يا طـالـب المـجــد فـي عجــور مــورده =عـــذب مـعـيــن يـروّي غــلــة فـيـنـــــا=شــــم الأنــــــوف أبــاة دام عـــزهــــــم =هـــم الأوائــل إن نــادى مـنــاديــــــنــــا=تـفـوح يـا بـاقـة الأزهـــار فـي وطـنــي =فــوح الأريـــج ونـفـح الطيــب يغـريـنـا كلمة الإدارة


مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور       »     عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية       »     سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م       »     عجور التاريخ و الحضارة       »     ميزانية قرية عجور - 1939       »     عجور - وقوعات الزواج 1915م       »     عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل       »     اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م       »     أراضي عجور المشاع - حصري       »     اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1       »     ضريبة الانتداب البريطاني "3"       »     عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور)       »     أراضي عجور الحكر       »     عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة       »     علم النفس الاجتماعي       »     ملوك المملكة الاردنية الهاشمية       »     موسوعة صور القدس- زهرة المدائن       »     دليل الجامعات العربية و العالمية       »     روائع الشعر العالمي       »     موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة       »    

آخر 25 مشاركات
ملف عن الحج وما يتعلق به (الكاتـب : نور الهدى - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          كبرت بنتــي / قصة مؤثرة (الكاتـب : أمان - آخر مشاركة : قلم حزين - )           »          مبارك .........مبارك لعجور ومنتديات عجور (الكاتـب : م .نبيل زبن - آخر مشاركة : نور الهدى - )           »          عجور التاريخ و الحضارة - الحلقة الثانية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          سجل الوفيات لعجور ١٣٢٠هـ -١٣٣٠هـ ١٩٠٢م - ١٩١١م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ميزانية قرية عجور - 1939 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - وقوعات الزواج 1915م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عهد عشائر عجور بالحفاظ على اراضي عجور المشاع و عدم بيعها لل (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اول أحصاء(حصر نفوس) موثق لسكان عجور1878م (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور المشاع - حصري (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          اسماء من عجور مطلوبون للضريبة 1 (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضريبة الانتداب البريطاني "3" (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور - لجنة 18 ( اللجنة القومية لعجور) (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          أراضي عجور الحكر (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          عجور التاريخ و الحضارة-الحلقة الثالثة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          كيف و متى تحدثين طفلك عن التحرش ؟ (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          قصص اطفال للبنوتات الحلوين (الكاتـب : اميرة عجور - آخر مشاركة : م .نبيل زبن - )           »          علم النفس الاجتماعي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ملوك المملكة الاردنية الهاشمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة صور القدس- زهرة المدائن (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          دليل الجامعات العربية و العالمية (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          روائع الشعر العالمي (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          موسوعة الاصول و القبائل العربية كاملة (الكاتـب : م .نبيل زبن - )           »          ضيف اليوم بصراحة (الكاتـب : Big heart - آخر مشاركة : ajoor - )


العودة   منتديات عجور - بيت كل العرب > الاقسام الأردنيه > قسم جلالة الملك المفدى والعائلة الهاشمية
قسم جلالة الملك المفدى والعائلة الهاشمية قسم خاص بحياة وانجازات جلالة الملك وجميع ابناء العائلة الهاشمية
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-16-2011, 01:11 PM رقم المشاركة : 81
معلومات العضو
أمان
عضو ملكي
 
الصورة الرمزية أمان
إحصائية العضو






 

أمان غير متواجد حالياً

 


افتراضي



وما كدنا نمر أمام مركز القيادة العسكرية في صويلح ، حتى جعلت نيران الرشاشات تدوي. فلاقى حتفه أحد الجنود المتواجدين في سيارة الجيب التي كانت تتقدمني وجرح آخر. فأطلقنا جميعاً نيران أسلحتنا للإفلات من هذا الكمين ، واستمر إطلاق النار بضع دقائق أيضاً إلى أن توقف ، أسفر ذلك ويا للأسف عن وقوع قتلى" ثمانية من الفدائيين ، وأحد جنودي ، وأربعة جرحى. رباه ، لماذا كل هذا ؟ لماذا؟. وما أن بلغت القصر حتى أخبرني مساعديّ بأن المنظمات الفلسطينية لا تنسب إلى نفسها هذه المؤامرة وأنها على العكس من ذلك قد استنكرتها. غدا الوضع فوضى متزايدة باستمرار. لا أحد يطيع أوامر أحد. كل يلقي اللوم على الآخر. كانت الأذهان في حالة غليان ، ولا سيما بين رجالي من أبناء العشائر الذين كانوا ينتظرون مني أن أعطيهم النور الأخضر حتى يندفعوا إلى المعركة. وانطلقت الشائعات التي لا تساعد على تسوية الأمور ، وتهدئة الخواطر: قيل بأنني أصدرت أمري إلى الجيش بمحاصرة مخيمات اللاجئين في الوحدات ، وفي مخيم الحسين حيث "سقط مئات القتلى والجرحى". يا له من هذيان... ومن باب الانتقام قامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمحاصرة أهم فندقين في العاصمة واحتجزت ثمانية وخمسين من المواطنين الأجانب كرهائن : وأعلنت بأنها سوف تطلق سراحهم عندما تصمت نيران الأسلحة وإلا فإنهم سيوف يقتلون ، وسيدمر الفندقان.




في العاشر من حزيران ، جرى وقف لإطلاق النار . ولكنه لم يدم سوى فترة قصيرة. وفي اليوم التالي أصرّ الفدائيون على استقالة أربعة من أقرب المستشارين عندي . كان بينهم خالي الشريف ناصر، وابن عمي زيد بن شاكر كان هذا غير معقول . ثم وقعت حادثة مؤلمة عندئذ : قتل الفدائيون الذين كانوا منتشرين في كل في المدينة ، شقيقة زيد بن شاكر، ابنة عمي، جوزاء التي كانت قد صعدت إلى سطح بيتها لتشاهد ما كان يجري وسواء أقتلت عمداً أم سهواً فقد كان الفدائيون قد أحدقوا بدار أم قائد الفرقة المدرعة ، وفي نيتهم أن يظهروا تواجدهم بطريقة أو بأخرى، كانت جوزاء الضحية البريئة، لذلك. ولما كان من الممكن أن يستمر التصعيد وأن يستتبع هذا سقوط قتلى آخرين، فقد اتخذت على كره هذا سقوط قتلى آخرين . فقد اتخذت على كره مني، قراراً بإعفاء الشريف ناصر وزيد شاكر من منصبيهما، وأبدلت خالي في قيادة الجيش، بالجنرال مشهور حديثة، مقابل ذلك أطلق الفدائيون رهائنهم ، وهذا لم يمنع من إطلاق نيران الرشاشات على مشهور حديثة في اليوم التالي لتقلده منصبه في إحدى ضواحي عمان، ولحسن الحظ لم يصب بأذى. أحسست بأن وجود خالي في الأردن في هذا الصيف من عام 1970 كان يزعج الفدائيين الذين كانوا يأخذون عليه " توجيه دفة الأمور" من وراء الكواليس. فتسامحت أيضاً ورجوت الشريف ناصر أن يأخذ بعض الإجازة في الخارج، ريثما تعود الأوضاع إلى نصابها من جديد، وفي السابع عشر من حزيران، خلال مؤتمر صحفي عقدته ، لم أستطع أن أتمالك نفسي من توجيه المديح والثناء للرجلين اللذين أعفيتهما من منصبيهما وهما: خالي وابن عمي اللذان عادا فيما بعد إلى العمل، واللذان كانا في رأيي مفخرة لجيشنا ولشعب الأردن، في السادس والعشرين من الشهر المذكور عينت عبد المنعم الرفاعي رئيساً جديداً للوزراء، وفي اليوم التالي استقبلنا في عمان بعثة عربية رسمية قادمة من الجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان، وقد جاءت بدعوة مني للإدلاء برأيها والاعراب عن مشاعرها حول المشكلة التي تثير الهم والقلق وتقسم السكان إلى طائفتين متناحرتين متعاديتين ، مستعدتين لكل شيء، استمرت أعمالنا أسبوعين وأخيراً ، في العاشر من تموز (يوليو) وقع اتفاق من قبل مختلف الأطراف . وقعه الرفاعي .

باسم حكومتي ووقعه عرفات باسم الفدائيين (والحكماء) العرب الخمسة، وقد اعترفنا بموجبه بوجود (لجنة مركزية) للفدائيين على أراضينا ندع لها كل حرية للمناورة والتنقل مقابل أن يتخلى الفدائيون عن قواعدهم ومستودعات ذخائرهم في التجمعات السكانية الأردنية ويكفوا عن حمل السلاح في المدن.

كان هذا من شأنه أن يجعل المرء يتطلع إلى المستقبل بهدوء وسكينة . لقد كان هنالك ما يدعوني، بحكم طبيعتي المتفائلة ، ان أعتقد بأننا بذلك قد نجونا تماماً من مواجهة قد يقتل فيها الأخ أخاه، ولكنني ما لبثت أن اضطررت إلى تضييق مدى ما كنت أرتجيه: إذ لم تدم الهدنة سوى شهر واحد، بلا زيادة يوم واح. كنت وافقت مثل عبدالناصر على الاقتراح الأمريكي بإيقاف النار لكي نتيح لوسيط الأمم المتحدة مواصلة جهوده في جو أكثر هدوءاً. وعندما قررت مصر والأردن الاحترام الدقيق لوقف إطلاق النار ثارت ثائرة الفدائيين مرة أخرى، فقد اعتراهم شعور بأن عبدالناصر وأنا قد خذلناهم وغدرنا بهم وأن قضيتهم قد "أغفلت". لقد تكون لديهم انطباع خاطيء طبعاً بأننا بعملنا هذا لم نعد نريد محاربة إسرائيل، بل مقاتلتهم هم الفلسطينيون . ومنذ ذلك الحين تجاوزت الأحداث ياسر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية، وأمسكت جبهة التحرير والجبهة الديمقراطية بالأمور في أيديها. كانوا يودون العمل بسرعة، وبسرعة قصوى. لم يعد أي شيء يستطيع منذئذٍ أن يوقفهم. كان الأمر في نظرهم مسألة تتعلق بالإبقاء على حياتهم.







