الأكل من أهم الأشياء الوظيفية التي يقوم بها الإنسان في حياته * فما يزال الإنسان يأكل من المهد إلى اللحد * وهو واحد من أهم العوامل التي تحدد توافقنا مع البيئة وعلى قدر هذا التوافق تكون درجة الصحة والمرض * وللأكل طرق متعددة :
1_ الأكل بطريقة آلية :
مثل أكل الجنين في بطن أمه * فإن ذلك يحدث تلقائيا دون رغبة أو شعور * ولكن بعض الناس يستمر في الأكل بهذه الطريقة حتى بعد البلوغ * مثل أن يذهب عقب عودته للمنزل إلى الثلاجة (البراد) ليأكل حتى دون غسل يديه * أو يغير ملابسه * أو أن يعتاد الأكل في وقت محدد ظهرا أو ليلا رغم عمد شعوره بالجوع .
2_ الأكل الحسي :
وذلك عن طريق التذوق واللون والقوام والرائحة * وتعتمد الصناعات الغذائية على إثارة هذه الرغبات في المستهلك نظرا لانسياق معظم الناس خلفها * فيأكلون دون أي شعور بالحاجة إلى الطعام .
3_ الأكل العاطفي :
كما يحدث أثناء صحبة الأصدقاء للتسلية * أو على أضواء الشموع ومصاحبة الموسيقى * أو عند زيارة الأقارب لإرضائهم .
والثلاثة الأنواع الأولى (الآلي والحسي والعاطفي ) تمثل حوالي تسع وتسعين بالمائة من أكل الناس في العصر الحديث والأكل بهذه الطريقة مفسد للصحة .
4_ الأكل العقلاني :
وهو الأكل بناء على التعليمات الغذائية * التي يقدمها أخصائيو التغذية والأطعمة * وهي شائعة عند أساتذة وعلماء الجامعات * ومعظم هذه الأنظمة والنظريات الغذائية غير عملية * نظراً لتكلفتها العالية * ولذا فليس لها تواجد عالمي * والعديد من هذه النظريات الغذائية ضار بالصحة * كما أنها أنظمة معقدة ومضيعة للوقت * فالناس لا يحسبون مشترواتهم بكمية البروتين * والمعادن والفيتامينات وحساب السعرات الحرارية حين يتسوقون طعامهم * لذا تبقى هذه النظريات غير عملية لمعظم الناس رغم كلامها الجميل .
5_ الأكل الجماعي :
المقصود من ذلك هو الاقتصاد في الطعام لمساعدة الآخرين من غير القادرين * ويحدث ذلك في الأقطار الأكثر اجتماعية * أو التي بها حكومات أكثر تحكما في شعوبها * وهذا النوع من الأكل يشدد على الكم أكثر من النوع .
6_ الأكل الفكري أو العقائدي :
وذلك تبعا للعادات الغذائية في الديانات المختلفة * وغالبا ما تكون ذات طبيعة محددة بالبيئة التي نشأت فيها ولذا فهي غير مكتملة في معظم الأحيان .
7_ الأكل الحر :
وهذا لا يعني الفوضوية بالأكل * بل يعني الأكل بحرية وتوافق مع النظام الكوني والتكيف مع البيئة المحيطة * فإذا زرت أماكن معينة فيجب أن تدرس العادات الغذائية التقليدية للناس الذين يعيشون فيها منذ آلاف السنين * ثم تعدّل من القواعد الغذائية للاكل الحر بناءً على التغيرات الفصلية والحاجات الشخصية والبيئة الجديدة التي يجب أن تتكيف معها .
وعند ذلك يكون اختيارنا للطعام اختيارا حراً * ولذا فإن الصحة والسعادة يتبعانك تلقائياً . ونظام المكروبيوتك يمثل هذه المرحلة لأنه يعتمد على التكيف المرن مع الطبيعة والكون * وفي النفس الوقت فإنه متوافق مع الطرق السابقة في تناول الطعام .
وتمنياتي لكم بحياة مليئة بالسعادة والحب والأمل والتفاؤل والصحة الدائمة