورد. من أهم كتبه: ديوانه الأول "طقس جديد" الصادر عام 1973، "بغال" عام 1977، "لماذا غادرت بروان لي" عام 1980، وغيرها، إضافة إلى أعماله الشعرية الكاملة التي صدرت عام 2001 تحت عنوان "قصائد 1968ـ 1998". مجموعته الشعرية العاشرة بعنوان "آفاق الخيول" سوف تصدر في بداية عام 2006.







رد مع اقتباس