23- الشاعرة فدوى طوقان
ولدت فدوى طوقان في نابلس عام 1917 لأسرة عريقة وغنية ذات نفوذ اقتصادي وسياسي اعتبرت مشاركة المرأة في الحياة العامة أمرًا غير مستحبّ* فلم تستطع شاعرتنا إكمال دراستها* واضطرت إلى الاعتماد على نفسها في تثقيف ذاتها.
وقد شكلت علاقتها بشقيقها الشاعر إبراهيم علامة فارقة في حياتها* إذ تمكن من دفع شقيقته إلى فضاء الشعر* فاستطاعت -وإن لم تخرج إلى الحياة العامة- أن تشارك فيها بنشر قصائدها في الصحف المصرية والعراقية واللبنانية* وهو ما لفت إليها الأنظار في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي ومطلع الأربعينيات.
موت شقيقها إبراهيم ثم والدها ثم نكبة 1948* جعلها تشارك من بعيد في خضم الحياة السياسية في الخمسينيات* وقد استهوتها الأفكار الليبرالية والتحررية كتعبير عن رفض استحقاقات نكبة 1948.
كانت النقلة المهمة في حياة فدوى هي رحلتها إلى لندن في بداية الستينيات من القرن الماضي* والتي دامت سنتين* فقد فتحت أمامها آفاقًا معرفية وجمالية وإنسانية* وجعلتها على تماسٍّ مع منجزات الحضارة الأوروبيّة.
وبعد نكسة 1967 تخرج الشاعرة لخوض الحياة اليومية الصاخبة بتفاصيلها* فتشارك في الحياة العامة لأهالي مدينة نابلس تحت الاحتلال* وتبدأ عدة مساجلات شعرية وصحافية مع المحتل وثقافته.
تعدّ فدوى طوقان من الشاعرات العربيات القلائل اللواتي خرجن من الأساليب الكلاسيكية للقصيدة العربية القديمة خروجًا سهلاً غير مفتعل* وحافظت فدوى في ذلك على الوزن الموسيقي القديم والإيقاع الداخلي الحديث. ويتميز شعر فدوى طوقان بالمتانة اللغوية والسبك الجيّد* مع ميل للسردية والمباشرة. كما يتميز بالغنائية وبطاقة عاطفية مذهلة* تختلط فيه الشكوى بالمرارة والتفجع وغياب الآخرين.
مؤلفات :
على مدى 50 عامًا* أصدرت الشاعرة ثمانية دواوين شعرية هي على التوالي: (وحدي مع الأيام) الذي صدر عام 1952* (وجدتها)* (أعطنا حباً)* (أمام الباب المغلق)* (الليل والفرسان)* (على قمة الدنيا وحيدًا)* (تموز والشيء الآخر) و(اللحن الأخير) الصادر عام 2000* عدا عن كتابيّ سيرتها الذاتية (رحلة صعبة* رحلة جبلية) و(الرحلة الأصعب). وقد حصلت على جوائز دولية وعربية وفلسطينية عديدة وحازت تكريم العديد من المحافل الثقافية في بلدان وأقطار متعددة