بيت دقو
بيت دقو
التسمية :
كلمة بيت دقو تحوير من بيت الدقَاق كون الشيخ عمر مؤسس القرية وهو من المتصوفة الذين استخدموا في بيوتهم عدة الصوفية وكان يعرف بوجاهته في المنطقة .
النشأة :
لقد نشأت القرية على يد الشيخ صالح بن ولي الله احمد الرفاعي من أتباع الدعوة العلوية ، وكان قدومه من قرية ( أم ولد ) من أعمال حوران بسوريا عاش الشيخ في قرية بيت عور زمنا ثم عاد إلى بيت دقو وقطن قيها بعد أن ولد له الشيخ عمر، ومن الشيخ عمر انحدر الشيخ شكر ومنه انحدر الأبناء الأربعة الذين أسسوا عائلات وعشائر القرية ، أكبرهم احمد رئيس عشيرة دار داود ، ومصطفى رئيس عشيرة دار ريان ، وعلي رئيس عشيرة دار مرار، وحسين رئيس عشيرة دار حسين ، وكلهم ينتسب إلى احمد الرفاعي من سلالة زين العابدين حفيد سيَدة النساء في الجنة فاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، إضافة إلى عائلة دار بدر .
الموقع والحدود :
قرية بيت دقو جلال من التاريخ يتربع على جبل تملؤه أشجار الكرمة والزيتون ، تطل على الساحل الفلسطيني ، على جبل يبلغ ارتفاعه سبعمائة وخمسين مترا شمال غرب القدس، وعلى بعد ثلاثة عشر كليو مترا من المدينة المقدسة وتلتقي أراضيها من الشمال مع أراضي الطيرة ، ومن الجنوب مع أراضي بيت عنان والقبيبة وبدو، ومن الغرب مع أراضي بيت لقيا ومن الشرق مع أراضي بيت اجزا والجيب
المساحة وعدد السكان :
يبلغ عدد سكان هذه القرية الصامدة 2000 نسمة ، ويعيشون على أرضا مساحتها 8500 مترا مربعا
شهداء القرية :
اتحدت العائلات في حروبها السابقة ضد الاحتلال وارتقى من أبنائها الشهداء الكثر ، تسعة عشر شهيدا في حروب الدولة العثمانية لإنهاء الفتنة في اليمن وحرب البلقان وهم علي منصور داود ، حسين جبر مرار ، مصطفى عبد الله مرار ، عزيز عبد الرحيم حسين ، شحادة جبر مرار ، علي عبيد الله مرار ، محمد احمد ريان ، احمد محمد علي حسين ، حسن حمدان داود ، حسن ابو فارع ، سعيد محمد خليل ريان ، محي الدين منصور، علي الواوي ، اسعد ريان ، سليم احمد داود ، سليمان عليان حسين ، موسى احمد مرار ، طه محمود الخطيب مرار ، ومن الشهداء ضد الاحتلال الإسرائيلي شهيد الكفاح المسلح أمين هاشم ريان ، وأنيس داود ، ويوسف حافظ داود ،وحسن علي مرار، وداود يوسف عبد الرحيم حسين ، وكذلك الشهيد تحسين محمد درويش داود ، وهناك شهيد التضمن مع العراق الصامد محمد احمد داود، وشهيد معركة الأقصى خليل بدر ، والشهيد الملازم شهيد المعاناة وظلم الاحتلال الشهيد عبد الناصر سرحان مرار ، وشهيد معركة جدار الفصل العنصري الشهيد محمد فضل ريان لهم من الله الرحمة وحسن المنزل .
الزراعة:
تعتبر قرية بيت دقو من القرى الزراعية الأولى على مستوى محافظة القدس ، حيث يعمل معظم أهلها بالزراعة ويتم سنويا استصلاح المئات من الدونمات الملساء بالتعاون مع وزارة الزراعة والإغاثة الزراعية الفلسطينية ومؤسسة UNDP ، ويقوم المزارعون بزراعة معظم أصناف الأشجار مثل العنب ، والزيتون ، والتين ، واللوزيات ، ولكن شجرة العنب لها طابع خاص في هذه القرية فجل اهتمامهم وجهدهم يتركز عليها لمناسبتها لطبيعة أرضهم ولكثرة منافعها التي تبدأ مع تفتح براعمها بقطف أوراقها لبيعها او حفظها داخل زجاجات فارغة للاستفادة منها في فصل الشتاء وعند نضوج ثمرها يباع جزء منه ويصنع بالجزء الباقي الزبيب والتطلي والدبس والملبن وكما تقول حكمة الأجداد ( عليك بالزيتونة والدالية الأم الحنونة ) .
كما ويوجد في القرية مجموعة من البيوت البلاستيكية يزرع فيه بعض أصناف الخضار كالبندورة والخيار والفاصوليا وغيرها لتغيطة جزء من احتياجات الناس في القرية والقرى المجاورة .
