لا ادري اي شعور ينتابني عندما اتذكر ذلك الكهل بطئ الحركة بتجاعيد ووجهه البارزة وانفه الكبير ولحيته البيضاء المرتسمة على وجهه وظهره المقوس ، وتلك الصينيه اللعينة الممتلئة بكاسات الشائ الفارغة ومريلته التي من المفروض بأنها بيضاء!!!!!! وسيمفونية الفراطه بجيب مريلته ....
كم كنت معتزاً بنفسي ايامها وعلى الرغم من ذلك الاعتزاز الا انني كنت اشعر بكثير من الاحيان بأن الدنيا كل الدنيا وعلى الرغم من كبرها الا انها تصغر وتصغر الى ان تقترب من الأطباق على صدري ، الى ان جاء ذلك اليوم ولعله من الاكثر اهمية بحياتي حياتي المتلخصة ببندين اساسين روتينين ( عمل وجامعه ) ليس الا ، وبطبيعة الحال كان بين الفترة والاخرى يندرج تحتهما بعض البنود الفرعية التي لا اعلم بماذا اسميها ؟؟؟؟
دقت الساعة الرابعة مساءاً وانتهى يوم عمل شاق وبلمح البصر استبدلت ملابس العمل بملابسي الشتوية لاسرع نحو موقف الباصات حيث كان هناك حشدمن البشر كلهم بأنتظار نفس الباص الذي من الاعتيادي له بأن يصلنا ممتلئ فركاب الموقف السابق لهم نصيب الأسد منه ، وما ان لمحت ذلك اللعين المخطط بالازرق والابيض حتى ادركت بأن معركتي هاقد فد افتربت فلا مجال للتفريط او التعويض فالخسارة تعني انتظار ساعة اضافية بهذا البرد اللعين وهذا ما لا اريده فالنهار بنهايته واقتراب يوم جديد يعني اقتراب موعد امتحان مادة التخرج من الجامعه والتي للأمانه كانت اخر ثلاث فصول منها عبارة عن طلاسم اغراقية لا ادري بأي الطرق سأتغلب على فهمها .
لسان حالي يقول لتلك الحسناء ببداية طابور الانتظار ( اعذريني سيدتي فعلى الرغم من انوثتك الطاغية وجمالك الآخاذ وغرورك اللامحدود الا انني لن ارحمك هذه المرة وسأستخدم كل انواع البلطجه المعروفة منها واللامعروفة لكي احظى بمكان بذلك الطويل المخطط القادم فلا مجال للبروتوكولات المزيفة والمجاملات الملعونه فالموضوع لدي اهم من ذلك بكثير فعدم تخرجي يعني استمراري بهذه الدائرة المهلكة ستة اشهر اضافية وهذا ما كنت لا اطيقه .....فأعذريني .............)
بقبضة يدي المتعرقه اطبفت على قطعة الربع دينار واصبحت جاهزاً لمعركتي القادمة وما ان لمحته يقترب حتى اخذت بالتسلل رويدا رويدا بين ذلك الحشد الغفير واذ بأحدهم ينده علي " انت هاي دورك من ورى يا حبيبي " سمعته جيداً الا انني لم ارد سماعه فالرد عليه او الالتفات نحوه يعني خوض عراك كلامي لامنتهي بأدبيات ادركها جيداً ولست بحاجة احدهم ليذكرني بها وهذا بطبيعة الحال من شأنه ان يجعلني اخسر معركتي الاهم . وما ان اصطف العين المخطط بجانب الرصيف المبلل كنت قد اقتربت من بداية الطابور واصوات التهجم على فعلتي تعلو ورائي وتعلو وتلك الحسناء ترمقني بنظراتها وتقول بسرها ( ارجوك لا تفعلها فما لدى والله كثير كثير وقد يفوق والله ما لديك ارجوك لا تفعلها )
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــع ....................
شـــــــــادي زبــــــــــن