الموضوع: بيت دجن - يافا
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-12-2013, 11:22 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
م .نبيل زبن
المؤسس
 
الصورة الرمزية م .نبيل زبن
إحصائية العضو







 

م .نبيل زبن غير متواجد حالياً

 


افتراضي


المؤلف: اللواء/ محمود الناطور (أبو الطيب)


المحتويات:
1- بيت دجن شلت يميني اذا نسيتك
2- الموقع والحدود والمساحة
3- اصل تسمية بيت دجن
4- بيت دجن في العهد الاسلامي
5- بيت دجن في زمن الحروب الصليبية
6- بيت دجن في العهد العثماني
7- بيت دجن في عهد الانتداب الانجليزي
8- احتلال الصهاينة لبيت دجن والعمل على تدميرها




تقتضي الأمانة المهنية أن أوجه الشكر للدكتور سعيد البيشاوي الذي ترك بصماته على النسخة النهائية لهذا الملف الذي يؤرخ لبلدة بيت دجن ويروي جانبا من بطولات مجاهديها ضد العصابات الإجرامية الصهيونية.
فقد أبدى الدكتور سعيد رأيه في المعلومات المدونة وقام بتدقيق الملف تاريخيا ولغويا..
بارك الله في جهوده… وأرجو أن أكون قد قدمت خدمة لتوثيق تاريخ بيت دجن بعد هذه السنوات الطويلة من احتلالها وتشريد أهلها في المنافي..


اللواء/ محمود الناطور (ابو الطيب )

بيت دجن
شلَّت يميني اذا نسيتك

كانت بلدة “بيت دجن” مسقط رأسي وموطن أهلي وعشيرتي، تعرف باسم “بيت داجون” رمز الارتقاء الروحي لعبادة الله الواحد الأحد في العهد العربي الكنعاني، كما عرفت باسم “بيت دجانا” في عهد الملك الاشوري سنحاريب (705 – 681 ق.م) وقد سميت البلدة “كبيار اراغون” في عصر الرومان، وحل بها السامريون في القرن الرابع ومكثوا فيها حتى القرن العاشر على الأقل، وقد شيد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك (724 – 743 ميلادية) قصرا له أعمدة من رخام ابيض وبنى فيها صلاح الدين الايوبي العديد من الابنية عام 1187 ميلادية، التي تهدمت واعاد بناؤها ريتشارد قلب الاسد 1191 ميلادية، وفي سنة 1569 ميلادية اصبحت بيت دجن بلدة من نواحي الرملة (لواء غزة) لا يزيد عدد سكانها عن (633) نسمة.

مدخل بيت دجن – شارع الجرن
واني على يقين انه لا يلام “الحنون” على تعلقه بالأرض التي ولد عليها، وتنسم أول أنفاسه من عبير هوائها الذي يعبق بعطر الشجر والحجر والتاريخ، ففي بيت دجن ما تزال ذاكرتي تستوطن هناك، تمنحني القوة والعزم وتشحذ ألق الروح باستذكار أرواح الشهداء الإبطال الذين سقطوا دفاعا عن الأرض وقدسيتها وحمايتها من دنس قبيلة الشيطان الصهيوني.
لقد كان أطفال المهاجرين اليهود الى فلسطين اثناء الطابور الصباحي في مدارس المستوطنات يرفعون ايديهم على طريقة التحية الالمانية في عهد اودلف هتلر ويرددون شعارا تم تلقينهم إياه يقول: “شلت يميني اذا نسيتك يا قدس”، فكانوا يهتفون لعاصمة لا يعرفونها، ولا تربطهم بها صلة سوى ما ابتدعه العقل الشيطاني الصهيوني لمخطط عنوانه “فلسطين ارض بلا شعب.. والصهاينة شعب بلا ارض” ولا بد من استيطانها بلا شعب، وقد خاب فألهم وتاه سعيهم، حيث يستيقظ كل فلسطيني اينما كان رافعا يديه يلهج بالدعاء الى الله طالبا النصرة والنصر والعودة الى مسقط رأسه، ولست انا بخير منهم عندما اهتف لمسقط رأسي مرددا بايمان صادق “شلت يميني اذا نسيتك يا بيت دجن” وان فاضت الروح الى بارئها قبل العودة سيعلق حنيني في ثناياها الى يوم الدين.


