آبل القمح
تعني مرج القمح لجودة قمحها وتقوم في مكان بلدة (آبل بيت معكة) الكنعانية. يحيط بالقرية سهل أرضه خصبة ومياهه وفيرة مما دعا القدماء يطلقون عليه اسم (آبل المياه). في العهد الرماني عرفت القرية بأبلاني-Abelane.
تقع في الشمال الشرقي من صفد، وتربطها بصفد طريق معبده طولها 43 كيلاً. وتبعد قرابة كيلو متر واحد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية. وكانت تتبع لبنان حتى سنة 1923 م، ثم ضمت إلى فلسطين.
وقد أنشئت القرية فوق الجزء الأوسط من تل يمتد طولياً من الشمال إلى الجنوب على ارتفاع 390م عن سطح البحر.. وتحيط بها سهول خصبة جعلت القرية مشهورة بزراعاتها. ويمر على بعد نصف كيل منها غرب القرية، وادي (البريغيث) أحد روافد نهر الأردن العليا. أما نهر الحاصباني، اهم روافد نهر الأردن، فيمر على بعد اربعة أكيال إلى الشرق منها. بلغ عدد سكانها سنة 1945 م حوالي (330) نسمة، ولم يكن بها حتى ذلك الوقت أي نوع من الخدمات، ويعتمد اقتصادها على الزراعة وتربية المواشي، وأهم مزروعاتها الحبوب. شرد الصهاينة سكان القرية ودمروها سنة 1948 م وفي سنة 1952 م أسس المعتدون على أرضها مستعمرة (يوفال ) يسكنها مهاجرون من العراق .
يوجد في القرية خربتين. خربة نيحا (كلمة سريانية بمعنى الهادئ والمستريح والحلم) تقع في الجنوب الغربي وتحتوي على اساسات جدران، حجارة مبعثرة وشقف فخار. الخربة الثانية هي خربة تل القطعات الست الموجودة جنوب القرية وتحتوي على حظائر مجدرة عاى تل
كانت القرية مبنية في منطقة كثيرة التلال شمالي سهل الحولة* على بعد قليل إلى الشرق من الطريق العام المفضي شمالا الى المطلة( التي تبعد 3 كلم تقريبا)* وجنوبا الى صفد. وكانت تبعد نحو كيلومتر عن الحدود اللبنانية* وظلت تعد جزءا من لبنان حتى سنة 1923 يوم ضمت الى فلسطين تحت الانتداب البريطاني. ومن معاني القسم الأول من اسم القرية* المستمد من جذر سامي: ( المرج) فكأن اسمها مرج القمح. في موقع كان آهلا منذ سنة 2900 ق.م. وظل كذلك ألفي عام على الأقل. وهذا الموقع كان موقع إحدى المدن التي استولى تحوتمس الثالث عليها في سنة 1468 ق.م. ثم تحولت في عهد داود* الى موقع حصين استولى الآراميون عليه في وقت لاحق. وقد أشارت النقوش الآشورية الى آبل- بيث- معاركا . في جملة المدن التي احتلوها في سنة 733 ق.م. أو في سنة 734 ق.م. ثم يظهر اسم آبل القمح بعد زمن طويل في (معجم البلدان) الذي وضعه الجغرافي العربي ياقوت الحموي
رغم تقرير للاستخبارات الإسرائيلية* صدر في أواخر حزيران\ 1948* أن القرية أخليت من سكانها في 10 أيار \ مايو 12948. وقد نيطت مهمة احتلال الجليل الشرقي في هذه الفترة للبلماح* في نطاق عملية يفتاح.
جرت عملية يفتاح في سياق خطة دالت* وكان نظمها وهندسها قائد البلماح يغآل ألون. فقد شنت قوات البلماح عملية يفتاح بين أواسط نيسان \ أبريل وأواخر أيار\ مايو 1948* من أجل الاستيلاء على الجليل الشرقي قبل نهاية الانتداب البريطاني في 15 أيار\ مايو* ونجحت في احتلال المنطقة كلها و( تطهيرها) من سكانها. وكانت كتيبة البلماح الأولى رأس الحرية في هذه العملية. أما سكان الجليل الشرقي من الفلسطينيين* الذين لم يهربوا على الرغم من الهجمات والتهديدات فطردوا من ديارهم حال وقوع قراهم وبلداتهم في قبضة الاحتلال. وقد خلت قرى الجليل الشرقي الفلسطينية كلها من سكانها* ودمر الكثير منها
في سنة 1952* أنشأ إسرائيل مستعمرة يوفال( 206294) على أراضي القرية* وهي تبعد نحو 1*5 كلم عن الموقع. وتقع يوفال قريبا من تخوم أراضي قرية الزوق الفوقاني