الينابيع:
في قرية بيت تجد عراقة المكان وتجذر التاريخ إذ تشرق الشمس على ينابيعها الصافية فيوجد فيها نبع عين سليمان والذي يقع في الجهة الشمالية على بعد نصف كيلومتر تقريبا ، تجمع مياه النبع في بركة خاصة تتسع لخمسين كوبا حيث تستخدم لري المزروعات وخاصة في فصل الصيف ، كما وتستخدم البركة أيضا للسباحة بعد تنظيفها وتعقيمها .
وبالقرب من النبع على بعد عشرين مترا إلى جهة الغرب يقع الفندق العثماني والذي كان استراحة للمسافرين الذين تعبر قوافلهم متجهة إلى اللد وعكا والرملة ويافا والناصرة وحيفا وتعود إلى الشام والحجاز واليمن والعراق .............. رحلة عبر التاريخ تركت أثرا وحكاية من التراث عند النبع الصافي.
ثم يأخذك النظر إلى الغرب وعلى بعد 2 كيلومتر يقع نبع عين جفنا شاخصا يروي عبور حضارة الرومان من المكان وتنشد أهازيج الفلاحين في الحصاد وما زالت مناطيرهم وبيتهم وبيوت الحجر ومغاراتهم تحكي قصص الثبات وإيواء اللاجئين الهاربين من حرب 48 وفي الحقيقة هما نبعان يتعامدان من منتصف الجبل ، الأول في مغارة عميقة ذي سحر وجمال وكم يتمنى الزائر أن يرتوي من مائه العذب والثاني ملاصقا للواد وتحفة بقايا أشجار الليمون وبقية من أشجار الرمان والأجاص البلدي.
التعليم :
إن اهتمام آهل القرية بالتعليم وحرصهم على إكمال أبنائهم الشهادة الجامعية الأولى دون تمييز بين الذكر والأنثى جعلها في طليعة القرى في المنطقة متحديين كل الصعاب الاقتصادية التي تقف في وجه كل طالب يدخل عتبة الجامعة .فجامعة بير زيت وجامعة القدس المفتوحة وجامعة القدس / أبو ديس يشهدن لطلاب هذه القرية الباسلة.
مدارس القرية :
يوجد في القرية مدرستان الأولى للإناث بها مئة وثمانون طالبة وستة عشرة معلمة وآذنة وبها لربعة عشرة غرفة دراسية ، من الصف الأول وحتى العاشر الأساسي .
والأخرى للذكور بها مائتان وثمانون طالبا وثمانية عشر معلما ومعلمة وستة عشرة غرفة دراسية ن من الصف الأول وحتى الثاني عشر ، وتتمتع المدرستان بسمعة طيبة على مستوى المنطقة وفي أوساط الجهات المسئولة ، لذا يتوافد اليهما الكثير من أبناء المنطقة للدراسة على مقاعدها.
العيادة الصحية:
يوجد في القرية عيادة صحية تقدم خدماتها الطبية للأهالي باستمرار وبها طبيب مناوب وممرضة بشكل يومي يرعى شؤونها الإغاثة الطبية الفلسطينية بالتعاون مع جمعية بيت دقو.
المجلس القروي:
في القرية مجلس قروي تأسس بعد مجيء السلطة الوطنية الفلسطينية ، يتكون من خمسة أشخاص ممثلين بعائلات القرية ، له مقر ثابت وسط القرية مقابل المسجد ، يقدم خدماته لأهل القرية في شتى المجالات ويشرف على تطوير مشاريع القرية وبنيتها التحتية مثل مشروع الكهرباء ، الماء ، تزفييت الشوارع ، شق الطرق ، استصلاح الأراضي الزراعية ، ...........
جدار الفصل العنصري :
إن جدار الفصل العنصري الذي يلتهم الآلاف من الدونمات المزروعة وغير المزروعة تحت اسم توفير الأمن للكيان الصهيوني هو ادعاء باطل يكشف زيف الاحتلال وخبث نواياه في فرض السيطرة على الأراضي الفلسطينية ومصادرتها وانتزاعها من يد أصحابها عنوة وقهرا جهارا نهارا وعلى مسمع من العالم اجمع ، تحت شعار الدفاع عن النفس ومقاومة الإرهاب ، رغم كل الصعاب والتحديات وقف أهل هذه القرية البطلة الصامدة صفا واحدا وتلقوا الرصاص بصدورهم ووجوههم ودافعوا عن أرضهم والقوا بأنفسهم تحت جنازير الجرافات الإسرائيلية لمنع تقدمها ، واستمر اعتصامهم أيام طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة وفي مواجهة قنابل الغاز الصوت وجها لوجه مع قوات الاحتلال المدججة بالأسللحة