بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.....................................
أسماء اللّه الحسنى
.............................
أ .د . قصي الحسين...
...............................
يذهب العلماء الأجلاء، إلى أن القرآن الكريم، هو أول من ذكر أسماء اللّه الحسنى . وهناك آيات كريمات تشير إلى ذلك في خمس سور هي: (الأعراف والإسراء والمائدة والحج والحشر) .
ففي سورة (الأعراف) يقول تعالى: “ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها” (آية 180) . أما في (الإسراء:110) فيقول جل ثناؤه: “قل ادعوا اللّه أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى” . وفي سورة (المائدة: 4) يقول سبحانه: “اذكروا اسم اللّه عليه” . ومثلها في سورة (الحج: 36): “فاذكروا اسم اللّه عليها” . أما في سورة (الحشر: 24)، فقد قال اللّه تعالى: “هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى”، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا أوى إلى فراشه: “اللهم باسمك أحيا . وباسمك أموت” وقد أورده البخاري في صحيحه في كتاب “الدعوات (7)” “باب ما يقول النائم إذا نام” .
مائة إلا واحد
وفي رواية الإمام مسلم في كتاب “الدعاء والتوبة والاستغفار”، باب “في أسماء اللّه تعالى وفضل من أحصاها” ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن للّه تسعة وتسعين اسماً، مائة إلاّ واحداً، من أحصاها دخل الجنة” . وفي رواية أخرى يقول رسول اللّه: “إن للّه تسعة وتسعين اسماً، مائة غير واحد . من حفظها دخل الجنة . وهو وتر يحب الوتر” . وقد أورده البخاري في صحيحه أيضاً في “كتاب الدعوات (68)” باب “للّه مائة اسم غير واحد” .
أما في “باب الشروط” (18)، فقد أورد حديث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حيث يقول: “إن للّه تسعة وتسعين اسماً، مائة إلاّ واحداً . من أحصاها دخل الجنة . هو وتر يحب الوتر . هو اللّه الذي لا إله إلا هو: الرحمن . الرحيم . الملك . القدوس . السلام . المؤمن . المهيمن . العزيز . الجبار . المتكبر . الخالق . البارئ . المصور . الغفار . القهار . الوهاب . الرزاق . الفتاح . العليم . القابض . الباسط . الخافض . الرافع . المعز . المذل . السميع . البصير . الحكم . العدل . اللطيف . الخبير . الحليم . العظيم . الغفور . الشكور . العلي . الكبير . الحفيظ . المقيت . الحسيب . الجليل . الكريم . الرقيب . المجيب . الواسع . الحكيم . الودود . المجيد . الباعث . الشهيد . الحق . الوكيل . القوي . المتين . الولي . الحميد . المحصي . المبدئ . المعيد . المحيي . المميت . الحي . القيوم . الواجد . الماجد . الواحد . الصمد . القادر . المقتدر . المقدم . المؤخر . الأول . الآخر . الظاهر . الباطن . الوالي . المتعالي . البر . التواب . المنتقم . العفو . الرؤوف . مالك الملك . ذو الجلال والإكرام . المقسط . الجامع . الغني . المغني . المانع . الضار . النافع . النور . الهادي . البديع . الباقي . الوارث . الرشيد . الصبور . الكافي” .
أسماءً أخر........
وتحدث العلماء الأجلاء، فأبانوا أن للّه عز وجل، اسماءً أخر . وقالوا إنه ليس في قول النبي صلى الله عليه وسلم: “تسعة وتسعون اسماً، نفي غيرها . وإنما وقع التخصيص بذكرها، لأنها أشهر الأسماء وأبين المعاني . وأن كلمة “من أحصاها” يراد بها “من حفظها” . وقال بعضهم في شروح ذلك: معناه “من أطاقها بحسن المراعاة لها والمحافظة على حدودها” وقيل أيضاً: معناه: “من عرفها وعقل معانيها وآمن بها” .
وفي رواية ابن مسعود، رضي الله عنه، كما أخرجها الإمام مسلم، أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: “ما أصاب مسلماً قط، هم ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك . أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي . إلاّ أذهب عنه همه . وأبدله مكان همه فرحاً” . فقالوا: يا رسول اللّه . ألا نتعلم هذه الكلمات؟ . قال: “بلى . ينبغي، لمن سمعهن أن يتعلمهن” .
وقد ذكر المؤرخون وكتاب السير، أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها كانت تقول في دعائها: “اللهم إني أسألك بجميع أسمائك الحسنى كلها، ما علمنا منها وما لم نعلم . وأسألك باسمك العظيم الأعظم، الكبير الأكبر، الذي من دعاك به أجبته، ومن سألك به أعطيته” . وكان عموم الفقهاء والعلماء الأجلاء ينظرون باهتمام بالغ إلى أسماء اللّه جل ثناؤه، وصفاته، التي دلّ كتاب اللّه تعالى على إثباتها أو دلت عليه سنة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أو دلّ عليها إجماع السلف الصالح، الذين يعتد بهم في العودة إلى الأصول الإسلامية الثابتة .