رد مع اقتباس
قديم 05-16-2011, 01:12 PM رقم المشاركة : 82
معلومات العضو
أمان
عضو ملكي
 
الصورة الرمزية أمان
إحصائية العضو






 

أمان غير متواجد حالياً

 


افتراضي




* ثم كان الانفجار وكان أيلول الأسود ...
- اعتباراً من ذلك الوقت ظهرت الزمة . فاما نحن أو هم، لم يقبل أحد أن يقدم تنازلات ولم يكن أحد راغباً في أن يتراجع عن موقفه. كانت المواجهة أمراً لا يمكن تفاديه ، ويا للأسف! بالطبع كان ثمة خلافات بين المنظمات الفلسطينية مثلما توجد خلافات بينها اليوم أيضاً . ولكن من أجل الإبقاء على حياتها كانت لا تستطيع إلا أن توحد جهودها.

ذهبت في الأول من أيلول لاستقبال إبنتي الكبرى عاليه في مطار عمان . فتعرضنا في طريق العودة لنيران غزيرة من أسلحة أتوماتيكية كان يطلقها الفدائيون علينا من بيوت تحصنوا فيها. وثبنا خارج سياراتنا و القينا بأنفسنا في الخنادق وفتحنا النار، وقد خرجنا من هذا الكمين كيفما اتفق.

بعد مضي خمسة أيام حول الفدائيون الفلسطينيون طائرتين مدنيتين عن خطوط سيرهما، إحداهما سويسرية والثانية أمريكية وأرغموهما على الهبوط في ميدان دوسون (قيعان خناً) على بعد بضعة كيلو مترات شمال شرقي الزرقاء. كانتا تقلان (310) من الركاب والملاحين ، بمن في ذلك (125) امرأة وطفلاً. كما فشلت في لندن محاولة تحويل أخرى أجريت على طائرة تابعة لشركة العال الإسرائيلية . وقد دمرت أيضاً طائرة جامبو أمريكية في القاهرة بعد هبوطها بقليل، هذه الهجمات نسبها إلى نفسه وديع حداد الرجل الثاني في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين باعتبار أن جورج حبش كان وقتئذٍ في كوريا الشمالية. وفي التاسع من أيلول هبطت أيضاً طائرة بريطانية من طراز (في سي تن) في ميدان داوسون وعلى متنها (115) راكباً، كان المفروض إطلاق سراح الرهائن إذا ما أفرج عن سبعة



فدائيين محتجزين في السجون الأوروبية، وبعض آخر معتقلين في السجون الإسرائيلية. كانت منظمات المقاومة منقسمة فيما بينها حول الأساليب التي تنتجها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كان ياسر عرفات معارضاً لهذه الإختطافات وكانت تجاريه في موقفه المعارض سائر الأقطار العربية بلا استثناء. في الثاني عشر من هذا الشهر، أطلق سراح معظم المسافرين الذين كانوا محتجزين ضمن ظروف وأحوال شاقة عسيرة كانت تتفاقم باستمرار ، ما عدا أربعة وخمسين شخصاً وزعوا في مختلف أنحاء البلاد ريثما تتم مبادلتهم بالفدائيين المعتقلين، وقد أطلق سراحهم جميعاً سالمين معافين في نهاية الشهر.

وفي رأيي ، وهذا ما قلته وأعدت قوله : أن هذه التحويلات لخطوط سير الطائرات المدنية لهي(عار على العرب أجمعين) . عبثاً طوقت ميدان داوسون بقوات من جيشي، وعبثاً حاول القائد العام الجنرال حديثه مفاوضة الفدائيين من (6) حتى (12) أيلول (سبتمبر) ، فلم نخرج من الأمر بطائل . كان الصدام يستحثونني في كل جانب لكي أتدخل بفعالية. ولكن كان هذا غاية في الخطورة. وكان الجيش يريدني أن أنتقل إلى العمل الفعال، ولو أدى إلى سقوط بعض القتلى .

حتى أن بعض جنودي، من بين أخلصهم وأشدهم ولاء، لم يعودوا يعرفون ماذا يفعلون وإلى من يلجأون، كنت متواجداً يوماً، خلال الأسبوعين الأولين الحرجين من أيلول (سبتمبر) في مواجهة سرية مدفعية مستعدة لعمل أي شيء ما عدا البقاء في وضع سلبي كانت تتقدم في أحد مفارق الطرق جنوبي الحمر، وبينما كنت أتجه في سيارتي نحو هذه السرية في محاولة لإيقاف سيرها، ناداني أحد الجنود بعد أن قفز من سيارة شاحنة وقال: " توقفوا وعودوا من حيث أتيتم، إذهبوا. إلى الخلف در!" وجاء آخر فزاد على ذلك قائلاً: " انسحبوا من طريقنا أو أقتل نفسي أمامكم". وكان قد جذب مسمار قنبلة وأضاف : " لقد كنتم أملنا ، وكنا نحبكم . كل هذا قد انتهى!".
لقد تقاضاني هذا الأمر ثلاث ساعات لأصرف رجالي عن محاولة القيام بهجوم عسكري والعثور على حل آخر غير الحرب الأهلية وقتل الأخ لأخيه. تموز في ليلة الرابع عشر من أيلول ، كان رئيس وزرائي عبد المنعم الرفاعي وياسر عرفات يعملان بنشاط متواصل في محاولة لارساء قواعد اتفاق يكفل بعض الحقوق للفدائيين ويتيح لهم إنشاء معسكرات أخرى خارج المدن الكبرى . ولكن في اليوم الخامس عشر، عندما عرض علي الرفاعي الخطوط العريضة لهذا المشروع الذي أعده طوال ساعات الليل كلها مع زعيم منظمة فتح، ، لم أستطع إلا رفضه. ولكي لا أصدم أحداً في مشاعره، قلت بأنني سوف أفكر في الموضوع فيما بعد ، بذهن مسترخ. وبعد ظهر اليوم نفسه، جمعت في الحمر بعضاً من أقرب مساعدي ومستشاري، وهم وصفي التل ،و زيد الرفاعي واثنان من كبار الضباط هما مازن العجلوني و قاسم المعايطة ، وابن عمي زيد بن شاكر الذي كنت قد عينته في آب (أغسطس) على رأس دائرة العمليات في القيادة العامة للجيش. فأتفق الجميع في الرأي على وجوب إجراء عمل حازم وسريع ضد الفدائيين ، ولا سيما وأنه في فترة بعد الظهر هذه قتل ابن قاسم المعايطة أثناء اشتباك بين الجيش و الفدائيين في الزرقاء، كانوا يريدون الصدام العسكري قالوا ذلك بصريح العبارة .
اتخذ القرار إذن في مساء الخامس عشر من أيلول (سبتمبر) كان لا بد من العمل بسرعة، وإلا سار الأردن كله في طريق الإنهيار. وفي ساعات متأخرة من الليل، بعثت في طلب رجل لا يعرفه الجمهور إلا قليلاً، رجل مسن هو الزعيم محمد داوود. كان فلسطينياً محترماً، رفيع المنزلة عند عارفيه. كان دائم الاستياء من تطرف بعض زعماء منظمة التحرير ، ومن فشل ياسر عرفات في محاولته السيطرة على سائر العمليات الفلسطينية، ومن انعدام الإنضباط لدى بعض وحدات الجيش . ولسوف تبقى التعابير التي ارتسمت على وجهه عالقة في مخيلتي، عندما طلبت إليه ترؤس حكومة عسكرية، قدمت إليه قائمة بأعضائها . كان الزعيم محمد داوود يعرف ما يتوجب عليه عمله: إذا لم يجل الفدائيون عن المدن كما تقضي بذلك إحدى نقاط اتفاقية الرفاعي عرفات، في الساعة الثامنة من صباح السادس عشر من الشهر، فإن الجيش سيشرع في الهجوم. كان الجو ثقيل الوظأة ، فأتخذ مع مستشاري الرئيسيين هذا القرار البالغ الأهمية الذي كنت قد رفضت اتخاذه منذ أشهر. لا بل منذ سنوات .
كان الزعيم محمد داوود، يقدره الفلسطينيون. وكان له العديد من الصدقاء بين زعماء المقاومة، فلربما كان تعيين رجل متزن حازم، سيؤدي إلى انقاذ ما يمكن انقاذه!.
في الساعة السادسة صباحاً، أذاعت محطة اذاعة عمان، نبأ تشكيل الحكومة الجديدة التي كانت تتألف من سبعة جنرالات وثلاثة عقداء، وثلاثة رواد، وحل المشير حابس المجالي في قيادة الجيش محل الحنرال مشهور حديثه، وفي الرسالة التي وجهتها إلى شعبي، أعلنت بشكل خاص بأن : "حالة من الشك والفوضى وانعدام الطمأنينة والأمن، تسود بلادنا العزيزة، وأن الخطر الذي يهدد الأردن . فقدرنا أن من واجبنا اتخاذ سلسلة من التدابير لإعادة القانون والنظام وحماية حياة كل مواطن ، وسبل عيشه وما في حوزته...".
اعتبر الفدائيون هذا القرار وهذه الأقوال بمثابة اعلان حرب، واستدعى ياسر عرفات اللجنة المركزية إلى مقر قيادته في جبل الحسين حيث اتخذ قرار في غاية الخطورة: إذ قررت جميع منظمات المقاومة أن تتحد تحت لواء ياسر عرفات والجبهة الشعبية ، ومنح اللواء يحيى منصب رئيس أركان حرب، وهو الآن قائد لجيش الترحير الفلسطيني. وتقرر القيام باضراب عام يبدأ في اليوم التالي ويستمر "إلى أن تسقط الحكومة الفاشية". حاول داوود عبثاً طوال نهار السادس عشر، الإتصال بياسر عرفات إلا أن الاتصال الهاتفي القصير الذي أجراه معه في ساعة متأخرة من بعد الظهر لم يغير من الأمر شيئاً . كان ذلك يعني الصدام العسكري والمواجهة التي طالما خشيناها والتي يقتل فيها الأخ أخاه.
بدأت المواجهة في الساعة الرابعة والدقيقة الخامسة والخمسين من صباح السابع عشر من أيلول . كان يتواجد من ناحية ، خمس وخمسون الف رجل






