الـمُـعـلـّـقــة الفـلـسـطـيـنـيـة
( الـديــار الخـلـيـلـيـــة )
السيـف ما كـان مسـلـولا بـــأيــــديـنـا
نـهـوى الطعان وحد السيـف يـغـريـنـا
جـدنـا وكان الـندى تـصفـو منــــابـعـه
فــالجـود طبـع أصيـل قد نـمـا فــيــــنا
والـنـائبـات لـنـا سـرج لـــنـــعــــلـــوه
والـثـأر لا بـد نسـقـيـه أعـــاديــنـــــــا
نحـن الـذيـن تــنـحـنحــنا لهـا هــمـمــا
قـال الـزمـان لـنا آميـــــن آمـــيـــنــــا
لا تــنــطفـي عندنا نـار ولا ظــلـمــت
جــيــران قـاع لــنا حــلـت بـــواديــنـا
فـالجـار أهـل لـنـا والجــور نــــــردده
والـجـود ما كـان قـطـامــي يـغـنـيــنــا
والأهـل فـي جـبـل الخلـيـل عـزوتــنـا
نســقـي بـه الـناس مـن بالـود يـولــيـنا
فـالدار دار لــنـا أهـل وأنســــــــــــاب
هــذا أخ وابـن عـم ظـل يـكـــفــيـــنـــا
فـالدايـمـي أخــو جـــــــود كــــــذا دورا
والتـــل صافـي الهـــوا منـه تصـافـيـنــا
كــم أيـقـظـت ديـر نخــاس مـواجـعـنـــا
والـورق تـبــكـي مـغـانـيـهــا وتـبـكـيـنـا
عــاث الغـراب بهـا واستـوطـنت جـيـف
فاستـحـكـم الظلـم واستـشـرى بتـشـريـنـا
حـلـحـول أخــت لـتـرقـومـيــة نـسـبـــــا
إذنـــا مـلألـئـة يـطــــا كـذكــــــريــنــــا
صـويـف تحــرسـهــا أسـد غـطـارفــــة
في بـيـت جبـريـن فـي كـدنـا مـواضيـنـا
يا طـالـب المـجــد فـي عجــور مــورده
عـــذب مـعـيــن يـروّي غــلــة فـيـنـــــا
شــــم الأنــــــوف أبــاة دام عـــزهــــــم
هـــم الأوائــل إن نــادى مـنــاديــــــنــــا
تـفـوح يـا بـاقـة الأزهـــار فـي وطـنــي
فــوح الأريـــج ونـفـح الطيــب يغـريـنـا
بـني نـعـيــم وخـــاراس تـشــــــوقــنــــا
ببـيـت نـتـيـــف مــا أحـلـــى تـلاقـيــنــا
رعــنــا الأبيـــة لا هـانــت بـهـا هـمـــم
فـيهـا الخـواطـر من روح الـريـاحـيـنــا
والظـاهــريـة فـيـهـا البـهـجـة اكتـمـلـت
وازّيـنـت ألـقـــا فـيـهــــا أمــاســـيــنــــا
هــذي السمـوع وذي الفــوار تجـمـعـنــا
أمـا الشيـــوخ هــواهــا قـد سـرى فـيـنـا
زيـتـا الأبـيـــة والمنشـيــة اشتـمـلــــــت
وبـيـت كـاحـــل كـحــل فـي مــآقــيـنـــا
سـعـيـر كـــم سـعـرت فـيـنـا مـودتـهــــا
واشتـــاقـــت المقـــل النـجـــلا لواديـنــا
كــل الخـلـيـــل لـنـا مجــد ومـفـخــــــرة
حــب الخـلـيـــل لـنــا ضـرع يـوآخـيـنـا
يا باني الـدار للأحـبـاب قــــد رحـلـوا
واليــوم دمعـا جرت منـهم مـآقــيـــــنا
أحــبـابــنـا أنـتـم النـبـراس لــــولاكــم
مـا لاح بـرق ولا هـلــت لـيــالــيــنـــا
لـيت القوافي مـن عـطر ومـن طـيــب
نشــدوا لـتـكسـوكم فـلا قـــوافــيـــنـــا
عشــنا عـلى الـعهـد يـا أخـت لـنـرويه
جــيـلا فـداه دما عــبـق الـريـاحــيـنـــا
عـــكـا لـنـا أمــل والــلـــد تـنــــظـرنـا
ظــلــت بـنـابـلـس خـضـرا روابــيــنـا
والقدس إن صـرخ الأقصى لنـصرتها
هـب الـقـطاع لهـا بالروح يـفـــديــنـــا
تـلـك الأسود بـبـئـر السبـع نـحبـبـهـــم
بـدو بـهــم شيــم الأخلاق تــغــريــنــا
هـذي فـلسطـيـن ماضـيـنـا وحاضـرنا
يـنـدى بــقلـبـي هـواهـا ثـم يـبـــريـنــا
بـالشام وجـدي وعـمان الـهــوى وأنــا
بالحفـر ألـوي ونـار الشـوق تـطـويـنـا
يـا لائـمي كـف عنك الـلـوم مــعـــذرة
لـو هـمت بالحفر كنت اليـوم تـبـكيـنـا
لـو أن طيــرا بأطراف الحجاز شــدا
بــث الفــؤاد لـه ألحـان تـشـجـــيــنــا
لا تــحسـبـن بـبعـد الــدار ســـلــوتــنـا
مـا دام فـــنـا حـنـيـن ظـل يــكـــويـنـا
يا دار ما دام فـيـنا الشـوق مـتـــقـــــدا
والـود مـستـعــرا لا بــد تــلــــقـــيـنــا
بـشـراك يا قـدس والمسـرى لنا هـدف
الـنـصـر آت وفي الأقـصى تـلاقـيــنـا
نحن الذين عـقـدنـا العـزم فـابـتـهـجـي
يا أم واستبـشري يا دار قـد جــيـــــنــا
الشـاعـر : أبـو فــراس القـطـّـامــي
زهـيــر أبــو قـطـّـــام
ديــر نخـــاس / قـضــاء خـلـيــل الـرحـمــن