الموقع والحدود والمساحة:

تقع بلدة بيت دجنعلى تل رملي في السهل الساحلي الفلسطيني الأوسط، وهي إحدى القرى العربية الكنعانية الواقعة على بعد عشرة كيلومترات جنوب شرق مدينة يافا، وفي منتصف الطريق الواصل بين مدينتي يافا والرملة، كما أنها واقعة بين قريتي يازور والسافريه، وعلى مسافة تقدر بحوالي ثلاثة كيلومترات من الأولى وأقل من ذلك من الثانية.
يتضح مما سبق أن بلدة بيت دجن تتمتع بموقع استراتيجي هام، فهي تشكل ملتقى لطرق المواصلات القادمة من يافا إلى مدينتي الرملة واللد، هذا إلى جانب أنها تتوسط مجموعة من القرى الواقعة على خط المواصلات نفسه أو القريبة منه، أما فيما يتعلق ببلدة بيت داجون الكنعانية التي شيدت قبل نحو اكثر من خمسة آلاف سنة، فيبدو أنها هجرت من سكانها واصبحت خربة تعرف باسم ظهرة داجون، وتقع بقاياها وآثارها في قطعة أرض تتخذ شكل المستطيل الصغير بين عيون قاره وبيت دجن، ليس بعيدا عن مقام ستنا نفيسة، وهي تقع على وجه التحديد على بعد كيلومترين جنوب غرب بلدة بيت دجن الحالية، وتم اكتشاف “مغارة” في البلدة وجد فيها التابوت الذي يضم ألواح سيدنا موسى عليه السلام كما ورد في تفسير الطبري وذكره القرآن الكريم من آيات ملك طالوت “وآية ملكه يأتيكم التابوت”([1] وظل هذا التابوت في المغارة ثمانمائة عام.

ويحـد بلدة بيـت دجـن مـن الشمــال الغربي بلدة ساكيـة (ساقية)، ومن الغرب بلدة يازور، ومن الشرق بلدة السافرية، ويبدو أن بيت دجن كانت كبيرة الحجم في نهاية القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي لدرجة أن الجغرافي الفلسطيني المقدسي البشاري وصفها بانها “مدينة فيها جامع” وهو من بناء هشام بن عبد الملك على أعمدة رخام أبيض حسنة، وتعرض ياقوت الحموي لذكرها بقوله: “داجون: بالجيم وآخره نون: بلدة من قرى الرملة بالشام”.
ويتضح هنا أن هناك اختلاف بين رواية المقدسي البشاري ورواية ياقوت الحموي، وربما يعني هذا أن بيت دجن كانت في القرن الرابع الهجري مدينة، وتراجعت إلى بلدة في نهاية القرن السادس الهجري، ومن المحتمل أيضا انها كانت اصغر من مدينة وأكبر من بلدة، ويصح أن نطلق عليها بلدة، وقد بلغت مساحة البلدة والأراضي التابعة لها نحو (17327) دونما، بينما بلغت مساحة البلدة دون الأراضي الزراعية نحو 500 دونم.



أصل تسمية بيت دجن:
سميت بلدة بيت دجن بهذا الاسم نسبة إلى الإله الكنعاني داجون، الذي صور على قطع النقود ملتحيا ذا خصلات طويلة من الشعر، ويمسك في كل يد سمكة، كما ينتهي نصفه الأسفل على هيئة سمكة مغطاة بالفلوس ومزودة بالزعانف، وكان داجون إلها رفيع المقام، مرموق المكانة، عند العرب الكنعانيين، وقد انتشرت عبادته على طول الساحل الفلسطيني، حيث كانت تنتشر زراعة الحبوب، أما المعنى اللغوي لكلمة داجون فهناك من يشير إلى أنها تعني الحبوب، ومما يؤكد هذا أن الإله داجون ذكر في كثير من النصوص والكتابات القديمة كإله ” للقمح والحبوب ” وإله للزراعة والمواسم مما يشير إلى أنه كان رمزا للخير والخصب، ويذكر انه توجد خارطة للعالم في كلية الزراعة بجامعة كلوج شمال رومانيا محددا عليها مواقع لاخصب تربة في العالم كله، وكانت بيت دجن بين تلك المواقع([2]).


