على أساس توسيع وتطوير جامعة يريفان الحكومية، تم تشكيل عدد من مؤسسات التعليم العالي المستقلة بما في ذلك المعهد الطبي في عام 1930 والذي شكل الأساس لكلية الطب. منحت كلية الطب الحكومية في 1980 إحدى الجوائز الرئيسية للاتحاد السوفياتي السابق وهو وسام الراية الحمراء للعمل لتدريب المتخصصين المؤهلين في مجال الرعاية الصحية والخدمات الجليلة في تطوير العلوم الطبية. في عام 1989 تمت تسمية الكلية تيمناً بمخيتار هيراتسي وهو من الأطباء المشاهير في العصور الوسطى. كان مخيتار هيراتسي مؤسس المدرسة الطبية الأرمنية في قيليقية الأرمنية. لعب هيراتسي نفس الدور في العلوم الطبية الذي لعبه أبقراط في أوروبا الغربية وجالينوس في الإمبراطورية الرومانية وابن سينا في الطب العربي.
تأسس قسم الطلاب الأجانب للمغتربين الأرمن عام 1957 وجرى توسيعه لاحقاً ليضم الطلاب الأجانب. حالياً الكلية الطبية في يريفان مؤسسة طبية توافق المتطلبات الدولية، حيث تدرب طواقم طبية وليس فقط لأرمينيا وجيرانها مثل إيران وسوريا ولبنان وجورجيا ولكن أيضاً للكثير من البلدان الرائدة الأخرى في جميع أنحاء العالم. يأتي عدد كبير من الطلاب الأجانب من الهند ونيبال وسريلانكا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الروسي للدراسة جنباً إلى جنب مع الطلاب الأرمن. في الوقت الحاضر تحتل الجامعة مرتبة بين المؤسسات الطبية الشهيرة وتحتل مكاناً مشرفاً في الدليل العالمي لكليات الطب الذي نشرته منظمة الصحة العالمية.
تضم المدارس الأخرى في أرمينيا الجامعة الأمريكية في أرمينيا ومدرسة المتفوقين الدولية في يريفان. تشمل الجامعة الأميركية في أرمينيا برامج دراسات عليا في إدارة الأعمال والقانون من بين آخرى. تدين الجامعة بوجودها لتضافر جهود حكومة أرمينيا والاتحاد العام الخيرية الأرمني والوكالة الأميركية للتنمية الدولية وجامعة كاليفورنيا. تشكل برامج الإرشاد ومكتبة الجامعة الأمريكية نقطة تركيز جديد للحياة الفكرية باللغة الإنجليزية في المدينة.
الرياضة
تمارس مجموعة متنوعة من الألعاب الرياضية في أرمينيا، أكثرها شعبية المصارعة ورفع الأثقال والجودو وكرة القدم والشطرنج والملاكمة. تضاريس البلاد الجبلية تزيد من شعبية رياضات مثل التزلج وتسلق الجبال. كونها بلد غير ساحلي، لا تمارس الرياضات المائية إلا في البحيرات ولا سيما بحيرة سيفان. تنافس أرمينيا في لعبة الشطرنج ورفع الأثقال والمصارعة على الصعيد الدولي. أرمينيا أيضاً عضو نشط في المجتمع الرياضي الدولي حيث تمتلك العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) واتحاد هوكي الجليد الدولي. كما تستضيف أيضاً ألعاب الأرمن.
قبل عام 1992، شارك الأرمن في دورة الألعاب الأولمبية ممثلين الاتحاد السوفياتي. كجزء من الاتحاد السوفياتي كانت أرمينيا ناجحة جداً حيث حصدت العديد من الميداليات وساعدت الاتحاد السوفياتي في الفوز بصدارة ترتيب الميداليات في دورات الألعاب الأولمبية في مناسبات عديدة. أحرز هرانت شاهينيان الميدالية الأولى لأرمينيا في تاريخ الألعاب الأولمبية الحديثة الذي حاز على ميداليتين ذهبيتين وميداليتين فضيتين في منافسات الجمباز في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1952 في هلسنكي. لتسليط الضوء على مستوى نجاح الأرمن في الألعاب الأولمبية، نقل عن شاهينيان قوله:
«كان على الرياضيين الأرمن التفوق على خصومهم بمراحل عديدة قبل أن يتم قبولهم في أي فريق سوفياتي. لكن على الرغم من هذه الصعوبات، فإن 90% من الرياضيين الأرمن في الفرق الأولمبية السوفياتية عادوا بميداليات.
