مدن زارها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الاردن

[ابو ايهم السراحنة]

العقبة وجرش ومأدبا والصفاوي وأذرح .. زارها رسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم

هناك العديد من الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم ممن عاشوا أو مروا أو زاروا أرض الأردن المباركة قبل آلاف السنين ونذكر مثلا منهم: لوط* شعيب* هارون* موسى* الياس* عيسى* يحيى* محمد* وربما أيضاً هود ونوح والحكيم لقمان.

الدكتور (نوح مصطفى الفقير) المولود في عجلون والحاصل على درجته العلمية هذه في العلوم الإسلامية في الرباط بالمغرب والمدرس في عدد من الجامعات الأردنية وصاحب المؤلفات العديدة.. لفت انتباهنا في بحثه الميداني والتاريخي الديني الهام الذي أكد فيه أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان قد زار العديد من الأماكن والمناطق الأردنية ولعدة أسباب مختلفة وذلك قبل وبعد البعثة النبوية.

ونعرض استنادا على كتاب الشيخ الدكتور نوح والذي جاء بعنوان طويل: “الأنبياء والصحابة والشهداء والخلفاء والمعالم الدينية والعلماء الذين عاشوا لغاية (1350) هجرية في الأردن”، بعضا من لمحات زيارات الرسول الكريم إلى الأردن

الشجرة وصومعة الراهب

يقول المؤلف: كان الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة يمر في طريق تجارته من الأردن* وقد خرج أبو طالب في ركب تاجرا إلى الشام* فلما تهيأ للرحيل واجمع المسير تعلق به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان صغيراً* فرق له أبو طالب* وقال: والله لأخرجن به معي* ولا يفارقني ولا أفارقه أبدا* فصحبه ولما بلغ الشام نزل الركب بقرب صومعة راهب يقال له بحيرى* وكانوا كثيرا ما يمرون به قبل ذلك وكان لا يكلمهم ولا يعرض لهم* وفي ذلك العام تغير الحال لأنه لما نظر من صومعته رأى عجباً إذ رأى طفلاً من بين القوم* وعليه غمامة تظله* ولما استظل تحت الشجرة تهصرت أغصان الشجرة عليه فنزل بحيرى من صومعته وصنع لهم طعاماً كثيراً ثم أرسل إليهم فقال: إني قد صنعت لكم طعاماً يا معشر قريش* فأنا أحب أن تحضروا كلكم صغيركم وكبيركم وعبدكم وحركم* فقال له رجل منهم: والله يا بحيرى إن لك لشأناً اليوم* فما كنت تصنع هذا بنا!! وقد كنا نمر بك كثيراً فما شأنك اليوم؟ قال بحيرى: صدقت* قد كان ما تقول ولكنكم ضيف* وقد أحببت أن أكرمكم* واصنع لكم طعاماً فتأكلون منه كلكم.

فاجتمعوا إليه وتخلف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من بين القوم لحداثة سنه* وبقي في رحال القوم تحت الشجرة* فلما نظر بحيرى في القوم لم ير صاحب الصفة التي يعرفها ويجدها عنده في كتبه* فقال يا معشر قريش لا يتخلفن أحد منكم عن طعامي* فقالوا له: يا بحيرى ما تخلف عنك أحد ينبغي له أن يأتيك* إلا غلام وهو أحدث القوم سناً* فقال: لا تفعلوا* ادعوه فليحضر هذا الطعام معكم* فقال رجل من قريش: إن كان للؤم بنا أن يتخلف ابن عبد الله بن عبد المطلب عن طعام.
فلما رآه بحيرى جعل يلحظ لحظاً شديداً وينظر إلى أشياء من جسده قد كان يجدها عنده من صفته* حتى إذا افرغ القوم من طعامهم وتفرقوا قام إليه بحيرى فقال له: يا غلام أسألك بحق اللات والعزى إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه* وإنما سأله باللات والعزى لأنه سمع قومه يحلفون بهما* فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): لا تسألني باللات والعزى* فو الله ما أبغضت شيئا قط بغضهما* فقال له بحيرى: فبالله ألا ما أخبرتني عما أسألك عنه* فقال له: سلني عما بدا لك* فجعل يسأله عن أشياء من حاله* في نومه وهيئته وأموره* فجعل الرسول (صلى الله عليه وسلم) يخبره* فيوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده* فلما فرغ أقبل على عمه ابي طالب فقال له: ما هذا الغلام منك؟! قال: ابني. فقال له بحيرى: ما هو بابنك* وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حياً* فقال: فانه ابن أخي* قال: فما فعل أبوه؟! قال: مات وأمه حبلى به* فقال: صدقت* فارجع بابن أخيك إلى بلده واحذر عليه يهود!! فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبلغنه شراً* فانه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم* فأسرع به إلى بلاده.

وفي الروض الأنف: (جاء الراهب فأخذ بيد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال: هذا سيد العالمين* هذا رسول رب العالمين* يبعثه الله رحمة للعالمين* فقال له أشياخ من قريش: ما علمك؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة أي الثنية لم يبق حجر ولا شجر إلا خر ساجداً ولا يسجدان إلا لنبي* واني اعرفه بخاتم النبوة.