الإله الكنعاني داجون

بيت دجن في العهد الإسلامي :
فتح العرب المسلمون يافا على يد القائد عمرو بن العاص عام 636م/15هجرية، وبطبيعة الحال خضعت بيت دجن لحكم المسلمين كونها واقعة في حدود منطقة يافا وكان قسم من السمرة يستقرون في بيت دجن منذ القرن الرابع الميلادي وحتى القرن العاشر الميلادي، ولا بد وأن القائد عمرو بن العاص قد أعطاهم الأمان على أنفسهم ومنازلهم على أن الجزية على رقابهم، والخراج على أراضيهم، وذلك أسوة بما فعله مع أهل الذمة في المناطق التي قام بفتحها، وقد حظيت البلدة باهتمام الأمويين الذين أقاموا فيها جامعا على أعمدة من الرخام الأبيض الحسن.
وتجدر الإشارة إلى أن بيت دجن لم تذكر في المصادر العربية التي أرخت للعصر العباسي، ويبدو أن أوضاعها كانت مستقرة خلال حكم العباسيين الذين عملوا على ارضاء الفلاحين في قرى فلسطين عندما أعادوا النظر في ضريبة الأرض، وأصدروا أوامرهم بمنع الأذى كما خفضوا ضريبة الرأس على أهل الذمة وعدلوا جبايتها، ولما كانت مجموعة من السامره تقيم في بلدة بيت دجن فلا بد وانهم حصلوا على نسبة التخفيض في ضريبة الرأس الذي طبقها العباسيون في جميع فلسطين، وقد خضعت بيت دجن وجميع القرى والمدن الفلسطينية لحكم الدولة الطولونية عام 264هجري/878ميلادي، ووقعت معركة بين الموفق العباسي وخاموريه قريبا من بيت دجن وعلى وجه التحديد على نهر أبي فطرس (العوجا = جريشه = اليركون) عرفت باسم موقعة الطواحين سنة 271هجري 884 ميلادي، وقد استمرت بيت دجن خاضعة للنفوذ الطولوني نحو ثمان وعشرين سنة عادت بعدها البلدة وجميع فلسطين لسيطرة الخلافة العباسية، وبعد ذلك خضعت البلدة وجميع المدن والقرى الفلسطينية لسيطرة الإخشيديين عام 324هجري/904ميلادي.
وخضعت بيت دجن للحكم الفاطمي في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري، وكانت خلال تلك الفترة قد اتسعت، وازداد عدد منازلها لدرجة أن احد الجغرافيين الفلسطينيين وصفها بأنها مدينة، الأمر الذي يشير إلى ازدياد عدد سكان بيت دجن خلال وقوعها تحت الحكم الفاطمي، وقد استمرت السيطرة الفاطمية على بيت دجن وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية ما يزيد عن مائة سنة، وبعد ذلك دانت بيت دجن بالتبعية للحكم السلجوقي الذي استمر نحو عشرين سنة، وكانت أحوال فلسطين بما فيها بيت دجن مليئة بالأحداث أثناء الحكم السلجوقي لها، لكن المصادر المعاصرة لم تشر إلى بيت دجن أثناء خضوعها للحكم السلجوقي.
بيت دجن زمن الحروب الفرنجية الصليبية :

وصل الفرنجة الصليبيون إلى مدينة يافا وكانت خالية من سكانها، ومنها اتجهوا صوب مدينة الرملة من أجل الإسراع في الوصول الى بيت المقدس، وهذا يعني أن مدينة يافا قد خضعت لحكم الفرنجة الصليبي عام 1099م/492هـ، مما يفيد بأن بلدة بيت دجن قد خضعت أيضا لحكم الفرنجة خلال تلك السنة، وتجدر الإشـارة إلى أنه جرت معركة بين القوات الصليبية بقيادة الملك الفرنجي بلدوين الأول والقوات الفاطمية بقيادة سعد الدولة القواسي على أرض بيت دجن عام 1101م/494هـ وقد انتصر فيها الصليبيون، وقيل أن القائد الفاطمي تردى عن فرسه وتوفي في هذه الموقعة وقد دفن في بلدة بيت دجن ويطلق أهالي بيت دجن على قبر سعد الدولة القواسي اسم سعد الدولة الأنصاري، وعندما تشكلت كونتية يافا وعسقلان كانت بلدة بيت دجن إحدى القرى التابعة لهذه الكونتية في حوالي عام 1142م، وقام الفرنجة الصليبيون بإنشاء قلعة صليبية على أراضي بلدة بيت دجن عرفت باسم القلعة الوسطى، وبطبيعة الأمر فقد لجأ الفرنجة الصليبيون إلى بناء هذه القلعة كون منطقة بيت دجن تمتاز بموقع استراتيجي هام، فضلا عن أنها واقعة على الطريق الموصل من يافا إلى الرملة، كما أن البلدة محاطة بمجموعة من القرى أهمها السافرية، ساقية، الخيرية، كفر عانة، العباسية، صرفند العمار، وبلدة يازور التي أنشأ الصليبيون على أراضيها قلعة هامة هي قلعة السهول، وليس من شك بأن هاتين القلعتين الصغيرتين والمدن المحصنة مثل اللد ويافا قد خدمت أهداف الفرنجة الصليبيين العسكرية، كونها كانت تحمي الطرق الجنوبية من مملكة بيت المقدس الفرنجية، فضلا عن أنها كانت تضيق حيز المنطقة المحيطة بعسقلان، وقد ورد ذكر قلعة بيت دجن في إحدى وثائق ملوك بيت المقدس الذي دونها المؤرخ الألماني روهرشت.
واسترجع السلطان صلاح الدين الأيوبي بيت دجن من قبضة الفرنجة الصليبيين عقب معركة حطين عام 1187م /583هـ، وقام أثر ذلك بهدم القلعة الفرنجية المقامة على أراضي البلدة، لكن الملك الإنجليزي ريتشارد قلب الأسد قام بترميم القلعة الوسطى عقب انتصاره على المسلمين بتاريخ 30 أكتوبر 1191م /588هـ، وتعرف هذه القلعة باسم شكرمان.
ويبدو أن بيت دجن قد عادت لحكم الفرنجة على أثر توقيع معاهدة صلح الرملة بين الفرنجة والمسلمين عام 1192م/589هـ بدليل أن المنطقة الساحلية من شمال فلسطين وحتى عسقلان كانت بيد الفرنجة كما نصت عليه المعاهدة مما يشير إلى أن بيت دجن كانت ضمن المنطقة التي استمرت بحوزة الصليبيين على الرغم من أن المعاهدة نصت على أن تكون منطقتي اللد والرملة مناصفة بين الطرفين، وبعد فترة من الزمن عادت بيت دجن للسيطرة الإسلامية، ولكن المصادر المعاصرة لم تشر إلى أوضاع البلدة في العصر المملوكي.
بيت دجن في العهد العثماني :