رد مع اقتباس
قديم 05-16-2011, 01:13 PM رقم المشاركة : 83
معلومات العضو
أمان
عضو ملكي
 
الصورة الرمزية أمان
إحصائية العضو






 

أمان غير متواجد حالياً

 


افتراضي



مجهزون خير تجهيز ومدربون خير تدريب، ويشكلون كتلة واحدة وفي حوزتهم ثلاثمائة دبابة وحوالي أربعون طائرة. ومن ناحية أخرى خمسون الفاً من الفدائيين يمكن اعتبار حوالي نصفهم من الجنود الحقيقيين، يساندهم عشرة آلاف آخرون متمركزون في سورية، بغلإضافة إلى أنهم يستطيعون أن يتمتعوا في أية لحظة بدعم أثني عشر ألف جندي سوري وعراقي مرابطين في الأردن منذ عام 1967.
كان أول رد فعل أجنبي خلال نهار السابع عشر هذا ، قد جاء من الرئيس السوري نور الدين الاتاسي، الذي أيد الفدائيين فوراً، وكان يشجعه في ذلك مساعداه صلاح جديد ويوسف الزعين اللذان كانا يطالبان بالتدخل الفوري للجيش السوري إلى جانب الفدائيين، ولكنهما أوقفا بعض الشيء في اندفاعهما من قبل الوزير الدفاع السوري الفريق حافظ الأسد، وهو رجل راجح العقل نير الفكر، إذ كان يعتقد بأن من المحتمل أن يؤدي اتيان عمل كهذا إلى حمل إسرائيل على اتخاذ إجراء ضد دمشق.
كان عبدالناصر يبدو في حيرة وارتباك. فقد أرسل إلينا، بعد حديث مطول أجراه مع العقيد القذافي، رئيس أركان حربه الفريق محمد صادق الذي دعا الفريقين عند وصوله إلى إيقاف إطلاق النار. ولكن الوقت كان قد فات.
ثم جاءت طعنة الخنجر التي تلقيتها في الظهر إذ تغلب المتطرفون في كل من سورية والعراق وهاجموني في العشرين من أيلول، في اللحظة التي كنا أقل الناس توقعاً لها، كان لدى السوريين بشكل خاص، (880) دبابة ومائتا طائرة، هل كانت النهاية في هذه المرة؟ كان علينا أن نواجه بجيشنا الصغير ووسائلنا الضعيفة، خصوماً ثلاثة، في الداخل وفي الشمال وفي الشرق، دون أن نجرد من أجل ذلك حدودنا الغربية من حاميتها، ثم مالت الدول العربية الواحدة تلو الأخرى إلى جانب المعسكر الفدائي، وعمد أقرب الأصدقاء لنا ، أولئك الذين كانوا دوماً يكنون لنا التقدير والوداد إلى قطع علاقاتهم معنا، ومنع المعونة المالية عنا. لقد عاد الكفاح من جديد ، من أجل البقاء، من أجل الحياة. كنت أهاجم
من كل ناحية بموجات متتالية من عشرات الطائرات وبحملات من مئات المدرعات ، دون أن أستطيع الرد إلا بضربات صغيرة سريعة وفعالة كنت أوجهها إلى قواعد الخصوم الخلفية، كان ميزان القوى واحداً ضد ثلاثة، وحتى ضد أربعة ! كان لابد من مناوشتهم بلا انقطاع .
في الثاني والعشرين من الشهر، استردت نفوسنا الأمل والرجاء . فقد استقرت الجبهات وتوازنت ، وفي اليوم التالي تراجع المهاجمون . لقد كانت الهزيمة. وفي مساء الثالث والعشرين من الشهر، كانوا قد غادروا ترابنا الوطني، تاركين وراءهم أكثر من ستين دبابة وعشرات من الشاحنات ، ومئات من السلحة . ولكنهم تركوا بعض القتلى أيضاً. رباه لماذا كل هذا؟
وفي مساء الثالث والعشرين نفسه، جاءت بعثة أخرى تحمل النوايا الطيبة، وكان على رأسها الرئيس جعفر نميري رئيس جمهورية السودان. لقد أتاح لنا النصر الذي أحرزناه إمكانية ترجيح وتغليب وجهات نظرنا التي تقضي بما يلي:-
1. وجوب إخلاء الفدائيين وقوات الجيش للمناطق المدنية .
2. وجوب حصر نشاطات الفدائيين في مناطق الحدود مع إسرائيل.
3. منظمة التحرير الفلسطينية هي وحدها التي يعترف بها كممثلة شرعية للمنظمات الفلسطينية .
4. على الفدائيين أن يحترموا قوانين الأردن وسيادته.

رفض ياسر عرفات هذا الإتفاق . وبعد رحلة خاطفة إلى القاهرة ، عاد النميري إلى عمان لمقابلة الزعيم الفلسطيني، جرت المقابلة في مساء الرابع والعشرين من الشهر، وقبل ياسر عرفات في النهاية النقاط الأربع من الإتفاق . وأصدر أمره إلى قواته بإيقاف إطلاق النار، وفي ليلة الرابع والعشرين غلى الخامس والعشرين، أذاع هذه الرسالة من محطة إذاعة دمشق :" أيها الشعب العزيز العظيم الشجاع الثوري. من أجل تفادي المزيد من سفك الدماء،ولكي يتسنى لنا مداواة جراحنا ، واستئناف الحياة الطبيعية ، أعلن لكم ، بوصفي القائد الأعلى لقوات الثورة الفلسطينية، بأنني، استجابة للطلب الذي أعربت عنه بعثة رؤساء الدول العربي، قد وافقت على شروط وقف إطلاق النار، وانني أطلب إلى الأخوة أن يفعلوا مثل ما فعلت ، إذا ما قام الجانب الآخر بعمل الشيء نفسه".
عاد النميري إلى القاهرة وبرفقته ياسر عرفات الذي استقبل فيها كرئيس دولة، لقد تحدثوا هناك عن "مذبحة" ، وعن " عشرين ألف قتيل بين الفلسطينيين: وعن مشاهد من التقتيل. وقصارى القول : لقد أدين الأردن . جمد الدم في عروقي. فإذا كان عبدالناصر قد سمع رواية عن الحوادث، فلسوف أسمعه الرواية الأخرى ، روايتي أنا، في صباح الأحد السابع والعشرين من الشهر، وصلت القاهرة استقبلني عبدالناصر ، وأوصلني إلى فندق هيلتون، حيث اجتمعت في الساعة الثانية والدقيقة الثلاثين مع فيصل ملك العربية السعودية والشيخ صباح السالم الصباح أمير دولة الكويت ، ومعمر القذافي رئيس جمهورية ليبيا وحعفر النميري رئيس جمهورية السودان، وسليمان فرنجية رئيس جمهورية لبنان، والشامي ممثلاً لليمن والباهي الادغم ممثلاً لتونس بالإضافة إلى عبدالناصر وعرفات، وهنالك حادث تفصيلي طريف: كنت أنا و ياسر عرفات نحمل سلاحاً!. وبإيجاز أدخلت أمام نوع من المحكمة . استغرقت الماحادثات ست ساعات ونصف الساعة، كان الإتفاق الذي ووفق عليه من قبل بضعة أيام قد تعدل إن لم نقل قد استهتر به. لم يعد الموضوع يتعلق بابعاد الفدائيين خارج المدن بل: " باحلالهم في مواقع مناسبة من اجل المعركة مع إسرائيل." لم تتكلم أية من النقاط الربع عشرة للإتفاق الجديد، عن "احترام قوانين الأردن وسيادته". وبناء على الطلب الصريح الذي أعرب عنه الملك فيصل، اضطررت إلى مصافحة ياسر عرفات.
كل طرف كان يدعي النصر لنفسه، جيشي المنتصر في الميدان، والفدائيون المنتصرون على الورق . ولكن من الذي كان رابحاً؟ ومن الذي مني بالخسارة؟. نعم لقد سقط مئات القتلى، ألف وثلاثمائة حسب أقوال المشير حابس المجالي، وليس عشرون ألفاً. كان الفلسطينييون يتواجدون في المعسكرين. وكان الأردنيون
متواجدين أيضاً في المعسكرين، وكانوا يتبادلون إطلاق النار على أنفسهم . نعم فر بعض الجنود من الطرفين ، حتى لقد اكتشفت أن سائق سيارتي كان فدائيا وأن أحد الطهاة عندي قد حاول مرات عديدة أن يسمم ماأتناوله من طعام، وعندما جرى اعتقاله كان يحمل قتبلة في جيبه!.

