بسم الله الرحمن الرحيم
(بسم الله الرحمن الرحيم *الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين *إياك نعبد وإياك نستعين *أهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولاالضّالين * )
سميت هذه السورة بفاتحة الكتاب لكون القرآن افتتح بها إذ هي أول ما يكتبه الكاتب من المصحف .
وتسمى فاتحة الكتاب ،و أم الكتاب ،والسبع المثاني ،وسورة الحمد ، وسورة الصلاة والواقية.
وقد ورد في فضلها أحاديث منها: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( الحمد لله ربِّ العالمين هي السبع المثاني و القرآن العظيم الذي أوتيته)البخاري واحمد .
(بسم الله الرحمن الرحيم ): ليست البسملة آية في بداية جميع سوره القرآن ، بل هي فاصلة بين كل سورتين ،ويستحب قرأتها الا في سورة التوبة فيكره.
(الله ) علم لم يطلق على غيره تعالى واصله الإله و كان قبل الحذف يقع على كل معبود بحق أو باطل ثم غلب على المعبود بحق
(الرحمن الرحيم ) اسمان مشتقان من الرحمة والرحمة اشد مبالغة من الرحيم و الرحمن لم يستعمل لغير الله غز وجل
(الحمد لله)الحمد هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري والحمد يكون باللسان فقط أما الشكر فيكون باللسان والقلب والأعضاء، ويكون الشكر مقابل نعمة
أما الحمد فيكون لكمال المحمود ولو في غير مقابل نعمة ، والله تعالى له الحمد والشكر.
(رب العالمين ) الرب : اسم من أسماء الله تعالى ولا يقال في غيره الا مضافا كقولك هذا الرجل رب المنزل ،والعالمون جمع العالم وهو كل موجود سوى الله تعالى والعالم عبارة عمن يعقل وهو أربعة أمم : أنس ،والجن ،والملائكة ،والشياطين
(الرحمن الرحيم ):ولما كان في اتصافه سبحانه وتعالى برب العالمين ترهيب قرنه بالرحمن الرحيم ،لما تضمن من الترغيب ،ليجمع في صفاته بين الرهبة منه والرغبة إليه ،فيكون أعون على طاعته .
(مالك يوم الدين )بفعله وذاته جل جلاله ، ويوم الدين : يوم الجزاء من الرب سبحانه لعباديه ، عن قتادة قال يوم الدين يوم يدين الله العبادة بأعمالهم أي يجازيهم بها
(إياك نعبد وإياك نستعين) نُخصك بالعبادة و بالاستعانة ،لا نعبد غيرك ولا نستعينه ،والعبادة أقصى غايات الخشوع والتذلل و في الشرع عبارة عما يجمع كمال المحبة و الخضوع والخوف ،وقدّمت العبادة على الاستعانة لكون الاولى وسيلة للثانية ، عن ابن عباس في قوله (وإياك نستعين )يعني إياك نوحد ونخاف يا ربنا لا غيرك ، وإياك نستعين على طاعتنا وعلى أمورنا كلها
(أهدنا الصراط المستقيم ) الهداية نوعان:
* هداية توفيق :وهي خاصة بالله تعالى ومنها قوله عز وجل (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء )
* هداية دلالة وإرشاد :وهي للأنبياء وأتباعهم من العلماء و الدعاة ، ومنها قوله وسبحانه وتعالى : (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم )ولاية تدل على النوعين لأن الله هو الموفق للخير ،وهو الذي أرسل الرسل ليدلون عليه ،والصراط المستقيم لغة : الطريق الذي لا أعوجاج فيه والمراد طريق الإسلام .
(صراط الذين أنعمت عليهم )هم المذكورون في قوله تعالى ( ومن يطع الله والرسول فأوليك مع الذين أنعم الله عليهم من النّبيّين والشهداء والصالحين وحسن أوليك رفيقاً )
(غير المغضوب عليهم) هم اليهود : وذلك لانهم علموا الحق فتركوه و حادوا عنه على علم ، فاستحقوا غضبا الله ، أخرجه أحمد وابن ماجه عن النبي .
صلى الله عليه وسلم قال(ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين ) .
(ولا الضالين)هم النصارى حادوا عن الحق جهلاً ، فكانوا على ضلال مبين في شأن عيسى عليه السلام .
ومعنى أمين :اللهم أستجب لنا .
اللهم أغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات