فاطمة النجار
تعد السيدة الفلسطينية فاطمة النجار " ام محمد " الفلسطينية التاسعة على مستوى الأراضي الفلسطينية والثالثة بقطاع غزة التي تفجر نفسها، في عملية استشهادية تستهدف اسرائيليين.
وتعد فاطمة النجار التي تسكن في بلدة جباليا هي ثاني سيدة فلسطينية تنفذ عملية استشهادية، بعد انسحاب إسرائيل قبل نحو عام من قطاع غزة.
الاستشهادية الجديدة " أم محمد " التي اجتاز عمرها نصف قرن من الزمان، لها من الأولاد ستة ومن البنات اثنتان ولها العشرات من الأحفاد، تقطن في بيت متواضع وسط بلدة جباليا شمالي غزة، هذا البيت هدمه الجيش الإسرائيلي خلال الانتفاضة الشعبية عام 87، واعتقل ثلاثة من أبنائها في السجون الإسرائيلية أحدهم حكم عليه بالمؤبد وأفرج عنه في العام 1997، وجرح اثنان من أبنائها بنيران الجيش الإسرائيلي في انتفاضة الحجارة، علاوة على أن حفيدها عادل رزق غبن " ابن ابنتها فتحية" استشهد قبل عامين بنيران الجيش الإسرائيلي.
الوصية
"أقدم نفسي لله وفداء للوطن وللأقصى، وأتمنى أن يتقبل الله مني هذا العمل، وأقدم نفسي للمعتقلين والمعتقلات،.."؛ بهذه الكلمات المؤثرة اختتمت الشهيدة الحاجة فاطمة النجار (57 عاما) حياة حافلة بالعطاء وحب الوطن، وغرس حب الاستشهاد في نفوس أبنائها قبل أن تلقى الله شهيدة إلى العلياء، عندما فجرت جسدها في قوة اسرائيلية خاصة في شمال قطاع غزة.
كلمات قليلة خطتها " أم محمد " ، وهي أول جدة استشهادية، قبل أن تغادر هذه الدنيا لكنها، تعني الكثير لدى امرأة هالها ما تشاهده يوميا من مجازر ترتكب بحق أبناء شعبها، وحرمات تنتهك وبيوت تهدم فوق رؤوس ساكنيها وأشجار معمرة تقتلع من جذورها بفعل آلة البطش الصهيونية على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، الذي يقف متفرجا على شعب بأكمله يتعرض لحرب إبادة جماعية، فتحركت هذه المرأة المسنة لتدافع وتنتقم لشهداء فلسطين.
وقالت الجدة الفلسطينية في كلمات خطتها بيدها، وترجمتها عمليا بدمها "إن عمليتنا هذه ما هي إلا جزء مما سيلاقيه الصهاينة على أيدي رجال ونساء فلسطين،
والاستشهادية النجار كانت قد شاركت في مسيرة فدائيات الحصار التي استطاعت كسر الحصار عن أكثر من سبعين مقاوما فلسطينيا كانت تحاصرهم دبابات الاحتلال الاسرائيلي في مسجد النصر في بيت حانون شمال قطاع غزة مؤخرا.
وبين نجل "أم محمد" أن والدته ربت أبنائها وأحفادها على كتاب الله وسنة نبيه، وكانت تدعو دوما الله أن يرزقها الشهادة.
وجاء في وصية الشهيدة "أقدم نفسي لله وفداء للوطن ثم للأقصى، وأدعو الله أن يتقبل الله مني هذا العمل، وأقدم نفسي للمعتقلين والمعتقلات، وأسأل الله أن يفك أسرهم، ويتقبل الله منا جميعاً".
وبهذه العملية التي تكتسب مواصفات أسطورية؛ تثبت المرأة الفلسطينية يوما بعد يوم بإرادتها، وبقوة إيمانها أنها أقوى من كل الجيوش والعروش، وأن الدنيا كلها أهون لديها من أن تستباح أرضها ويسفك دم أبناء شعبها من قبل عدو يحتل الأرض.