حزيران الحزين .. عام نكسة وستين
ابو فراس القطامي / ديوان قبلة الروح
( كتبت بمناسبة حرب حزيران عام نكسة وستين )
أهْـــــلاً حُـــــزيْـــــرانُ الذي قَـد نُـكسَـــــتْ
فيـِه البَيَـــــارِقُ و الهَــــزيمَـــةُ كرِّسَــــتْ
بالأَمْـسِ نَكبـَـتـُـنــا مَــضَـــتْ واليـومَ نــَكـــ
ستـــنــا حَــفَـــتْ بالأَربَـعـــيـــنَ وأَعْـرسَت
كَـم أَفــــَرخَـــت ســودانــُــنا مِن نَسْــلِـهــا
وعِــراقــُنـــا حَــمــَلــت بهـا فـتَـــمَـجّسَــت
كبـــــرَى الشَّقـــائـــِقِ َسـلَـّمَـــــت بِجَــدارَةٍ
والشَّــــامُ تَــــاهَ دلـيــلُــهـــا وتَقــَاعَـسَـــت
كَـــمْ دُنِّـسَــت بجُـــنــوبِـهـــا لـبــنــانُ* والـ
جـــولانُ غَـــابَ عَــروسُــهـا مُــذ عُـنِّـسَت
مـا أكـــثَـــرَ النَّكَســــــاتِ تَـدمــِي أُمّــَتـي !
في كـــلِّ جـيــــلٍ نَكسَـــــةٌ فَـتــنكـــَّسَــــــت
والعُــْـــربُ أَشتَـــــاتٌ مُشتّــَـتَـــة فَــــــــــلا
ضَــــادٌ تـوَحِّــــدُهُـــــمْ * ولا أَرْضٌ رَسَـــت
مـــا كـــانَ فــي التّــَاريـــخِ يُنـكِـــُرنــــا أَبٌ
أو كـــــانَ فــي أَعْـــراقِـــنـــا أُمّ مَـــسَــــت
لَـكِـنـَّـهــا فِـــتَـــنٌ وقَـــــدْ مَـــــارَتْ بـــِنــــا
فَـتَــَقـَـطّــعـــت مــِنّـــا الجُــــذورُ وأَيْبَسَــت
طَـلـت بِـَوجْـــهٍ لُـــوِّنَـــتْ قـَسَــمَـــاتُـــــــــُه
حــَتى وإنْ فـُصِــمَـــت عُــــراهـــا أَركَسَـت
يـــا أمَّــــةً نَـخَـــــَر الفَـسَــــادُ بجـسْـمِـهـــا
فاسـتـسْهـِــلَـت للطَّــــامِـعـيـــنَ ونُـخِّـسَــت
يـا أُمّــَتــي أيــنَ المَـعَــــالِـــي والعُـــــــلا ؟
أيـــنَ الأُلـــَى ؟ وَحَــضَــــارَةٌ قَـــد أُسِّـسَـت
أيـــن الوَقـــائِــعُ فـي الـَوغَـــى يـا أُمّـــــــةً
ســــادَتْ بهـــا حــتّــى عَـــلَـــت وتَرَأّسَـت
" اللّـــهُ أَكـبَـــُر" كَــم كَـبَـــتْ مــن وَقــعـِها
خَــيـــل العــِدا * والصِّيـــدُ منــهـا أَوْجَسَـت
يــا أُمّــــَةَ الـفَــتْــحِ الـمـَجـــيــــدِ تـَهــيـّـَـئـي
ثُـــمَّ انفـُضـــي سِــنَــةً عــلــيــكِ تَـكَـدَّسَــت
ويَـعــــودُ لــي كَــرْمــي وبعــضُ كَــرامـَتي
وتَعـــــودُ لـــي أَرضِـــي وقـــدْسٌ قـــدِّسَت
يــا أُمّــَتـي قــد لاحَ بَـــــْرقٌ فــي الـدُّجَــــى
وَسَـبـيـلـنــا للـفَـــرقَــــديــــن تَــنَـــفـّسَـــت
هـــَـا رايَـــــةُ التَــوحــيــدِ فـَلـْتـَـسِـري بِهـا
أَنـعِـــمْ بهــــا مِـــن رايَـــــةٍ مـــا نُـكـِّسَـــت
شعر : ابو فراس القطامي