مَـن الأحبــابُ ؟؟
يـا نــفــسُ تــيــهـي دلالا ًوانـعــمي تــيــهــا
فـالـعــيــن فـي شَـــغـَـف لاقـَــت مُـحـبِّـيـهــا
قــد سَــرّنـا الـيــوم مـن بالأمـس أحــزنـَـنــا
حُــزنــا ً يـجــوس خِـلال الـنـفـــس يـدمـيـهـا
يـا ســاكــنـِي الـقــلــب طـيَّـبـتـم مــنــازلــَـه
والـدار تــــزهـــو بِــمَــن صـــاروا أهــــالـيـهـــا
ظـلــّت تـنــازعـــنــــا أهـــواءَكـــــــم مُــهـَـــجٌ
أمّــا الـشـغــــاف فــقـــد كـانـت تـُبـــاريــهـــا
قـد أشرقـت شمسنـا مــن نــور طـلـعتـكـم
والـبــدر يـخـــتـــال تــيــهــا ً إذ يـجـاريـــهـــا
قـال الـصـحـابُ : مـن الأحـبـابُ ؟ قـلت لهم :
فـلـتــســألـوا الـريـــحَ إن هَــبــّت غــواديهـــا
قالـوا : سـألـنـا فــقـالـت : لـيـس غـيـركـــمُ
حُــبـَّـا ً لــنــا ، أنــتــم الـدنــيــا ومـا فــيـهــا
قـلـت : اسألـوا الـوُرْق في الأجـواء تخبركـم
مَـن أرّقَ الجــفـــن إن طـالـــت لـيــالــيـهــا؟
ألــــــمْ تــرَوا أنـَّـهـــا حَــنـَّــت بـغـــربَــتـِـهـــا ؟
حــتـَّى سَــقـَـــت وردَ خــديــهــا مــآقــيـهــا
والـيـوم تــشـدو عـلـى الأغــصـان باسـمـة ً
شـــدو الـبـلابــل إذ طـابـــت مــغــانــيـهــا
غـَــنـَّـت ومـا عـجـــبٌ في أيـكـهـا سـَجَـعَـت
إذ بـانَ في الـنـــوم طـيـــفٌ مـن مُحـبـِّـيـهــا
( من قصيدة ..مَن الأحباب / ديوان عبير الذكريات )