توجد العديد من المقابر لجيوش الترك في بلاد قبيلة بني شهر .
وقد برز العديد من الامراء والشيوخ والفرسان من قبيلة بني شهـــر في تلك الحقبة الزمنية ممن سطروا الامجاد والبطولات و من أشهرهم :-
الأمير/ محمد بن دهمان الشهــــري
الفارس / ناصر بن محمد بن دهمان الشهـــري
الشيخ / غــــرم العسبلي .
الشيخ / فـــراج بن سعيد العسبلي .
الشيخ / شــبيلي بن محمد العريفي .
الفارس / عبدالرحمن بن دعبش الوليـــدي .
ومن المعلوم ان اقليم عسير كان اكثر اقاليم الجزيرة العربية
تعرضا لغزو الاتراك لسببين :
1/ مساندة امراء عسير في ذلك الوقت لأمراء الدولة السعودية الاولى.
2/قوة القبائل في عسير وتعددها .. وكثرة الخيرات في ذلك الوقت .
ففي عام 1207 هـ قاد الامير غرم بن سعيد العسبلي الشهـــري
جيش لمحاربةالقوات التركية وصد الهجوم عن بلاد غامد وزهران ..
ويقال انه قتل من قبيلة رجال المع 800 رجل في تلك المعركة .
وفي يوم الاحد 18/6/1224 هـ كان الامير محمد بن دهمان الشهـــري
مع قبائل بني شهــــر حضرا ً وبدوا ً ضمن جيش قوامه (50) الف مقاتل بقيادة امير عسير عبدالوهاب ابو نقطة * وتقدموا قرب وادي بيش لقتال الشريف حمود ابو مسمار حاكم المخلاف السليماني * ودارت معركة
عنيفة انتهت بهزيمة جيش الشريف حمود .
وفي شوال 1229 هـ
سار الامير محمد بن دهمان الشهـــري ومن معه من قبائل
بني شهر ورجال الحجر في جيش قوامه (10) الالاف مقاتل والذي كلفه الاميرعبدالله بن سعود ال سعود بملاقات جيش محمد علي باشا المكلف من الخليفة التركي حيث حاصروا بخروش بن علاس وقبائله زهران في وادي زهران بجيش قوامه (20) الف وقد حدثت الموقعه قرب حصن بخروش فاقتتلوا قتالا شديدا وانهزم الاتراك والمصريين هزيمة شنيعة وغنموا القبائل اسلحتهم وازوادهم وخيامهم وقتل الكثير من الجيش التركي ولم ينجوا الا من هرب على الخيل .
في عام 1225هـ جهز الاتراك حملة على قبيلة بني شهر بقصد ردعها ..
فأرسل الامير محمد بن دهمان الشهـــري ابنه الفارس البطل ( ناصر ) بجيش كبير من بني شهـــر فتصدوا للقوات التركية في معركة ( لأتانين ) شمال النماص وتمكنوا من طرد الاتراك ودحرهم خائبين ..
يقول الامير محمد بن دهمان في قصيدته المشهوره :
عبا فـي لتانيـن يـــــوم مــشيّـب
نهار التقـى المحمليـن التعيبـــه
نهار الحشاير يلـوف العشايـــر
بطعن وضرب اللجيني وشيبــه
قعدنا ثمانيـن يـوم بـلا مــــــــاء
وننحر من البل و نشرب حليبـه
نصالي ونصلى القنا والحرايـب
ونهوي بشامان مـا نتقـي بــــه
كسرنا العساكر وخذنـا الغنايـم
وخذنا الجمال وخيول ٍ غصيبـه
على ظهر صامل وكامل وغاوي
نـــــرد العـداء صبـح ولا مغيبـه
رجال القبايل على اغلى الذلايل
وكل عــلـى نبتـه نـعـتــــزي بـه
إلى آخر القصيدة ...
