يعتبر البرتقال اليافاوي اليوم، في الأسواق الغربية، أكثر المنتوجات الزراعية تمثيلاً لجودة النتاج الزراعي( الإسرائيلي). والواقع أن الخبرة الفلسطينية هي التي طورت زراعة البرتقال إلى المستوى المعهود قبل بدء الاستعمار الصهيوني لفلسطين. ولعل أطرف شاهد على ذلك، أنه في سنة 1886 أرسل القنصل الأميركي في القدس هنري غيلمان، تقريراً إلى مساعد وزير خارجيته المستر ج. د. بورتر، أشاد فيه بالجودة العالية لبرتقال يافا، وبطرائق التطعيم المبدعة التي كان يستخدمها المزارع الفلسطيني. واقترح، في تقريره، أن يقتبس المزارعون الأميركيون في فلوريدا أساليب زراعة البرتقال الفلسطينية. هذا ولم يستطع اليهود أن يجاروا مستوى الإنتاج الفلسطيني إلاّ في أواخر الانتداب. وعلى الرغم من ذلك، فقد بقي الإنتاج الفلسطيني من الحمضيات متفوقاً، كماً ونوعاً.