بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخترت لك – الحلقة السادسة
دهاة العرب في الاسلام
معاوية بن ابي سفيان ( رضي الله عنه وارضاه ) هو معاوية بن ابي سفيان بن صخر بن حرب بن امية بن عبد مناف القرشي الاموي امير المؤمنين.
ولد قبل الهجرة بخمس عشرة سنة واسلم يوم فتح مكة هو وابوه واخوه يزيد وامه هند وكان عمره ثلاث وعشرون عاما
اتخذه صلى الله عليه وسلم كاتبا بينه وبين العرب* وسوى صلى الله عليه وسلم بين بيت ابي سفيان وبيت الله ( البيت الحرام) عندما قال ( ومن دخل دار ابي سفيان فهو آمن )لذلك هذا شرف عظيم لم ينله احد مثله.
اسلم الكثير من بني امية وعملوا على نشر الاسلام ومد فتوحاته ولهم بلاء حسن في حروب الردة واشتهر امرهم في بلاد الشام وولي يزيد بن ابي سفيان الشام ولما توفي ولي بعده معاوية بن ابي سفيان.
فرض معاوية بن ابي سفيان سلطانه بدهائه وسياسته وتنازل الحسن بن علي رضي الله عنه عن الخلافة لمعاوية بن ابي سفيان بعد ان اجتمع معاوية مع الحسن والحسين في الكوفة لاخذ المبايعة منهما رضي الله عنهم .
حافظ معاوية على اصول الرسول صلى الله عليه وسلم والراشدين في الادارة وما حاد عنها الا فيما قضت به المصلحة ودعا اليه المحيط الجديد كإخراج الادارة من سذاجة البداوة الى بحبوحة الحضارة وما كان يصدر في المهمات الا عن مشورة .
واجه المشكلات التي تعترضه بالحسنى ، وعمل على استمالة القلوب فهو واسع الصدر ووافر الحلم وهو القائل ( لا اضع سيفي حيث يكفيني سوطي ، ولا اضع سوطي حيث يكفيني لساني ولو ان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت ) فهو من الدهاة في الادارة .
لم يكن رجلا عاديا بل زعيما من دهاة العرب.
كان من رجال السياسة ، حليما لا يثور ولا يترك للغضب سبيلا الى نفسه.
كان يفهم الطبيعة البشرية ويعامل كل انسان وكل مجموعة بما يلائمها.
كان يكسب الاعداء الى جانبه بالمال والمنصب فإن لم يستطع استمالتهم فهو اقدر الناس على القضاء المبرم عليهم فلا تقوم لهم قائمة.
إعتمد على دهاة العرب أمثال ( عمرو بن العاص ) ( المغيرة بن شعبة )(زياد بن ابيه ) .
كان حازما سمحا ، عاقلا في دنياه لبيبا عالما حليما ملكا قويا حسن التدبير لامور الدنيا عاقلا حكيما فصيحا بليغا الحلم كان غالبا عليه وكان كريما باذلا للمال محبا للرياسة .
حكم الشام عشرين سنة اميرا وعشرين سنة خليفة ورعيته كانت تحبه محبة شديدة وموافقة له .
نظر ابو سفيان رضي الله عنه الى معاوية وهو غلام فقال إن ابني هذا لعظيم وانه لخليق ان يسود قومه فقالت هند(امه) قومه فقط ؟ ثكلته ان لم يسد العرب قاطبة .
إتسعت الفتوحات الاسلامية في عهد معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه وارضاه اتساعا كبيرا.
قال قوم من قريش : ما نظن ان معاوية اغضبه شيء قط . فقال بعضهم :إن ذكرت أمّه غضب . فقال مالك بن اسماء المنى القرشي – وهي أمه – وانما قيل لها اسماء المنى لجمالها : والله لاغضبنه ان جعلتم لي جعلا . فجعلوا له جعلا، وأتاه وقد حضر الموسم فقال :يا امير المؤمنين ، ما أشبه عينيك بعيني امك ! قال : تلك عينان طالما اعجبتا ابا سفيان ، يابن اخي –خذ جعلك – ولا تتخذنا متجرا . ثم دعا معاوية مولاه سعدا فقال له : أعدد لاسماء المنى دية ابنها ، فإني والله قتلته وهو لا يدري . ورجع الغلام ، فقال له رجل منهم : إن اتيت عمرو بن الزبير فشبهته بأمه فلك ضعفا جعلك فأتاه فقال له : يابن الزبير – ما اشبه وجهك بوجه امك ! فأمر به فضرب حتى مات . فبعث معاوية الى امه بديته وقال : الا قل لاسماء المنى أم مالك فإني لعمر الله اقتل مالكا
معاوية وعمرو بن العاص ( قال معاويه لعمرو : أنت أدهى أم أنا ؟ قال عمرو : أنا للبديهه ، وانت للأناة . قال: كلا . قال عمرو : أدن مني رأسك أسارك . فأدنى رأسه ، فقال عمرو : هذا من ذاك ....هل ههنا احد غيرك !!
والى اللقاء في الحلقة السابعة من اخترت لك – عمرو بن العاص رضي الله عنه .