المرأة الفلسطينية قائدة قطف الزيتون

[شذى العطور]

مع دخول موسم الزيتون هذه الأيام التي تتزامن مع ارتفاع وتيرة اعتداءات المستوطنين بات هذا الموسم محفوف بالمتاعب والصعاب وخاصة على النساء اللواتي يقع على كاهلهن أعباء كبيرة وواسعة.

وتستعد المرأة الفلسطينية الريفية لدخول موسم الزيتون قبل أسابيع من موعده الرسمي من خلال تجهيز لوازم العمل وعتاد التخزين إضافة إلى تغيير البرنامج اليومي المعتاد من اجل أن يتلاءم والظروف الجديدة.

ويلقي الموسم ظلاله على طبيعة الحياة الفلسطينية حيث تتوقف ملامح الحياة الاعتيادية ويدخل الطلبة والعاملون في إجازة معترف بها من كافة المؤسسات لغرض قطف ثمار الزيتون. وتترك تلك الأحوال آثارها الجمعة على أعباء النساء اللواتي تزداد أعباؤها فإلى جانب مهمة العناء بالبيت والأولاد تأتي مهمة متابعة العمل في الحقول كونها الأكثر قدرة على تدبير شؤونها البيتية وترتيب مهام كل فرد. ويرى المراقبون والدارسون في القضايا الريفية أن المرأة الفلسطينية تستحق بجدارة أن تمسك زمام القيادة في العمل الريفي من خلال تدبرها لموسم الزيتون بدءا من فترة الاستعداد مرورا بمرحلة القطف وانتهاء بعصر الزيتون وتسويقه.

ورغم فرض السلطات الإسرائيلية إجراءات قمعية في مختلف المناطق الفلسطينية إلا أن حياة سكان القرى الحدودية الواقعة على امتداد الخط الأخضر تمتزج بين الألم والمعاناة القديمة والمتجددة بعدما حولت إجراءات الحصار الخانق حياتهم إلى جحيم إلى جانب التهام آلاف الدونمات من أراضيها خلال سنوات الاحتلال وجود العدد الكبير من المستوطنات المنتشرة في منطقة قلقيلية والذي يمتد من مدينة قلقيلية ليتجه شمالاً ليمر من بلدة حبلة ثم إلى القرى الصغيرة مثل قرية الأشقر وبيت أمين ومن ثم إلى قرية سنيريا وعزون عتمة و الزاوية ومسحة، تلك القرى التي تتلاصق مع الخط الأخضر وتطوقها المستوطنات التي يصل انتشار المستوطنات إلى أكبر من القرى نفسها.

ومع انطلاق موسم قطف الزيتون لهذا العام فان العائلات الريفية في قرى التماس والمتاخمة للمستوطنات باتت في حيرة من أمرها بسبب تخوفها من عدم إتمام جني الثمار وتسويقه بسهولة ودون معوقات بسبب عدم القدرة على الحركة وإحضار لوازم العمل إلى جانب إعلان السلطات الإسرائيلية عن مساحات واسعة من المناطق الحدودية المحاذية للخط الأخضر مناطق مغلقة عسكرية يحظر دخولها إلا بإذن مسبق باستثناء سكانها الأصليين وهذا يحول دون استخدام عمال من خارج المنطقة في أعمال القطف.

ويشير قيس أبو عمر من بلدة سنيريا قضاء قلقيلية انه اضطر الانقطاع عن وظيفته بسبب سعيه لمساعدة أسرته في قطف الزيتون وحمايتهم من أي محاولات لمس بهم من قبل المستوطنين نظرا لوقوع ارض العائلة بجوار إحدى المستوطنات وتكرار المضايقات من قبل المستوطنين خلال الانتفاضة. وينوه إلى أن عائلات البلدة أخذت احتياطات مع دخول موسم الزيتون وتقرر العمل بشكل جماعي وإنهاء كل قطعة معا قبل الانتقال إلى منطقة أخرى خوفا من الاستفراد بأحد.

ووفقا لسكان قرويون فان المرأة الفلسطينية في بلداتهم تتحمل أعباء كثيرة كما يورد زهير عبد الفتاح من بلدة عزون حيث تقوم بتحضير الطعام مبكرا والعناية بالأولاد قبل توجههم إلى المدرسة كما تعمل مع الجميع في قطف الثمار وجمعه ومن ثم نقله إلى المعاصر أو المنزل كما تعود قبل ساعات الظهر من اجل استقبال التلاميذ ومن ثم تعود مرة ثانية للحقول حتى ساعات الغروب حاملة معها وجبة الغذاء للعاملين من أبناء العائلة. ويقول أن الانتفاضة سوف تترك تغييرا في برامج كل أسرة لان هناك مخاوف من تعرضهم لاعتداءات المستوطنين المتطرفين أو عرقلة التحرك من قبل الحواجز العسكرية.