ما أشد الحزن الذي كان يعتريني عندما أستعيد ذكرى كل هذا ، وما أشد الكآبة التي كانت تستبد بي! كان لابد من إعادة تنظيم الأمور في بيتي الأردني ، وإعادة الثقة إلى الشعب والجنود . طوال هذه الأحداث الفاجعة، وخلال هذه الأسابيع المؤلمة الشاقة على النفس. نسيت حتى أن رئيس وزرائي قد استقال ، فاستبدلته بأحمد طوقان . لقد أهملت اتصالاتي مع شعبي ، التي كنت في مسيس الحاجة إليها.
قمت بجولات عادت علي بالكثير من الراحة النفسية، إذ كانت بالنسبة غلي مدعاة لتقوية المعنويات عجيبة. في القواعد العسكرية ، استقبلت بالهتاف : " يا حسين، يا حسين" بالطبع لم تنتظم الأمور في يوم وليلة، وقعت أيضاً بعض الاشتباكات هنا وهناك. وجرى بعض الاحتكاك ، ولكن الجيش كان يعيد النظام بسرعة في كل مرة. ووردتني أسلحة جديدة من واشنطن ولندن. ثم جلجل الرعد في العالم العربي، ووقعت المصيبة الفجائية: بغعلان الوفاة المباغتة للرئيس عبدالناصر . وهكذا مات "الخصم الودود"! ماذا كنت أستطيع أن أستشعر غير الكثير من الألم والحزن أيضاً، على الرغم من الهموم و المتاعب التي تسبب لي بها طوال سنين عديدة ؟
لم يبق أحمد طوقان طويلاً في إدارة الأعمال، فقد أبدلته بوصفي التل ، أقرب المستشارين إلي، وعينت في نفس المناسبة مستشاري الآخر، رئيس الوزراء الحالي، زيد الرفاعي ، سفيراً في لندن.
خلال الأشهر لتسعة التي تلت، قضي بالتدريج على كل مقاومة وغادر الفدائيون أراضينا . وهذا تم على فترتين: من تشرين الثاني (نوفمبر) 1970 حتى

نيسان (أبريل) 1971، حملهم الجيش على الخروج من المدن الكبرى : عمان، إربد، عجلون ، جرش ، ثم في الفترة الأخرى، من أيار (مايو) حتى تموز (يوليو) 1971 أخذ الفدائيون الذين تجمعوا في الغابات والقرى والأرياف، أسرى، وتمكن آخرون من الفرار إلى لبنان وسورية، وبعضهم الآخر إتجه نحو الأراضي المحتلة. وقد أطلق سراح جميع الأسرى وزعمائهم فيما بعد. وفي آب (أغسطس) من عام 1971 انتهى كل نشاط عسكري لهم، ومنذ ذلك الحين ، غدوت ولي الأمر في بلدي. كنت أعرف أن الخصم كان يتصف بالعناد والتصميم، وأنه كان ساهراً على الحدود، فطلبت من رئيس وزرائي أن لا يذهب إلى القاهرة في تشرين الثاني (نوفمبر) 1971 فلم يلتفت إلى ذلك، وقتله في ردهة الفندق الذي كان ينزل فيه، فلسطينيون كانوا يدعون انتسابهم إلى منظمة مقاومة لم نسمع باسمها سوى للمرة الأولى وهي منظمة أيلول الأسود. وفي الفترة ذاتها نجا زيد الرفاعي من رصاصات قاتلة في وسط لندن بالذات!
كان موقفي الحازم إزاء الفدائيين، محل انتقاد شديد من جانب مؤتمر عربي عقد في طرابلس لم يشترك فيه عملياً سوى قليل من الدول هي: ليبيا ومصر و سورية واليمن و ياسر عرفات. كانت حرباً شريفة نزيهة وكان لا بد منكبش فداء لمشاكل الفدائيين، ولكني لم أتمالك نفسي من الابتسام عندما بلغني في الوقت نفسه أن السوريين قد صادروا أسلحة الفدائيين التي وردتهم من أوروبا عن طريق ميناء اللاذقية. وهكذا فعل آخرون ما كنت فعلته أنا نفسي. ماذا كانوا يستطيعون غير ذلك؟ وماذا كانوا هم فاعلون لو كانوا في مكاني؟
إن من يعمل ملكاً في الشرق لا يمارس في الحقيقة مهنة مريحة قطعاً.








رد مع اقتباس
قديم 05-16-2011, 01:14 PM رقم المشاركة : 84
معلومات العضو
أمان
عضو ملكي
 
الصورة الرمزية أمان
إحصائية العضو






 

أمان غير متواجد حالياً

 


افتراضي



* لقد أوقفت حرب عام 1967 بلا هوادة، جهودكم المبذولة لتحقيق النهوض الاقتصادي، ماهو الوضع الاقتصادي للردن اليوم، بعد كل هذه الهزات التي طرأت في السنين الأخيرة؟





- إنه في تحسين مستمر، وأستطيع أن أقول إنه في تحسن يبعث على الدهشة. ففي وقت قصير، انطلق إنتاجنا انطلاقة عظيمة، فاشتدت كثافة طاقة التنمية عندنا في خمسة قطاعات رئيسية: مصادر ثرواتنا المعدنية والمائية ، وصناعاتنا الخفيفة ووسائل المواصلات الداخلية ، والسياحية.
ليس من يجهل الأحداث المؤلمة التي أصابت حياتنا القومية بالاضطراب في عام 1967، وعواقبها الوخيمة التي ما زالت عالقة بنا حتى يومنا هذا ، ولا أقل من أن نذكر منها الموجة العارمة التي كانت تتضخم باستمرار، من النازحين الفلسطينيين الذين استقبلناهم في أراضينا والذين بقيت أغلبيتهم غير منتجة .
إن الأردن يبدو لي اليوم متمتعاً بأكمل صحة لا سيما بعد المباشرة في تنفيذ مشروع السنوات الثلاث الذي يغطي الفترة الواقعة بين عامي 1973 و 1975 والذي ترمي أهدافه الرئيسية التي سوف تتحقق في نهاية هذه السنة[2] إلى ما يلي:-
1. إحداث سبعين ألف عمل جديد.
2. زيادة الدخل القومي الإجمالي بنسبة ثمانية بالمائة.
3. النهوض بالنشاطات الاقتصادية والاجتماعية عبر تنمية فعاليات البلديات والمجالس المحلية والمناطق الريفية خاصة فيما يتعلق بالماء والكهرباء والمواصلات










رد مع اقتباس
قديم 05-16-2011, 01:14 PM رقم المشاركة : 85
معلومات العضو
أمان
عضو ملكي
 
الصورة الرمزية أمان
إحصائية العضو






 

أمان غير متواجد حالياً

 


افتراضي



4. زيادة مصادر الثروة الداخلية للبلاد حوالي اربعين بالمائة.
5. تحسين ميزان المدفوعات وتخفيض مقدار عجز الميزان التجاري (و هو عجز أوصلناه من (11.5) بالمائة بالنسبة للفترة الواقعة بين 1967 و 1970 إلى (6.3) بالمائة، فكان علينا إذن خلال هذه الفترة أن نزيد من صادراتنا بمقدار (56.5) بالمائة وأن نزيد من دخلنا السياحي (150) بالمائة .
لقد قدرنا ، عندما أعددنا هذهالمشروع في نهاية عام 1971 أن التوظيفات الثابتة ، ينبغي أن تبلغ خلال هذه السنوات الثلاث، (179) مليون دينار اردني (حوالي 2.7 مليار فرنك فرنسي)، منها (99.5) مليون دينار، ترد من القطاع الام، و (79.5) مليون دينار ، ترد من القطاع الخاص.
وما من شك في أنه في السنوات المقبلة، وأقول في السنوات العشر القادمة سوف نبقى في حاجة لمعونة رؤوس الأموال الأجنبية،[3] لا سيما التي ترد من الشعوب الشقيقة: إن أكثر خبرائنا تفاؤلاً يعتقدون بأن استمرار هذه المعونة ينبغي أن لا يتجاوز ستة إلى ثمانية أعوام، أما أنا فأرى بأن عام 1985 سوف يشير غلى منعطف في تاريخنا، ولكن من البديهي أن هذا الموعد سوف لن يتعلق تحقيقه بنا وحدنا بل سوف يكون، بصورة أساسية تقريباً رهيناً بالظروف الدولية:
كمقدار عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين سوف يمكثون عندنا ليصبحوا مواطنين أردنيين متساوين في الحقوق والواجبات. ومقدار عدد الذين سوف يعودون إلى الضفة الغربية بعد أن يكونوا قد اختاروا الجنسية الفلسطينية . والزمن الذي سوف يستغرقه دوام الوضع الراهن الذي ما زلنا نتحمل نتائجه وحدنا، والوقت الذي ستعاد فيه الأراضي المحتلة نهائياً إلى الأمة العربية .



