عرض القرآن الكريم الكثير من شئون المرأة في سور عديدة، بل شرفها بسورة باسمها (سورة النساء)، وتدل هذه العناية على المكانة التي ينبغي أن توضع فيها المرأة في نظر القرآن ( الإسلام )
وهي مكانة لم تحظ المرأة بمثلها في شرع سماوي سابق، ولا في اجتماع إنساني، تواضع عليه الناس فيما بينهم، واتخذوا له القوانين والأحكام وهكذا رفع القرآن مكانة المرأة، وأعلى منزلتها، وأكرمها بالمساواة مع الرجل... وسوف نرى مساواتهن بالرجل إذ لم يفرق القرآن بينهما في الحقوق الأدبية والحياة الروحية لأنهما خلقا من نفس واحدة فكانت المرأة مثل الرجل من حيث التكليف والمسؤولية وأهلاً للتشريف بخطابات السماء، بل بالوحي الإلهي
كمريم وأم موسى، وبذلك رفعها من المهانة إلى مكانة الإنسان المعدود من ذرية أدم وحواء ورفع عنها لعنة الخطيئة الأبدية التي استولت على عقول الناس قروناً طويلة، فليست المرأة في القرآن هي السبب في آلام العالم وأحزانه كما جاء في بعض الأساطير، وليست هي بلية العالم ولا الشيطان الجميل.
- تعريف الشخصية:
الشخصية نظام متكامل من مجموعة الخصائص الجسمية والوجدانية والنزوعية والمعرفية التي تعين هوية الفرد و تميزه عن غيره من الأفراد تمييزاً بيِّناً. و للشخصية جانبان: ذاتي وموضوعي، والجانب الذاتي هو ما يعبر عنه بالآنية أي شعور الشخص بذاته، وهو ليس أولياً بل يتكون تدريجياً ماراً بثلاث مراحل رئيسيه: الشعور بالذات الجسمية ثم الذات النفسية وأخيراً بالذات الاجتماعية. بيد أن المرحلتين الأخيرتين مندمجتان إلى حد كبير بحيث تكوِّنان الذات المعنوية. أما الجانب الموضوعي، فيتكون من مجموعة السمات التي تتيح للفرد أن يسلك إزاء الآخرين سلوكاً موسوماً بطابعه وتسمح اختبارات الشخصية بتقدير هذه السمات
أما الشخصية الإنسانية في القرآن الكريم فقد جاءت كمحور تدور حوله الأحداث فتؤثر فيه وتتأثر به والقرآن لم يبرز هذا العنصر لذاته، و لكن للتأسّي بالشخصية الخيّرة، والتنفير من الشخصية الشريرة، مثل أسماء الأنبياء و أعدائهم ممن تحدوا دعوات السماء: كموسى وهارون، وفرعون وقارون. لذلك لم يُعْنَ برسم الخطوط الشكلية للشخصية ( الأوصاف الفيزيولوجية ) كما يفعل بعض المولعين بالقصّ، التي تجعل الشخصية كأنها ماثلة للعيان، لأن ذلك كله لا يخدم أي غْرض من أغراض القصة القرآنية.
يتبـــــــــــــــــــــــع