بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخترت لك – الحلقة العاشرة
المتكلمة بالقرآن
هذه القصة تدور حول سيدة مؤمنة آلت على نفسها أن لا تتكلم إلا بالقرآن الكريم ، أما راوي هذه القصة هو تابعي جليل اسمه عبدالله بن المبارك شيخ الاسلام ومجاهد وتاجر صاحب التصانيف والرحلات أفنى عمره في الاسفار حاجا ومجاهدا وتاجرا وجمع الحديث والفقه والعربية ، وهو من سكان خراسان ومات بهيت على الفرات في العراق.
يقول خرجت حاجا الى بيت الله الحرام وزيارة قبر النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم فبينما انا في بعض الطريق إذ أنا بسواد فتميزت ذاك فإذا هي عجوز عليها درع من صوف وخمار من صوف ( يعني لباسها ) فأقرأها السلام وهو تحية الاسلام فقالت له ( سلام قولا من رب رحيم ) فقال لها يرحمك الله ما ذا تصنعين في هذا المكان حيث أنه مكان منزوي عن خلق الله فردت عليه ( من يضلل الله فلا هادي له ) لذلك عرف انها ضالة عن الطريق فسألها واين تريدين ؟ فأجابته ( سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ) فعرف انها قضت حجها وهي تريد العودة الى بيت المقدس ، فسألها كم لك في هذا الموضع ؟ فأجابته ( ثلاث ليال سويا ) فقال لها لا أرى معك طعاما من أجل أن تأكلين ، فأجابته ( هو يطعمني ويسقين ) فسألها بأي شيء تتوضئين ؟ فاجابته ( فإن لم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا ) فقال لها يوجد لدي طعاما فهل تشاركيني في الاكل ، فأجابته ( ثم أتموا الصيام الى الليل ) فعرف انها صائمة ، فقال لها ليس هذا شهر الصيام شهر رمضان ، فأجابته ( ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم ) فقال لنا سبحانه وتعالى اباح لنا الافطار في السفر ، فأجابته ( وأن تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون ) وبعد كل ما حصل سابقا عرف انها لا تتكلم إلا بالقرآن الكريم ، فقال لها لماذا لم تتكلمي كما اكلمك ، فأجابته ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) فقال لها انت من أي الناس ؟ فأجابته ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) وعندما سمع ذلك منها قال لها لقد اخطأت فحلليني لكي لا احمل إثما ، فقالت له ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم ) فعرض عليها أن يحملها على ناقته لكي يوصلها بقافلتها التي ضلت عنها ، فأجابته ( وما تفعلوا من خير يعلمه الله ) لذلك انخى ناقته لكي تركب عليها ، فقالت ( قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ) لذلك غض بصره وقال لها إركبي رعاك الله فلما ارادت أن تركب نفرت الناقة فمزقت ثيابها فقالت ( وما أصابكم من مصيببة فبما كسبت ايديكم ) فقال لها اصبري سأعقل الناقة ، فقالت ( ففهمناها سليمان ) فعقل الناقة وقال لها اركبي ، فركبت الناقة وقالت ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا مقرنين ، وإنا الى ربنا لمنقلبون ) فاخذ بزمام الناقة وانطلق وهو يصيح أي ينشد ويسرع ، فقالت ( واقصد في مشيك واغضض من صوتك ) لذلك اصبح يمشي رويدا رويدا فقالت ( فاقرأوا ما تيسر من القرآن ) فقال لها لقد أوتيت خيرا كثيرا ، فأجابته ( وما يذكر إلا اولوا الالباب ) فلما سار بها قليلا سألها الك زوج ؟ فأجابته ( يا ايها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ) لذلك سكت ولم يكلمها حتى أدرك قافلتها ، فقال لها هذه القافلة فمن لك فيها ، فأجابته ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) ففهم أنه يوجد لها اولاد في القافلة ، فسألها وما شأنهم في الحج ، فأجابته ( وعلامات وبالنجم هم يهتدون ) لذلك علم منها أنهم أدلاء ( مرشدين ) الركب ، فاخذها للقباب والعمارات ، وقال لها فمن لك فيها فأجابته ( واتخذ الله ابراهيم خليلا ) ( وكلم الله موسى تكليما ) ( يا يحي خذ الكتاب بقوة ) فعرفت انه لها ثلاث من الاولاد اسماؤهم ابراهيم موسى يحي ، فلما وصلوا فإذا هم شبان كأنهم الاقمار قد اقبلوا فلما جلسوا ، قالت امهم ( فابعثوا احدكم بورقكم هذه الى المدينة فلينظر ايها ازكى طعاما فليأتكم برزق منه ) فذهب احدهم فاشترى طعاما فقدموه بين يدي ، وقالت ( كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية ) فقال عبدالله والله لن آكل طعامكم إلا اخبرتموني بأمر امكم ؟ فقالوا هذه امنا وإن لها اربعين سنة لم تتكلم الا بالقرآن مخافة ان تزل فيسخط عليها الرحمن ، فسبحان القادر على ما يشاء . فتلى عبدالله المبارك الآية ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) الجمعة آية 4
احبتي جزى الله كل الخير من قرأها ونقلها ومر عليها وكتبها والى اللقاء في الحلقة الحادية عشر – اخترت لك – إن شاء الله ودمتم والله يحفظكم .