استولى الأتراك العثمانيون على بيت دجن وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية عام 1516م، وكان السكان العرب وحكامهم المحليين يرحبون بالجيش العثماني ويحتفون بقدوم السلطان العثماني (سليم الأول) الذي عمل على استرضاء الأهالي، واستقبل رؤساء العشائر العربية، وكبار الجماعات الدينية للمسلمين وغير المسلمين، وكانت بيت دجن في نهاية القرن السادس عشر الميلادي بلدة في ناحية الرملة التابعة للواء غزة، وكان عدد سكانها في عام 1593م نحو 633نسمة، وكانت تقدم الضرائب على منتوجات أراضيها الزراعية مثل : القمح والشعير والسمسم، كما كانت تقدم الضرائب على عناصر الإنتاج الأخرى مثل : زراعة أشجار الفاكهة وأشجار العنب وتربية الماعز وتربية النحل، وكانت بيت دجن في أواخر القرن التاسع عشر بلدة متوسطة الحجم ومحاطة ببيارات البرتقال والحمضيات، وكانت منازل البلدة الحديثة مبنية بالطوب أو بالحجارة والإسمنت، ومنتشرة في ارجاء الموقع من دون أن يتخذ شكل انتشارها نمطا خاصا، وكان سكانها في معظمهم من المسلمين، وكـان يوجد بين عدد السكان البالغ عددهم 3840 نسمة نحو 130 مسيحيا،أما الباقي وهم الأكثرية فكانوا يعتنقون الإسلام.
وكان بعض أهالي بلدة بيت دجن يعملون في الجيش العثماني، وعندما نشبت الحرب العالمية الأولى عام 1914، قامت الحكومة العثمانية بتجنيد عدد من شباب بيت دجن ليحاربوا معها ضد قوات الحلفاء، وكان تجنيد شباب بلدة بيت دجن وغيرها من القرى والمدن الفلسطينية يتم قسرا، ودون رغبتهم، ومن ابناء بيت دجن الذين خدموا في الجيش التركي نذكر كل من:
1- اسماعيل على عزام – الرتبة شاويش – وخدم في فلسطين ومركز امن زيزيا وفي منطقة الجسور العشرة في عمان/الاردن.
2- احمد علي عزام (البيطار) – خدم في فلسطين وفي اليمن وذهب مع الجيش التركي عام 1913 ولم يعود ابدا.
3- جابر محمود عزام (نجمة) – خدم في غزة.
4- محمود شاهين – خدم في غزة.
5- الحاج العبد حسين صالح (ابو راس) – خدم في غزة.
6- احمد حبايب – خدم في غزة
7- محمد عوده (ابو حسن الخيش) – خدم في غزة.
8- ابو محمد دودح استشهد في غزة.
وقد عاد الاحياء منهم الى بيت دجن عام 1917 بعد خسارة تركيا في الحرب العالمية الاولى ودخول الانجليز الى فلسطين، ولم نستطع حصر كل من ذهب للقتال في الجيش التركي، ومن ذكروا هم الذين استطعنا الحصول على اسمائهم.
اما الذين كانوا يعملون في الجيش العثماني حسب رغبتهم فهم قلة، وبعد انتهاء الحرب عاد شباب البلدة إلى بلدهم، حيث شارك الكثير من أبناء البلدة في الجيش العثماني ومن أبرزهم القائد عبد الله البيت شاويش الذي كان من أهم خمسة قياديين والمسؤول عن مالية الجيش التركي في القدس، وقد استلف منه كمال أتاتورك الذي كان آنذاك ضابطاً ثم أصبح أول رئيس للجمهورية التركية مبلغ خمسة جنيهات وعاد إلى اسطنبول، ومن الجدير بالذكر أن عبد الله البيت شاويش كان قائد الحملة العثمانية التي افتتحت بلغاريا وكان هو قائد احتلال صوفيا وأقام له الأتراك تمثالاً لا زال يعتبر بمثابة مزار يزوره الأتراك.