فإلى جانب العبء الهائل من المساعدة التي نقدمها إلى اللاجئين و النازحين، قد أضيف تلاشي صناعتنا السياحية التي انخفضت مواردها من (11.3) مليون دينار، أي (170) مليون فرنك عام 1966 إلى (3.1) مليون دينار، أي (45) مليون فرنك عام 1972، وقد وازي ذلك أيضاً انخفاض نسبة الزيادة في إجمالي الإنتاج القومي من (11.5) بالمائة خلال الفترة الواقعة بين 1956، 1966 حتى بلغت اربعة بالمائة أثناء الفترة الواقعة بين 1967 و 1972 .
ولولا جميع هذه الهزات التي أصابت حياتنا القومية لكنا قد استغنينا عن المساعدة الخارجية منذ عام 1970. فقد كان مشروع السنوات السبع الذي بدأنا في تنفيذه عام 1964 والنتائج المشجعة التي اسفر عنها طوال الفترة الواقعة بين عام 1964 و عام 1967، قد ملأ نفوسنا اغتباطاً، وأتاحا لنا أن نعتبر عام 1970 عام الانطلاق الاقتصادي .
لقد بقيت ذيول حرب حزيران عام 1967 ظاهرة للعيان عندنا إلى ما بعد مرور خمس سنوات على نشوبها. ولكن منذ عام 1973 بذل جهد لم يسبق له مثيل في بلادنا. فإذا ما وقى الله الأردن من أي اعتداء في هذه السنوات المقبلة، وإذا ما استمر الجهد المبذول اليوم على ما هو عليه طوال عشر سنوات ، فإن ما كان يمكن إنجازه في عام 1970 حسب تقديرات خبراء افحصاء عندنا، سوف يتم تحقيقه حتماً في عام 1985.
إن الأردن يملك كل مقومات الازدهار . فهو غني بالفوسفات فإنتاجه من هذه المادة سوف يبلغ (2.4) مليون طن في نهاية عام 1975، وقد قدر له إنتاج خمسة ملايين طن في عام 1976، وسبعة ملايين طن في حوالي عام 1980 ، وهذا ما سيتيح لنا دفع قيمة ثمانين بالمائة من مستورداتنا، وهو غني أيضاً بالبوتاس ، وسينتج المخصبات الكيميائة وكذلك النحاس والمغنيزيوم بكميات مهمة. ومن الممكن أن يكتشف البترول قريباً جداً في المناطق الصحراوية في جنوب البلاد. واحتمالات ذلك خمسون إلى خمسين.
وهنالك عنصر أساسي في اقتصادنا لا يجوز أن نغفل اعتباره: وهو أن

الشعب الأردني هو بلا ريب من أكثر شعوب المنطقة حباً للعمل وإقبالاً ومثابرة عليه. إنه متعطش للمعرفة، تواق إلى الإطلاع، راغب في أن يتعلم وأن يعلم بعدئذٍ أولئك الذين لا يعلمون. إن شعبنا بالغ النشاط صابر مثابر لا تزعزعه الشدائد وليس من بلاد في الشرق الأوسط لم يشارك أردني في تنميتها وتطويرها. فمهندسونا وأطباؤنا وخبراؤنا موجودون في سائر أقطار الأمة العربية، من المغرب غلى أقاصي شبه الجزيرة العربية، يفيدون شعوبنا الشقيقة بعلمهم وخبرتهم .
لهذا فغنني أقول، وها هي الأرقام شاهدة على ذلك، بأنني جد متفائل بمستقبلنا . وليس من سبب يدعو لأن لا نصبح في بضع سنين مثلاً يحتذى للبلاد التي تحيط بنا.







رد مع اقتباس
قديم 05-16-2011, 01:15 PM رقم المشاركة : 86
معلومات العضو
أمان
عضو ملكي
 
الصورة الرمزية أمان
إحصائية العضو






 

أمان غير متواجد حالياً

 


افتراضي




* ولكن هناك أيضاً التربية والتعليم والصحة العامة، والعمل، والاصلاحات الاجتماعية. ماذا فعلتم منذ عشرين لمكافحة آفة القرن العشرين التي تدعى الأمية؟
- إن قناعتنا بأن الحهل هو عدو للعرب، حملتنا على التصميم على سرعة تنمية وتطوير نظام التربية والتعليم عندنا، ان هدفنا الفوري هو إعداد الشباب وتأهيلهم في ميدان الخبرات الفنية والأساليب التقنية . واننا ندرك أهمية العمل من أجل تنمية وتطوير ديموقراطية حقيقية ورفع مستوى المعيشة المضطرد والمنتظم لسائر العمل، لقد كنت دوماً أعلق أهمية كبرى على تثقيف الأردنيين وعلى مكافحة الجهل.
وإنني أعتقد بأن إيراد بعض الأرقام ستمكنك أكثر من أي شرح أو تفسير ، من أن تحكم على جهودنا وعلى ما أحرزناه من تقدم، ففي الوقت الذي ازداد عدد سكاننا بمعدل (3.2) بالمائة خلال العشرين عاماً الماضية، فإن عدد طلابنا قد ارتفع من (140) ألفاً في عام 1951 إلى (425) ألفاً في عام 1973، أي بزيادة بلغت ثلاثة أضعاف . كما ازداد أيضاً عدد الأساتذة زيادة محسوسة جداً إذ انتقل عددهم من ألفين في مطلع الخمسينيات، إلى أكثر من خمسة عشر ألفاً اليوم، وقد لازم ذلك أن قفزت ميزانية التربية والتعليم من (308) آلاف دينار إلى سبعة ملايين ونصف المليون دينار في العالم الماضي [4]
ولا حاجة إلى القول بأن التعليم العام مجاني تماماً في الأردن بالنسبة







للصفوف الأولى، أي انه يشمل تقريباً جميع من في سن التلمذة من الصبية الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة والخامسة عشرة، وفي نهاية هذه السنوات التسع التي أسميها "أولية" ، يتوجب على التلاميذ أن يتقدموا إلى فحص يتيح لهم في حالة النجاح متابعة دراستهم . فمن أسعدهم حظ إحراز شهادة بالنجاح في هذا الفحص، تسمى "شهادة الإعدادية العامة"، [5] يستطيعون الاستمرار في دراستهم عن طريق مرحلة ثانوية مدتها ثلاث سنوات . وفي ختام هذه السنوات الثلاث، يفتح لهم الفحص النهائي، إمكانية دخول الجامعة سواء في عمان أو في الخارج.
وفي يومنا هذا يتلقى التعليم حوالي(95) بالمائة من جميع الطلاب الأردنيين الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة والثانية عشرة، ويدخل الجامعة خمسة وعشرون من أصل كل مائة طفل يدخلون مدارس الحضانة . وهذا أمر يستحق الإلتفات والاعتبار .
كانت الأمية في نهاية الحرب، أمراً مألوفاً، في بلادنا القديمة العهد، الشديدة التمسك بتقاليدها . وكانت نصيب معظم المواطنين الذين كانت أكثريتهم من سكان البادية والأرياف . وبمقتضى إحصائيات عام 1972. كان أربعون بالمائة من السكان الذين تزيد أعمارهم عن الخامسة عشرة، ما زالوا أميين ولابد لهذا الرقم الذي كان أكثر ارتفاعاً فيما مضى والذي جعل يهبط بانتظام منذ عام 1952، لا بد له من أن ينخفض بنفس النسق خلال السنوات العشر القادمة، وقد بوشر بمكافحة فعالة للجهل منذ عشرة أعوام تقتصر على الضفة الشرقية لنهر الأردن فقط، ويوجد الآن أكثر من مائتين من مراكز التعليم الاستدراكية تتيح للرجال والنساء تعلم القراءة والكتابة بمقتضى برامج تدريسية تستغرق سنتين.
وأخيراً فإن لدينا أيضاً صفوتنا المختارة من الشباب الذين سيمثلون أردن







رد مع اقتباس
قديم 05-16-2011, 01:16 PM رقم المشاركة : 87
معلومات العضو
أمان
عضو ملكي
 
الصورة الرمزية أمان
إحصائية العضو






 

أمان غير متواجد حالياً

 


افتراضي





الغد . والذين يلتقون العلم في جامعتنا في عمان[6]أو يتابعون علومهم في الجامعات الأجنيبة الكبرى في بيروت وغيرها من الحواضر العربي الكبرى أو في الغرب . ويؤخذ من أحداث الأرقام المتوفرة ، أنه يجب أن يحصى أكثر قليلاً من (42718) طالباً يدرسون في الجامعات منهم ما يزيد على الثلث من الفتيات . وهنالك ما يقرب من (3500) طالب يتابعون الدروس في المعاهد العليا الأخرى ، ولا سيما في معاهد دور المعلمين ، ليتخرجوا أساتذة .
وانني أود أن أسمح لنفسي بعودة صغيرة إلى الوراء ، إلى السنوات الخمسين الأخيرة : فقد ورثت دولة شرقي الأردن منذ تأسيسها في عام 1921 ، نظاماً تعليمياً تأصلت جذوره عندنا وفي سائر منطقة الهلال الخصيب من قبل الغزاة الأتراك . كان تعليمنا معتمداً على بعض المدارس الابتدائية لا تتجاوز فترة التدريس فيها السنوات الثلاث . وكان لدينا أربعة مدراس ابتدائية في أربد والسلط والكرك ومعان ، كان يمتد تدريسها لفترة ست سنوات . وكان ثمة أيضاً بعض المدارس الدينية الإسلامية و المسيحية مبعثرة في كل مكان تقريباً في مجموع أراضي الإمارة . ومنذ أن أقمنا مؤسساتنا الخاصة بعد مضي سنة على تأسيس الدولة * زدنا معاهدنا فبلغت أربعة وأربعين ، كان يدرس فيها واحد وسبعون أستاذاً فقط . وفي عام 1923 وضع الحجر الأساسي "لمدرستنا السلطانية" أي المدرسة الثانوية ، باحتفال كبير في السلط . وبعد مرور سنة على ذلك ، عقد أول مؤتمر للمدرسين في شرقي الأردن في البناء الجديد ، ثم تتابع إنشاء المدارس بمدرسين وطلاب آخرين . وفي نهاية السنة الدراسية لعام 1931، أي بعد مضي عشرة أعوام على استقلالنا ، كان لدينا ما يقرب من ( 5250 ) تلميذاً ، موزعين على أربعة وخمسين مدرسة حكومية يتولى التدريس فيها (122) أستاذاً . وكانت ميزانية التربية الوطنية تمثل (6.3) بالمائة من ميزانيتنا العامة .
في خريف 1940 أنشأنا أول وزارة للتربية والتعليم عندنا، وأقمنا البنيان الأساسي لتعليم جدي متين الأركان . وكان يتألف بشكل خاص من مرحلة أولى