بطل الشطرنج العالمي ليفون أرونيان.
شاركت أرمينيا لأول مرة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1992 في برشلونة في إطار فريق رابطة الدول المستقلة الموحد حيث كانت ناجحة جداً، وفازت بثلاث ميداليات ذهبية وواحدة فضية في رفع الاثقال والمصارعة والرماية على الرغم من وجود 5 رياضيين فقط يمثلونها. منذ دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 1994 في ليلهامر فإن أرمينيا تشارك كدولة مستقلة.
تشارك أرمينيا في الألعاب الأولمبية الصيفية في الملاكمة والمصارعة ورفع الأثقال والجودو والجمباز وسباقات الجري والغوص والسباحة والرماية. تشارك أيضاً في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في مسابقات التزلج.
شكلت أرمينيا جزءاً من فريق الاتحاد السوفياتي لكرة القدم على المستوى الدولي. كان أنجح أندية أرمينيا يريفان أرارت والذي حصد معظم البطولات السوفياتي في السبعينيات وحقق انتصارات على أندية محترفة مثل نادي بايرن ميونيخ الألماني في كأس الأندية الأوروبية. لعبت أرمينيا كجزء من الاتحاد السوفياتي حتى عام 1992، عندما تشكل المنتخب الأرمني الوطني لكرة القدم حيث لعب أول مباراة رسمية ضد مولدوفا. يدير اتحاد كرة القدم الأرمني المنتخب الوطني. كما أن مسابقة الدوري الأرمني الممتاز هي المسابقة الأكبر لكرة القدم في أرمينيا حيث يضم الدوري حالياً ثمانية فرق. تطورت المسابقة على مر السنين من مسابقة دوري صغيرة تتكون من ثمانية فرق فقط إلى دوري من درجتين. يوجد في أرمينيا العديد من ملاعب كرة القدم مثل ملعب هرازدان وملعب هنرابيتاكان.
أنتجت أرمينيا والشتات الأرمني العديد من اللاعبين من الطراز العالمي، ولا سيما يوري دجوركاييف وآلان بوغوسيان وأندرانيك اسكندريان وأندرانيك تيموريان وإدغار منوشريان ونيكيتا سيمونيان من بين آخرين. لعبت يوري دجوركاييف لفرنسا (متقاعد) بينما يلعب أندرانيك تيموريان لإيران وإدغار منوشريان لنادي اياكس امستردام الهولندي.
حققت أرمينيا نجاحاً في رياضة المصارعة في دورة الألعاب الأولمبية. في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1996 في أتلانتا، فاز أرمين نازاريان بالذهبية في وزن الذبابة الرومانية للرجال (52 كلغ) وفاز أرمين مكيرتشيان بالميدالية الفضية في وزن الورق الحر للرجال (48 كلغ) ليحصدا أول ميداليتين لأرمينيا تاريخها الأولمبي.
تسمى المصارعة الأرمنية التقليدية "كوخ" وتمارس بالزي التقليدي. كان إحدى التأثيرات في الرياضة القتالية السوفياتية السامبو والتي هي أيضاً ذات شعبية كبيرة.
ترصد الحكومة الأرمنية حوالي 2.8 مليون دولار سنوياً لصالح الرياضة وتمنحها للجنة الوطنية للتربية البدنية والرياضة، وهي الهيئة التي تحدد البرامج التي ينبغي أن تستفيد من هذه الأموال.
بسبب عدم النجاح في الآونة الأخيرة على الصعيد الدولي، أعادت أرمينيا في السنوات الأخيرة بناء 16 مدرسة رياضية من الحقبة السوفيتية وقدمت لها معدات جديدة بكلفة إجمالية قدرها 1.9 مليون دولار. تم تمويل إعادة بناء المدارس المحلية من قبل الحكومة الأرمينية. كما تم استثمار 9.3 مليون دولار في منتجع تساغكادزور لتحسين البنية التحتية للرياضات الشتوية بسبب الأداء السيئ في المسابقات الشتوية الأخيرة. في عام 2005، افتتح مركز للدراجات الهوائية في يريفان بهدف تدريب مسابقين أرمن في الدراجات الهوائية على المستوى العالمي. وعدت الحكومة أيضاً بمكافأة نقدية قدرها 700*000 دولار للأرمن الذين يحرزون ميداليات ذهبية في دورات الألعاب الأولمبية.
تتفوق أرمينيا في لعبة الشطرنج حيث فازت بأولمبياد الشطرنج العالمي مرتين على التوالي.