بيت دجن في عهد الانتداب الإنجليزي:

خضعت يافا وقراها للحكم العسكري الإنجليزي في 16/11/1917، وقام الجنرال أدموند اللنبي بتعيين مجموعة من الحكام العسكريين على مدن فلسطين جميعها، كما عمل الإنجليز على تقسيم جنوب فلسطين عسكريا إلى أربعة أقضية ليسهل إدارتها، وكان الجنرال كلايتون مديرا للإدارة العسكرية الإنجليزية في فلسطين، أي أنه المسؤول عن جميع الحكام العسكريين في فلسطين، وقد قام هذا الجنرال بتعيين حكام عسكريين لكل من بئر السبع وغزة وعسقلان والمجدل والرملة ورام الله وأريحا والخليل وبيت لحم ويافا ثم القدس، ولما كانت بلدة بيت دجن تتبع قضاء يافا الذي يشمل اللد والرملة، فإنها بذلك اصبحت خاضعة لحاكم يافا العسكري الإنجليزي، وليس من شك في أن انجلترا قد حافظت على الحالة الراهنة في بيت دجن وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية، وتجنبت إحداث أي تغيير جوهري في قوانينها أو في طريقة تطبيقها، والسير في الأمور بأقل ما يمكن من الإزعاج للأهالي، لأن القاعدة المتبعة عادة في إدارة البلاد التي تحتلها جيوش عسكرية تقتضي مثل تلك الإجراءات ريثما تقوم في البلاد حكومة.
وكانت بيت دجن وغيرها من المدن والبلدات الفلسطينية خلال تلك الفترة تعاني من أزمة اقتصادية حادة كنتيجة للحرب العالمية الأولى، ولذلك لم يتمكن سكان بيت دجن وغيرهم من دفع الضرائب، مما اضطر الإنجليز إلى تقسيط الضرائب المفروضة على العقارات والأراضي في شهر 8/1918، وقد عينت الإدارة العسكرية الإنجليزية لجان تخمين أوكل إليها تخمين حصة الإدارة العسكرية من غلة البلدة، وكان التخمين يعلن في البلدة المعينة ويخضع الاستئناف إلى الحاكم العسكري في اللواء مدة ستة أيام من تاريخ إعلانه.
وتجدر الإشارة إلى أن المدارس في بيت دجن وغيرها من القرى والمدن الفلسطينية لم تفتح أبوابها في العام الدراسي 1917 – 1918 بينما سمح بالتدريس في الكتاتيب، وبعد انتهاء هذا العام بدأت المدارس تفتح أبوابها أمام الطلبة في العام الدراسي 1918- 1919، وكان في بيت دجن مدرستان احداهما للذكور اسست في عام 1920 وبلغ عدد طلابها عام 1945 (353 طالبا) والثانية للإناث وتأسست عام 1945 والتحق بها (102) طالبة.
وفي مؤتمر سان ريمو قرر المجلس الأعلى للحلفاء منح انجلترا الانتداب على فلسطين في شهر 4/1920، وأصبح هربرت صموئيل أول مندوب سامي بريطاني على فلسطين، وبذلك انتهت الإدارة العسكرية الإنجليزية وقامت الإدارة المدنية منذ بداية أيلول 1920 وقد وافقت عصبة الأمم رسميا على صك الإنتداب بتاريخ 24/7/1922، وأصبح الانتداب ساري المفعول في 29/9/1922.
وقد عانت بلدة بيت دجن أثناء الانتداب البريطاني كثيرا إذ حورب الاقتصاد الفلسطيني وفرضت الضرائب على الأهالي، في حين كانت بريطانيا تشجع الصهاينة على امتلاك الأرض والهجرة وإقامة المؤسسات، ولكل ذلك بدأت القوى الوطنية تقدم الاعتراضات وتمردت على المستعمر الإنجليزي، وعندما نشطت حركة الهجرة الصهيونية إلى أرض فلسطين، وتنبه الفلسطينيون إلى حركة تهريب اليهود إلى فلسطين عن طريق الحدود الفلسطينية والسورية واللبنانية المشتركة، وعن طريق البحر، فنشطت الحركة الوطنية الفلسطينية في مواجهة ذلك، وبدأت عمليات التصدي والمقاومة في جميع المدن والبلدات الفلسطينية وكان لبلدة بيت دجن دورها البارز في العمل النضالي الوطني حيث اشتهر من بين مناضليها الكثيرين ومنهم الشيخ يحيى الناطور، ففي صيف عام 1927 كان الشيخ قد جمع صناديق البرتقال في مزرعة في بلدة “عيون قارة” تمهيدا لنقلها إلى الميناء، ووظف حارسا ليحرس الصناديق، فقام نفر من اليهود بالاعتداء على الحارس الذي اشتكى للشيخ يحيى ما فعله به اليهود، فاصطحبه الشيخ إلى قسم الشرطة في البلدة الذي كلف شرطيا عربيا بمرافقته لجلب اليهود المعتدين على الحارس، إلا أن الشرطي تقاعس عن تنفيذ مهمته بعدما شاهد أن اليهود المعتدين مجموعة تزيد عن خمسة أفراد وأبدوا جاهزيتهم لمقاومة الشرطي العربي والامتناع عن تنفيذ أوامره، فما كان من الشيخ المجاهد إلا انه اخذ بندقية الشرطي وأسرع ليحتمي بين الأشجار، وبدأ بإطلاق الرصاص على اليهود متنقلا بين أماكن مختلفة ومناديا على أسماء وهمية موحيا لهم بالحصار من قبل المجاهدين، فاضطروا للاستسلام بعد أن وصلت قوة من الشرطة واعتقلت الجميع بما فيهم الشيخ يحيى، وتم نقل الجميع إلى مركز امن بلدة بيت دجن حيث وجه المحقق تهمة الاعتداء على الحارس لليهود وتهمة التفريط بالسلاح للشرطي العربي وتهمة إطلاق النار على رعايا الدولة البريطانية للشيخ يحيى حيث كانت حكومة الانتداب البريطانية تعتبر اليهود آنذاك كتائب بوليسية لحراسة المستعمرات.
