اقتحم نحو 400 مستوطن اليوم الأحد، باحات المسجد الأقصى من باب المغاربة وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال في ذكرى ما يسمى “خراب الهيكل”، خلال فترتي الصباح وبعد الظهر.
وفي هذه الذكرى، اعتدت قوات الاحتلال على المصلين وطلاب العلم من اهل القدس والداخل الفلسطيني، في المسجد الأقصى لتصديهم لمستوطنين أدوا طقوساً تلمودية في أنحاء عديدة من ساحات المسجد، وخاصة قرب باب الرحمة وأمام المصلى القبلي.
وساد التوتر المسجد الأقصى عقب اعتداء قوات الاحتلال على المصلين بالضرب المبرح باستخدام الهراوات، ما أدى إلى إصابة ثلاثة مصلين من بينهم مدير نادي الأسير الفلسطيني في القدس ناصر قوس وابنه جهاد، وتم نقلهم للعلاج في عيادة الأقصى، ثم نقلوا في سيارة الإسعاف للعلاج في إحدى المستشفيات.
كما واعتقلت قوات الاحتلال الحاج طه شواهنة من سخنين والسيدة اصالة حجير من عرابة ومسناً آخر لم تعرف هويته حتى الآن، أثناء خروجهم من أبواب المسجد الأقصى قبيل صلاة الظهر، واقتادتهم للتحقيق في مركز شرطة القشلة ببلدة القدس القديمة.
وذكر مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني أن 305 مستوطنا اقتحموا المسجد صباح اليوم من باب المغاربة، و95 اقتحموه بعد الظهر.
وخلال الاقتحام، قامت الجماعات اليهودية بجولات استفزازية في ساحات الأقصى، ورفع الحاخامات أصواتهم أثناء تقديمهم شروحات وارشادات متعلقة بالهيكل المزعوم، فيما قام بعض المستوطنين بتمزيق قمصانهم والبكاء، وذلك ضمن شعائر طقوسهم التلمودية.
كما وقامت قوات الاحتلال بتشكيل سلسلة عسكرية في ساحات المسجد الأقصى، لتوفير الحماية للمستوطنين والمسارات الآمنة داخل أسوار المسجد، لدى تصدي المصلين لهم، كما قامت بمراقبة المصلين وتصويرهم.
ولم تقتصر محاولة أداء المستوطنين لطقوسهم الدينية في ساحات المسجد الأقصى، بل قامت مجموعات بأداء طقوسها أمام بوابات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال.
وإلى جانب المصلين وطلاب العلم، تواجد في ساحات المسجد الأقصى منذ صباح اليوم مفتي القدس الشيخ محمد حسين، ومدير عام دائرة الأوقاف عزام الخطيب، ومدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، ومسؤولين أخرين من الأوقاف، بينما مُنع وفد حزب الوفاء والإصلاح ورئيسه الشيخ حسام أبو ليل من دخول المسجد قبل صلاة الظهر.
هذا وقد فرضت قوات الاحتلال قيودا مشددة على المصلين الوافدين إلى المسجد الأقصى صباح اليوم واحتجزت بطاقات هوياتهم الشخصية دون استثناء، فيما أغلقت معظم بواباته ما عدا الأسباط وحطة والناظر وباب السلسلة.
من جانبه، أكد المفتي العام للقدس الشيخ محمد حسين، أن المسجد الأقصى “مسجدنا ولن نتركه وسنبقى مرابطين وثابتين وسنبقى معمرين لهذا المسجد”، مضيفا “الله عز وجل قرر إسلاميته وعالميته ومسجدتيه وهو للمسلمين وحدهم لا يشاركهم في أحد، نقول هذا ليسمع العدو والصديق والعالمين أن هذا الشعب العظيم المرابط والمكافح والمجاهد لن ترهبه هذه الة العسكرية المجرمة”.
وقال المفتي، “إن الشرطة الإسرائيلية تعلن أنه ممنوع الصلاة في المسجد الأقصى الا للمسلمين ومع ذلك تدخل المستوطنين وهذه الجماعات المجرمة وتحميها لتصلي في الأقصى، لن نسمح لأحد أن يصلي في الأقصى الا المسلمين، فهو مكان عبادة لهم وحدهم، واليفهم العالم أن شعب فلسطين برجاله ونسائه وأطفاله وبكل مكوناته لن يقبل ولن يسمح لكائن من كان أن يكون له مكان في المسجد الأقصى المبارك”.