وما زالت بلدة حوارة جنوب نابلس محرومة من الوصول لأراضيها مما يسبب بعد القدرة على قطف محصول البلدة من الزيتون. وقالت المواطنة فادية عودة إحدى سكان البلدة أن غالبية المزارعين بما فيها عائلتها أضحت تخشى الوصول للسفح الغربي للبلدة القريب من البؤر الاستيطانية المنتشرة حول مستوطنة يتصهار التي يقطنها غلاة المستوطنين بغرض قطف ثمار الزيتون مما يؤدي إلى خسارة فادحة.

وتضيف أن أجواء البهجة التي كانت تسود البلدة في السابق قد انتهت منذ اندلاع انتفاضة الأقصى وقيام المستوطنين بالتحرش بالأهالي مما حال دون قيامهم بقطف كافة ثمار الزيتون. وتنوه عودة إلى أن منطقة " اللحف" التي تقع إلى الغرب من البلدة وتضم آلاف الدونمات المزروعة بالزيتون أضحت محفوفة بالمخاطر مما يستدعي غالبا من السكان الاتفاق على التوجه جماعات وقبل حلول موسم القطف المعلن.

وتركت ممارسات مستوطني ايتمار أثارها على مواطني بلدتي عورتا وبيت فوريك حيث تشير المواطنة خديجة عواد إلى أن دخول الموسم أضحى كابوسا على عشرات العائلات التي تمتلك أراض قريبة من الشارع المؤدي إلى المستوطنة.

ولا تخفي المواطنة أم سهيل شحادة من بلدة عصيرة القبلية قضاء نابلس اختفاء أجواء موسم الزيتون الخلابة التي كانت تطغى على القرى الريفية والتي تتضافر فيها جهود السكان في إتمام الموسم وينتهي باحتفالات بهيجة يشارك فيها الأقارب والأصدقاء.

ووفقا لإحصائية اللجنة العامة للدفاع عن الأراضي، فإن 170 قرية فلسطينية تقع في مناطق تسمى "الارتداد الأمني للمستوطنات"، تضررت بشكل كلي نتيجة اعتداءات المستوطنين المستمرة على أراضيهم ومنعهم من الوصول إليها. وازداد قلق المواطنين على الموسم الذي انتظروه بفارغ الصبر لما يشكله من أهمية اقتصادية، خاصة في هذا الوقت الذي أنهك فيه العدوان الإسرائيلي الاقتصاد الفلسطيني.

[شذى العطور]

[شذى العطور]

تقطف شجرة زيتون بعد اقتلاعه

[شذى العطور]

[jafar khalil]

هاهي اختي المراة الفلسطنية الجبارة تقاوم حتى في في زيتونها تلك الشجرة المباركة والمتجذرة جذروها في اعماق كل فلسطني هي رمز للوجود لذلك يكرهها ذلك المغتصب ويقتلعة ولكن حتي ان استطاعو ان يقتلعو بعض شجيرات الزيتون هي باقية متجذرة بداخلنة زيتونة الصمود والعز
عائلة فلسطينية تقطف الزيتون في مستوطنة إيلون موريه (رويترز)

[شذى العطور]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jafar khalil [ مشاهدة المشاركة ]

هاهي اختي المراة الفلسطنية الجبارة تقاوم حتى في في زيتونها تلك الشجرة المباركة والمتجذرة جذروها في اعماق كل فلسطني هي رمز للوجود لذلك يكرهها ذلك المغتصب ويقتلعة ولكن حتي ان استطاعو ان يقتلعو بعض شجيرات الزيتون هي باقية متجذرة بداخلنة زيتونة الصمود والعز عائلة فلسطينية تقطف الزيتون في مستوطنة إيلون موريه (رويترز)

ألف ألف ألف شكر على مرورك و ردك
ربى لا يحرمنى منكم ... يا اعضاء عجور ... و لا من تعطيركم
لمواضيعى بردودكم الراااائعة ... أسعدنى مرورك اخي جعفر
جزاك الله كل خير ... دمت فى حفظ الله و رعايته