بموجب الاتهام الموجه إليه، تم عرض الشيخ يحيى على مدير قسم بوليس يافا للتحقق معه وكان الضابط يهوديا، وعندما اضطلع على تفاصيل الواقعة رفض احتجاز الشيخ ووجه توبيخا لضابط الشرطة اليهودي المرافق بسبب احتجازه للشيخ قائلا: إن ما فعله هذا الشخص هو مساعدة الشرطة لإلقاء القبض على متهمين بالاعتداء، فرد الضابط اليهودي على مدير قسم بوليس يافا، إن ما فعلته هو من صميم عملي ولا أريد أن أتعلم هذا العمل من أمثالك، فتمالك مدير قسم بوليس يافا أعصابه ووجه حديثه للضابط قائلا: إذا كنت تعتقد أن لك الحق أن تمارس يهوديتك على مزاجك فهذا خارج نطاق الشرطة والقانون، ثم أمر بالإفراج عن الشيخ يحيى حيث صدرت الصحف العربية في اليوم الثاني لتروي بطولة الشيخ يحيى الذي أصبح منذ تلك اللحظة واحدا من المجاهدين في العلن، بعد أن كان يمارس دوره سرا.
وفي نهاية عام 1927 استكملت الهيئة العربية العليا استعداداتها لمواجهة العصابات الصهيونية التي تنشط بدعم من حكومة الانتداب البريطانية، وكان كل من حسين يانس واحمد يانس ممثلان للهيئة العربية العليا في بلدة بيت دجن، فيما كان مصطفى الطاهر ضابط ال بينهما وبين الهيئة في مدينة يافا، وبموجب ذلك تشكلت في البلدة والقرى المجاورة مجموعة من المجاهدين: في العباسية المجاهد حرب مطاوع، وفي يازور مجاهدون من آل جبريل، وفي كفرعانه موسى الحاوي، وفي السافرية محمد أبو الشيخ “محمد حبوبه” ويحيى الناطور الذي تولى فيما بعد قيادة فصيل جهادي تعداده خمسة وثلاثون رجلا، واتخذ من بلدة بيت دجن مركزا لقيادته، ثم أضيفت قيادة بلدة السافرية لتكون تحت إمرته بالتنسيق مع المجاهد محمد أبو الشيخ “محمد حبوبه” وارتبط الشيخ مباشرة مع قائد المنطقة الوسطى المجاهد حسن سلامه، ونذكر من أفراد الفصيل الجهادي التابع للشيخ يحيى الناطور كل من رمضان عاطف حبش الذي توفي في نابلس بعد النكبة، ومحمود الباش الذي توفي في مدينة أريحا بعد النكبة أيضا، وصبحي البيشاوي الذي توفي في مدينة عمان، وعبد الكريم البيشاوي الذي توفي في مدينة نابلس عام 1995 ومحمد الشيخ الذي توفي في سوريا، وشعبان الخطيب ومحمد أبو الشعر، وعبد الله جابر حموده وشقيقه خميس جابر حموده ومصلح سعيد(زوج لبيبة ابنة الشيخ يحيى) وبكل التقدير والإجلال لا بد هنا من ذكر المجاهد الدجني يحيى الحاج علي الذي فقد ساقه أثناء مقارعته الأعداء، وكان بمثابة ضابط بين المجاهدين في مختلف مناطق فلسطين، وقد توفي في غزة، كما نود الإشارة بأن مجموعة الشيخ يحيى الجهادية كانت تضم بالإضافة إلى هؤلاء مجاهدين أردنيين منهم إبراهيم السلطي ومجاهدين من السعودية، وخبير المتفجرات الالماني.
وبسبب شهرة الشيخ المجاهد يحيى الناطور وما ألحقه المجاهدون في الفصيل التابع له بالانجليز واليهود من خسائر بشرية ومادية فادحة، عملت حكومة الانتداب على تشكيل فصيل معارض وتابع لها بقيادة عبد الرؤوف البيطار الذي يتبع “جماعة طوقان” وتضم المجموعة أشخاص من بيت دجن هم الحاج عبد لهلوب، وأبو حميد الشيخ نجيب ابو جاموس والبهلول.
بعد أن نفذت مجموعة الشيخ المجاهد يحيى الناطور عملية تفجير القطار الذي ينقل الإمدادات للمستعمرات اليهودية هرعت دورية بريطانية إلى بيت دجن للبحث عن الشيخ يحيى بقصد اعتقاله، وعندما علم الشيخ بذلك تسلق شجرة كبيرة داخل مزرعة مجاورة لبيته واختبأ بين أغصانها، وعندما دخلت الدورية البريطانية للبحث عنه داخل المزرعة مرت من تحت الشجرة دون أن تنتبه لوجوده، وكررت الدورية البريطانية مداهمتها للبلدة مرة ثانية سرا، وكان الشيخ يحيى جالسا داخل “مقهى أبو عرب” هو ومجموعة من شيوخ البلدة، وعندما أحس بوجود الدورية هرب من الباب الخلفي للمقهى، ولحق به أفراد الدورية البريطانية فدخل الشيخ منزل حمدان “دار الطابون” قافزا من فوق الحائط حيث كسرت ساقه، ولمحته امرأة كانت تغسل الملابس فأبلغها أن الدورية البريطانية تلاحقه، فطلبت منه الاختباء في “بيت التبن” وواصلت غسيل الملابس بكل هدوء، وعندما اقتحمت الدورية البيت صاحت بهم المرأة: كيف تدخلون البيت وأنا عارية فأبلغوها أن شخصا مطلوبا لهم قفز من فوق سور البيت فأين ذهب.؟ فأشارت إليهم من جهة اخرى وضللتهم عن مكانه.