إبتدائية مدتها سبع سنوات . ومن مرحلة ثانوية تستغرق أربع سنوات، دون أن نغفل إمكانية أن يتابع الطالب لمدة سنتين ما نسميه (بالمرحلة الفنية ) التي تعد الطلاب بصورة خاصة للأعمال التجارية والصناعية.
فيما يتعلق في فلسطين، بحصر المعنى،فإن تاريخ التعليم فيها مختلف تماماّ عنه في الضفة الشرقية لنهر الأردن ، بالنسبة للفترة الواقعة بين عامي 1919 و 1950 . ولم يكن يوجد في عام 1914 سوى مدرسة واحدة في القدس تقدم تعليماً ثانوياً كاملاً ، ومعهدين آخرين في كل من عكا ونابلس يقدمان تعليماً ثانوياً محدوداً ، أستطيع أن أضيف إليها حوالي خمسمائة مدرسة إبتدائية ، جميعها خاصة ، تمول وتدار من قبل الجمعيات الأجنبية التابعة للحكومات، أو للإرساليات الدينية . وبين نهاية السيطرة العثمانية وانقضاء أجل الإنتداب البريطاني ، عملت الحكومة الإنكليزية أشياء كثيرة . فقد أنسأت (150) مدرسة إبتدائية وعشرين مدرسة متوسطة . وأربع مدارس ثانوية تؤهل لدخول الجامعات .
ومنذ توحيد الضفتين في عام 1950 ، وضعت المؤسسات التعليمية القائمة على ضفتي نهر الأردن تحت الرقابة المباشرة لوزراء التربية و التعليم في عمان التي تولت تقسيم البلاد إلى ست مناطق تعليمية هي : نابلس والقدس والخليل في الضفة الغربية ، وعجلون والبلقاء والكرك في الضفة الشرقية. كانت المملكة الأردنية الهاشمية قبل خمس وعشرين سنة تضم حوالي سبعمائة مدرسة وثلاثة آلاف مدرس و(123) ألف تلميذ . ولولا انفصال الضفة الغربية، لكان لدينا اليوم مجموعة قياسية من (2650) مدرسة وعشرين ألف أستاذ ، و (650) ألف طالب . إلا أن الأحداث قضت بأن تسير الأمور على نحو أخر . ولكن ، كما تستطيع أن تتحقق منه ، لقد بذل جهد لم يسبق له مثيل في مجال التربية والثقافة خلال السنوات العشرين الأخيرة .
إلى جانب التعليم العالم ومكافحة الأمية ، فقد طلبت إلى حكومتي أن تبذل على مدى توالي السنين ، جهوداً ضخمة فيما يتخصص بالصحة العامة والضمان الإجتماعي، وتأمين المساكن لأفراد شعبي ، لقطع الطريق نهائياً على الجهل والإهمال أن يتسببا في وقوع ضحايا لهما . لقد عانينا أشد المعاناة طوال سنوات . فقد آوينا عدداً متزايداً من بلا انقطاع من اللاجئين ومن الذين لا مأوى لهم . وإذا كان قد تم إنجاز الكثير في هذا المجال ، فما زال المزيد من العمل يتطلب التحقيق
ولقد كنت دوماً أعلّق أهمية كبرى على صحة ورفاه الأردنيين وهنا أيضاّ ،وضمن حدود الإمكان ، كنت تواقاَ إلى أن ينفق مواطنيّ القليل من المال على العناية بصحتهم ، إذا لم يتسن لهم عدم الإنفاق إطلاقاً . ففي يومنا هذا غدت العناية الطبية مجانية ن سواء بالصحة العامة ، أو بالنسبة للطب الوقائي . كما تدفع أجور زهيدة مقابل المعالجة الطبية أو استقبال المرضى في المستشفيات . وان الملكة علياء ، زوجتي الثالثة ، لهي أكثر مني اختصاصاً في التحدث إليك عن المساعدات التي نقدمها للنساء الحوامل وللأمهات الشابات والأطفال ، وكذلك إلى للطاعنين في السن والمعدمين * ولكن لا حاجة إلى القول بأن معظم ميزانيتنا تذهب إلى اللاجئين الذين أدى ازدياد عددهم بال انقطاع ، منذ عشرين سنة ، إلى مضاعفة قلقنا . فهم أيضاً ، بحكم أنهم يعيشون أحياناً ، في ظل حياتية انعدم فيها الاستقرار والثقة بالمستقبل ، في حاجة إلى العيش الرغيد وإلى تعهد صحتهم والعناية بهم ومواساتهم .
فإذا أخذنا الأرقام وإذا اقتصرنا في الكلام على الضفة الشرقي لنهر الأردن فقط، فإن لدينا الآن في المملكة الأردنية الهاشمية أكثر قليلاً من (700) طبيب ، (450) منهم يعملون في القطاع الخاص ، وحوالي (120) طبيب أسنان ، لأربعة أخماسهم زبائن خصوصيون ،وأكثر من (200) صيدلي و (350) ممرضة محترقة . قد يبدو هذا قليلاً في نظر من يفكر بالعقلية الغربية ، ولكن عندنا ، تعتبر هذه الأرقام مشجعة للغاية .
إن إسداء العون للأمهات الشابات والعناية التي تسبق الأمومة والتوليد والمراقبة الطبية بعد ولادة الأطفال ، جميعها مجانية تتحمل الدولة نفقاتها سواء عن \ريق وزارة الصحة أو وزارة الشؤن الإجتماعية والعمل . أما الضمان الاجتماعي ، فحديث العهد عندنا ، ويستفيد منه جميع الموظفين في جميع البلاد مقابل دفع واحد بالمائة من مرتباتهم الشهرية . وهكذا فأن الأمراض والولادات والوفيات تتحمل الدولة تكاليفها ، كما يجري دفع مرتبات تقاعدية عند الإحالة على التقاعد ، سواء عند بلوغ الستين أو بعد خدمة تدوم ثلاثين سنة . وموجز القول ، فإن نظامنا قد اقتدى بالأنظمة المعمول بها منذ عشرات السنين ، لدى بعض الأمم في العالم الغربي . فلنا إذن قوانيننا الاجتماعية وضماناتنا وصناديق الإدخار الخاصة بنا ككل بلد عصري ، أو أي بلد يسير في طريق التنمية .
ولقد بذل مجهود خاص من أجل الإسكان . ولدينا في الوقت الحاضر ، أربعمائة ألف مسكن ، منها ما يزيد عل الربع في العاصمة عمان . لقد وظف لغايات الإسكان أربعة ملايين دينار في عام 1967 وعشرة ملايين دينار في عام 1972 . وإن تقديرنا الحالي هو زيادة سنوية تبلغ عشرين ألف مسكن . ومنذ عشر سنين ، تشرف مؤسسة الإسكان على هذا القطاع بمنتهى الكفاءة والفعالية سواء فيما يتعلق بالبيوت الخاصة أو الشقق أو المساكن التعاونية [7]
فالتربية والتعليم والصحة العامة والإسكان ، هي دوائر رئيسية ثلاث أعلّق عليها أهمية كبرى .ومع أن بلادنا دولة حديثة العهد ، إلا أن الإصلاحات الإدارية تحري فيها باستمرار . وسنواصل الأخذ بهذه الإصلاحات ، لأنها جزء لا يتجزأ من جهودنا الرامية إلى اقامة حكومة تتصف بالفعالية والديمقراطية الحقة. كما أننا نكافح الفساد الذي لا مكان له في دولة شيدت دعائمها على تعاليم الإسلام والإيمان بالله .






رد مع اقتباس
قديم 05-16-2011, 01:17 PM رقم المشاركة : 88
معلومات العضو
أمان
عضو ملكي
 
الصورة الرمزية أمان
إحصائية العضو






 

أمان غير متواجد حالياً

 


افتراضي




* فلنعد إلى السياسة ، أليس لديكم انطباع بأن قمة الرباط المعقودة في تشرين الأول (أكتوبر ) من عام 1974 التي حرمتكم من الضفة الغربية لنهر الأردن قد كانت بالنسبة إليكم ، إلى حد ما ، طعنة خنجر في الظهر وضعتكم أما أمر واقع ؟





