بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الثالثة من ( إخترت لك )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
المرأة المثالية في أعين الرجال:
المرأة المثالية كما يراها الرسول صلى الله عليه وسلم
• النظرة التكاملية الى المرأة
• الجمال وحسن المظهر
• الموافقة والتوافق
• روح التدين واستقامة الاخلاق
• التواد والحب
• البكارة والانجاب
• إجادة تربية الاطفال
• حسن التدبير والرعاية
- تظهر تلك النظرة التكاملية بوضوح في أحاديث نبينا صلى الله عليه وسلم فسأل:
( أي النساء خير ؟ )
قال : التي تسره إذا نظر..وتطيعه إذا أمر ..ولا تخالفه في نفسها ولا ماله بما يكره)
إذن كناية عن الجمال لأن الطبع الانساني مفطور على عشق الجمال فإذا توافر الجمال وحسن المظهر في المرأة مما يعصم الرجل ويحصنه.
إذن كناية عن موافقة المرأة للرجل وتوافقها معه فلا إنكار أن ملائمة طبع المرأة وانسجامه وموازاته لطبع زوجها يعد احد المحاور الرئيسية في المرأة المثالية لما يترتب على ذلك من سعادة في الحياة الزوجية .
إذن كناية عن حسن تدينها واستقامة اخلاقها وهذا الاصل في صفات المرأة المثالية .
وهناك إشكال يظنه البعض على اساس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في حديث آخر : لاتنكح المرأة لجمالها ، فلعل جمالها يرديها ، ولا لمالها ، فلعل مالها يطغيها ، وانكح المرأة لدينها(رواه إبن ماجه ) نلاحظ ان صلى الله عليه وسلم يضع الجمال كعنصر من عناصر المرأة الصالحة ثم يستبعده في الحديث الآنف الذكر ولا سيما أنه قد قال ايضا : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) رواه الشيخان . فالرد على هذا الاشكال : المقصود من الحث على الدين لا تنكح لجمالها ، ليس النهي عن مراعاة الجمال واخذه في الحسبان ، وانما النهي عن الاختيار على اساس الجمال المحض وحده دون النظر لسائر الجوانب ، لأن المرأة إن كانت جميلة وليست قويمة الاخلاق فلا ينبغي الالتفات اليها لأن بلاءها سيكون شديدا حيث سيشق على الرجل مفارقتها وستنغص عليه معيشته وتسوِّد بين الناس وجهه وتشوش الغيرة قلبه وسيكون بين نارين : إن سلك سبيل الحمية والانفة لم يزل في قلق وتوتر ، وإن سلك سبيل التساهل كان متهاونا ديوثا ، فلا يصبر عنها ولا يصبر عليها ويكون كالذي جاء الى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : يارسول الله إن لي إمرأة لا ترد يد لامس ! قال : طلقها فقال : إني احبها قال : أمسكها ( يلاحظ ان الرسول صلى الله عليه وسلم أمره بامساكها خوفا عليه لأنه اذا طلقها وهو يحبها أتبعها نفسه ، وفسد هو ايضا معها فرأى الرسول صلى الله عليه وسلم في دوام نكاحه رغم ضيق قلبه دفعا للفساد عنه فذلك اولى من أن يطلقها ثم يفسد معها ) فالجمال مع فساد الاخلاق وغياب سائر مقومات المرأة الصالحة نقمة لا نعمة ومن هنا فلا ينبغي أخذه في الاعتبار كعامل وحيد وانما يتحتم أن يوضع في توازن مع سائر العناصر والمقومات فهو أحد الأسس التي ينبني عليها تقييم المرأة وليس كل شيْء ويدل على الالتفات الى معنى الجمال أن الانسجام والمودة يحصلان به غالبا وقد حث الاسلام على مراعاة أسباب الانسجام والمودة. يؤكد ذلك أن الشارع استحب النظر عند الاختيار فقال : (إذا اوقع الله في نفس أحدكم من امرأة فلينظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينهما ).
أما بالنسبة للنظر فهو مهم : كل تزويج يقع على غير نظر ، فآخره هم وغم .ومعلوم ان النظر لا يعرف به الخلق أو الدين أو المال ، وإنما يعرف به الجمال من القبح .
لذا نقول اهمية الجمال كأساس من الاسس التي ترتكز عليها شخصية المرأة المثالية ، حيث قال صلى الله عليه وسلم ( إن أعظم النساء بركة : أصبحهن وجوها وأقلهن مهرا )
فالجمال المحض لا قيمة له اذا غاب الدين وغابت الاخلاق وانما يستمد الجمال قيمته بوصفه عنصرا يتآزر مع عناصر اخرى لا تقل عنه اهمية كالدين والاخلاق والعقل الناضج والنفسية المتوازنة .
لا يفوتنا الا أن نوضح ان صلى الله عليه وسلم أكد على صفات اخرى في المرأة المثالية غير الصفات السالفة من ذلك :
( عليكم بالولود الودود )
( تزوجوا الودود الولود)
إذن هناك صفتان جديدتان القدرة على الانجاب ، والتودد الانثوي البديع الذي تمارسه المرأة مع زوجها .
قال صلى الله عليه وسلم ( هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك ) ولنا وقفة للنقطة اعلاه ، أولا ان الطباع مجبولة على الانس بأول مألوف ، وهذا ادعى الى كون البكر تحب زوجها وتألفه ، مما يؤدي الى الود والتواد الذي اشار اليه صلى الله عليه وسلم ( عليكم بالودود ) في حين ان المرأة الثيب التي اختبرت الرجال ومارست الاحوال بما لا ترضى بعض الاوصاف في الزوج الثاني التي تخالف ما الفته وتعودت عليه مع الزوج الاول ، مما يؤثر تأثيرا سلبيا على درجة تعلقها وانسجامها مع الزوج الثاني .ثانيا : أن البكارة أكمل في مودته لها ، فإن الذوق الرفيع ينفر عن التي مسها احد من قبله وذلك النفور يختلف من شخص الى آخر بدرجات متفاوته وبعض الطباع ترفض ذلك بشدة والبعض يتقبلها على مضض ، وبعض ثالث له وجهة اخرى . ثالثا : أن احتمالات حنين الثيب الى زوجها الاول غير معدومة أما البكر فليس لها زوج قبل ذلك حتى تحن اليه فهي ان كانت تحن فإن حنينها وحبها لزوجها الاول واكد الحب ما يقع مع الحبيب الاول في اغلب الاحيان وقد قال الشاعر :
متع ( نقل ) فؤادك حيث شئت من الهوى
ما القلب(الحب) الا للحبيب الاول .
كم منزل في الارض يألفه الفتى
وحنينه ابدا لأول منزل
كذلك هذا لا يعني أن الفتاة إذا تزوجت تحن الى من كانت تحبه قبل الزواج وهي في بيت الزوجيه أو تفكر في ذلك فهي تدمر نفسها بنفسها والنتيجه طلاقا فوريا من قبل الزوج إذا احس ذلك بالدليل ، فلتتق الله كل فتاة ولتصون بيت الزوجية وحرمته .
ماسبق تلك الوجهة من النظر إن دلت على شيء فانما تدل على سعة أفق وعمق رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم للمرأة المثالية ، فهي وجهة نظر كاملة متكاملة ، تراعي المنافع العاجلة والآجلة ، وتتماشى مع الفطرة الانسانية في نقائها واصالتها ولا تغفل طبيعة توجهاتها .
إالى اللقاء في الحلقة الرابعه جزى الله كل الخير لمن كتبها واختارها وقرأها وعمل بها ونصح بها ودمتم والله يحفظكم .
تحياتي ،