جاءت المجموعة الجهادية بعد ذهاب دورية الشرطة البريطانية ونقلوا الشيخ يحيى إلى مزرعة أبو غبن لمعالجة كسر ساقه، وبعد ان تم علاج ساقه شن الشيخ ومجموعته هجوما كاسحا على جميع المراكز اليهودية الممتدة على طول طريق “عيون قارة” الأمر الذي أوقع البريطانيين في حرج كبير، فأرسلوا إلى الشيخ يطلبون وقف الهجمات مؤقتا، لكن الشيخ رفض ذلك واستمر هو ومجموعة المجاهدين في مهاجمة المراكز اليهودية بشكل يومي، الأمر الذي دفع الشرطة البريطانية لاعتقال كل من احمد يانس وحسين يانس وأخضعوهما للتعذيب، لكنهما استطاعا إيصال رسالة شفوية إلى الشيخ يحيى يبلغانه ضرورة الهرب إلى سوريا لان الانجليز قد عرفوا مكانه ويستعدون لإلقاء القبض عليه، وقد تمكن الشيخ بعد تلقيه الرسالة من مغادرة بيت دجن واللجوء إلى بلدة “طيرة دندن” بالقرب من اللد، وعلى اثر فشل الشرطة البريطانية بإلقاء القبض عليه، رصدت مكافأة مالية قدرها (1000 جنيه) لمن يلقي القبض عليه حيا أو ميتا.
وفي الليلة التي حاول الشيخ يحيى مغادرة بلدة “طيرة دندن” برفقة بعض تجار الماشية قاصدا سوريا، تعرف على ملامحه شخص يدعى “حسن عطيه” الذي أبلغ عنه مركز شرطة “بير زيت” حيث تحركت دورية وألقت القبض على الشيخ يحيى الذي كان يمتطي حمارا برفقة تجار المواشي، وتم التحقيق معه في مركز شرطة بير زيت فلم يعرف على نفسه، فمد المحقق يده لتفتيش جيوبه فعثر على صورة له بالزي العسكري، فاضطر إلى التعريف بنفسه، وبموجب ذلك نقل إلى مركز شرطة الرملة الذي أفاد انه مطلوب لمركز شرطة “وادي النسانيس” وتم إرساله الى هناك.
لم يكتف حسن عطيه بالإبلاغ عن الشيخ وإنما قام بالاحتيال على ذويه، حيث ابلغ زوجته بأن الشيخ سيغادر إلى سوريا ويحتاج إلى بعض المال فقامت زوجته ببيع ذهبها وذهب والدتها وسلمت المبلغ المالي لحسن عطية الذي استولى عليه.
أعادت الشرطة البريطانية الشيخ يحيى إلى معتقل يافا وبينما كانت السيارة التي تنقله إلى يافا تمر أمام منزله فشاهد ابنه سعيد ونادى عليه وأبلغه انه منقول إلى سجن يافا، وفي اليوم التالي ذهبت أسرته إلى هناك لزيارته، لكنها منعت من ذلك، وسمح فقط لابنه سعيد كونه صغير السن برؤيته بينما كان الشيخ مقيدا في شباك السجن وتبدو عليه آثار التعذيب.
مكث الشيخ يحيى في سجن يافا عدة أسابيع نقل بعدها إلى محكمة في القدس حيث تولى المرافعة عنه المحامي الشهير “هنري كنت” وكان يومها نقيبا للمحامين في فلسطين.
وفي عام 1934 تزايدت عمليات الهجرة اليهودية الى فلسطين فانعقد مؤتمر الشباب بتاريخ 3/7/1934 وقرر حماية سواحل فلسطين وحدودها وذلك عن طريق تشكيل لجنة حراسة السواحل والحدود وكان تنظيم اللجنة على النحو الآتي:
1) حدود سوريا عُهِدَ بها إلى كامل الحسين وفريد فخر الدين.
2) من حدود فلسطين إلى ساحل البحر المتوسط شمالا إلى حيفا جنوبا عُهِدَ بها إلى أحمد العكي وعاطف نور الله وعبد المطلب فضة مع معونة كشافة حيفا.
3) من حيفا إلى بلدة سيدنا علي (شمال تل أبيب) عُهِدَ بها إلى سليم عبد الرحمن وتوفيق عبد الرازق مع كشافة أبي عبيدة بقيادة توفيق عبد الرازق.
4) من بلدة سيدنا علي إلى مجدل عسقلان عُهِدَ بها إلى رئيس وأعضاء مكتب الشباب أنفسهم وهم: يعقوب الغصين، سعيد الخليل، أحمد يانس([3]، أميل الغوري، حسين يانس، محمد علي الغوري، نمر المصري.
5) من المجدل إلى غزة عُهِدَ بها إلى عاصم بسيسو، والسيد أبو شرخ، وفائق بسيسو. وكان مكتب الشباب يشرف أيضا على المناطق الأخرى، كما أرسل مكتب الشباب وفدا إلى دمشقوبيروتلمنع بعض العملاء العرب من تشجيع الهجرة اليهودية، وكانوا يقبضون 18 جنيها فلسطينيا مقابل إدخال النفر الواحد من اليهود إلى فلسطين.
في 17/8/1934 أي بعد ثلاثة أسابيع من بدء عمل لجنة حراسة السواحل والحدود حدث صدام بين كشافة أبي عبيدة وبعض اليهود المسلحين الذي قُدِرَ عددهم بـ150 يهوديا، قرب بلدة أم خالد القريبة من مستوطنة ناتانيا على ساحل البحر الابيض المتوسط، وكان نتيجة الصدام أن جرح ثمانية أشخاص من كشافة العرب، وفي نفس اليوم أصدرت الحكومة بيانا عن المندوب السامي يتفق مع وزير المستعمرات لإتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حدود فلسطين ضد جميع أشكال الهجرة غير الشرعية، وأنه سيصار إلى اتخاذ اجراءات عاجلة لمنع ادخال الهجرة غير المشروعة عن طريق البر والبحر، وقد اعتبر البيان عمل لجنة حراسة السواحل والحدود عملا مخلا بالأمن.