_ إن التاريخ هو الذي سوف يحكم على ذلك . إذ لا ينكر أن موقفنا قد تغير منذ الخريف الماضي بصورة مأساوية مثيرة. هل حالفهم الصواب في أن ينكروا عليّ حق التحدث باسم الشعب الفلسطيني؟ سوف يتولى التاريخ إصدار حكمه وحقوقة القومية المشروعة لقد طلبوا إليّ أن أقلب الصفحة . وها أنذا قد قلبتها . ولا فائدة ترجى من التشبث بماض فات وانتهى . مهما كانت عواطفي الشخصية في هذه القضية المؤلمة* فإن هد في الوحيد منذ ذلك الحين هو أن أساعد اخواني الفلسطينيين على استرجاع وطنهم المفقود بطريقة أو بأخرى . لقد طلب ذلك مني تسعة عشر رئيس دولة عربية . فقبلته بصورة عفوية تلقائية ، بلا مناقشة . واني لأرجو من كل قلبي أن تظهر منظمة التحرير الفلسطينية ، فيما تأتيه من أعمال في مستوى المهمة التي أوكلت إليها. ولسوف أمد لها يد المساعدة ما استطعت إلى ذلك سبيلاً . لقد قيل وكتب الكثير عن أن إسرائيل ترفض إطلاقا ً التعامل مع منظمة التحرير أو أية منظمة مقاومة فلسطينية أخرى ، وانه لا تقبل على ما يبدو إجراء الحديث إلا معي ، ولكنني لا أعتقد بأن في وسع إسرائيل أن تستلزم ذلك فهي لا تملك الخيار ، وعليها منذ الآن ، أن تتوجه بالخطاب مباشرة إلى منظمة التحرير ولسوف لن أكون وسيطاً ، أو سفيراً في هذه التحركات المقبلة . إن كل مشروع يحتمل أن تعرضه الدولة اليهودية على الردن، سوف يحول فوراً إلى منظمة التحرير، فمنذ مؤتمر القمة في الرباط ، لم يعد الأردن معنياً مباشرة بهذا النزاع إن هذه الأراضي ينبغي أن تعاد إلى أصحابها الحقيقيين الوحيدين. وبالنسبة إلى معظم أعضاء منظمة الأمم المتحدة . فإن منظمة التحرير التي يتزعمها ياسر عرفات ، هي وحدها صاحبة الحق في أن تتولى حيازة الضفة الغربية، أي أن تتصرف بالأراضي التي كانت لنا في غربي نهر الأردن.
ولا حاجة إلى القول أيضاً، بأنه في حالة ما لو عمدت نفس الدول العربية التي أخرجتني في قمة الرباط المعقودة في تشرين الأول (اكتوبر) من عام 1974، إلى الطلب إلي في أن "أمثل" الفلسطينيين في المحادثات أو الاتصالات فإنني لن استطيع الرفض ولكن ذلك لن يكون إلا بصورة مؤقتة.
إنني رجل مسالم، ولقد قلت ذلك دوماً أو أفهمته لمن كنت أتحادث معهم ، فالسلم في منطقتنا ممكن في كل وقت. كل شيء متوفر للعرب واليهود ليعيشوا سعداء في ظل سلام دائم . ولكن لا بد من أن تعيد إسرائيل الأراضي التي استولت عليها في حزيران من عام 1967 وهذا أمر الزامي، لا غنى عنه. أما القدس، فيمكن أن تبقى موحدة وأن تصبح نقطة التلاقي للديانات المسيحية واليهودية والإسلامية. على أن يعاد عندئذٍ القطاع الشرقي من المدينة المقدسة إلى العبادة الإسلامية ، وإلى السيادة العربية.
إن من حق كل زعيم عربي، وكل رئيس دولة، ومن واجبه أيضاً أن يتصرف كما يشاء ويفهم ، ليتقدم خطوة بإتجاه السلام. فقضية مصر الخاصة، لا تشبه قضية سورية، كما أن قضية سورية لا تشبه قضية الأردن أو لبنان. ان كل محاولة، حتى لو تمت بصورة إنفرادية يجب أن تحترم وتشجع ، ما دامت إيجابية.
إن موقف (اللاسلم واللاحرب) قد كال عليه الزمن، ولقد عانينا جميعاً من نتائجه، نحن، وأولئك الذين يقفون في مواجهتنا ولذلك فإن جميع المخارج لهذا الوضع ستكون ممكنة الحدوث. حتى الفاجع المحزن منها. أما الفلسطينييون فلهم


مني الدعم والمساندة وإنني أتعهد بالتقيد حرفياً بالمقررات التي أتخذت في مؤتمر الرباط ذات الطابع المأساوي أحياناً، لقد أصبح لمنظمة التحرير الفلسطينية مكتب في عمان، كما كان لجيش التحرير الفلسطيني دوماً وحدات عسكرية مرابطة في أراضينا حتى في الشهور التي أعقبت أحداث أيلول المؤلمة في عام 1970 ، إننا نستقبل الفلسطينيين على الرحب والسعة عندنا ، ما داموا يراعون قوانين بلادنا ويقبلون ضيافتنا، إنني أعرف أن تهديدات هنا وهناك، قد أطلق بعض الزعماء الفلسطينيين ألسنتهم بها ضدي، بعضهم كان يريد اغتيالي ، وبعضهم الآخر كان يود إقامة (نظام ديمقراطي) في عمان .
إنني اعتقد بأن للعرب في وقتنا هذا اهتمامات أخرى، وان لهم عدواً آخر أشد صلابة وأقسى عوداً، إن علينا أن لا نبعثر قوانا في المنازعات الداخلية التي لا طائل تحتها والتي برهن التاريخ على أنها لم تنته دوماً في صالحنا . وهذا أقل ما يقال. وإلى أن يثبت العكس، فإنني صاحب الشأن في بلدي ، وان الأردنيين ومن يرغب في أن يصبح أردنياً من الفلسطينيين ، يستطيعون أن يبنوا مستقبلهم بالتعاون معي .






رد مع اقتباس
قديم 05-16-2011, 01:17 PM رقم المشاركة : 89
معلومات العضو
أمان
عضو ملكي
 
الصورة الرمزية أمان
إحصائية العضو






 

أمان غير متواجد حالياً

 


افتراضي



* إن أقل ما يمكن قوله هو أن السنوات الأربعين من عمركم ، قد كانت جميعها ملآى جلائل الأعمال، ولكن في هذه الحياة التي تحيونها في خدمة شعبكم ، ألم يكن هنالك مكان للسعادة، للحياة الخاصة والعائلية؟
- إنني أعتقد بأن من العسير جداً إدراك السعادة في هذه الدنيا، سواء أكان المرء مالكاً أو إنساناً عادياً، ما هي السعادة بالنسبة للأغلبية العظمى من الناس؟ إنها الحصول على عمل مغر ممتع، وعلى راتب جيد، وأسرة لطيفة تستعذ بها النفس ، والقيام بالرحلات من وقت إلى آخر، وأن يكون للمرء بعض الأصدقاء وأن يساعد الناس ، ويساعدوه . لقد نلت كل ذلك، وما زال كل ذلك في متناول يدي، ولكن هل يعني هذا أنني حقاً سعيد؟ لا أعتقد ذلك.
نعم لقد كانت حياتي خصبة مليئة، كما قلت ، و ربما لم يعرف مثلها إلا القليل من الناس. لقد عرفت السراء والضراء، ولعل الضراء رجحت على السراء، وعانيت لحظات في غاية الشدة . ومرت بي فترات في أقصى درجات الضيق، وألمت بي أوقات كنت أشعر فيها بأنني في منتهى العزلة، وعرفت الحداد والأحزان والنادر من الفرح، والقليل من السعادة، لقد عرفت كل ما يمكن أن يعرفه كائن بشري : الجوع والعطش والإذلال والهزيمة، والنادر من اليسار والبحبوحة والقليل من السلام والراحة والابتهاج . ولقد كان شعبي معي في كل هذا، لأنني متعلق بشعبي في الأردن تعلقاً لا تنفصم عراه ، وموثوق الصلة به إلى أبعد الحدود، فقد كانت آلامي هي آلامه، وأحزاني هي أحزانه.
ولم كنت أعلم أن مواطني، منذ الحرب العالمية الثانية ، لم يتذوقوا إلا القليل من السعادة ، فأنا أيضاً مثلهم ، لم أعرف من السعادة إلا أقلها .

لا شك أن أبسط الأشياء تدخل السعادة إلى قلبي: كنجاح أحد المواطنين، وفوز إحدى المبادرات التي تقدم عليها بلادي، واليد التي تبسطها إلي أمة صديقة ، وابتسامات زوجتي وأولادي.
لأنني إذا لم أتحدث إليك عنهم إلا قليلاً، فإنهم مع ذلك يحتلون في حياتي مكاناً لا حد له، إنني كما تعلم قد تزوجت مرات ثلاث. ولي الآن ستة أبناء اثنان منهم من الذكور. [8] وان ما أفعله لشعبي ، أفعله أيضاً لهم على السواء. فهم جميعاً أردن الغد، إن حياتي الخاصة والعائلية غير منتظمة فأعباء الدولة تحول بيني وبين أن أكون لهذه الكائنات الإنسانية العزيزة الغالية بالقدر الذي أرغب وأتوق إليه . وطالما أضطر أن أخيب آمالهم في الوقت الذي ينتظرونني فيه لتناول طعام الغداء معي. فأحتبس نفسي مع زائر أجنبي، أو سياسي أردني، ثم في حوالي الساعة الرابعة أو الخامسة من بعد الظهر، أطلب إحضار بعض الشطائر لآكلها وأنا منهمك في عملي. أما في المساء، فإنني أغادر مائدة العمل في الساعة الثامنة أو التاسعة، ويكون أولادي عندها قد استسلموا إلى الرقاد . وبقى في انتظاري زوجتي الملكة علياء وحدها[9] مع ابنتي الكبرى التي تتابع الآن دراستها الجامعية في عمان ، ليمنحاني الحرارة التي افتقدها والتي أشعر بأنني في مسيس الحاجة إليها . [10]
صحيح أنني أقضي بعض الإجازات في العقبة أو في الأرياف، ولكنها أقل مما يرغبون ويرتضون. ثم أنني ى أذهب كما يفعل الملوك ورؤساء الدول ، لممارسة

رياضات الشتاء ، وللمرة الأولى منذ ثمانية عشر عاماً ، لبيت دعوة شاه إيران في شباط الماضي [11] لقضاء بضع ساعات بالقرب منه في الثلوج السويسرية . لقد تزلجت قبل ثماني عشرة سنة لمدة يومين، وفي هذه السنة أمضيت ثلاثة أيام في التزلج.
إنني لست في حاجة إلى من يتلهف علي، فقد نلت الحياة التي ابتغيها وأشتهيها* وإنني اعتقد بأنني أمارس مهنة شيقة تستهوي نفسي، ولكنها شاقة عسيرة، وإنني أجتهد في أن أتعاطي مهنتي على أحسن وجه أستطيعه. ولقد وفرت لي بعض المسرات التي إذا ما بدت هزيلة في نظر الآخرين، فقد عوضتني الكثير عما كان لا بد لي أن أكابده وأعانيه من ضيق وشدة وعذاب .







