ومن بني قسم بن مرهبة سيف بن عمرو وهو القائل: لقعقعة اللجام برأس طرف أحب إليّ من أن تنكحيني أخاف إذا وردن بنا مضيقا وحثّ الركض ألا تحمليني وكان سبب قوله هذا أنه وفد على بعض الملوك فأحب الملك أن يعرف رغبته في الخيل فعرض عليه بين فرس يختاره من مربطه وبين قينة أبرزها إليه في حليها وحللها فأومضت الجارية إليه أن يختارها فكره وأنشأ يقول ما ذكرنا .
وقد يدخل هذين البيتين في شعر ابن معدي كرب من يجهل أيام الناس .
ومن مرهبة عبد السلام الدوسري من أهل الريّ وكان سيداً مطاعاً كثير الجماعة فلما مر عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث على الريّ يريد سجستان وخالد بن عتّاب بن ورقاء التميمي والٍ عليها وقع بينهما شر واختلاف لطمع خالد بكثرة جماعته من النزارية وقلة جماعة عبد الرحمن فبلغ ذلك عبد السلام فأقبل في قومه فشدّ على خالد وأصحابه فهزمهم فقال أعشى همدان في ذلك: ألم تر دوسراً منعت أخاها وقد حشدت لتقتله تميم رأوا من دونه زرق العوالي وحياً ما يباح لهم حريم وكان المرهبيّ فتى حروب يهش لها إذا نكص اللئيم وقال أيضاً لعبد الرحمن: يوم انتصرنا لك من عائذ ويوم نجيناك من خالد يريد عائذ بن عدي بن همام بن مرة بن حجر بن عدي وكان لطم عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فلم تغضب له كندة وغضبت له همدان .
ومن خبيث هجاء أعشى همدان لخالد بن عتاب قوله: ووالله ما أدري وإني لسائل: أبظراء أم مختونة أم خالد فإن يكن الموسى جرى فوق بظرها فما ختنت إلا لمصّان قاعد يرى سوأة من حيث أخرج رأسه تمر عليها مرهفات الحدائد انقضى نسب مرهبة وهي مرهبة الدوسر سميت بذلك لما كان فيها من الخيل والرجل وقد ذكرنا منتهى العدد فيه وقيل لمبلغ ذلك العدد دوسر لعظيم جاهرته تفخيماً له كما قيل في البعير العظيم الهامة المتورم الأخادع دوسر ودوسري وأخرجوه على مثل رجل نوفل يزيد على ذوي النوافل والتنفّل .
وأما ناقة دوسرة فغير ذلك لأن الناقة لا توصف صفة الفحل في عظم الهامة وإنما يقال فيها وجناء عظيمة الوجنات عريضة الخدود .
وكأن اشتقاق هذا النعت فيها من دسرها في السير لفجاج البلاد وجمعها بين البلدين والدسر الدفع والطعن والخرز وما يجري في ذلك النعت الدسار مثل قتال والجميع الدسر مثل قتل ويقال طعنه فدسره ودسرت السفينة جمعت ما بين ألواحها بدسر القنبار وطعن الصيد ودسر في الشبكة انقضى نسب مرهبة ولم يبق لعميرة بن الدعام في اليمن بقية تعرف وهذا أرحب بن الدعام: وأولد أرحب وهو مرّة بن الدعام ومعنى أرحب أوسع في الشرف سفيان وعليان وملالة ثلاثة نفر ومن يتبكل من الجبر يقولون: نحن بنو الجابر بن أرحب والورديون يقولون: نحن بنو الحسين بن الورد بن أرحب .
والأشهر أن الجبر من حاشد والورد من آل أقيان من حمير وه بعد ذلك أعلم .
فولد ملالة بن أرحب مالكاً سيد همدان وهو فارس الخطار فرس كان له وهو الذي قام ناديت همدان قومي ثم سرت بهم أبغي تقاضي دقن ماله أجل في سادة من بني زيد إذا ركبوا كمت الجياد حسبت الأرض تحتمل سرنا بأرعن جرّار كلاكله تخال أن عليه البرق يشتعل وقتل مالك في تلك الحرب .
فأولد مالك عمراً وطفيلاً وأبا نمارة وكان سيداً جواداً فارساً شجاعاً ورأسته همدان بعد أبيه فقام بحرب قضاعة .
وهو القائل: سوابق قومي ليس يُدرك فخرها عن السادة الغرّ القماقمة الزهر لنا البيت منها والرئاسة والحجى وإرث المعالي والجسيم من القدر إذا ما اغتدوا يوماً لحرب قبيلة فقد رجمت منهم بقاصمة الظهر نماناً إلى فرع الأرومة ماجد كريم المساعي في اليسار وفي العسر ونحن بدعنا للجياد سروجها ونحن ضربنا الناس في شنف النكر فإن جئن يوماً مالك بن ملالة فإنلهمدان مناقب لا تري أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه وطيب تراب القبر دل على القبر وعلقمة بن مالك كان نجداً وهو القائل في حرب قضاعة: عادات أسيافنا يوماً إذا صدئت صقالها بمساحي هام خولان تظمأ ما ظمئت فينا وليس لها إلا دماؤهم من مشرب دان أمثلكم هاجنا أو هاد بيضتنا أو سبّنا يا رعاة المعز والضان ثلاثة نفر بني مالك: فأولد طفيل جلهماً ومطعماً ومالكاً .
فأولد جلهم مالكاً وعنتراً وحوثرة .
وأولد مطعم مكرمان فأولد مكرمان المعمر فأولد المعمر مطعماً فأولد مطعم أبا رهم الشاعر هاجر وهو ابن خمسين ومائة سنة وقال: إليك طويت الأرض أقتبس الهدى وفارقت بطن الجوف نشقاً وأرحبا وأما عمرو بن مالك فقتل في حرب خولان قتله الربيع بن عقيل بأخيه مسعود بن عقيل .
وأولد علقمة بن مالك زيداً وملالة وبالظاهر من المراشي وادٍ يصب فيه شعب مرقب يقال له الملالي كان لآل ملالة به مزارع ومساكن خاوية انقضى نسب ملالة بن أرحب .