ويقول الأمير محمد بن دهمان في قصيدة آخرى :-
أهل القرى ربعـي بعسـر ومســـــرات
جاهم و مسبل و ابن مالـح و بيـروق
قومي مقاديم كل مـا صـار فزعـــــات
مطـرود غايـات الرجاجيـل ملحــــوق
نصبّح عدانـا بالضحـاوي و روحــات
و نرعى البهيم و نجد دام إن به فـوق
نضحّي بترجس و العشـي بالحزيمـات
حتى ربت ترعى بها الشـاه و النـوق
الأرض تجدب و أرضنا ماء و خيـرات
حجاز و تهامة و بيشـة لنـا ســـــوق
لبني شهر في الحرب صولات و جولات
ويا كم ردعنا عصبة الجـور و البـوق
نركـب مهـارٍ طايعـات و عسيــفـــات
ونرد العذيبة و البجيلـة و مـاء روق
و إن صار في الأفلاج صايـح ونبـات
نفزع كمـا فعـل المحبيـن للشــــوق
ناصر ذميري فـي عصيـب المهمـات
الى بـدا للحـرب رايـات و شـــــروق
وندرا الخطأ مـا دام قـدرٍ و شيمـات
و نعطي حقوق الجار و الضيف مسبوق
وإن كان في الأطراف بيع ٍ و شريـات
قمنـا بـرد الفعـل و الكيـل مطبــــــوق
نشـرب دلال البـن صفـر المصبـات
و ننطح رجال ٍ عندهـم للوفـاء ذوق
يـا ناشـد ٍعنـا بـــــالأيـدي عـلامـات
سيوف و رمـاح ٍ و بـارود مسحـوق
يبشر بنا الداعي إلـى شـب غـارات
يبشر بجيش ٍ مثـل رعـد ٍ و بـاروق
حرابنـا يصبـر لضــــــاحـك و شـمّـات
تشهد لنا حظوه و ظهيـاء و هبـروق
راعي الغنم يرعى و يسرح و قد بـات
في نجد و النصباء و ليت الصحن فوق
ولا فزعـنـا الا بـعـد سـبــــــــــع زلات
منع ٍ و نهب و شيء من المال مسروق
ما قال بن دهمـان مـا فيـه ميــــــلات
وأنا على عهدي مع الشيـخ موثـوق
و قــــــــــايل ٍ كن بـن دهمـان قـد مـات
مطــــرود غايـات الرجاجيـل ملحــــوق
في عام 1233 هـ جاءت قوات بقيادة محمد علي باشا الى جنوب الطائف
لمقابلة جيش الامير عبدالله بن سعود ال سعود وشاركت معظم قبائل عسير
في هذة المعركة ( معركة وادي بسل ) .
في عام 1250 هـ جاءت قوات كبيرة من الاتراك الى مدينة تنومة بني شهـــر
لمحاصرة الأمير محمد بن دهمان وقد تمكنوا من اقتحام قلاعه وحصونه واحراقها ولكن الامير محمد بن دهمان استطاع ان يفلت من قبضة الاتراك هو والقليل من مساعديه على ظهور الخيل .. وتقول المصادر انه التجى في جبل منعا الحصين * وفي احدى ايام المعارك انتصر ناصر بن محمد بن دهمان وجيشه على الاتراك وعاد قبل المغرب لجمع الغنائم من ارض المعركة وقد اعد الترك له كمين وتم القبض عليه وإرساله الى اسطنبول حيث اعدم هناك رحمه الله ...
يقول الأمير محمد بن دهمان في قصيدته التي رثا فيها ابنه ناصر وقد وصف فيها تفاصيل القبض على ابنه :
يقوله محمـد وطرفـه ســــــــهيـد
وصارت عيونه على النوم غيبه
سهيد علـى ولـد فـات مــــــــنـي
ووخر على الجوف ضو ٍ لهيبـه
أنا انسبت جده فلا بحـث ســــده
فجاء مثل اللشبيل يهاوي ضريبه
عذاب السبايا مقـدي السرايـا
سعود الجماعة نهار الغصيبـه
لعينيك يا ناصـر أنـا مريــــــض
وذا فعل من هو يفـارق حبيبـه
انا منك مثل الذي نهـب مالـه
و ولوّا به الخبـره المستطيبـه
انا منك مثل الذي ساق زرعـه
قدى للصرام ثم لاعـه ضريبـه
ويا ناصر المنع تسلـم يمينـك
وفعلك في القوم كـلٍ دري بـه
ويا ناصر المنع يا غبن عينـي
على شوفتك عقب طول المغيبه
ويا ناصر المنع قد فـات منـي
كما فات صيد الخلا من ضريبـه
إذا جاء ينوشـه بريـع قريـب
إذا هو بالأقصى تعـدى شعيبـه
ويا ناصر المنع قد فـات منـي
وقدني من الحصن عند الزريبـه
وأنا كنت قيدوم شهر ابن نصـرا
بسبعة بيارق على الراس هيبـه
وانا كنت قيدوم من قال حجـري
وعندي من الشور الأعلى صليبه
وانا كنت قيدوم صبيـان غامــــد
وزهران في وقت حرب لهيبــــه
ولو كان ناصر سلم من الخيانة
وصل باب صنعاء ومكة وطيبـه
ولكن تقدم على ظهـــــر غـاوي
نهار الأحد صار للشمس غيبـه
تلقى صفـوف العـدا بالمـنـهـــد
وطايح وصايح وذا مـن يجيبـه
وحين أقفوا القوم قد رد ناصـر
ورمحه وسيفه بالأيدي قطيبـه
ولا يدري ان العدو عاد حولـه
ولفوا عليـه الخيـول النجيبـه
ومن بعد ما راح ناصر صغرنـا
صغارة غريـبٍ بـــــــدارٍ غريبـه
إلى آخر القصيدة ...
...يتبع