قال ابن إسحاق: (وكانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال لها وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم* وكانت قريش قوماً تجاراً* فلما بلغها عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه* فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجراً وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار مع غلام لها يقال له (ميسرة) فقبله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منها* وخرج في مالها ذلك* وخرج معه ميسرة حتى قدم الشام فنزل في ظل شجرة قريباً من صومعة راهب من الرهبان فاطلع الراهب إلى ميسرة فقال له من هذا الرجل الذي نزل تحت الشجرة؟! فقال له ميسرة هذا رجل من قريش من أهل الحرم* فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي. وفي السيرة النبوية لابن كثير: (قال: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه)* والقصة دليل واضح على معرفة أهل الكتاب للنبي بأوصافه قال الله تعالى: “الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث”

وبذلك تكون قد وردت قصة الجلوس تحت شجرة في بلاد الشام في روايات متعددة متآزرة* ولعل النبي (صلى الله عليه وسلم) جلس تحت أكثر من شجرة في بلاد الشام في رحلاته* ولذلك اختلفت أقوال المؤرخين في موقع الشجرة فقيل هي في:

1 - الصفاوي: في الباقوعية تحديداً* فقد دلت الحفريات الأثرية على مرور الطريق الصحراوي القديم للقوافل التجارية الذي يربط الحجاز بالشام عند هذا المكان. والباقوعية تبعد عن عمان نحو (215) كيلومترا.

2 - مأدبا: ففي تاريخ دمشق ذكر ابن عساكر أن الراهب بحيرى كان يسكن البلقاء بقرية يقال لها: (ميفعة) وراء زيزياء وانه توفي قبل بعثة الرسول* وتعرف (ميفعة) اليوم بـ (أم الرصاص) وفيها آثار كثيرة ومنها صومعة راهب.

3 - بصرى الشام: وهي في منتصف المسافة بين عمان ودمشق وهي اليوم آثار قرب مدينة درعا السورية.. وقد قدمها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مرتين في صحبة عمه ابي طالب وهو ابن (12) سنة وكانت عندها قصة بحيرى الراهب* والثانية ومعه ميسرة مولى خديجة في تجارة لها.
والظاهر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) جلس تحت أكثر من شجرة في بلاد الشام وقد يكون جلس تحت كل هذه المذكورات في التاريخ جميعاً. والله تعالى أعلم.

ثلاث قرى فتحها الرسول
وحول هذا يذكر الدكتور الفقير في كتابه المرجعي والتاريخي المميز ما يلي:
العقبة واذرح والجرباء ثلاث قرى في الأردن* منها قريتان متجاورتان ومتلازمتان في الذكر* تقعان شمال غربي مدينة معان هما اذرح والجرباء.. فقد تم فتح هاتين القريتين في حياة رسول الله سنة تسع صلحاً وذلك لما حل جيش المسلمين في ارض تبوك وعلم جنود الروم بكثرة جنود الإسلام وبشهامتهم وتضحيتهم النادرة التي شهدوا نموذجاً منها عن كثب في غزوة مؤتة.. وبعد ذلك فقد قام حكام وولاة المناطق المجاورة ومنهم زعيم العقبة (ايلة) بالاتصال شخصياً بالرسول وعقد الصلح معه.. وبذلك فقد فتحت هذه المناطق بشكل سلمي* وقد أهدى ملك إيلة (العقبة) النبي (صلى الله عليه وسلم) بغلة بيضاء وكساه بردة* وعقد معهم صلحا وكان كاتبه هو بخط علي بن أبي طالب رضي الله عنه.. والعقبة كما تذكر المصادر التراثية هي بلد لقمان الحكيم.
وعن اذرح جاء في كتاب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم: (اذرح مدينة متطرفة حجازية شامية وعندهم بردة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعهده وهو مكتوب في أديم.

الرسول في جرش
تقع مدينة جرش الأثرية الرومانية الشهيرة على بُعد حوالي (50) كيلومترا من العاصمة عمان* وقد زار الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) مدينة جرش مرتين قبل البعثة أثناء المتاجرة بأموال خديجة رضي الله عنها* فلقد روى البيهقي في السنن الكبرى عن جابر رضي الله عنه قال: “استأجرت خديجة رضي الله عنها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سفرتين إلى جرش كل سفرة بقلوص (ناقة أو جمل).

ورغم وجود بلدة في اليمن اسمها جُرش (بضم الجيم) غير جَرش (بفتح الجيم) في الأردن.. الا انه لم تذكر كتب التاريخ أن الرسول سافر أو زار اليمن.. لذلك فالاحتمال الكبير جدا هو أن الرسول جاء وزار جرش الأردنية لأنها في بلاد الشام التي زارها الرسول عدة مرات.

هذا ويقال أن جرش هو اسم رجل وهو (جرش بن عبد الله بن عليم.. ويخالط هذا الجبل جبل عوف “جبل قلعة عجلون” واليه ينسب حمى جرش وهو من فتوح شرحبيل بن حسنة في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه).


منقول منقول

[أمان]

[اسماعيل السلاق]

شكرا ابو ايهم على هذا الموضوع الرائع

ان بلادنا هي مهبط الرسالات السماوية وممر الرسل

[اميرة عجور]

بلدنا الارض مبارك بزيارة الكثير من الانبياء والرسل له وبزيارة نبي البشرية جمعاء محمد ص

شكرا خي ابو ايهم

[ابو ايهم السراحنة]

[زياد الراعوش]

مشكور اخ ابو ايهم على هذه المعلومات

عن مدننا الاردنه التي تشرفت بزيارته صلى الله عليه وسلم