وفي شهر9/1934 حدث هدوء نسبي وكانت العوامل المؤدية للهدوء هي :
1) فشل جميع المحاولات المبذولة لعقد المؤتمر الثامن للهيئة العربية العليا، فقد قررت اللجنة التنفيذية في اجتماعها في 6/8/1934 في القدس الذي حضره 18 عضو من أصل 48 عضو، تأجل عقد المؤتمر الثامن بسبب حالة البلاد غير المستقرة إلى أجل غير مسمى، وأدى ذلك إلى انحلال اللجنة التنفيذية وعودة الأحزاب.
2) سياسـة المندوب السامي كهوب الذي بذل جهودا كبيرة للتوفيق بين العرب واليهود.
وفي شهر 5/1935 شارك أحمد يانس وحسين يانس باعتبارهما ضمن مؤتمر الشباب في المؤتمر الذي عقد في حيفا لمناقشة المسائل الوطنية وبيع الأراضي والمعارف والتعليم القومي والصحة العامة ومسائل العمال، ونادى بمكافحة الاستعمارين الإنجليزي والصهيوني، والعمل لأجل الوحدة العربية، وليس من شك في أن أهالي بيت دجن قد اشتركوا في اضراب 26/10/1935 لأن الاضراب كان شاملا لم تعهده البلاد من قبل إذ أنه كان اضرابا عاما في طول البلاد وعرضها ولم يشذ عن القاعدة أحد.

.....يتبع







رد مع اقتباس