معركة مخيم جنين
الثالث من نيسان 2002، شنت قوات الاحتلال حربا شرسة ، مستخدمة مئات الدبابات والمركبات العسكرية، وبغطاء جوي من المروحيات وطائرات الاستطلاع، وركزت عملياتها على مخيم جنين للاجئين الذي لا تتعدى مساحته كيلومترا مربعا، ويبلغ عدد سكانه نحو 12 ألف نسمة تقريبا.
وارتكبت قوات الاحتلال في المخيم مجزرة مروعة خلال المعركة التي استمرت 13 يوما، مستعينة بالدبابات والطائرات العسكرية المختلفة، والجرافات الضخمة، التي كانت مهمتها تسوية منازل المخيم بالأرض، فيما حاصرت قواتها البرية المخيم من كافة الجهات، وقامت قوات الاحتلال بتدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها، بالطائرات المقاتلة والمروحيات والدبابات، وتم تدمير كل شيء حتى كاد المخيم أن يسوى بالأرض، وأصبحت رائحة الجثث المحروقة والمتحللة تفوح من كل مكان في أزقة المخيم.
وفرضت إسرائيل تعتيما إعلاميا كبيرا على عمليتها وجرائمها، ولم تسمح لمختلف وسائل الإعلام المحلية والعالمية بالدخول للمخيم، وتغطية الجرائم التي ترتكبها، ومنعت الأطباء والصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر من انتشال جثث الشهداء ودفنهم، كما عرقلت طواقم الإسعاف ومنعتها من إسعاف الجرحى، ولم تكتف بذلك فاستهدف الأطقم الطبية، وسيارات الإسعاف، ما أوقع عددا من الشهداء والكثير من الجرحى من الطواقم الطبية.
وكشفت إفادات شهود العيان من داخل المخيم بأن جنود الاحتلال استخدموا السكان كدروع بشرية في تحركاتهم لإجبار المقاومين على وقف إطلاق النار والاستسلام.
استمرت العمليات العسكرية الأساسية في المخيم حتى 18 أبريل/ نيسان 2002، وسقط خلالها 53 شهيدا وعشرات الجرحى، فيما تم تدمير مئات المنازل بشكل كلي، وإلحاق أضرار جزئية في مئات المنازل الأخرى، كما تم اعتقال المئات وتشريد الآلاف.
((اسطورة هزت العالم ))
وبموازاة هذه الذكريات الأليمة للذكرى الا انها ذكرى عزيزة على ابناء شعبنا واضحت مفخرة واسطورة هزت العالم وشهد لها العدو قبل الصديق ..فعشرات المقاتلين الفلسطينيين من كافة الفصائل والاجنحة المسلحة قد تصدوا بكل بسالة وعنفوان الى الاجتياح وتكاتفوا مع اهل المخيم..وقاتلوا جنود الاحتلال من حارة لحارة ومن زقاق لاخر ومن بيت لاخر ... وتكبد الاحتلال خسائر فادحة في الجنود وفي الاليات العسكرية وخير دليل صمود هذا المخيم الصغير بمساحته الكبير بجنرالاته مدة 13 يوما ...
عاشت الذكرى السنويةالحادية عشر لأسطورة معركة مخيم جنين البطولية
رحم الله شهدائنا الابرار ...
الحرية للأسرى البواسل ..