رد مع اقتباس
قديم 05-16-2011, 01:19 PM رقم المشاركة : 90
معلومات العضو
أمان
عضو ملكي
 
الصورة الرمزية أمان
إحصائية العضو






 

أمان غير متواجد حالياً

 


افتراضي





ملحق


نص الخطاب الذي ألقاه جلالة الحسين


في الأمم المتحدة في 3 تشرين الأول (أكتوبر) 1960




إن لوجودي هنا اليوم أربعة أسباب: أولاً: إنني اعتبر نفسي معنياً إلى أقصى الحدود بهذا الهجوم الشديد الموجه ضد منظمة الأمم المتحدة، ثانياً: أود أن استوثق من أنه لا يتطرق أي خطأ محتمل إلى نظرتكم إلى المكان الذي يحتله الأردن في النزاع العقائدي الذي يهدد السلم العالمي. ثم كرئيس لدولة صغيرة ، فغنني أعتقد بأن من واجبي إزاء الأمم الصغيرة الأخرى على هذه البسيطة، ولا سيما الأعضاء الجدد منها في الأمم المتحدة، أن أطلعهم على تجربتنا الخاصة بالدفاع عن الحرية التي نحن جميعاً في مسيس الحاجة إليها، وأخيراً أعتبر أن علي أن أقدم إليكم وجهة نظري حول ثلاث قضايا حيوية في الشرق الأوسط، تؤثر على السلم العالمي. وهي: التوتر المتزايد بين الأردن والجمهورية العربية المتحدة ، واستقلال الجزائر ، والقضية الفلسطينية.
ولعل من فضول القول، أن نؤكد مرة أخرى بأن الأمم المتحدة تمثل الأمل الوحيد في السلم والحرية للإنسانية جمعاء، وهذا أمر من الأهمية بمكان عظيم بالنسبة لسائر الأقطار الصغيرة في العالم لقد حاول الإتحاد السوفياتي من جديد تدمير الأمم المتحدة ، وعرقلة مناقشاتها، وإيقاف مقرراتها، وبأساليب صاخبة، وخروج متكرر من قاعات الاجتماعات ، يثير الجلبة واللغط، حاول أضعاف مكانة وسمعة مجلس الأمن والجمعية العامة .
وإن أحدث إيضاح لما أقوله، هو تصرفاته في الدورة الحالية، ومحاولاته
الرامية إلى أضعاف سلطات السكرتير العام واقتراحه نقل مقر المنظمة. إنها جهود لا يكاد يخفيها، لتقويض دعائم الأمم المتحدة نفسها.
لا يستطيع أحد تابع مناقشات الجمعية العامة في الأسبوعين الأخيرين هذين ، أن يتجاهل المعنى الحقيقي لمثل هذا الاجتماع . إن القضايا المعروضة علينا ليست جديدة، ولكن بحكم كونها ما زالت بدون حل ، فإنها تتخذ حجماً من الضخامة بحيث يشكل اسمرارها تهديداً ليس للسلم العالمي فحسب، بل لحياتنا نفسها و إنني لا أملك مشروعاً له فعالية "المعجزات" لحل هذه القضايا . إن الأردن الذي لا يحتاز الأسلحة النووية والذي ليس في مقدوره إلا أن يعاني أشد المعاناة من قيام حرب ذرية، لا يسعه إلا أن يتوسل إلى الدول المعنية، لاستئناف جهودها ولأن تسعى ، مهما كانت العوائق التي تعترض طريقها ، إلى إيجاد صيغة ، أو ربما بالأحرى ، إلى إيجاد مخرج حقيقي لا ينقذها فحسب ، بل ينقذكم جميعاً.
هنالك صعوبات أخرى، ولا بد أن يكون المرء أعمى في الحقيقة ، لكي لا يدرك أن على أمم العالم أن تمارس عملية اختيار بين جميع القضايا الحيوية تقريباً التي تواجهها هذه المنظمة، هذا الاختيار لا يشوبه أي غموض ، فالأمر يتعلق إما بأن نصبح جزءاً من الإمبراطورية السوفياتية وأن نخضع خضوعاً تاماً لما يفرضه علينا المجلس الأعلى للاتحاد السوفياتي، أو بأن نبقى أمة حرة ليس لها من ولاء خارجي سوى للأمم المتحدة نفسها، فنحن بين أمرين وعلى كل بلد أن يمارس اختياره .
هل لي أن أقول فوراً بكل قوتي وقناعتي، بأن الأردن قد مارس اختباره؟ إن جوابنا يكمن في أعمالنا . وإنني هنا لأؤكد من جديد موقفنا أمام سائر أمم العالم، إننا نرفض الشيوعية. وإن الشعب العربي لن ينحني أبداً أمام الشيوعية مهما تنكرت به من مظاهر لتفوض نفسها علينا.
لن تعمر الشيوعية أبداً في العالم العربي لأن هذا إذا ما حدث فلسوف تحل الشيوعية محل القومية العربية شديدة التأصل في حب الله وحب الحرية ، وفكرة مساواة
الجميع أمام الله . ولذلك لن يخلفها نظام ينكر هذه المبادئ.
وإنني أذهب على أبعد من هذا ، فأعرب عن عقيدتي الراسخة بأن على سائر الأمم التي تؤمن بالله أن تتحد لمجابهة هذا التحدي لوجودها نفسه. فلا حدة الانفعال النفسي الناشئ عن حب الوطن ولا المقاومة الناتجة عن الرفاه المادي، ولا القوة الروحية المنبثقة عن مفهوم الحرية، ما من عامل من هذه العوامل وحده، هو في مستوى التهديد ضد السلام ، الذي تشكله الشيوعية الاستبدادية. ولن تهزم الشيوعية، ويسود السلام على الأرض، ما دام أولئك الذين يؤمنون إيماناً صادقاً بالله، وبما أوصى به من حب ومساواة وعدالة اجتماعية، لا يترجمون أفكارهم إلى أعمال.
لا يمكن أن يكون ثمة حياد في المجابهة الجبارة بين الشيوعية والحرية ، كيف يمكن لموقفنا أن يبقى محايداً بين نظامي، حكم، بين فلسفتين ، إحداهما في مستوى هذه المبادئ في حين أن الأخرى تنكرها وتخنقها؟ إننا بانحيازنا إلى جانب العالم الحر، لا ننسى مع ذلك كفاحنا الطويل من أجل الحرية، ولن نستطيع أيضاً احتمال بعض المظالم التي يرتكبها بعض أعضاء العالم الحر، ولكن في الوقت الذي بلغ الاستعمار العجوز مرحلة الغروب، مرحلة الزوال، فإننا لسنا متعامين عن الامبريالية الجديدة التي تتمثل في الشيوعية ، وهي امبريالية أشرس وأعتى وأخطر على فكرتي الحرية والقومية، من كل شيء سبق أن عرفه العالم .
وإذا كنا نرفض الحياد لأنفسنا، فإننا نحترم حق كل أمة في اختيار طريقها الخص بها، مع البقاء يقطين إزاء الاستخدام المحتمل للحياد في سبيل استغلال الخلاف القائم بين الشيوعية والعالم الحر، ونحن يقظون أيضاً إزاء خطر التوسع الشيوعي تحت قناع الحياد .
أصل الآن إلى مشكلة الشرق الأوسط الحيوية جداً للسلم العالمي وذات الأهمية الكبرى بالنسبة للأمم المتحدة، إنني ألفت النظر، في الجزء الخاص بنا من العالم، إلى قضيتي الجزائر وفلسطين. في هذين البلدين، يسود وضع ينبغي على
الجمعية العامة أن تدرك أبعاده . إنني لن أتوسع في سرد الوقائع التي تبعث على الحزن والأسى، لأنني إن فعلت ، فإن ذلك من شأنه أن يزيد ، بدلاً من أن يقلل من خطر نشوب نزاع دولي، ولكن على خلاف ذلك ، لو أننا تركنا هذه الوقائع تستمر وهي متوارية دون أن نثير انتباه الأمم المتحدة ، فإن ذلك في نظري سيكون خطراً أيضاً، لهذا فغنني أعتقد بأن من واجبي أن أتناول بالعرض والإيضاح التوتر السائد بين الأردن والجمهورية العربية المتحدة .
إلى جانب بعض القضايا الأخرى ذات المستوى العالمي التي يقلق بال الجمعية العامة، ربما يبدو من باب الغرور أن نعرض ما يحتمل أن يتجلى كموضوع ذي أهمية محلية، ومع ذلك فلا يوجد ثمة قضية محض محلية، وكما عرف العالم الآن ، ليس هناك من خلاف عقائدي أو تهديد بنزاع مادي، يتوقف أمام حدود بلاد أولئك الذين تورطوا فيه، يضاف على ذلك أن المبادئ التي يجب أن تقود إلى الحلول ، لهي قابلة للتطبيق في العالم اجمع ، وفي الوقت الذي يفوز فيه بالاستقلال عدد متزايد من البلدان ، فإن التطبيق الفعلي لهذه المبادئ يرتدي أهمية متعاظمة.
وفي رأي أن بقائي صامتاً والحالة هذه، من شأنه تشجيع قيام وضع قابل لتدمير الأمة العربية، ولجر الدول الكبرى في طريقه، إلى نزاع عالمي.







رد مع اقتباس
إضافة رد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:23 PM بتوقيت عمان

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.6 By L I V R Z ]
mess by mess ©2009